ظهور العذراء مريم في مصر
في مساء الثلاثاء 2 أبريل عام 1968، لاحظ الخفير المكلف بحراسة جراج مؤسسة النقل العام بمنطقة الزيتون، ويدعى عبدالعزيز علي، أنه رأى جسما نورانيا فوق قبة كنيسة العذراء بشارع طومان باي، فأخذ يصيح بصوت عالٍ: "نور فوق القبة"، ونادى عمال الجراج، فأقبلوا جميعا وحدقوا النظر، ليجدوا فتاة ترتدي أبيض وتشع نورا.
ارتفعت صيحاتهم إليها خوفا أن تسقط، وظن البعض منهم أنها فتاة تنوي الانتحار، فصرخوا لنجدتها، وأبلغ بعضهم شرطة النجدة، فتجمع المارة من الرجال والنساء، وأخذ منظر الفتاة يزداد نورا ويشتد ضياء، وكانت تمسك في يدها بعض أغصان شجر الزيتون، وفجأة طار سرب حمام أبيض فوق رأسها، وحينئذ أدركوا أن هذا المنظر مخالف للطبيعة، ولكي يقطعوا الشك باليقين، عزموا على تحطيم المصابيح الكهربائية بالشارع والقريبة من الكنيسة، فبدت الفتاة أكثر وضوحا، وأخذت تتحرك وحولها هالة مشعة، حينها أيقن الجميع بأن الفتاة التي أمامهم هي دون شك "مريم العذراء"، فعلى التصفيق والصياح والتهليل، مرددين: "السلام عليكي يا مريم".
استمر ذلك التجلي عدة ليال متعاقبة، وإلى بضع ساعات دون توقف أمام عشرات الآلاف من المصريين مسلمين ومسيحيين، يشيرون إليها ويتشفعون بها في ترتيل وابتهال ودموع وتهليل وصلاة.
هذه هي الرواية التي تتناقلها معظم الأجيال السابقة عن الظهورالأول للعذراء مريم في مصر، وكثرت الأقاويل عن تجليات روحانية أخرى للعذراء على مر العقود السابقة، حيث ظهرت يوم السبت 21 أغسطس عام 1982م، فوق هيكل كنيسة العذراء بإدفو التابعة لإيبارشية أسوان.
كما تجلت مساء الثلاثاء 25 مارس 1986، بين قباب الكنيسة القديسة دميانة بشبرا، وشاهدها سكان المنازل الخلفية بحجمها الطبيعي الكامل، واقترن هذا الظهور بمعجزات الشفاء لكثير من المرضى، الذين توافدوا عليها طلبا للشفاء من أمراض مستعصية، عجز الطب عن علاجها. وأصدرت الكنيسة بيانا أكدت فيه ظهور العذراء مريم استنادًا على كلام الآباء والكهنة والرهبان، مع عدد كبير من أبناء الشعب الذين شاهدوا التجلي.
عام 1988، حدث ظهور آخر للعذراء على جبل أسيوط، وأجمع الكثير من شهود العيان أنها ظهرت مرات عديدة، ولأعداد كثيرة من الناس، وبالشكل المعروف بها كطيف يتهادى على قمة الجبل لمدة ساعتين، حيث يعتبر الجبل الغربي بأسيوط هو أقصى بقعة وصلت إليها العائلة المقدسة في رحلة هروبها من "هيرودس" الملك.
وفي يوم الخميس 15 ديسمبر عام 2009، كان التجلي الأخير للعذراء مريم في مصر، حيث تجمهر عشرات الآلاف من أطياف الشعب لمشاهدة ظهور العذراء فوق القبة الوسطى لكنيسة الملاك ميخائيل بالوراق، فارتفعت الزغاريد والتهليل والصلوات، كما التقط المحتشدون العديد من الصور للتجلي بكاميرات الموبايل والفيديو لتوثيق الحدث. ومن شدة الزحام أجرت المقاهي المجاورة للكنيسة الكراسي للجماهير في الشارع، حيث كان حشد لم يسبق له مثيل.