رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ناظر الإله الإنجيلي كاروز الديار المصرية مرقس الرسول القديس والشهيد مرقس البشير استخدم الله عبده مرقس في كتابة السفر الثاني من العهد الجديد انجيل مرقس ليصف خدمة سيده الرب يسوع المسيح ويظهر المسيح في الإِنجيل الذي دوَّنه مرقس بمظهر المُخَلّصِ الذي جاء ليفدي الإِنسان. فبدافع محبته الفائقة، نراه ينهمك في أَعمال الرحمة؛ فيسدُّ حاجة الإِنسان، ويخفِّف من أَحزانه، ثم يبذل نفسه فدية عنه. ومن هنا تركيز مرقس على معجزات المسيح أكثر من تركيزه على تعاليمه. وينتهي هَذا الإِنجيل إلى الحديث عن نهاية الزمان وما سيحدث عند رجوع المسيح ثم يسرد الأَحداث المتعلِّقة بآلام المسيح وموته وقيامته وصعوده إلى المجد، ويؤكِّد على مساندة المسيح لتلاميذه فيما هم ينشرون البشارة في العالم أَجمع. مطلع انجيل مرقس بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله كما هو مكتوب في الانبياء. ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيّئ طريقك قدامك. صوت صارخ في البرية اعدّوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. وخرج اليه جميع كورة اليهودية واهل اورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الاردن معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه ويأكل جرادا وعسلا بريا. وكان يكرز قائلا يأتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني واحل سيور حذائه. انا عمدتكم بالماء واما هو فسيعمدكم بالروح القدس وفي تلك الايام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنا في الاردن. وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه. وكان صوت من السموات. انت ابني الحبيب الذي به سررت وللوقت اخرجه الروح الى البرية. وكان هناك في البرية اربعين يوما يجرب من الشيطان. وكان مع الوحوش. وصارت الملائكة تخدمه وبعدما اسلم يوحنا جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالانجيل وفيما هو يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان واندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر. فانهما كانا صيادين. فقال لهما يسوع هلم ورائي فاجعلكما تصيران صيادي الناس. فللوقت تركا شباكهما وتبعاه. ثم اجتاز من هناك قليلا فرأى يعقوب بن زبدي ويوحنا اخاه وهما في السفينة يصلحان الشباك. فدعاهما للوقت. فتركا اباهما زبدي في السفينة مع الأجرى وذهبا وراءه ثم دخلوا كفرناحوم وللوقت دخل المجمع في السبت وصار يعلم. فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلّمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة. وكان في مجمعهم رجل به روح نجس. فصرخ قائلا آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. انا اعرفك من انت قدوس الله. فانتهره يسوع قائلا اخرس واخرج منه. فصرعه الروح النجس وصاح بصوت عظيم وخرج منه. فتحيروا كلهم حتى سأل بعضهم بعضا قائلين ما هذا. ما هو هذا التعليم الجديد. لانه بسلطان يأمر حتى الارواح النجسة فتطيعه. فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل ولما خرجوا من المجمع جاءوا للوقت الى بيت سمعان واندراوس مع يعقوب ويوحنا. وكانت حماة سمعان مضطجعة محمومة. فللوقت اخبروه عنها. فتقدم واقامها ماسكا بيدها فتركتها الحمّى حالا وصارت تخدمهم. ولما صار المساء اذ غربت الشمس قدموا اليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. فشفى كثيرين كانوا مرضى بامراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ولم يدع الشياطين يتكلمون لانهم عرفوه وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلّي هناك. فتبعه سمعان والذين معه. ولما وجدوه قالوا له ان الجميع يطلبونك. فقال لهم لنذهب الى القرى المجاورة لاكرز هناك ايضا لاني لهذا خرجت. فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويخرج الشياطين فأتى اليه ابرص يطلب اليه جاثيا وقائلا له ان اردت تقدر ان تطهرني. فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له اريد فاطهر. فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر. فانتهره وارسله للوقت وقال له انظر لا تقل لاحد شيئا بل اذهب أر نفسك للكاهن وقدّم عن تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم. واما هو فخرج وابتدأ ينادي كثيرا ويذيع الخبر حتى لم يعد يقدر ان يدخل مدينة ظاهرا بل كان خارجا في مواضع خالية وكانوا يأتون اليه من كل ناحية ثم دخل كفرناحوم ايضا بعد ايام فسمع انه في بيت. وللوقت اجتمع كثيرون حتى لم يعد يسع ولا ما حول الباب. فكان يخاطبهم بالكلمة. وجاءوا اليه مقدمين مفلوجا يحمله اربعة. واذ لم يقدروا ان يقتربوا اليه من اجل الجمع كشفوا السقف حيث كان وبعدما نقبوه دلّوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعا عليه. فلما رأى يسوع ايمانهم قال للمفلوج يا بنيّ مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف. من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه انهم يفكرون هكذا في انفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيّما ايسر ان يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك. أم ان يقال قم واحمل سريرك وامش. ولكن لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك اقول قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجّدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط. ثم خرج ايضا الى البحر. وأتى اليه كل الجمع فعلّمهم. وفيما هو مجتاز رأى لاوي بن حلفى جالسا عند مكان الجباية. فقال له اتبعني. فقام وتبعه. وفيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين والخطاة يتكئون مع يسوع وتلاميذه لانهم كانوا كثيرين وتبعوه. واما الكتبة والفريسيون فلما رأوه يأكل مع العشارين والخطاة قالوا لتلاميذه ما باله يأكل ويشرب مع العشارين والخطاة. فلما سمع يسوع قال لهم. لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى. لم آت لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون. فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين واما تلاميذك فلا يصومون. فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان يصوموا والعريس معهم. ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا. ولكن ستأتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام. ليس احد يخيط رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق وإلا فالملء الجديد ياخذ من العتيق فيصير الخرق اردأ. وليس احد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فالخمر تنصب والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرا جديدة في زقاق جديدة واجتاز في السبت بين الزروع. فابتدأ تلاميذه يقطفون السنابل وهم سائرون. فقال له الفريسيون. انظر. لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل. فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه. كيف دخل بيت الله في ايام ابيأثار رئيس الكهنة واكل خبز التقدمة الذي لا يحل اكله إلا للكهنة واعطى الذين كانوا معه ايضا. ثم قال لهم السبت انما جعل لاجل الانسان لا الانسان لاجل السبت. اذا ابن الانسان هو رب السبت ايضا ثم دخل ايضا الى المجمع. وكان هناك رجل يده يابسة. فصاروا يراقبونه هل يشفيه في السبت. لكي يشتكوا عليه. فقال للرجل الذي له اليد اليابسة قم في الوسط. ثم قال لهم هل يحل في السبت فعل الخير او فعل الشر. تخليص نفس او قتل. فسكتوا. فنظر حوله اليهم بغضب حزينا على غلاظة قلوبهم وقال للرجل مدّ يدك. فمدها فعادت يده صحيحة كالاخرى. فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه فانصرف يسوع مع تلاميذه الى البحر وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية ومن اورشليم ومن ادومية ومن عبر الاردن. والذين حول صور وصيدا جمع كثير اذ سمعوا كم صنع أتوا اليه. فقال لتلاميذه ان تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع كي لا يزحموه. لانه كان قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والارواح النجسة حينما نظرته خرّت له وصرخت قائلة انك انت ابن الله. واوصاهم كثيرا ان لا يظهروه ثم صعد الى الجبل ودعا الذين ارادهم فذهبوا اليه. واقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا. ويكون لهم سلطان على شفاء الامراض واخراج الشياطين. وجعل لسمعان اسم بطرس. ويعقوب بن زبدي ويوحنا اخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس اي ابني الرعد. واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي. ويهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه. ثم أتوا الى بيت. فاجتمع ايضا جمع حتى لم يقدروا ولا على اكل خبز. ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لانهم قالوا انه مختل. واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا ان معه بعلزبول. وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين. فدعاهم وقال لهم بامثال كيف يقدر شيطان ان يخرج شيطانا. وان انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة ان تثبت. وان انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت ان يثبت. وان قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر ان يثبت بل يكون له انقضاء. لا يستطيع احد ان يدخل بيت قوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ ينهب بيته. الحق اقول لكم ان جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. ولكن من جدّف على الروح القدس فليس له مغفرة الى الابد بل هو مستوجب دينونة ابدية. لانهم قالوا ان معه روحا نجسا فجاءت حينئذ اخوته وامه ووقفوا خارجا وارسلوا اليه يدعونه. وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك. فاجابهم قائلا من امي واخوتي. ثم نظر حوله الى الجالسين وقال ها امي واخوتي. مرقس 1: 1-3: 34 المواضع التي ذُكر فيها مرقس في العهد الجديد الكتاب المقدس اعمال 12: 12 ثم جاء وهو منتبه الى بيت مريم ام يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلّون اعمال 12: 25 ورجع برنابا وشاول من اورشليم بعد ما كمّلا الخدمة واخذا معهما يوحنا الملقب مرقس اعمال 15: 37 فاشار برنابا ان يأخذا معهما ايضا يوحنا الذي يدعى مرقس اعمال 15: 39 فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الآخر. وبرنابا اخذ مرقس وسافر في البحر الى قبرس كولوسي 4: 10 يسلم عليكم ارسترخس المأسور معي ومرقس ابن اخت برنابا الذي اخذتم لاجله وصايا. ان أتى اليكم فاقبلوه 2 تيموثاوس 4: 11 لوقا وحده معي. خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة فيلمون 1: 24 ومرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معي 1 بطرس 5: 13 تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني |
21 - 07 - 2012, 09:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
مرقس " خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لى للخدمة" ( 2تى 4 : 11) فى واد جميل فى إيطاليا ، يعد من أجمل وديان العالم ، حيث المناظر الجميلة الرائعة الخلابة، كان الزائرون يستمتعون بأبهج مناظر الطبيعة هناك ، ولم يكن ما يشوش المنظر سوى كتلة صخرية صماء رابطة على تل يشرف على الوادى ، وقد مر الكثيرون بالمكان ، وقد ضاقوا بها، وتأذوا من منظرها ، إلا شاب فى شرخ الشباب ، تعود أن يذهب إليها ، ويطيل النظر ، ثم يعود إلى بيته ، وبعد بضع زيارات حمل إزميله وبدأ يعمل فيها ، وبعد فترة صنع من الكتلة تمثالا رائعاًلملاك يحنو على الوادى ويرفرف بجناحيه ، وتحول المنظر الكئيب إلى أبهج منظر يتوج التل والوادى معاً ، كان هذا الشاب هو المثال الإيطالى العظيم مايكل أنجلو !! .. كان يوحنا مرقس فى لحظة من اللحظات أشبه بهذه الصورة المشوهة ، حتى لمسته اليد العظيمة التى تصنع من حياتنا أوان للكرامة ، ونجح الفخارى الأعظم ، فى أن يصنع من الشاب الذى لفظه بولس ، ورأى أنه لن يصلح للخدمة قط ، .. ولكن رأى بولس لا يمكن أن يضيع نعمة اللّه وإحسانه ورحمته وحبه ، ونجح الشاب ، وسر بولس بخطأ تصوره ، وأكذوبة تفكيره ، فى الشاب الذى نجح بعد الفشل الذريع ، وعاد إلى موقعه من المعركة ، حيث لم يرتد قط إلى الوراء ، وذهب شهيداً ، وعلى الأغلب فى الاسكندرية حيث قضى الجزء الأخير من حياته فى بلادنا ، وقد أخذ بولس بالحياة العظيمة للشاب ، وكان فى حاجة إليه ، إذا به يقول لتلميذه تيموثاوس: «خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع لى للخدمة » ... هذه هى القصة التى أرجو أن نتأملها ، وعلى وجه الخصوص لأن صاحبها يمثل الفرصة الثانية التى يعطيها اللّه فى العادة لنا نحن المتعثرين فى الطريق لننهض بعد الكبوة التى كثيراً ما تلحق بالكثيرين منا . وهنا نحن نراه فيما يلى :مقدمة مرقس ومن هو ؟؟ إن الاسم « مرقس » لفظ لاتينى يعنى « مطرقة » ... ويبدو أن هذه المطرقة كانت من النوع الكبير وليست ما يطلق عليه « مرسيليوس » أو المطرقة الصغيرة ، وقد أعطى له هذا الاسم إلى جانب اسمه اليهودى يوحنا ، كما أخذ بولس اسمه إلى جانب شاول ، ... والاسم يشير إلى القوة التى تمكنت فى حياة هذا الرجل فيما بعد ، حتى أصبحت حياته كالمطرقة التى تحطم الوثنية والشر بين الأمم الذين ذهب إليهم ، .. وكان الرومان يسمون أولادهم كثيراً بالاسم مرقس ، وعلى وجه الخصوص كانوا يعطون هذا الاسم للابن البكر ، وكان شيشرون الخطيب الرومانى الأشهر يسمى « مرقس توليوس شيشرون » إذ كان الابن البكر فى عائلته ، ... وإن كنا لا نعرف اسم أبى مرقس ، لكننا نعرف أن أمه كانت تدعى مريم ، وأنها كانت من الشخصيات القوية التى أخذت مركزاً ممتازاً فى الكنيسة المسيحية الأولى ، وكان بيتها فى أورشليم على الأغلب ، البيت الذى صنع فيه المسيح الفصح مع التلاميذ ، والمكان الذى ألف التلاميذ أن يلتقوا فيه ، ويظن أن فيه أيضاً ولدت الكنيسة الأولى يوم الخمسين ، وهو البيت الذى ذهب إليه بطرس بعد أن أخرجه الملاك من السجن إذ كان كثيرون مجتمعين هناك للصلاة ، والظاهر من ذلك أن يوحنا وأمه كانا على جانب ليس بقليل من الثراء ، إن لم يكونا غنيين ، فلابد وإن الأم كانت كأخيها برنابا الذى باع حقله وقدم ثمنه للرسل ، .. ويقول البعض إن الشاب وقد كان من سبط لاوى ، كان يمارس الخدمة ككاهن ، .. على أنه لا يستطيع أحد أن يقطع بكيفية تجديد الشاب ، هل تجدد فى أثناء خدمة المسيح ، وهل كان للعشاء الربانى فى بيته ، وبينما كان التلاميذ هناك تم القبض على السيد ، ثم ما أعقب ذلك من الصلب ، والقيامة اثارها فى حياته !! ؟ أم أنه جاء إلى المسيح يوم الخمسين أو بالعشرة مع بطرس فترة من الزمن ؟ ! وهل دعاه بطرس : « ومرقس ابنى » ( 1 بط 5 : 13 ) باعتبار أنه ابنه الروحى الذى ولده فى المسيح أم باعتبار الشركة العميقة التى تربط بين شيخ وشاب أحبا بعضهما البعض حباً عميقاً ، أياً كان الأمر ، فمن الثابت أن الشاب كان مسيحياً مجدداً ، وأنه خرج فى رحلته التبشيرية الأولى مع بولس عام 48 م وكان برنابا خاله رفيق بولس فى تلك الرحلة ، وفى برجة بمفيلية تركهما وعاد إلى أورشليم ، وقد رفض بولس أن يأخذه فى رحلتهما التبشيرية الثانية عام 50 م ، وافترق عن برنابا لهذا السبب ، على أنه عاد فقبله إذ ظهر أنه تغير كثيراً عما كان عليه أولا ، وبقى معه إلى النهاية ، ومن الواضح أنه ذهب إلى رومية ، ... وعندما قال بطرس : « تسلم عليكم التى فى بابل المختارة ومرقس ابنى » ( 1 بط 5 : 13 ) .. ظن البعض أن بابل هنا هى روما بالمعنى الرمزى ، غير أن آخرين يعتقدون أنه لم يكن من داع للرسول بطرس إلى أن يشير إلى رومية بهذا المعنى ، .. وأنه يقصد حقاً بابل التى كان بها جالية يهودية كبيرة ، ويعتقدون أن الرسول قصدها مع مرقس ابنه ، ... ومن المرجح أن مرقس وهو يكتب إنجيله ، الذى يعتقد أنه أقدم البشائر الأربع ، استقى الكثير من معلوماته من بطرس نفسه ، وقد تواترت شهادات ايرانيوس وترتليانوس وجيروم بذلك، ... وقد كتب جيروم يقول : « كان القديس مرقس مترجماً للرسول بطرس ، والأسقف الأول لكنيسة الاسكندرية وقد جمع الحقائق ، التى تلقنها من وعظه ، وضمنها الإنجيل بحسب الحق الذى تضمنته مواعظ بطرس وليس بترتيب الزمن الذى وقعت فيه » .. وقال أوغسطينوس إن نهج مرقس كان أكثر تركيزاً مما جاء فى متى ، مما تلقنه من الرسول بطرس ، ولأجل ذلك جاءت المعلومات الكثيرة فى إنجيله أكثر تركيزاً مما جاء فى إنجيل متى الذى اهتم بعرضها وشرحها !! .. وقد سر الرسول بطرس بالإنجيل الذى كتبه مرقس ، وطلب أن يقرأ - على ما يقول جيروم - فى الكنائس ، وقد حمل إنجيله إلى الإسكندرية حيث أسس الكنيسة المسيحية فيها ، ويقال إنه مات شهيداً بها ، وحمل جسده من الإسكندرية إلى البندقية عام 827 م . على يد بعض التجار المسافرين ودفن هناك وبنيت فوق القبر كنيسة من أجمل وأروع الكنائس فى العالم المسيحى ، وقد أعاد الفاتيكان رفاته منذ سنوات قليلة إلى مصر !! .. ومن المعلوم أن رمزه بين البشائر رمز الثور ، أو رمز القوة التى كان يبهر بها الرومان ، وجاءت المسيحية لتؤكد قوتها وصبرها واحتمالها وشجاعتها !! ..مرقس بين النجاح والفشل انفرد مرقس بالحديث عن القبض على المسيح ، بذكر قصة الشاب الذى كان لابساً ازاراً على عريه ، وكان أشجع من التلاميذ إذ تبع المسيح ، فى الوقت الذى هرب فيه الجميع ، ويبدو أنه كان نائماً أو مقبلا على النوم عندما سمع عن واقعة القبض على السيد ، وهو يمثل خصائص الشباب على أدق الوجوه ، إذ أنه لم يتمهل ليلبس ثيابه ، بل أخذ الازار ولفه على جسده العارى ، وجرى مسرعاً وراء الموكب ، ومن الغريب أن بعض المفسرين كيوحنا فم الذهب اعتقدوا أن هذا الشخص هو يوحنا الرسول ، وآخرون قالوا إنه يعقوب أخو الرب ، ... لكن الرأى الأرجح الذى يأخذ به غالبية المفسرين يتجه إلى أنه يوحنا مرقس نفسه ، وأنه عندما كتب القصة أوردها كما حدثت معه ، واختبرها بنفسه ، والذى يشجع على هذا الاعتقاد ، هو أنها تعطينا صورة طبيعية حقيقية لحياته كشاب بين الاندفاع والتراجع ، بين الإقدام والإحجام على نحو مباغت عنيف ، كما ستراه فيما بعد .، وكما يبدو الشباب فى الأغلب قبل أن تعركهم الحوادث ، وتصلب وتثبت إرادتهم الأيام !! .. وفى الحقيقة أننا لا نحتاج إلى الوقت الطويل مع أى شاب - إذا قورن بالشيخ - لنحركه فى الاتجاه العاطفى الذى ينقله من النقيض إلى النقيض فى سرعة بالغة. كان الشاب طموحاً يعتقد أن اللّه سيساعد طموحه ، ويدفعه إلى النجاح بسرعة مذهلة، وسيعطيه المال الوفير الذى يحقق كل آماله وانتظاراته ، ووضع كل ماله من زراعة الخوخ، وبدأت الأشجار تبشر بمحصول جيد ، مما زاده يقيناً بأن اللّه سيعطيه الكثير من الخير،... ولكنه صدم ذات يوم بنزول الصقيع الشديد الذى أتلف كل المحصول،... وتغيب الشاب عن الاجتماعات الكنسية التى لم يتعود من قبل أن يهملها أيام الآحاد ، .. فذهب القسيس ليسأل عنه ، إذا به يواجهه بثورة عارمة قائلا : إنه لا علاقة له بالإله الذى يتلف بستانه بالصقيع ، وصمت القسيس برهة ثم قال : اللّه يحبك أكثر مما يحب الخوخ ، فإنه يعلم أن الخوخ قد يكون أفضل بدون الصقيع ، ولكنه يعلم أيضاً أنك قد تكون أفضل بالصقيع !! .. مرقس الفاشل كانت نقطة الفشل البارزة فى حياة مرقس ما حدث عند برجة عاصمة بمفيلية فى جنوب آسيا الصغرى ، وكان ذلك فى أثناء رحلة بولس التبشيرية الأولى ، فبعد أن سار مرقس مع بولس وخاله برنابا فى هذه الرحلة ، وبعد أن ربحوا سرجيوس بولس وإلى قبرس ، وركبوا البحر متجهين نحو آسيا الصغرى رجع مرقس إلى أورشليم رافضاً الاستمرار مع الرسولين ، ولم يفصح الكتاب عن السبب ، ولكن بولس صدم فى الشاب صدمة قاسية ، .. فهل رجع مرقس لما رأى من هول االصعاب والمتاعب لأن برجة عاصمة بمفيلية تقع فى بقعة منخفضة واطئة تنتشر فيها الأمراض والحميات ، ويرجح بروفسور رامسى أن بولس نفسه أصابته حمى الملاريا فى هذه البقعة ، وخلفت له شوكة الجسد التى ناء بها ، والرحلة من برجة إلى أنطاكية كانت من أشق وأخطر الرحلات لصعوبة المواصلات ، وكثرة اللصوص ، والمرتفعات والمنخفضات التى كانت تواجه المسافرين ، وعندما يصل المسافر إلى أنطاكية بيسيدية كان عليه أن يصعد إلى المدينة التى ترتفع عن سطح البحر أربعة آلاف قدم ، وكانت واحدة من ست عشرة مدينة بناها سيلوقس الأول ودعاها جميعاً باسم أبيه ، ... وعلى أية حال فالتعب والجهد والمنخفضات والمرتفعات والأوبئة والأمراض ، واجهت الشاب الغض ، ولعلها ردته عن الخدمة ، وهو كما نعلم الشاب الثرى الذى تعود الفراش الوثير والحياة الناعمة ، ولم يألف الجبال ،البحار والمخاطر أو المتاعب ، ... وما أكثر الذين تراجعوا عن الخدمة لما واجهوا من متاعب أو مشقات أو صعاب !! ... وربما كان السبب حب الوطن والحنين إليه ، ولعلها كانت المرة الأولى التى فارق فيها أمه ، وافتقد فيها حبها وأحضانها !! .. وما أكثر ما ضعف الخدام الكثيرون عندما كان عليهم أن يتركوا بلادهم إلى أوطان غريبة ، دون رجاء فى عودة أو أمل فى رجوع ، ... على أن البعض يعتقد بأن مرقس رفض التقدم إلى الأمام لأنه ضاق بتقدم بولس على خاله برنابا ، ... أليس برنابا هو الأسبق ، وهو الذى شجع بولس نفسه وفتح أمامه الطريق ، ... وها بولس يظهر فى الرحلة متقدماً على خاله ، ومبرزاً عليه كقائد للرحلة ومن فيها ، ... وهو لا يستطيع كشاب غيور على خاله ، وعلى مركزه ، أن يقبل مثل هذا الوضع ، ... وعلى أية حال أياً كان السبب ، فمن الواضح أن بولس استاء بعمق من هذا التصرف وتمكن فى ذهنه وقلبه ، أن هذا الشاب لن يصلح مرة أخرى للخدمة ، ... ولكننا نشكر اللّه لأنه حتى تصور بولس لا يصلح أمام نعمة اللّه قياساً للفشل أو النجاح فى الحياة !!مرقس الناجح أما كيف تحول مرقس من الفشل القاسى إلى النجاح العظيم ، فتلك قصة تروى ، ولعلنا نستطيع أن نراها من الزوايا التالية :مرقس ودرس بولس وحق لكلوبس تشابل أن يرى بولس الذى بدا كما لو أنه عقبة فى سبيل نهوض الشاب ، سبباً فى قيامه على قدميه ، إذ أن يوحنا مرقس كان أدنى إلى الشاب الناعم الذى يخرج من بيته والملعقة الذهبية ملتصقة بفمه ، والثوب الناعم ينساب على جسده ، وكانت تعوزه - إلى حدبعيد - حياة الخشونة والرجولة التى لا يمكن أن تكون فى الهدوء والدعة والأمن وكانت ثورة بولس فى رفضه لقبوله رغم حبه وإعزازه لبرنابا ، ورغم حنانه ولطفه كإنسان مسيحى ، سبباً فى أن يتنبه الشاب إلى حقيقة موقفه ، ... كانت جروح المحب التى أحدثها فيه ، أفضل من أية قبلات غاشة ومخادعة، يمكن أن تقضى على مستقبله وخدمته ، .. كان من رحمة اللّه بمرقس ، أن قسا بولس عليه ، .. فى قصة مثيرة عن الحرب العالمية الأولى ، إن ثلاثة من الشباب الضباط الإنجليز فى إحدى الكتائب كانوا يتأهبون لدخول المعركة ، عندما بدا واحد منهم فزعاً مرتاعاً خائفاً من الحرب ، وقد استطاع عن طريق أبيه الذى كان من الرجال ذوى النفوذ السياسى أن يتخلف عن المعركة ، وينجو من دخول الحرب ، ... وذهب الشاب إلى ايرلندا ، حيث خطب لنفسه فتاة حلوة جميلة ، وتأهب للزواج ، ... وبينما كان الشاب وخطيبته فى جلسة يتضاحكان جاء رجل البريد يحمل صندوقاً صغيراً استلمه ، وإذ فتحه وجد فيه ريشتين صغيرتين بيضاوين، فضحكت الفتاة للمنظر ، واستفسرت منه عما تعنيان ، وكان الشاب أميناً فأخبرها بالقصة، وكيف أن زميليه فى الجيش أرسلا له الطرد ، كتعبير عن جبنه وتخلفه عن المعركة ، وتلاشت بسمة الفتاة، وامتلأ وجهها بالجد ، وأخذت من قبعتها ريشة مماثلة ، وضمتها إلى الريشتين ، وتركته وخرجت ، .. فامتلأ الشاب من الخزى والعار ، ... ثم وقف قليلا متأملا ، وسرعان ما ذهب إلى لندن ، وهناك دخل الجيش تحت اسم مستعار ، وما هى إلا أسابيع قليلة حتى وجد نفسه فى الكتيبة القديمة التى كان قد خرج منها ، .. واحتدمت المعركة ذات ليلة ، ولم يعد أحد زميليه ، وإذ به يسأل قائده أن يذهب بحثاً عن الرجل ، .. وحاول القائد أن يمنعه دون جدوى مؤكداً له أنه يغامر بذلك بحياته ، ولكنه إذ أصر سمح له بالذهاب ، وعاد يحمل الضابط الجريح الذى قال له: ياتوم أنا أعلم أنه كان لابد لك من العودة ، لأنك لا يمكن أن تكون جباناً ، وسرعان ما أخرج توم ريشة من الثلاث وسلمها لزميله فأخذها بيده وقبض عليها ، وهو يحتضر، ومات وهى فى يده،... وفى هجمة من الهجمات أصيب زميله الثانى بشظية ، وكان يصرخ طالباً الماء،... ولم يكن مع توم سوى القليل منه ، فأسرع وأعطاه لزميله الذى شربه إلى آخر نقطة، وإذ بدأ الجريح ممنوناً أسرع توم وأخرج الريشة الثانية وأعادها إلى زميله الذى أخذها بحب وفرح ، ... وإذ عاد إلى بلاده مثخناً بالجراح ، خرجت الجماهير تستقبله وزملاءه الأبطال ، وأسرعت إليه فتاة كانت تلبس ثياب الممرضات فى الصليب الأحمر ، فقدم لها صندوقاً ممزوجاً بالطين والدم ، فأخذته ، وفى غرفتها فتحت الصندوق لتجد الريشة الثالثة ، ... لقد تحول الجبان بطلا !! ... وهكذا كان مرقس فى المعركة الأسمى والأعظم ، وكان بولس وهو لا يدرى عاملا فى عودة البطولة إلى الجبان الرعديد !! ..على أنه إذا كان بولس قد عالج مرقس بالشدة والتوبيخ ، فإن بطرس قد عالجه بالرجاء والتعزية،... ولعل قصة بطرس نفسه كانت خير مشجع له على العودة إلى معركة المسيح!... ألم يتحول بطرس فى اللحظة الحرجة جباناً أمام الجارية ، بطرس الذى بلغت به الجرأة إلى تحدى المسيح نفسه بالزعم أنه سيبقى أميناً حتى ولو أنكره الجميع ، ولكن المسيح كان يعرف بطرس أكثر مما يعرف بطرس نفسه ، وكان يرى بطرس ، وهو كالوعل الذى يتخبط فى الشبكة ، عندما أمسكت به الشراك ، ... ولم يكن له من أمل ، إلا فى النظرة الحلوة العطوف التى لاحقته فى أعماق تجربته ، والغفران الواسع الشامل الذى طوقه فى الوقت الدقيق . وعرف يوحنا مرقس من بطرس ، أن الرجاء الدائم ينبغى أن يثبت فى المسيح ، ... ومهما يختلف تلاميذ المسيح بين بطرس وبولس وبرنابا فى سعة قلوبهم أو ضيقها تجاه ضعفات الآخرين ، فإن قلب المسيح أوسع وأكمل وأصدق وأحن ، ضاق قلب بولس عن قبول مرقس ، ولكن يسوع المسيح قبله !! .. على أنه يجمل بنا - مهما كان الأمر - أن لا ننسى دور برنابا هنا فى إنقاذ الفتى من الفشل العميق ، وبرنابا يعطينا درساً من أعظم الدروس فى السماحة وكرم النفس ، وهو دائماً المشجع للضعيف والخائف والمنهزم والمتردد ، لكن مهما تكن السماحة عنده ، فإن الدرس الخاص الذى يعطيه لنا هنا ، هو أن السماحة إذا كانت مع جميع الناس ، فلا يجوز بالأولى أن تقف أو تردد دون القريب والأهل والصديق ، ... إن بعض الناس الأتقياء كثيراً ما يجهلون هذا الدرس أو يتجاهلونه ، وهم يكونون فى العادة أشد قسوة على أقرب الناس إليهم ، بل كثيراً ما يقفون بعيدين عنهم ، خشية تصور الناس أنهم يفعلون هذا بهم لأنهم أهل وأقرباء ، ... على أن النزاهة فى حد ذاتها لا ينبغى أن تتحول عائقاً فى طريق مساندة الضعيف متى كان قريباً أو صديقاً ، وقد كان برنابا شجاعاً ، فلم يخش أن يتصور أحدهم أنه يساند يوحنا مرقس لأنه ابن أخته ، ليكن ما يكون طالما أن الشاب يحمل علامات التوبة ورغبة الرجوع الصادقة ، فهذا واجب الأقوياء تجاه من هم أضعف أو أصغر أو أقل أمام التجربة ، ... وفى الحقيقة لقد أنقذ برنابا الشاب من الفشل والتراجع، عندما أخذه على مسئوليته ، واصطحبه فى الرحلة ، يعلمه ، ويدربه ، ويشجعه ، ويقويه ، ويعطيه أفضل الدروس فى القوة والشجاعة والحماس والثبات ، ... وأبى الصغير أن يخيب رجاء الكبير فيه ، وتعلم منه كيف يأخذ المروء الفرصة الثانية إلى الحياة الأقوى والأشجع والأكمل والأصلح ... كان شاب من ولاية الينوى فى أمريكا ، قد فشل فى عمله ، وفى السنة التالية سعى إلى المجلس التشريعى وهزم . ثم فشل فى العمل مرة ثانية ، ولما كان عمره تسعة وعشرين عاماً ، حدث له انهيار عصبى ، ثم هزم فى معركة الخطابة فى المجلس ، وكذلك هزم فى انتخابات مجلس الولاية ، وفى انتخابات البرلمان ، ولم ينجح فى انتخابات مجلس الشيوخ وبعد سنة هزم فى معركة الترشيخ نائباً للرئيس ، سعى مرة أخرى إلى مجلس الشيوخ وفشل ، وفى سنة 1860 انتخب رئيساً للجمهورية ، وكان هذا الشاب هو ابراهام لنكولن !! .. وهل يمكن أن نختم القصة دون أن نعجب للشاب اللابس الأزار على عريه ، والذى هرب يوم الصليب عرياناً بعد أن ترك أزاره بين يدى من حاولوا القبض عليه ، والشاب الذى عاد فاشلا إلى أورشليم بعد توقفه عند برجة بمفيلية ، والشيخ الذى قضى شاهداً وشهيداً فى مدينة الاسكندرية فى بلادنا المصرية ، وشتان بين الصورتين الأوليتين والصورة الأخيرة ، ولكنها نعمة اللّه هى التى غيرت إلى الأفضل والأحسن والأنفع ، ... فإذا ذكرنا كل هذه ، وتذكرنا القصة التى يقولونها عن بيت كان في قلب غابة أوربية ، يذهب إليها الصائدون ، فإذا غنموا صيدهم استراحوا فى ذلك البيت ، وكان جميلا فى بنائه وتصميمه ، وكانت به ردهة كبيرة ، حدث أن أفسد جمالها بعض من شربوا الصودا وسكبوا بعضها على جدرانها ، وكان المنظر مشوهاً حتى جاء رسام بارع فرسم غزالا يخوض ماء بحيرة فوق البقعة المشوهة ، وتحول القبح جمالا ، حتى إن الغادين والرائحين ، كان يستهويهم المنظر الساحر الذى غطى التشويه المتخلف عن الصودا المسكوبة ، ... فإذا كان هذا الرسام قد استطاع لا أن يغطى القبح فحسب ، بل أن يحوله جمالا رائعاً ، ... فإن الرسام الأعظم قد فعل الشئ نفسه ، فى حياة مرقس وحياتى وحياتك، إذ حول قبحنا إلى جمال ، وضعفنا إلى قوة ، وفشلنا إلى نجاح ، وهزيمتنا إلى نصر يحق معه القول : « خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع للخدمة » . |
||||
21 - 07 - 2012, 09:44 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
نشأة مارمرقس: القديس مرقس هو يهودى من سبط لاوى، بشر بين اليهود والأمم، وبين الأمم بالأكثر. وهو يحمل إسمين : إسماً يهودياً يوحنا ومعناه الله حنان أو الله حنون، وإسماً اممياً - رومانياً مرقس ومعناه مطرقة. ولد فى كيرين (القيروان) إحدى الخمس مدن الغربية فى إقليم ليبيا، فى بلدة تدعى أبرياتولس. نشأ مارمرقس فى أسرة متدينة، كان لكثير من أفرادها صلة بالسيد المسيح نفسه. فأمه مريم إحدى المريمات اللاتى ذهبن إلى القبر. وأبوه أرسطوبولس هو إبن عم أو إبن عمة زوجة بطرس الرسول، وهو يمت بصلة قرابة للقديس برنابا الرسول أحد التلاميذ السبعين. هذه الأسرة ذات الصلة الوطيدة بالسيد المسيح، أوجدت وسطً دينياً صالحاً نشأ فيه الشاب مرقس. كان أبواه وعمه غنيين ويشتغلان بالزراعة. كما كانت أسرته ميسورة، لذلك أحسنت تثقيفه، وعلمته اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية، فأتقنها جميعاً وبرع فيها. ويقول التاريخ أن بعض القبائل الهمجية البربرية هجمت على أملاك أسرته فى القيروان ونهبتها، وكان ذلك فى عهد أوغسطس قيصر، فإضطرت هذه الأسرة الصالحة إلى الهجرة، فهاجرت إلى فلسطين. وكانت قد إستقرت هناك عندما بدأ السيد المسيح خدمته. بيت مارمرقس : إرتبط بيت مارمرقس بالسيد المسيح، ولا يوجد بيت نال شهرة أكثر من بيت مارمرقس لأن فيه: غسل السيد المسيح أرجل التلاميذ. (يو 13 : 4-5) صنع السيد المسيح الفصح مع تلاميذه. (مر 14:16) أسس السيد المسيح سر الإفخارستيا. (مر 14: 22-25) إجتمع التلاميذ والرسل والمؤمنين مع النساء مواظبون على الصلاة (أع 1: 13-14) حل الروح القدس على التلاميذ والرسل والمؤمنين يوم الخمسين. (أع 2: 1-4) لذلك ليس عجيباً أن يكرس هذا البيت ويصبح أول كنيسة عرفتها المسيحية. كما صار بيت مارمرقس أول كنيسة فى العالم، وصار مركزاً لكنيسة أورشليم ومقر أسقفها القديس يعقوب. هكذا عاش مارمرقس كل الأحداث الخاصة بالسيد المسيح وكان شاهداً لها. وهو أول من كتب الإنجيل بوحى من الروح القدس، كتبه بكل ما لديه من أخبار وأحداث وتفاصيل عن حياة السيد المسيح، لأنه لمسها وشاهدها وعاينها بنفسه، فهو حقاً ناظر الإله. كتب إنجيله باللغة اليونانية سنة 45 ميلادية. وأجمع كل علماء الكتاب المقدس وكل الدارسين فيه أن إنجيل مرقس أقدم ما كتب من الأناجيل. مارمرقس وكنيسة الإسكندرية عندما جاء مارمرقس إلى الإسكندرية، كانت تلك المدينة العظيمة هى العاصمة الثقافية للعالم فى ذلك الحين وكانت مدرسة الإسكندرية الشهيرة هى مركز العلم والفلسفة فى العالم الوثنى، تزدحم بعدد كبير من كبار العلماء، كانت تزدحم مكتبتها بمئات الآلاف من المخطوطات القيمة . وكانت الإسكندرية مدينة عامرة بالسكان، يزيد عدد سكانها عن نصف مليون نسمة والبعض يقدرهم بثلاثة أرباع المليون من مصريين ويونانيين ويهود ورومان وأحباش ونوبيين وشتى الأجناس، لذلك واجه مارمرقس فى الإسكندرية أكبر وضع دينى معقد، إذ وقف أمام جمهرة من الديانات والعبادات المتنوعة فالمدينة خليط من عشرات العبادات الوثنية، ومجالاً للجدل الفلسفى والنقاش بين العلماء والفلاسفة ورجال الدين ...ووقف مارمرقس وحيداً أمام كل هذه الأديان والفلسفات، يصارعها جميعاً، وينتصر عليها جميعاً بقوة الله العاملة فيه ومعه. وصل مارمرقس إلى الإسكندرية حوالى سنة 60م أو 61م قادماً من الخمس مدن الغربية .. ولما دخلها كان حذاؤه قد تمزق من كثرة السير فى الكرازة والتبشير، فمال إلى إسكافى فى المدينة إسمه انيانوس ليصلحه له. وفيما هو يصلحه دخل المخراز فى أصبعه، فصرخ قائلاً " ايس ثيئوس " أى[ يا الله الواحد] فرقص قلب الرسـول طرباً عندما سمع هذه الكلمة، ووجدها فرصة مناسبة ليحدثه عن هذا الإله الواحد ... وهكذا تفل على الطين ودهن به أصبع انيانوس، وقال باسم يسوع المسيح إبن الله ترجع هذه اليد سليمة . فالتأم جرحه فى الحال كأن لم يكن قد حدث شىء وأمن بالسيد المسيح له المجد وقد إختاره فيما بعد القديس مارمرقس ليكون أسقفاً لكرسى الإسكندرية، ليدبر شئون الكنيسة فى خدمة ورعاية المؤمنين، وأقام معه ثلاثة آباء من الكهنة، وسبعة شمامسة، من أجل العمل الرعوى. مارمرقس ومدرسة الإسكندرية اللاهوتية عندما حضر مارمرقس إلى مصر، كانت الإسكندرية مركزاً هاماً للثقافة الوثنية، وفى مدرستها ومكتبتها الشهيرة تخرج كثير من الفلاسفة والعلماء. فكان لابد أن يقوم مارمرقس الرسول صاحب الريادة والمبادرة التى تميز بها، بتأسيس مدرسة الأسكندرية اللاهوتية (الإكليريكية الأولى) لتكون أول معهد لاهوتى فى تاريخ المسيحية المبكر، لترد على أفكار الوثنيين ولتثبيت المؤمنين ولشرح العقيدة واللاهوت. وكان مارمرقس نفسه مثقفاً ودارساً للغات العبرية واللاتينية واليونانية. وحسب ثقافته أدرك مقدار خطر الفكر الوثنى وضرورة تأسيس مدرسة لاهوتية. وهكذا أنشأ مدرسة لاهوتية مسيحية فى الإسكندرية عين لرئاستها العلامة القديس يسطس. وقد صاغت مدرسة الإسكندرية عقل وفكر الكنيسة اللاهوتى وأكدت على ضرورة التعليم الكنسى. واختير من مديرو وأساتذة المدرسة اللاهوتية الكثيرون للكرسى المرقسى. وكثيرون لم يتتلمذوا فى مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ولكنهم تتلمذوا على كتب علمائها. ومن هؤلاء القديسون باسيليوس الكبير، وأغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبى الفم الذين تتلمذوا على كتب أوريجانوس، ودافعوا عنه . وقد احتمل ذهبى الفم المحاكمة فى سبيله. ومن علماء هذه المدرسة المشهود لهم الفيلسوف اثيناغوراس، وهو من المدافعين المشورين عن المسيحية وعقائدها، ومن فلاسفتها أيضاً القديس بنتينوس الذى بشر فى الهند وبلاد العرب، والذى له الفضل الكبير على اللغة القبطية. ثم القديس أكليمنضس الاسكندرى الذى آمن بالمسيحية على يد بنتينوس، وصار من أشهر علماء المسيحية، ووضع كتباً عديدة أشهرها المتفرقات. ومن علماء هذه المدرسة أيضاً البابا ديونسيوس البطريرك الرابع عشر وقد أعتبر حجة فى اللاهوت. ومن العلماء الأفذاذ الذين تخرجوا من هذه المدرسة البابا القديس أثناسيوس الرسولى . |
||||
21 - 07 - 2012, 09:45 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
عودة رفات مار مرقس رسول المسيح لأرض مصر فى 8 / 5/ 1965 م قام البابا كبرلس السادس والآباء الأحبار نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ونيافة الأنبا كيرلس مطران قنا ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج ونيافة الأنبا صموئيل .. بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر فى منزله لدعوته لوضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الكبرى , وقد أعلن الرئيس أثناء الزيارة بمساهمة الدولة بمبلغ مائة ألف جنيه لبناء الكاتدرائية . فى 24/ 7/ 1965م أثناء إحتفالات بعيد الثالث عشر لثورة يوليو .. إحتفلت الكنيسة بوضع حجر الأساس للكاتدرائية فى أرض الأنبا رويس . فى الصورة المقابلة البابا كيرلس السادس والمذبح الذى أهدته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكتب المتنيح ألعلامة الأنبا غريغوريوس عن موضوع رفاة مار مرقس الرسول فى جريدة وطنى يوم الأحد جريدة وطنى 25 /6/2006م السنة 48 العدد 2322 فقال : " في روما-الفاتيكان في يوم 15 من بؤونة من عام 1684 للشهداء الاطهار,الموافق السبت 22 من يونية لسنة 1978 لميلاد المسيح,وفي السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس,وهو المائة والسادس عشر في سلسلة باباوات الكرازة المرقسية,تسلم الوفد الرسمي الموفد من قبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية,من يد البابا بولس السادس بابا روما في القصر البابوي بمدينة الفاتيكان. وكان الوفد مؤلفا من عشرة من المطارنة والأساقفة (بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين) وثلاثة من الأراخنة.أما المطارنة والأساقفة فهم علي التوالي بحسب أقدمية الرسامة:الأنبا مرقس مطراس كرسي أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها ورئيس الوفد,والأنبا ميخائيل مطران كرسي أسيوط وتوابعها,والأنبا أنطونيوس مطران كرسي سوهاج والمنشاة وتوابعها,والأنبا بطرس مطران كرسي أخميم وساقلتة وتوابعها,والأنبا يوحنس مطران كرسي تيجري وتوابعها بأثيوبيا,والأنبا لوكاس مطران كرسي أروسي وتوابعها بأثيوبيا,والأنبا بطرس مطران كرسي جوندار وتوابعها والأنبا دوماديوس أسقف كرسي الجيزة وتوابعها,والأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي,والأنبا بولس أسقف كرسي حلوان والمعصرة وتوابعها. وأما الأراخنة المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية,فهم :الأستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لإدارة أوقاف البطريركية,والأستاذ فرح أندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية,والأستاذ المستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية. وقد غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 13 من بؤونة الموافق 20 من يونية في طائرة خاصة رافقه فيها نحو تسعين من أراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة. وكان في استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدون من قبل البابا بولس السادس,وسفير جمهورية مصر العربية لدي الفاتيكان. وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 من بؤونة الموافق 22 من يونية لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مارمرقس الرسول.وقبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الركب المؤلف من الوفد البابوي السكندري,وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فيلبراندز أمين عام لجنة العمل علي اتحاد المسيحيين,والمطران أوليفوتي مطران البندقية (فينسيا) وثلاثة من الكهنة في موكب رسمي.وقد أقلتهم عربات الفاتيكان الخاصة تتقدمها الدراجات البخارية إلي القصر البابوي بمدينة الفاتيكان. وفي الساعة الثانية عشرة تماما دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران كرسي أبو تيج وطهطا وطما ورئيس الوفد,ويتبعه سائر أعضاء الوفد القبطي من المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة,وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبه الخاص وافقا يستقبل رئيس وأعضاء الوفد الواحد بعد الآخر.ثم جلس علي عرشه وجلس أعضاء الوفد وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد القبطي مشيدا بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنئ بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مارمرقس الرسول.ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها إنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلمه خطابا من البابا كيرلس السادس يوجه فيه الشكر إليه ويفيده باسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين أوفدهم نيابة عنه لاستلام رفات مارمرقس الرسول.ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه,وحمل بابا روما ورئيس الوفد القبطي معا الصندوق الحاوي لرفات مارمرقس,وسار الجميع اثنين اثنين في موكب رسمي,وانتقلوا من مكتب البابا إلي قاعة كبيرة كانت قد أعدت لتستقبل الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المقدسة السعيدة,ووضع صندوق الرفات علي مائدة خاصة.ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبله.وفعل كذلك رئيس الوفد البابوي القبطي وتلاه بقية أعضاء الوفد وفي أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مارمرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة,وقد استحوذت علي قلوب الجميع,مصريين وأجانب.ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة,وكان الموقف كله مثيرا وخيم علي القاعة جو عميق من الروحانية والتقوي والقداسة والورع. ثم جلس بابا روما علي عرشه وعندئذ نهض الأنبا غريغوريوس وألقي نيابة عن الوفد القبطي خطابا باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلي البابا بولس السادس,معبرا عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مارمرقس الرسول بعد أحد عشر قرنا ظل فيها جسد مارمرقس غريبا عن البلد الذي مات فيه شهيدا. ورد بابا روما في خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس علي عرشه,أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية,ونضالها الطويل الرائد في ميدان العقيدة,وأشاد أيضا بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي,وكيرلس عمود الإيمان,وبنتينوس,واكليمنضس,راجيا أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما,وطلب البابا الروماني في خطابه إلي رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية,أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلي البابا كيرلس السادس واكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها. بعد ذلك نهضا البابا بولس السادس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية.فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس وكنيسة مصر القبطية وهي أربع: (1) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء,ويضم كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية وهو مجلد بجلد فاخر بلون بني ممتاز,وكتب عليه الإهداء باللغتين القبطية والإنجليزية من البابا كيرلس السادس إلي البابا بولس السادس مع الإشارة إلي تاريخ اليوم وهو السبت 22 من يونية لسنة 1968 لميلاد المسيح الموافق 15 من بؤونة لسنة 1684 للشهداء. (2) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشتمل علي قطعة نسيج أثرية ثمينة ترجع إلي القرنين الخامس والسادس الميلاديين عثر عليها في بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا,وقد كانت هذه القطعة ضمن محفوظات معهد الدراسات القبطية بالقاهرة قدمها للبابا كيرلس السادس مساهمة وتعبيرا عن السرور العام بعودة رفات مارمرقس. (3) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل اسطوانات القداس الباسيلي وألحانه كاملة,التي أصدرها قسم الموسيقي والألحان بمعهد الدراسات القبطية. (4) صندوق فاخر مغطي ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل سجادة ممتازة طولها متران,30 سنتيمترا من صنع فلاحي قرية الحرانية بمصر تحت إشراف الفنان الدكتور رمسيس ويصا واصف,وقد سجلت علي هذه السجادة رسوم عدة,تمثل قصة يوسف الصديق كاملة. وقد أعجب بابا روما بهذه الهدايا الثمينة كل الإعجاب وشكر بابا الإسكندرية شكرا جزيلا وقال إنه سيحتفظ بهذا كله في الفاتيكان ذخيرة لكل الأجيال.ثم وزع البابا بولس السادس بيده هدية تذكارية لكل أعضاء الوفد البابوي القبطي,عبارة عن صليب رسم عليه المسيح مصلوبا,ويقفان علي جانبي الصليب القديس بطرس الرسول علي يمين المسيح,والقديس بولس الرسول علي يساره.ومن خلف الصليب نقش اسم بولس السادس الحبر الأعظم.كما أهدي البابا لجميع الكهنة والمرافقين ميداليات تذكارية نقشت عليها صورتا ماربطرس وماربولس الرسولين من جهة,وعلي الوجه الآخر نقشت صورة بولس السادس الحبر الروماني. ثم قدم البابا الروماني للأنبا مرقس رئيس الوفد البابوي القبطي وثيقة رسمية بتاريخ 28 من مايو لسنة 1968 تشهد بصحة الرفات,وإنها بالحقيقة رفات مارمرقس الرسول,وإنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار,وقد وقع عليها أسقف بورفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي الروماني ووكيل عام مدينة الفاتيكان.وكانت الساعة قد صارت الواحدة بعد الظهر,وبذلك انتهي الحفل الرسمي لتسليم رفات القديس مرقس,وعاد الوفد القبطي في موكبه الرسمي إلي فندق ميكل انجيلو (الملاك ميخائيل) بروما. بركة مارمرقس الرسول تشمل الجميع. |
||||
21 - 07 - 2012, 09:45 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
عيد اكتشاف رأس مارمرقس الرسول عيد اكتشاف رأس مارمرقس الرسول للمتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا يوم 30 بابة له في كنيستنا ذكري وهي اكتشاف رأس مارمرقس الرسول,وفي هذا الموضوع قصة يجب أن نعلمها خصوصا في هذه المناسبة وفي هذا اليوم. إنكم قد تعرفون أنه بسبب مجمع خلقيدونية سنة 451م الذي انقسمت بسببه الكنيسة الجامعة إلي شرقية وإلي غربية,وكنيستنا لا تقبل مجمع خلقيدونية,كنيسة مارمرقس الرسول وكذلك جميع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة ومنها الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية والكنيسة الحبشية أيضا. فمنذ ذلك التاريخ سنة 451م كانت الدولة البيزنطية قد تبنت وقبلت تحديدات مجمع خلقيدونية,فبدأت تضطهد الكنيسة القبطية والكنائس الشرقية القديمة لأنها لم تقبل هذه التحديدات. ومنذ ذلك التاريخ من سنة 451م بدأت الدولة البيزنطية ومركزها القسطنطينية تفرض علي الأقباط بطريركا هو بطريرك وحاكم في نفس الوقت,وبسلطان الدولة يمنع بطريرك الإسكندرية من دخول الإسكندرية ,استمر هذا الوضع في الفترة من 451م إلي 641م وهو العام الذي دخل فيه العرب إلي مصر,أي نحو 200 سنة تقريبا,كان بطاركتنا يعيشون في الأديرة ولا يظهرون في الإسكندرية,لأن الدولة البيزنطية كانت تفرض علي الأقباط بطريركا وهو الحاكم في نفس الوقت. وهذا هو ما يعرف بالبطريرك الملكاني ولعلكم تعرفون أن في القاهرة توجد كنيسة يسموها كنيسة الملكانية الكاثوليكية,الملكانية نسبة إلي الملك. كان بطريركنا في ذلك الوقت عند دخول العرب مصر هو البابا بنيامين,وتعداده الثامن والثلاثون من بطاركة الإسكندرية,لكن كما قلنا كان هناك بطريركا آخر تفرضه الدولة البيزنطية وهو ما عرف في التاريخ باسم المقوقس عند دخول العرب إلي مصر.والطلبة الذين كانوا يدرسون التاريخ كانوا يقولون عنه إنه بطريرك الأقباط ولكن هو في الواقع لم يكن البطريرك القانوني,ولكنه كان البطريرك الذي فرضته الدولة البيزنطية علي الأقباط في ذلك الوقت. فعند دخول العرب دخل عمرو بن العاص وهو الذي فتح مصر (الفتح العربي) في حرب مع الدولة القائمة في ذلك الوقت,وقتل البطريرك الملكاني وهو المقوقس( تعليق من الموقع : لم نستدل على مرجع يذكر أن المقوقس قتل ربما سم نفسه ).