ظهورات مريمية لا يعرفها الكثيرون
لكنّها غيّرت مسار أحداث عالمية
معظم المسيحيين من حول العالم سمعوا بظهورات مريم الكبرى في كل من غوادالوبي ولورد وفاطيما حيث يقوم الملايين من حول العالم سنويًّا برحلات حجّ إلى هذه المزارات.
تعد هذه الظهورات الأشهر على الإطلاق ولكن هناك 5 مناطق من حول العالم شهدت أيضًا على ظهورات للعذراء مريم. ظهورات لم تنل الكثير من الشهرة والانتشار إلّا أنها بدّلت حياة الكثير من المؤمنين.
إليكم 5 ظهورات للعذراؤ مريم لا يعرفها الكثيرون:
سيدة بونتماين في فرنسا
عرفت العذراء مريم في بونتماين باسم سيدة الأمل وقد اعترف البابا بيوس التاسع في عام 1872 بهذه الظهورات. مساء السابع عشر من كانون الثّاني/ يناير من العام 1871 ولحظة اندلاع الحرب الفرنسية البروسية رأى مزارعان صغيران سيدة جميلة تبتسم لهما من السماء. لم يتمكن والد المزارعين وعدد من أبناء المنطقة من رؤية السّيدة. إلّا أن فتاتين تمكنتا من رؤية السّيدة الجميلة وهي ترتدي فستانًا أزرق تتناثر النجوم الذهبية عليه وعلى رأسها حجاب أسود يعلوه تاج الذهبي.
ومع انتشار الخبر تجمّع عدد كبير من أبناء المنطقة للصلاة. خلال رفع الصلوات ظهرت عبارات على قدمي العذراء جاء فيها: “يا أطفالي صلّوا أرجوكم وسيستجب الرّب قريبًا لصلواتكم. بعد الاستماع إلى هذه الكلمات بصوت عال بدأ المؤمنون بغناء الترانيم فابتسمت العذراء. في تلك الليلة نفسها توقفت القوات البروسية عن التقدم.
سيدة نوك في أيرلندا
مساء الخميس الواقع في 21 من آب/ أغسطس من العام 1879 شهد عدد من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و75 عامًا ظهور العذراء مريم والقديس يوسف والقديس يوحنا الإنجيلي خارج الكنيسة.
خلف القدّيسين مذبح بسيط مع صليب وحمل. يقول بريدجيت ترينش وهو أحد الذين شاهدوا الظهور: “ذهبت على الفور إلى قدمي السيدة العذراء لتقبيلهما؛ ولكن لم أشعر بأي شيء سوى الجدار وتساءلت لماذا لم يكن باستطاعتي الشعور بأيدي القدّيسين الذين كنت أراهم بكل وضوح.”
ظلّت الجماعة واقفة تحت المطر الغزير حيث بدأ الجميع بتلاوة صلاة المسبحة ليكتشفوا في وقت لاحق أن مكان ظهور القدّيسين كان جافًا تماما. ظهورات نوك حصلت على العديد من البركات البابوية بما في ذلك تلك من بيوس الثاني عشر ويوحنا الثالث والعشرين وبولس السادس يوحنّا بولس الثاني.
سيدة آكيتا في يوزاواداي في اليابان
في العام ١٩٧٣ قررت الأخت أغنيس كاتسوكو ساساغاوا التي تغلّبت على مشاكل صحيّة عديدة بعد ان شربت مياه من لورد العيش مع مجموعة من الراهبات في منطقة نائية في يوزاواداي اليابانية. ذات يوم عبّرت لأخواتها بالإشارة إذ إنها كانت صماء تماماً حينها عن رؤيتها ظهورات وجراح ودموع تخرج من تمثال خشبي للعذراء.
وأكدت الأخت أغنيس ان العذراء نادتها وسلمتها رسائل مثال: “صلوا الوردية كثيراً. أنا وحدي قادرة على انقاذكم من المصائب القريبة. هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يسيئون الى الرب. أريد نفوساً تعزيه كي تخفف من غضب الآب السماوي. أرغب أنا وابني بنفوس تكفّر بألمها وفقرها عن ذنوب الخطأة.”
الأخت أغنيس استعادت خلال عام ١٩٨٢ سمعها بالكامل. وقد شفيت امرأة كورية تدعى تيريز شون سون هو بعد أن تضرّعت لسيدة أكيتا طالبةً الشفاء من ورم خبيث فظهرت لها العذراء وحصلت على نعمة الشفاء.
سيدة بانو في بلجيكا
هي سيدة الفقراء. الشاهدة على هذا الظهور المريمي طفلة تدعى مارييت بيكو التي أخبرت كاهن الرعية انها رأت سيدة في ثوب أبيض أكدت لها انها سيدة الفقراء.
قالت السّيدة للطفلة: “أتيت لأخفف الألم. آمني بي فأنا أؤمن بك”.
وفي التفاصيل بينما كانت مارييت (12 عامًا) في المطبخ ظهرت عليها سيدة جميلة من النافذة. طلبت السيدة من مارييت ان تغطس يدَيها في نافورة صغيرة قائلة إن هذا الماء هو لشفاء كل الأمم. سرعان ما استقطب هذا المكان عددًا كبير من الحجاج حيث يُنتج هذا النبع أكثر من ٧ آلاف ليتر من الماء يومياً حتى يومنا هذا. نسب كثير من الشفاءات العجائبية لهذه المياه. عاشت مارييت بعد هذه الظهورات حياة محافظة وأصدرت خلال عام ٢٠٠٨ تصريحاً أخيراً بشأن هذه الظهورات: “لم أكن سوى ساعي بريد. ما ان تصل الرسالة لا يعود لساعي البريد أهمية.” توفيت مارييت في العام ٢٠١١ عن عمر ٩٠ عاماً.
اعترف الكرسي الرسولي رسمياً بهذه الظهورات في العام ١٩٤٧.
سيدة لوس في فرنسا
ظهر القديس موريس وهو شهيد من القرن الثالث تكرّمه الجماعة المحلية خلال شهر أيّار/مايو من العام ١٦٦٤ على شابة تبلغ من العمر ١٧ عامًا وتدعى بونوات رانكوريل. قال الشهيد للراعية الشابة انه عليها التوجه الى وادي كيلن الواقع فوق سانت ايتيان حيث ستري أم اللّه. اصطحبت بونوات قطيعها الى المغارة الصغيرة التي وصفها لها القديس فرأت هناك العذراء مريم تحمل يسوع بين ذراعَيها. وظهرت العذراء في ذلك المكان يومياً على مدى أربعة أشهر.
قادت مريم بونوات الى الكنيسة القريبة من خلال رائحة العطر. وقالت لها إن هذا المكان سيصبح مكان اهتداء للخطأة وموقع ظهورات. العذراء فسرت لها أن زيت السراج في المزار سيحدث العجائب ويشفي المرضى ان مُسحوا به بإيمان. وفي صلب الرسالة التي تلقتها بونوات اهتداء النفوس التي تسعى الى المصالحة مع نفسها ومع الآخرين ومع اللّه.
واعترف الكرسي الرسولي بهذه الظهورات رسمياً في الخامس من شهر أيّار/ مايو من العام ٢٠٠٨.