كنيسة أبي سرجة محطة تحمل رائحة العائلة المقدسة في رحلتها بمصر

[Mary Naeem]

كنيسة أبي سرجة محطة تحمل رائحة العائلة المقدسة في رحلتها بمصر

"مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ" (سفر المزامير 84: 1)، على باب الكنيسة تقف السيدة العجوز في خشوع، لتضئ شمعتها وتبدأ صلاتها، يشاهدها أحفادها الذين بدأوا بعدها في الصلاة، لتبدأ جولتهم في كنيسة أبي سرجة، الخشوع والصمت يسودان المكان، ونظرات إعجاب وانبهار من الأطفال منذ الوهلة الأولى لدخولهم الكنيسة.

كنيسة المغارة والشهيدين سرجيوس وواخس، الشهيرة بكنيسة أبي سرجة، من البقع المقدسة في مصر، التي كانت واحدة من المحطات التي مرت بها العائلة المقدسة في رحلتها بمصر، تقع الكنيسة بمجمع الأديان بالقاهرة القديمة داخل حصن بابليون بالقرب من بنى عذرا اليهودى، وشيدت كنيسة أبى سرجة الأثرية أو كنيسة الشهيدين سرجيوس وواخس فوق المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة أثناء رحلة الهروب وبها مغارة الهروب عند الهيكل.

لوحات مرسومه تزين أرجاء الكنيسة، كل منها لها تاريخها وقدسيتها، وترجع معظم الأيقونات بالكنيسة إلى القرن الثامن عشر. ومن أهمهم صورة أثرية (أيقونة) تمثل وصول السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار وسالومى إلى أرض مصر ترجع إلى القرن التاسع الميلادى تقريبًا.

وفي الهيكل الجنوبي للكنيسة، بضعة سلالم تأخذك للأسفل للمغارة التي سكنت بها العائلة المقدسة في مصر، عبارة عن كهف كانت العذراء مريم والطفل يسوع والقديس يوسف يختبئون فيها. وتقع أسفل منتصف مكان المرتلين وجزء من هيكل الكنيسة، وهناك مدخل إلى المغارة من ناحيتين ينزل إليها بسلالم أحدهما من صالة الهيكل الجنوبى من الكنيسة، والآخر من وسط الصالة التى فى الهيكل الشمالي، تنقسم المغارة إلى ثلاث فراغات يفصلهم عن بعض أعمدة قديمة حجرية. ويظهر شكل المغارة كأنها كنيسة صغيرة خاصة بالفتحات الغاطسة بالحوائط الشرقية والشمالية والجنوبية. يبلغ طول المغارة 20 قدمًا (6 أمتار) وعرضها 15 قدمًا (4.5 متر) وتنخفض المغارة عن سطح الكنيسة بما لا يقل عن 21 قدمًا، وعند الخروج من الجانب الاخر للمغارة، يقع بئر الماء القديم الذي شربت منه العائلة المقدسة.

ومنذ القرن الرابع عشر إلى الثامن عشر استخدم المغارة الآباء الفرانسيسكان في إقامة القداسات حيث كانوا يعيشون في دير صغير بالقرب من هذا المكان.

المئات يتوافدون يوميا، أطفال وشباب، مسلمون وأقباط، مصريون وسياح يأتون من مختلف البلاد لزيارة الكنيسة المقدسة، بطرازها الفريد، حيث بنيت الكنيسة على الطراز البازليكى المعتاد مستطيل شكل بطول 27م عرض 17 م وهوة صحن رئيسى، يبلغ ارتفاع الكنيسة ككل حوالي 15 م من الداخل الصحن الرئيسي دور واحد بالارتفاع كله أما المماشي الجانبية فمكونة من طابقين، والمدخل الرئيسي للكنسية يقع بالناحية الشمالية الغربية ولكنه غير مستخدم والمداخل الثانوية غير مستخدمة أيضا ولكن المستخدم الآن هو مدخل في آخر في آخر الحائط الغربي.