سر استهداف الإرهابيين لكمين كرم القواديس بسيناء

[Mary Naeem]

سر استهداف الإرهابيين لكمين كرم القواديس بسيناء

تقع نقطة وكمين"كرم القواديس" التابع للقوات المسلحة المصرية، على بعد 20 كيلو مترًا شرق مدينة العريش، ويتبع من الناحية الإدارية مدينة "الشيخ زويد" ويمثل أهم الارتكازات الأمنية الموجودة على الطريق الدولي العريش ورفح، وأطلق عليه أهالي قرية القواديس اسم "ارتكاز مربع القواديس"؛ لأنه يتحكم في عدة طرق ومنحنيات تعتبر الأخطر بشمال سيناء على الإطلاق، حيث يقع في منطقة التقاء 4 طرق حيوية هي: طريق "الطويل"، ثم الطريق المؤدي للشيخ زويد، ومدخل طريق قرية القريعة بالعريش، والطريق المؤدي لقرية الخروبة شمالاً.

ويحاصر النقطة بعض مزارع الزيتون، وتبعد عن القرية المأهولة بالسكان، بمسافة تصل إلى كيلو متر واحد، وتمثل قبيلة "السواركة" القطاع الأكبر من سكان قرية "القواديس"، التي يصل تعداد سكانها لـ 5 آلاف نسمة، وتقع النقطة على الطريق الوحيد الذي يؤدي لبعض القرى الهامة بجنوب الشيخ زويد، وهي "الثومة"، "الزوارعة"، "أبو عراج" و"اللفيتات"، وفي نهايته يتواجد الطريق المؤدي لقرية الجورة، ومقر قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات، ومطار الجورة القديم، كما يعتبر ارتكاز "كرم القواديس" آخر نقطة عسكرية، تقع على الطريق الذي يربط العريش بقرية الجورة.

تعرض كمين "كرم القواديس" حتي الآن لثلاث عمليات إرهابية كبري أحبطتها قوات إنفاذ القانون للقوات المسلحة من أبطال الصاعقة والعمليات الخاصة والتدخل السريع منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن.

وبعد توالي العمليات الإرهابية الخسيسة على تلك النقطة اتخذت الدولة جميع التدابير اللازمة؛ لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله للحفاظ على أمن المنطقة بما فيها إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في محافظة شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر، وغلق معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة.

وقال اللواء أركان حرب "نصر سالم" ، مدير جهاز الاستطلاع بإدارة المخابرات الحربية سابقاً والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الجهات الممولة والمسئولة عن الجماعات الإرهابية في سيناء أصدر تعليماتها لجميع الفصائل الإرهابية الموجودة في سيناء ببدء الهجوم علي الكمائن الخاصة بالقوات المسلحة، بعد توافر كافة المعلومات والبيانات الاستخباراتية عن أماكن تجمع هؤلاء بدقة كبيرة، حتي لا يتم القبض عليهم أثناء الضربات الاستباقية لعناصر إنفاذ القانون، ويدلون بمعلومات عن الجهات الممولة والراعية للإرهاب في سيناء والشرق الأوسط .

وتباع "سالم"، أن العناصر الإرهابية تستهدف كمين ونقطة كرم القواديس كون تلك النقطة تسيطر على الطريق الدولي ومحاور مرورية في منطقة شمال سيناء مما يعيق تحرك تلك العناصر المسلحة وانتشارها بشكل كامل في مثلث الإرهاب وبالتالي كان التتابع في استهداف تلك النقطة بالذات لفتح طرق جديدة للعناصر الإرهابية للتحرك بارياحية، إلي جانب أن الجهات الممولة لتلك العناصر تريد التخلص منها في أقرب وقت ممكن بعد تضيق الجهات الأمنية لمصادر التمويل سواء في السلاح أو المال، وافتضاح تلك الجهات في المقاصد الدولية والإقليمية، وبالتالي بدأت الأنظار تتجه إليها مما جعلها ترغب في التضحية بتلك العناصر التي تمويلها من خلال تلك العمليات الانتحارية، مضيفا أن الهجوم الأخير لن يؤثر على المصالحة التي أتممها جهاز المخابرات العامة في قطاع غزة مع حماس والفصائل الفلسطينية .

من جانبه أعلن اللواء أركان حرب "عادل العمدة" المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الهجوم الإرهابي الأخير في كمين كرم القواديس جاء ردا من العناصر الإرهابية على إتمام المصالحة الفلسطينية في الفترة الأخيرة ووقف إطلاق النار في جنوب سوريا برعاية مصرية، مضيفا أن استهداف الكمين لمرات عديدة لوجود عدد كبير من الارتكازات الأمنية في تلك المنطقة، والتي كانت سببا في غلق كثير من الأنفاق الأرضية القريبة من قطاع غزة مع مصر .

وأضاف "العمدة"، أن أشاوس القوات المسلحة في تلك النقطة أحبطت في كل مرة المخطط الإرهابي في السيطرة على تلك النقطة المحورية في كرم القواديس وكبدت العناصر الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
هذا الخبر منقول من : وكالات