ولعل هذا هو السبب الذي جعل الأقباط يرحبون بدخول العرب إلي مصر في ذلك الوقت,لأنهم كانوا يعانون من اضطهاد الدولة البيزنطية. ومن صور الاضطهاد للأقباط من الدولة البيزنطية أن الحاكم المقوقس قتل مينا أخا البطريرك بنيامين ووضعه في تليس ورماه في النيل,هذا ما دفع الأقباط أن يرحبوا بدخول العرب إلي مصر. وأرسل عمرو بن العاص مصر بعد قتل المقوقس إلي البابا بنيامين وكان في ذلك الوقت في الصعيد ,وأرسل إليه ما عرف بالفرمان,وهو يخول له أن يعود ليتسلم عمله في الإسكندرية. كان جسد مارمرقس الرسول في فترة الحكم البيزنطي موجودا في كنيسة خارج الإسكندرية.وسرقه البحارة البنادقة في القرن التاسع الميلادي,وذهبوا به إلي فينيسيا وهي البندقية,ورحبوا بهذا الجسد وتباركوا به وأقاموا عليه الكنيسة التي عرفت بالكنيسة الذهبية الموجودة الآن في فينيسيا وهي التي يسمونها البندقية,وهي حاليا تابعة لإيطاليا,لكن وقتها كانت دولة لوحدها أو مملكة لوحدها وجعلوا العلم لها هو أسد مارمرقس المجنح أي له جناحان ,وهذا طبعا إشارة إلي المركز الإلهي,مثل الملاك له جناحان.وعندما ذهبنا سنة 1968م لكي نتسلم بعض رفات مارمرقس الرسول من فينيسيا ,وجدنا هناك الكنيسة الذهبية,ونشكر الله أن صلينا فوق المذبح نفسه الذي تحته جسد مارمرقس الرسول,طبعا نحن أخذنا جزءا منه لكن الجسد كله مازال باقيا هناك في فينيسيا,ولكننا أخذنا عظمة صغيرة,هذا كان في عهد البابا كيرلس السادس والتي وضعت في الكنيسة الجديدة الكاتدرائية في العباسية,هذا الرفات لمارمرقس الرسول استحضرناه من روما بعد أن انتقل من فينيسيا.بطريرك فينيسيا رفض في مبدأ الأمر,أن يعطينا هذا الرفات,فالبابا بولس السادس له الشكر طلب من بطريرك فينيسيا وقال له إعطه لي,ولذلك نحن استلمنا الرفات.من روما ,ومن البابا بولس السادس. عندما دخل عمرو بن العاص إلي مصر ,كان هناك بعض كنائس الإسكندرية مازالت تابعة للكنيسة الملكانية,فواحد من بحارة عمرو بن العاص دخل إحدي هذه الكنائس فوجد التابوت الذي كان فيه جسد مارمرقس ووجد فيه العلبة التي كان فيها رأس مارمرقس,وتصور أن بها كنزا أو ذهبا,فأخفاها في (خن)المركب,والخن مكان مخفي في المركب,فلما أمر عمر بن العاص أن يبحروا,لم يستطيعوا أن يحركوا المركب فرموا كل شئ فيها ليخففوها فلم تتحرك,عملوا كل الوسائل الطبيعية التي تعمل لتتحرك المركب فلم تتحرك,فأمر عمرو بن العاص أن يبحثوا في المركب,فوجدوا هذه العلبة التي فيها رأس مارمرقس الرسول,فأدرك عمرو بن العاص أن ماحدث بسبب هذه الرأس,وعندما أخرجوها خارج المركب تحركت المركب,شاء الله أن هذه الرأس لا تفارقنا وإنما تستمر في مصر بركة لنا,فتأكد عمرو بن العاص أكثر أن هذا الموضوع كان بسبب رأس مارمرقس,فأرسل إلي البابا البطريرك يؤمنه وأيضا يطلب إليه أن يأخذ رأس مارمرقس,وفي الوقت نفسه عمرو بن العاص أعطي مبلغ 10000 دينار في ذلك الوقت لكي تبني كنيسة لهذه الرأس,ولاشك أن عمرو بن العاص في أول الأمر كان فعلا متسامحا جدا,وكانت روحه طيبة,أولا قتل البطريرك الملكاني,ثم أصدر فرمانا لكي يؤمن البابا بنيامين ويعود ويستلم الكنيسة كبطريرك قانوني,وفي نفس الوقت عندما اكتشف رأس مارمرقس التي سرقها هذا البحار أعطي 10000 دينار لكي تبني كنيسة أخري لتوضع فيها هذه الرأس. كان هذا في 30 بابة,ولذلك تعيد الكنيسة في 30 بابة باكتشاف رأس مرقس الرسول . عندنا تقليد في كنيستنا أن أي بطريرك يرسم جديدا يذهب إلي الإسكندرية ويكشف هذه الرأس ويتبارك بها ويقبلها ويغير الغطاء الخاص بها بغطاء جديد,ويعرضها علي الشعب والشعب يأخذ بركة من هذه الرأس.والبطريرك يكون حاضنا هذه الرأس,كعلامة علي أنه هو خليفة مارمرقس الرسول,وأصبح هذا تقليدا مستمرا في الكنيسة القبطية,حتي لو رسم البطريرك في القاهرة,لابد أن يذهب إلي الإسكندرية ويخرج الرأس ويبارك الشعب وهو يحضنها ويغير غطاءها,وهذه علامة علي أنه هو البطريرك الذي أصبح من خلفاء مارمرقس الرسول. فهذه بركة عظيمة نذكرها اليوم وهي اكتشاف رأس القديس مرقس. بركته فلتكن مع جميعنا آمين. |
||||
21 - 07 - 2012, 09:45 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
مديح القديس مارمرقس الرسول السلام لك يا مارمرقس يا ابن ارسطابلوس يا كاروز باسم ايسوس ماركوس بي ابوسطولوس مولود في القيروان اسمك في كل مكان خالد كل الازمان ماركوس بي ابوسطولوس من ليبيا لفلسطين في ارض القديسين جيتـــم لها هاربين ماركوس بي ابوسطولوس تبعت الرب يسوع شربت ماء الينبوع وبشرت في الربوع ماركوس بي ابوسطولوس مرقس من ابيك تجدان اسد ولبؤة يسيران صليت فمات الوحشان ماركوس بي ابوسطولوس مريم امك قديسة جعلت بيتها كنيسة خدمت خدمة نفسية ماركوس بي ابوسطولوس ويسوع في مكان بعيد ارسل اليكم يريد صنع الفصح العتيد ماركوس بي البوسطولوس صنع الفصح الاخير تمم السر الخطير وتاني علي الشرير ماركوس بي ابوسطولوس تبعت يسوع الي البستان امسك بك الشبان هربت منهم عريان ماركوس بي ابوسطولوس وفي حياتك اسرار الله القوي الجبار بها خلاص الابرار ماركوس بي ابوسطولوس وفي بيتك يوم الخمسين حل الروح المعين علي كل المجتمعين ماركوس بي ابوسطولوس مثل السنة نار في وضح النهار مستقراً علي الاطهار ماركوس بي ابوسطولوس فتكلمتم بلغات جميع اهل البلاد تصحبكم الايات ماركوس بي ابوسطولوس ثم جائت الجموع اليكم بكل خضوع آمنوا بالرب يسوع ماركوس بي ابوسطولوس اعتمدوا خمسة الاف سلكوا بتوجيه واشراف وعاشوا بالغفاف ماركوس بي ابوسطولوس بعد يوم الخمسين ذهبتم مبشرين لكل العالمين ماركوس بي ابوسطولوس مارمرقس يا ابانا يا محبا اتانا للايمان هدانا ماركوس بي ابوسطولوس لما سمعت انيانوس يصرخ ايسثئيوس عرفته طريق بخرستوس ماركوس بي ابوسطولوس لخدمة النفوس رسمت انيانوس اسقفاً مع قسوس ماركوس بي ابوسطولوس اسست كلية للعلوم اللاهوتية اول اكليريكية ماركوس بي ابوسطولوس منها ظهر الاباء بطاركة وعلماء حفظوا الايمان بدماء ماركوس بي ابوسطولوس بالروح اوحي لك بكتابة انجيلك محفوظ لك تبشيرك ماركوس بي ابوسطولوس كتبت للرومان وجميع بني الانسان عن الملك للديان ماركوس بي ابوسطولوس قد كملت الجهاد بدم الاستشهاد لما جاء الميعاد ماركوس بي ابوسطولوس يوم احتفال العيد جرك غوغاء وعبيد والنار لهيبها يزيد ماركوس بي ابوسطولوس يا من لسماء والسحاب يحمل مياه تطفئ نار الاثمي ماركوس بي ابوسطولوس في اخر برمودة صار لنا عادة لذكري الشهادة ماركوس بي ابوسطولوس من مثلك ناظر الاله الذي لاعين تراه نسجد ونمجد اياه ماركوس بي ابوسطولوس مارمرقس يا عمود للحق علي الحدود اسد خارج ليسود ماركوس بي ابوسطولوس تفسير اسمك في افواه كل المؤمنيين الكل يقولون يااله مارمرقس اعنا اجمعين |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|