المجنون والآثار الشيطانية
وما أكثر ما ظهر من آثار في حياة هذا المجنون، ولعل أولها هو انفصام الشخصية أو ازدواجها كما يقولون، يقول الدكتور فواد الأهواني : «الأصل أن تكون الشخصية موحدة ثابتة لا يتغير صاحبها في سلوكه في الظروف المختلفة من الحياة، ولكن قد تنحل الشخصية وتتعدد وتذهب وحدتها المميزة لها، فيصبح الإنسان ذا شخصيتين مختلفتين كل الاختلاف، ويعد هذا مرضًا من أمراض الشخصية إذ ينسى في حالة كل ما يعرفه عن شخصيته في حالة أخرى، وقد ينسى اسمه وأسرته وأصدقاءه وعمله ويتخذ اسمًا جديدًا وأصدقاء مختلفين وعملاً يغاير عمله الأول، ثم يعود بعد فترة طويلة أو قصيرة إلى شخصيته الأولى دون أن يذكر شيئًا عن شخصيته الثانية، ويبدو لنا كأن هناك نفسين تحلان في جسد واحد على التتابع. والشخصية الثانوية لا تختفي أصلاً ثم تعود بل تنحدر إلى اللاشعور وتظل كامنة هناك حتى تجد الفرصة الملائمة للظهور، وقد استطاع بعض العلماء بواسطة التنويم المغناطيسي أن ينقلوا المريض من إحدى الشخصيتين إلى الأخرى. وفي هذا دليل على وجود الشخصية الأخرى في اللاشعور وقصة الدكتور جيكل ومستر هايد توضح لنا الرجل ذا الشخصيتين وفي كثير من القصص نجد مثل ذلك» وقد لا يعرف الكثيرون من رجال النفس أن روبرت لويس استفنسون عندما كتب قصة دكتور جيكل ومستر هايد كان يستوحيها من الاصحاح السابع من رسالة رومية.