هذا ما طلبة أسقف طنطا الانبا بولا
دعا الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، العالم إلى الاتفاق على صيغة توافقية للتصدى للإرهاب، مؤكداً أن «مؤتمر الأزهر للسلام مهم وتوقيته مثالى، وأفضل ما فيه كلمة فضيلة الإمام الأكبر»، وأضاف أن المؤتمر سيقلل الآثار المترتبة على العنف ولن يمنعها، وأن المشكلة ليست فى القادة الدينيين، وإنما فى توصل الأمم المتحدة لصيغة جيدة لمواجهة التطرف، وأكد أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر مهمة، لأن الكاثوليك لهم كلمة مسموعة وتأثير قوى، ليسمع العالم صوت العقل ويتّحد ضد الإرهاب، مشيراً فى حواره مع «الوطن» إلى أن «زيارة البابا فرنسيس إلى مصر بعد تفجير كنيستَى طنطا والإسكندرية تلفت انتباه العالم إلى أن بلدنا آمن ومستقر، كما أنه حريص على إذابة جبال الثلج بين الفاتيكان والجهات الأخرى».
■ كيف رأيت مؤتمر الأزهر الدولى للسلام؟
- المؤتمر جيد ومهم وتوقيته مثالى، وأقدم الشكر للأزهر على تنظيمه مؤتمر السلام الدولى، وأفضل ما كان بالمؤتمر هو كلمة فضيلة الإمام الأكبر الذى قام بتلخيص الأزمات بالإشارة إلى نقاط التلاقى الكبيرة جداً بين الأديان، وأن الإرهاب من الظلم أن ننسبه إلى دين بعينه، فالعالم كله مسئول عما يحدث من إرهاب وينبغى أن يكون للجميع دور فاعل فى منع أسبابه.
الأنبا بولا: بابا الفاتيكان له كلمة مسموعة فى العالم وتأثير زيارته لمصر جيد
■ وما آثار هذا المؤتمر؟
- الملفات التى يناقشها المؤتمر ليست بالبساطة حتى تنتهى بمؤتمر واحد، فلا يمكن أن تزول غمة الإرهاب عن مناطقنا وبلادنا فوراً، والأمر يحتاج إلى جهد كبير، وما تم الاتفاق عليه فى المؤتمر يمكنه منع الإرهاب بعد 20 عاماً، فنحن نؤسس للمستقبل ونريد زرع فكر وثقافة ومقاومة عسكرية وأمنية وأن يغير الغرب أفكاره أيضاً فى استخدام مثل هذه الجماعات لمصالح سياسية مثلما حدث فى أفغانستان فى وقت سابق، لذا لا بد أن نبدأ من الآن، لأن الشرارة تنطلق باتجاه المستقبل والجميع سيحمل الشعلة ويطوف بها العالم للتنوير، فالنتائج بعيدة والموضوع سيأخذ وقتاً أطول.
■ وما أفضل السبل لمواجهة الإرهاب، وما دور القادة الدينيين؟
- نحن نقلل الآثار ولا نمنعها، فهناك سياسات دول، والمشكلة ليست فى القادة الدينيين، ولكن أن تصل الأمم المتحدة لصيغة جيدة لمواجهة التطرف، ولكن للأسف الجميع اتفقوا على ألا يتفقوا، فبعد التحارب الموجود فى منطقتنا والأحداث الإرهابية بالبلاد الغربية لا بد أن العالم سينتهى إلى صيغة توافقية للتصدى للإرهاب، فهو لم يعد مرتبطاً لا بدين ولا فئة ولا منطقة، ولا توجد حدود جغرافية لمنعه، فنحن فى مصر منذ سنوات طويلة نخاطب العالم بالتوحد ضد خطر الإرهاب ولكن بلا مجيب، لكن الآن الأمور تغيرت ولم يعد هناك ناجون من أتون الهجمات الإرهابية. وأناشد الضمير العالمى التوقف عن دعم الإرهاب واستخدامه لأهداف سياسية، وقد بات معروفاً للجميع أن دولاً بعينها تدعم الإرهاب وتستخدمه، وأيضاً لا بد من إنهاء البؤر الاستعمارية فى العالم كما هو الحال فى فلسطين، حيث يمثل الإحساس بالظلم بيئة خصبة للتشدد، ولا بد من التقليل من الفجوة الاقتصادية وعلى أبناء كل الدول العمل على دعم المحتاجين لأن الفقر يوفر بيئة خصبة للتطرف.
■ كيف ترى زيارة بابا الفاتيكان؟
- زيارة مهمة، فالكاثوليك لهم كلمة مسموعة فى العالم وانتشارهم واسع وسيكون للزيارة تأثير قوى ليسمع العالم صوت العقل ويتحد ضد الإرهاب، فزيارة البابا فرنسيس إلى مصر بعد الأحداث الأخيرة، خاصة بعد تفجيرى كنيستى طنطا والإسكندرية، تلفت انتباه العالم إلى أن مصر آمنة وهادئة، والزيارة سيكون لها تأثير جيد على بلدنا، ورسالة البابا ستصل إلى كل بلاد العالم، لأنه حريص على إذابة جبال الثلج بين الفاتيكان والجهات الأخرى بغضّ النظر عن ديانتها، وهناك علاقة وطيدة بين الأزهر والفاتيكان، والطرفان يرغبان فى استعادتها للتصدى معاً للتطرف كيد واحدة.
هذا الخبر منقول من : الوطن
