رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا (يعقوب 5: 16) هنا في هذه الآية الرسول يضع الغرض الذي من أجله يتم الاعتراف بالزلات، لأن هنا يتحدث عن شركة أعضاء الكنيسة من ناحية فاعليتها الحقيقية، لأن القصد ليس هو الحديث عن الخطية في ذاتها بل عن الشفاء الحقيقي في خبرة روح الشركة، لأن الغرض من الاعتراف هنا هو الصلاة لكي يحدث شفاء، لأن الخطية مرض عضال يُصيب الإنسان بالشلل الروحي، لذلك فهو محتاج لإخوته الأصحاء لكي يصلوا من أجله بإيمان حي لينال قوة الشفاء، لذلك ختم على الآية بقوله: طلبة البار تقتدر في فعلها. وهذا يذكرنا بموقف الذين من أعلى السقف انزلوا المريض أمام المسيح الرب فتم شفاؤه، لأن كل عمل أعضاء الجسد الواحد أن يضعوا المريض أمام الطبيب الوحيد العظيم، شخص الرب بذاته ونفسه ليمد يده بالشفاء العاجل للنفس طريحة الفراش. إذاً نحن لا نعترف بأمراض نفوسنا لأجل الحديث عنها في ذاتها، لكننا نعترف لأخوتنا الأتقياء أعضاء الجسد الواحد لكي يصلوا لأجلنا ومعنا لكي نُشفى، لأن الاعتراف هنا على أساس إيمان حي، لا بالناس ولا قدراتهم ولا حتى بإيمان أن صلاتهم هي مصدر الشفاء بل على أساس إيماننا بدم المسيح الرب الذي يطهر الضمير من أعمال ميته لكي نخدم الله الحي خدمة التسبيح والفرح والحياة في راحة المسيح الرب الذي قام ودخل راحته وأدخلنا معهُ. فيا إخوتي علينا أن نعي التوبة في نور معنى الاعتراف الصحيح والسليم، لأن هناك اعتراف خاطئ للغاية واعتراف سليم، الاعتراف الخاطئ هو لغو الحديث الباطل عن تفاصيل الخطايا، لأنها سيرة لا ينبغي أن تصير على الألسن، لأنها كفيلة أن تحبط الإنسان وتُطفأ فيه كل حركة للروح القدس في داخله، لأن سيرة الخطية بتفاصيلها لابسة الموت، ومستحيل إنسان يدخل في قوة التوبة وسرها ويظل يحكي ويتحاكى عن خطيئته، هذا لغو باطل اعتدنا عليه وهو نابع من الشعور بالذنب وثقل الضمير الملوث الذي تربى على الشعور بالذنب ومحاولة التخلص منه بطرق معوجة غريبة عن روح بشارة الإنجيل، مما يؤدي للبعد عن الطريق المستقيم والركض على الأعمال الذاتية التي لا تستطيع أن تُخلِّص أحد قط، لأن للأسف الكثيرين من هذا المنطلق، يضعون خطوات للتوبة بشكل غريب عن روح المسيح الرب، وكلها تعبر عن الاتكال على جهاد الإنسان وعمله الخاص، وهذا يؤدي للانحراف عن طريق رسمه مسيح القيامة والحياة، لأنه قال من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً لن يموت إلى الأبد، وأيضاً أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، لأن في التوبة الحقيقية نحن نطلب حرية الابن الوحيد، كما نطلب قوة قيامة المسيح الرب، لأن أن لم يُقيمنا هو بنفسه فكيف لنا أن نخرج من قبر شهواتنا، وان لم يحررنا الابن الوحيد بنفسه فكيف نفك أنفسنا من أسر الخطية أو حتى كيف يفكنا إنسان تحت ضعف مثلنا من قيود خطايانا. فكلام الرسول واضح، لأنه لم يضع شكل جهاد أعمال إنسان، بل وضح أن الصلاة من أجل أن يتم الشفاء من عند أبي الأنوار هي الطريق الوحيد، لأنه لو كان خلاص النفس بأعمال، كان وضعها الرسول وقال افعلوا كذا أو كذا، أو حتى قال صوموا وأنتم تشفوا، بل لم يقل سوى: وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفوا. وطبعاً الشفاء ليس شفاء سحري، بمجرد أن الشخص الفلاني ده يصلي من أجلي سيتم شفائي من الخطية، لأن هناك عامل مهم للغاية وهو "الإيمان"، لأني أن لم أؤمن بدم المسيح انه يطهرني من الخطية، فلن تنفعني صلاة أعظم القديسين ولا حتى الرسل أنفسهم، لأني أن لم أؤمن بأن المسيح الرب هو حمل الله وحده رافع خطية العالم، ودمه يطهر من أي خطية، فانا اشقى جميع الناس ومهما ما صنعت، وحتى لو جاهدت بكل قوتي وبطلت خطية فعلياً فأن هذا لن ينفعني لأن قلبي لا زال لم يتطهر بعد ولم أنال قوة البرّ الذي بالإيمان (رومية 9: 30) فعلينا أن نعي ونُدرك تمام الإدراك أن برّ الله لا نحصل عليه إطلاقاً بأعمال نعملها بجهدنا الخاص، أو بحسب أعمال الناموس، لأنه مكتوب: + وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ (رومية 3: 21) + لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ (2كورنثوس 5: 21) + بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ (رومية 3: 22) فينبغي علينا أن نحيا وفق روح بشارة الإنجيل، ولا نثبت برّ أنفسنا الذي به نطعن أنفسنا بأوجاع كثيرة لا تنتهي، لذلك يقول الرسول: لأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ اللهِ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ لَمْ يُخْضَعُوا لِبِرِّ اللهِ (رومية 10: 3)، فعلينا أن نحذر جداً لأن بسهولة ممكن نزل تحت ثقل بر أنفسنا، فحاذري كل الحذر من تثبيت برنا الخاص بجهادنا الشخصي وأعمالنا، لذلك علينا أن لا نهتم بكل من يتحدث عن خطوات التوبة ويضعها في بنود، لأن التوبة ليس لها بنود توضع، لأن لها بند واحد وحيد وهو الإيمان بحمل الله رافع خطية العالم فقط وفقط لا غير. فحذاري من أي إنسان يتوب على أساس آخر غير الذي وضع، وهو الإيمان بالمسيح، لأنه مكتوب في بشارة إنجيل الحياة أن الرب لم يطلب شيء غير الإيمان: ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان فقال لهما يسوع أتؤمنان إني أقدر أن أفعل هذا قالا له نعم يا سيد، حينئذ لمس أعينهما قائلاً: "بحسب إيمانكما ليكن لكما"، فانفتحت أعينهما (متى 9: 28 – 30) فلا أحد يتعب نفسه بلا طائل ويظل يلف ويدور في حلقات مفرغة، لأنك أن لم تؤمن فلن تنال شيئاً لأن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عبرانيين 11: 6)، ربما يكون إيمانك ضعيف أو شبه معدوم، لكن أنظر وتعلَّم من الإنجيل: فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني (مرقس 9: 24) |
19 - 04 - 2017, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ما بين الاعتراف الباطل واعتراف شفاء النفس
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شفاء النفس قبل شفاء الجسد |
الاعتراف بالخطأ فهو دليل على صحة النفس |
حث علي الاعتراف بخبايا النفس |
ما بين الاعتراف الباطل واعتراف شفاء النفس |
قوة الله التي تشبع النفس ومحاربة روح المجد الباطل |