التسامح
أولاً: ان لا ترد الاسأة بألاساءة لا يعني أبداً ضعفاً
(فأن قذفك أحدٌ بالسب فأية سهولة هي أن ترد عليه بمثلها
والكثيرين يفعلونها وهي بالنتيجة تنم على ضعف
لانك بسهولة ستنزل الى مستوى المتدني الذي قذفك بالسب!!)..
لكن الذي يسامح يعني يرتفع بل يتعالى عن مستوى بسيط
ويكون يمتلك القدرة العالية للتغاضي عن الاسأءة وبالنتيجة يترفع عن مستوى بسيط وحطيط,
فما بالك إذا إحد ضربك أحد وأعتدى عليك!!..
ثانياً: إن من يترفع عن الاساءة ويغفر للاخر فهو يغذي الخير في داخله,
ولا يعطي للشر ان يستقوي ويدفعه للاسأءة للاخرين ومن ثم ستنعكس عليه,
ويتعالى عن أخلاق الذي أساء اليه, وإلا فما الفرق بينكما!.
ثالثاً:ان رديت وفق قاعدة العين بالعين والسن بالسن, فسيكون ردك بقدر قدرتك انت,
ولكـن ان أوكلت الامر لله صاحب الامر فان تصرفك هذا سيكون ذكي جداً
لان رد الله سيكون اقوى وأشد من ردك انت. ويقول الرسول بولس في رسالته لاهل رومية
(لا تنتقموا لانفسكم أيها الاحباء بل إعطوا مكاناً للغضب.
لانه مكتوب لي النقمة وأنا أُجازي يقول الرب,)[رومية12:19],
بل قد تربح صيق أو أخوك أو الاخر! كما حدث في القصة أعلاه!! ..
رابعاً: قد قيل هذا (العين بالعين والسن بالسن) في الناموس الذي اعطى لموسى النبي,
ولكي يمنعهم من فعل الشر لانه ان غضب انسان
[في ذلك الوقت الذي كان الانسان غير ناضج فيه
((النضوج هو معرفة الله وشرائعه)) ]
لاي سبب كان واراد ان يضرب رفيقه او يقلع عينيه
سوف يفكر كثيرا بالذي سيحدث له من المقابل (اي وضعت هذه لمنع الشر).
ولكن بمجئ الرب يسوع الذي تعامل مع الانسان بنضج
فانه اوصانا بالتسامح والمغفرة
وان الذي سوف يلطمك وراى منك حلماً
يندم على الضربة الاولى ولا يعود يضربك ثانيةً,
ويكون نصيباً كثيراً للتصالح والمحبة. وكما دعانا له المجد أن نفغر لاخوتنا
(معنى الاخ في الانجيل هو القريب والصديق!)
وقال(وإن أخطأ اليك سبع مرات في اليوم ورجع اليك في اليوم سبع مرات
قائلاً انا تائب فأغفر له)(متى:16آلآية4).)
وحينئذ تقدم اليه بطرس وقال يارب كم مرة يُخطئ اليَ أخي وانا اغفر له.
هل الى سبع مرات. قال له يسوع لا اقول لك سبع مرات بل سبعين مرةً سبع مرات)
خامساً:وهذا لايعني ان لا نجادل أو نعترض أو حتى نغضب,
فالرب يسوع قد أعترض على ضربه من قبل خدام الهيكل
عند محاكمته من قبل شيوخ اليهود,
(ولما قال هذا لطم يسوع واحدٌ من الخدام كان واقفاً قائلاً أهكذا تجاوب رئيس الكهنة,
اجابه يسوع ان كنت قد تكلمت ردياً فأشهد على الردي وان حسناً فلماذا تضربني) [يو18: 22 -23].
و الرسول بولس يقول(إغضبوا ولا تخطئوا, لا تغرب الشمس على غيظكم ولا تعطوا إليس مكاناً)[ افسس5:26].