خطأ لاهوتي أن نطلق على مريم ويوسف ويسوع مصطلح (العائلة المقدسة)

[walaa farouk]

معروف أن يوسف النجار عندما خطب العذراء مريم كان أرملاً وشيخاً وكان لديه العديد من الأبناء
.. ولم يكن شاب صغير السن كما تظهره بعض الأيقونات الخاطئة ...

وكان الزواج حسب التقليد اليهودي يتم على مرحلتين:
خطبة ثم زواج. فبعدما تتم بعض الترتيبات المالية يخطب العروسان في بيت العروس.

الخطبة عند اليهود تشبه موضوع "كَتْب الكتاب" عند الإخوة المسلمين
، وتعطي للخطيب كل حقوق الزوج الشرعية فيما عدا العلاقة الزوجية الجسدية:
لذلك يقول الكتاب عن يوسف أنه رجلها وعن العذراء أنها امرأته: "فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً،
وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ
، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ
. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (إنجيل متى 1: 19، 20).

وهي ليست كالخطبة العادية عند المسيحيين أو المسلمين،
بل هي بمثابة زواج، ويجب أن تمر فترة زمنية حتى يسكنا معاً ويعرفا بعضهما
. وهذا هو الوضع الذي حملت فيه العذراء بالمسيح.

وعادة الكتاب المقدّس أن يعطي لقب امْرَأَةَ للمخطوبات.
هذا ما يؤكّده المثل التالي من سفر التثنية: "إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ
، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا
، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا
. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ
. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ" (سفر التثنية 22: 23-24).

فإن حملت المخطوبة عند اليهود لا يعتبر هذا زنا بل مخالفة اجتماعية بسيطة
. فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمي بأقصى سرعة.

فقد يسأل البعض "كيف خُطبت السيدة العذراء مريم إلى القديس يوسف النجار بالرغم
من أنها نذرت البتولية؟ ولماذا خُطِبَت إلى شيخ كبير السن كالقديس يوسف النجار؟".

إن العذراء مريم عندما بلغت من العمر 12 سنة (وهو العمر الذى ينبغي أن تترك فيه الهيكل)
، أشار الملاك على زكريا الكاهن ليجمع بعض شيوخ يهوذا ويكتب على كل عصا اسم صاحبها
والعصا التي تظهر منها علامة يكون صاحبها هو المختار خطيباً لمريم.
وعندما فعل زكريا ذلك جاءت حمامة واستقرت على عصا يوسف فسلم زكريا مريم إليه.

ثم ظهر الملاك جبرائيل لمريم العذراء وبشرها بأنها ستلد السيد المسيح
وأعلمها أن أليصابات هى أيضاً حبلى, فذهبت مريم إلى بيت زكريا فى مدينة يهوذا
حيث مكثت هناك ثلاثة أشهر (لو 1: 26-56).
ولما عادت مريم إلى الناصرة ورآها يوسف حبلى –
وحيث أنه إنسان تقي – فلم يقبل أن تستمر هذه الخطبة ولكنه في نفس الوقت هو رجل بار حنون،
لذلك لم يُرد أن يشهرها ويعلن في الهيكل أنه ليس والد هذا الطفل
وهكذا أصبح في حيرة إلى أن توصل أن أفضل الحلول التي أمامه أن يطلِّقها سراً
بدون أن يعرف أحد سبب هذا الطلاق ولكن الله الرؤوف أرسل له ملاك فى حلم
وأعلمه أن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس وأنها عذراء
وفيها تتم النبوات وفي الحال آمن يوسف ونفذ ما قاله الملاك إذ يقول الكتاب:
”فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته” (مت 1: 18-24).

فهي قد خُطِبَت للقديس يوسف النجار لكي يحفظها في بيتِه وليس لكي يتزوّجها كزوجة.
بدليل أنها قالت: "لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا" (إنجيل لوقا 1: 34).
وقد كانت فتاة يتيمة ليس لها أقارب تعيش بينهم، وكانت في السابق تُرَبّى في الهيكل،
والبنت في الهيكل تُربى إلى سن معينة، ثم تترك الهيكل..
فلهذا أصبحت في حِفظ رجلٍ كبير السن هو يوسف النجار.

-- لماذا لم يأتي الرب يسوع من عذراء بلا خطوبة ؟؟
لقد بشر الملاك جبرائيل مريم أنها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر
وإنها ستلد القدوس، فماذا كان سيحدث عندما يجدها الناس حامل وهي غير متزوجة؟

-- الإجابة:
توجيه تهمة الزنا لها، وتُرجَمْ حتى الموت حسب الشريعة.
لذلك استخدم الله يوسف النجار كستار للعذراء مريم لحمايتها من اليهود
فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل.

وكما سبق أن يوسف لما أراد تخلية العذراء سراً قال له الملاك:
"لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك.."، من هذا نفهم أن مجرد الخطبة عند اليهود يجعل الزيجة
قائمة أمام الشرع، ولو حدث تَعّدٍ أدبيٍّ وحدوث معاشرة بين الخطيبين
فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمي بأقصى سرعة.

مما سبق يتضح أن علاقة مريم ويوسف البار لم تكن علاقة زوجية حقيقية
لذلك فالكنيسة الأرثوذكسية لا تستخدم لفظ (العائلة المقدسة)
لأنه تعبير خاطئ أرثوذكسياً ولاهوتياً طبقاً لعقيدتنا.
ولأنه رغم خطوبة العذراء مريم من يوسف إلا أنهم لم يكونا معاً كزوجيَن حقيقييَن
بل كان زواجاً كستارٍ للعذراء لحمايتها من الرجم في حالة ظهور علامات الحمل عليها.
وظلت مريم عذراء حتى آخر يوم في حياتها .. ولم تعرف أي رجل أو تنجب أي أطفال آخرين.

أما فيما يخص أيقونة الهروب ...فالأرثوذكسية تطلق عليها اسم أيقونة الهروب إلى مصر
بدون إضافة مصطلح العائلة المقدسة للإسم. أي من الخطأ أن نقول (أيقونة هروب العائلة المقدسة إلى مصر).

[Mary Naeem]

ربنا يباركك

شكرا على المعلومات

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى