منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2018, 11:53 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

قالولي في الجيش سمع سورة الأعراف رغم إني مسيحي

قالولي في الجيش سمع سورة الأعراف رغم إني مسيحي

واجه نجيب الريحاني فصلاً جديدا من شركة السكر للمرة الثانية، بعد أن عاد ينشغل بالفن من جديد، لدرجة دفعته لإهمال عمله، فقررت الإدارة فصله، ليعود مشردا في الشوارع حتى تعرف على «جورج أبيض» الذي انضم إلى فرقته، وعمل بها فترة قام خلالها بأدوار ثانوية صغيرة، ثم انفصل عنها، وكون بالتعاون مع بعض من زملائه في فرقة «جورج أبيض» فرقة جديدة، اطلقوا عليها اسم «فرقة الكوميدي العربي»، التي كان أبرز أعضائها روز اليوسف، عزيز عيد، أمين عطاالله، وانضمت Yليهم فيما بعد منيرة المهدية، التي تسبب حضورها في تحقيق نجاح كبير للفرقة، وأحدث انفصالها عنهم بعد ذلك خرابا كبيرا لهم.
قالولي في الجيش سمع سورة الأعراف رغم إني مسيحي
في شهر مايو عام 1916، هجر نجيب الريحاني فرقة الكوميدي العربي دون أن يفكر في العمل الذي يعيش به «ما هي ميتانة ميتانة». وفي تمام الساعة الواحدة من مساء يوم أول يونيو عام 1916، كان جالسا في بوفيه تياترو برنتانيا، مفلسا كالعادة، وإذا به يرى شخصا هبط عليه في سترة فاخرة، وعصا ذهبية المقبض، وخاتم يلعب شعاعه بالنواظر، ولما جلس إلى جانبه أخرج من جيبه علبة سجائر فاخرة من الفضة، وفي حركة ارستقراطية فخمة، ناوله سيجارة. إنه استيفان روستي، زميل العناء والشقاء.
«إيه يا واد النعمة اللي ظهرت على جتة اللي خلفوك دي، ومنين العز دا كله! تكونش سطيت على خزينة البنك الأهلي؟ والا قتلت واحد بنكير ولطشت اللي في جيبه؟».
وبكل برود هز استيفان رأسه وقال: «لا هذا ولا ذاك، المهم إن ربنا فرجها علينا والسلام»، وبعد مناقشات لاستطلاع سر هذا الثراء المفاجيء، ذكر له استيفان أن هناك «كباريه»، خلف برنتانيا، يطلقون عليه اسم «أبيه دي روز»، وأنه وجد هناك عملا يتقاضى عليه ستين قرشا في كل مساء.
«يا نهار أبوك زي الكرمب يا استيفان يا روستي! ستون قرشا في الليلة، يعني قد ماهية العبد لله في الشهر إذا كانت الحالة رايجة كمان!»
راح استيفان يشرح له ماهية عمله، فإذا به يظهر خلف ستار من الشاش أثناء انطفاء الأنوار في المحل، فيؤدي من مكمنه هذا بعض حركات هزلية، وغير هزلية، فيما يشبه «عروض خيال الظل»، وكأنه امرأة لعوب، لمدة ربع ساعة على المسرح، وإلى هنا ينتهي دوره وينصرف.
«ممدت يدي إلى استيفان، وقلت له: ألا مافيش عندكم شغله لواحد زيي؟ أي دور، خدام، سيد، باشا، بيه، أفندي، واحد مش لاقي اللضا، أي دور أنا قابل. ثم مش طمعان كمان، نص ريال في الليلة كويس أوي، وثمانية صاغ كمان رضا».

تركه استيفان بعد أن وعده خيرا، وفي المساء ألتقيا أمام باب «الأبيه دي روز» فقاده إلى صاحب الملهى، وكان ايطاليًا اسمه الخواجة «روزاتي». وكان اسكتش «خيال الظل» يحتاج إلى ظهور خادم بربري، فقدمه استيفان قائلا إنه ممثل كبير مشهور، ولم يكمل سلسلة المحاسن حتى قاطعة الخواجة قائلا: «لا لا، أنا مش عاوز ممثل كبير وشهير، وبتاع أنا عاوز ممثل كل شيء كان لأن الدور مش مهم»، ليتدخل الريحاني في المناقشة قائلا: «أنا يا أفندم ممثل بسيط على قد الحال، لا أنا شهير ولا أنا كبير»، ليرد عليه الخواجة: «أنا مش راح أدفع أكتر من أربعين قرشا»، فأبرقت أسارير الريحاني، ونظر إلى استيفان نظرة استفهام، لأنه لم يكن يصدق أن يحصل على مرتب كهذا.
بعد هذا العرض، بدأ الريحاني واستيفان تمثيل روايات قصيرة على المسرح باللغة الفرنسية، ذات فصل واحد، عمادها من الذكور هما فقط، بينما من الإناث فالخير كثيرا، لكن المتفرجون كانوا ينتهزون فرصة التمثيل هذه ويديرون ظهورهم إلى المسرح، ويتحدثون بعضهم إلى بعض، في مشهد يبدو وكأن الريحاني واستيفان يمثلان للكراسي.

