ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تصنع البر؟ فمتى صنعت صدقة فلا تُصوِّت قدامك بالبوق، كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة، لكي يُمجَّدوا من الناس ( مت 6: 2 ) الكلمة ”مُرائي“ في اللغة اليونانية التي كُتب بها العهد الجديد تعني ”ممثل“. فالمرائي المتظاهر بالتقوى لكنه مُنكر لقوتها إنما هو يمثل دور التقي ليس إلا. إنه يعتبر كل العالم مسرحًا، وهو يقوم بالتمثيل فيه، إنه لا يظهر قط في شخصيته الحقيقية بل المُصطنعة، إنه يرتدي قناعًا يخفي تحته شخصيته الحقيقية، مع هذا الفارق الجوهري بينه وبين الممثل؛ فالممثل على المسرح لا خطورة منه، فكل الناس تعرف أنه مجرد مُمثل، أما المرائي فإنه يحاول أن يخدع الناس وذلك بالظهور أمامهم وهو يمارس صور العبادة المختلفة من صَدَقة (ع2) أو صلاة (ع5) أو صوم (ع16). ولقد استخدم الرب في هذا الجزء صورتين مجَازيتين ليوضح لنا فكره: أولاً. التصويت بالبوق، للكناية عن المشغولية بجذب أنظار الناس، لكنه يستطرد إلى ما هو أبعد وأعمق من ذلك فيقول ما معناه: ليس فقط لا تعلن عملك للآخرين، بل أيضًا لا تعلنه لنفسك. وكأنه ـ له المجد ـ بعد أن حذرنا من السعي إلى نوال مديح الناس، يحذرنا أيضًا من الإعجاب بالذات فيقول: «وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتُك في الخفاء» (ع3، 4). والشمال واليمين لهما بالإضافة إلى معناهما المباشر الظاهري معنى أبعد. فاليد اليمين هي العضو الذي به نعمل الأعمال، أما الشمال فهو مكان القلب. فالرب إذ يقول لا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك، كأنه يقول لنا: لا تَدَع قلبك يُعجب بما تفعل. فهناك أشخاص، مع أنهم لا يعملون برهم أمام الناس، ليمدحهم الغير، إلا أنك تجدهم، بينهم وبين أنفسهم، مُعجبين بما فعلوا. ويُخبرنا الكتاب المقدس عن واحد من هؤلاء هو عوبديًا الذي على قصر أخآب. لقد عمل الخير في الخفاء مع أنبياء الرب، ويبدو أنه كثيرًا ما عرفت شماله ما فعلت يمينه، فإنه ما أن التقى بإيليا رجل الله حتى قال له: «أ لم يُخبَر سيدي بما فعلت حين قَتَلَتْ إيزابل أنبياء الرب، إذ خبأت من أنبياء الرب مئة رجلٍ ... وعُلتُهم بخبزٍ وماءٍ» ( 1مل 18: 13 ). لكن الرب يقول هنا لا تدع الناس ينشغلون بما فعلت، ولا تنشغل أنت به، بل لتكن صدقتك في الخفاء فتبرهن بذلك على أنها بدافع شفقة حقيقية على النفوس المحتاجة، ورغبة مُخلِصة لإرضاء الله وحده. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|