+ الرب خلـــــق البشـــــر من التــــــــــــــــــــــراب، + وهبهم قوة من قوته، وصنعهم على حسب صورته، + منحهم لسانـــــاً وعينين وأُذُنين، وعقــــــــــلاً يُفكر. + ملأهم معرفـــــة وحكمــــــة، وأراهم الخير والشرّ. + ألقى عينيه في قلوبهم، ليُريهم عظائـــــــــم أعماله، + وليحمدوا اسمه القدوس، ويخبـــروا بعظائم أفعاله، + جعل المعرفة في متناولهم، ومنحهم شريعة الحياة، + أقام عهداً أبدياً معهم، وأظهر لهم فرائضــــــــــــه، + فرأت عيونهم جلال مجده، وسمعت أذانهم صوته المجيد. + حذرهم من عمل الشــــــــــرّ، وأوصى كل واحد بقريبه. سيراخ 17: 1و 3و 6 – 14 الترجمة السبعينية
فالإنسان حُرّ وله سلطان كامل على إرادته طالما لم يسلمها لآخر، فلو فرضنا أن هُناك إنسان (شاب أو مُراهق) يحيا في مدينة على مشارف غابة وقد حذر المسئولين عن المدينة أن لا يسير أحد في طريق الغابة لأنه غير آمن وقد ضاع فيه الكثيرون وهلكوا، ولكنه بحماقة اندفاع الشباب الذي ثار فضوله، أراد أن يستطلع هذا الطريق حباً في استكشافه، ورغم الوصية والتحذير والتنبيه المُشدد من كل من حوله، لكنه لم يسمع أو يصغي ولم يكترث بكلامهم، لكنه مضى ليلاً (هرباً من أن يراه أحد فيمنعه) في طريقه عاقداً العزم على أن يسير فيه بكل إصرار وعِناد، وأثناء سيره قفز عليه اللصوص وضربوه ومزقوا ملابسة وأهانوه واخذوا كل ما كان معه، واستعبدوه فربطوه بسلاسل وجعلوه يخدمهم بعد أن سُلبت منه إرادته، فبدأ يكل ويتعب تحت نير الاستعباد القاسي، ومن ثمَّ بدأ يلوم الآخرين لأنهم لم يمنعوه ويصدوه بالقوة، مع أنه هو وحده المسئول عن الضرر الذي لحق به بسبب عناده وإصرار عزيمته ومخالفة كل ما سمعه ليحقق الفضول الذي تملك على مشاعره حتى صار رغبة مُحله عنده وكانت هذه هي النتيجة المتوقعة.
+ لكن الأشرار جلبوا على أنفسهم الموت بأعمالهم وأقوالهم، حَسبوا الموت حليفاً لهم وعاهدوه فصاروا إلى الفناء، فكان هو النصيب الذي يستحقون. (حكمة 2: 16) + فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر (خداع الخطية وظهورها ببريق مزيف). فأخذت من ثمارها وأكلت وأعطت رَجُلها أيضاً معها فأكل. (تكوين 3: 1 – 7)
+ الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى (الأغبياء) يعبرون فيعاقبون. (أمثال 22: 3) + عقل الأحمق كوعـــــاء مثقوب، لا يضبط شيئــــــــــــــاً من العلم. المُتأدب يسمع حكمـــة فيمدحهـــــا، ويزيد عليها ممـــــا عنـــــده. أما الغبي فيسمعها ويهزأ بها، وسرعان ما يطرحها وراء ظهــره. (سيراخ 21: 14 – 15 الترجمة السبعينية)
يقول القديس مقاريوس الكبير:
ويقول القديس كيرلس الأورشليمي:
إذاً الخطية هي جرثومة القصد السيء، تنبع من شهوة قلب الإنسان، وتتم بخضوع إرادته لها، لأن بدون الإرادة لا تتم الخطية: ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتاً. (يعقوب 1: 15)