وفي إحدى الليالي، استلقى الريحاني على سريره واستعرض أمام مخيلته كل ما مر به من تجارب حلوها ومرها، وفي فجر هذه الليلة رأى ما يشبه خيالا كالشبح أمامه، يرتدي جلباب وقفطان، وعلى رأسه عمامة ريفية كبيرة، فقال في نفسه. ماذا لو جئنا بشخصية كهذه وجعلناها عماد روايتنا؟
لم يتوان في نفس الدقيقة، وكانت الساعة الخامسة صباحا، فقام من فراشه وأيقظ أخيه الصغير، وراح يملي عليه هيكل الموضوع الذي صمم على إخراجه، وكان عبارة عن عمدة من الريف وفد إلى مصر، يحمل الكثير من المال، فالتف حوله فيها فريق من الحسان أضعن ماله وتركنه على الحديدة، فعاد إلى قريته يعض بنان الندم، ويقسم أغلظ الأيمان أن يثوب إلى رشده، وألا يعود لارتكاب ما فعل.
ولما أشرف الخواجة «روزاتي» صاحب الملهى على الإفلاس وكاد يقفله، تقدم إليه نجيب يرجوه تأجيل النطق بالحكم بضعة أيام، حتى يضع روايته التي قد تكون داءً شافيًا من الكساد، فقبل الرجل الاقتراح، ليضع أولى روايات كشكش بك، وكانت عبارة عن اسكتش فكاهي، يستغرق عشرين دقيقة، وجعل اسم الرواية «تعالي لي يا بطة».
قالولي في الجيش سمع سورة الأعراف رغم إني مسيحي
وفي ظهر يوم الافتتاح، كان الريحاني يجري البروفة النهائية، وأحس حينذاك أن روايته سخيفة، وأنه لو كان بين الجمهور لما وسعه إلا أن يلعن خاش المؤلف، لكن لا مفر من العرض، ليفتح الستار ويقتحم المسرح بجبته وقفطانه، حتى انتهى التمثيل.
«لا أدري والله العظيم على أي حال انتهى؟ وهل نجحت الرواية أم سقطت؟ وهل نالت القبول من مديرنا العزيز الخواجة روزاتي، أم سببت له امتعاضا فوق ما كان يشعر به من (اشمئناط)».
رأى الريحاني أن يأجل الاسفسار عن ذلك كله إلى اليوم التالي، ولبس معطفه ورفع «ياقته» ليخفي بها أطراف وجهه عن الأعين، مع ذلك لمحته وكيلة الملهى –كانت صديقة للخواجة- وصرخت تناديه، «أخ جالك الموت يا تارك التياترو!».
وعلى عكس المتوقع، هنئته وتحدثت عنه أعذب حديث، وجذبته من يده، حتى وجد نفسه وجها لوجه أمام المدير، الذي استقبله متهللا، وصافحه قائلا: «أنا ماكنتش أظن أبدا انك ممثل عظيم بالشكل ده! أنت هايل أوي، مبروك مبروك». ووضع الرجل يده في جيبه وأخرج ستين قرشا ناوله إياهم وهو يقول: «أنت ماهيتك من النهاردة كده».
ولما أقترب الأسبوع الأول من نهايته، كان نجيب قد أعد رواية جديدة، وفيها ارتقى كشكش بك عمدة كفر البلاص، وصار يصطحب في تنقلاته أمينا خاصا، وهو «ادلعدي زعرب (شيخ الغفر)»، واسندت هذه الشخصية إلى الممثل عبداللطيف المصري. ونجحت هذه الرواية كما نجحت سابقتها، ورأى صاحب الملهى بعد ما شاهد من ازدياد الإقبال أن يرتقي بالنظام بعض الشيء، فجعل رسم الدخول خمسين مليما بعد أن كان الدخول بلا رسوم، وكُتب لهم النجاح، ولم يقف مرتب الريحاني عند القروش الستين، إذ اتفق مع صاحب الملهى على أن يكون له حصة تعادل 5% من الدخل، نظير التأليف والإخراج، فأقبلت الدنيا ترفرف بجناحيها، ليُخرج الرواية الثالثة باسم «بكرة في المشمش».
قالولي في الجيش سمع سورة الأعراف رغم إني مسيحي
في ذلك الحين كان التمثيل في نظر الخاصة وباء يهربون منه ويبتعدون عنه، لكن الريحاني شاهد ظاهرة غريبة قوت من غزيمته، حيث كان جالسا في محل «جروبي» القديم، وتصادف أن كان يجلس إلى الطاولة المجاورة له اثنان تبدو عليهما الوجاهة التامة، وكان أحدهما يقص على صاحبه نبأ سهرته أمس، ويروي له ما شاهده قائلا: «وبعدين يا فندم راح على المسرح عمك كشكش بك ده وهات يا ضحك».
وفي يوم آخر كان يسير في حي الأزبكية، فإذا به يسمع رهطا من النسوة ترتفع أصواتهن بإنشاد لحن من روايته «بلاش أونطة»، وشعر بعد ذلك أنه كلما مر في طريقه رأى أصابع تمتد بالإشارة نحوه بينما الأفواه تردد: «هذا كشكش بك»، ومن وقتها قرر أن يخصص حياته للفن.
قالولي في الجيش سمع سورة الأعراف رغم إني مسيحي
في هذه الأوقات، كان الريحاني قد بلغ سن التجنيد منذ ثمانية أعوام تقريبا، فدفع البدلية وعوفي من الخدمة العسكرية، لكن أحد الجيران أبلغ عنه إدارة التجنيد بأنه هارب من الجندية، بعد أن وقعت بينهما مشكلة، ليستدعى في يوم الفرز العام.
ذهب الريحاني ليثبت سوء نية الجار، ويقدم البرهان القاطع على دفعه للبدلية، فلما بلغ المكان ورأى الزحام انتحى جانبا ووقف ينتظر دوره، فسمع أحد الجنود يهتف باسم (نجيب الريحان)، ليجيب النداء على اعتبار أنه ربما نسي الياء الأخيرة في (الريحاني).
قاده الجندي إلى إحدى الغرف، وقد كان على يقين أنه سيجد فيها مجلس مؤلف من فريق من الضباط، ولكن شد ما كانت دهشته حين الفى الجلوس رهطا من المشايخ المعممين، وليس بينهم حتى ضابط واحد، فدار حوار:
ـ السلام عليكم
ـ وعليكم السلام
ـ اقرأ الربع الأخير من سورة الأعراف
ـ أعراف! وأنا منين أعرف سورة الأعراف!
ـ أومال طالب المعافاة ليه وبتدعي انك حافظ القرآن؟!
وحقق الشيوخ ودققوا، فاتضح أن هناك فقيها اسمه (الشيخ بخيت الريحان) وأنه حين طلب للقرعة التمس المعافاة لأنه من حملة القرآن الكريم، فجيء به للامتحان، وقد اختلط الأمر على الجندي وقت النداء، فنطق بكلمة (نجيب) بدل بخيت. وانتهى هذا الموقف بسلام، بعد أن قدم الدليل القاطع على أنه سبق ودفع البدلية بالكمال والتمام منذ ثمانية أعوام.
قالولي في الجيش سمع سورة الأعراف رغم إني مسيحي
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ربى مسيحى جه فى صورة عبد علشانى حامل احزانى
ربي مسيحي جه في صورة عبد علشاني حامل أحزاني
بالصور .. شاهد ماذا يفعل الان الجيش الثاني مع مسيحي العريش
المسلماني: الضغوط الأجنبية على مصر تجاوزت الأعراف الدولية
لو قالولي ؟؟


الساعة الآن 01:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024