ونجد عندما كشف الرب قلب الناس الذين بحثوا عنه، وبعد توجيهه لهم لكي يسعوا ويعملوا للطعام الباقي للحياة الأبدية، تجاوبوا معه وسألوه:
+ فقالوا له: ماذا نفعل حتى نعمل أعمال الله!
أجاب يسوع وقال لهم: هذا هو عمل الله أن "تؤمنوا" بالذي هو أرسله.
+ فقالوا له فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك، ماذا تعمل!
آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب أنه أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا (يوحنا 6: 28 – 31)
وهذا هوَّ أكبر عيب وأعظم سقطة نسقط فيها كمسيحيين، وهو البحث عن الآيات والمعجزات ونفتخر بها، لأن كل هذه يطلبها الأمم الغرباء عن الله الذين يؤكدون على بطولية آلهتهم ويفتخرون بها، لكننا نحن ابناء الله الحي في المسيح يسوع.
+ فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله. (أفسس 2: 19)
فالغريب والنزيل في فندق، هو شخص أتى من بلده إلى مدينة في بلد أُخرى ليحيا فيها حياة الغُربة المؤقتة، لأنها ليست وطنه ولا مكانه الطبيعي، لأنه سيرحل عنها في كل الأحوال مهما ما طالت أيامه فيها، لأنه يا إما يأتي إليها ساعياً لأجل عمل ما ليأخذ أجره ثم يرحل، أو من أجل أن يزور الأماكن كمجرد سائح ثم يتركها ويعود لوطنه مرة أخرى ويحمل معه منها مُجرد ذكريات ومع الوقت ربما ينساها، وفي كل الأحوال مهما تعددت الأسباب فأنه سيظل غريب فيها ونزيل، ومهما ما أخذ منها من مُشتريات مُميزة فيها، لكنها ستبقى للذكرى الخالدة، وبالطبع مهما ما كانت الذكرى عميقة ومؤثرة للغاية وضاربة عميقاً في ذكرياته التي تُثير أفراحه، فأنها لن تجعله مواطناً فيها أبداً مهما ما أخذ من خيرات وأشياء ثمينة للغاية.