رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نقرأ مع بعض جزء من الكتاب المقدس (أنجيل مرقس ص 5) وجاءوا الى عبر البحر الى كورة الجدريين 2 ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور انسان به روح نجس 3 كان مسكنه في القبور ولم يقدر احد ان يربطه ولا بسلاسل. 4 لانه قد ربط كثيرا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود.فلم يقدر احد ان يذلله. 5 وكان دائما ليلا ونهارا في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة. 6 فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له 7 وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي.استحلفك بالله ان لا تعذبني. 8 لانه قال له اخرج من الانسان يا ايها الروح النجس. 9 وسأله ما اسمك.فاجاب قائلا اسمي لجيون لاننا كثيرون. 10 وطلب اليه كثيرا ان لا يرسلهم الى خارج الكورة. 11 وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. 12 فطلب اليه كل الشياطين قائلين ارسلنا الى الخنازير لندخل فيها. 13 فأذن لهم يسوع للوقت.فخرجت الارواح النجسة ودخلت في الخنازير. ................... 18 ولما دخل السفينة طلب إليه الذي كان مجنونا أن يكون معه 19 فلم يدعه يسوع، بل قال له: اذهب إلى بيتك وإلى أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك 20 فمضى وابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع. فتعجب الجميع +++++++++++ الشياطين دفعت المجنون للقبور كما تدفعنا لقبور نجاسة الخطية فالموت والقبور إشارة للنجاسة. ونلاحظ أنهما كان يقطع السلاسل التى يربطونه بها. وكل خاطىء يتملكه روح الشر يقطع كل القيود الدينية والاجتماعية ليجرى نحو قبور الخطية ونجاسة الشهوة وهناك يؤذى نفسه ويجرحها، فالخطية نار من يحضنها يحترق وتؤذيه... عندما تجد نفسك بعيداً عن الكنيسة احذر فقد سمحت للشيطان بأن يتملكك ومهما كانت الجنة التي تعيش فيها بعيد عن الكنيسة اعرف انها ما هي الا مجرد قبور ستختار أنت أحداها لتموت فيها استعداد لذهابك للهاوية !! قال الشيطان إن اسمه "لجيون". و"لجيون" تعنى أكبر وحدة في الجيش الروماني، وهي تتكون من ٣٠٠٠ إلى ٦٠٠٠ جندي، مما يوضح أن هذا الرجل لم يكن يسكنه شيطان واحد، بل شياطين كثيرة. ما حدث مع هذا المسكين يمثل صورة حية للإنسان حين يخضع لخطيةٍ ما أو لشيطانٍ ما، فالخطية تسلمه إلى أخرى، والشيطان إلى آخر ليكون مستعبدًا للجئون، وكما يقول القديس يوحنا سابا: [الآلام (الخطايا) متشابكة بعضها ببعض، إن خضعت لألم ما فبالضرورة تصير عبدًا لبقية رفقائه.] ... لا تستسلم للخطايا الصغيرة فأنها ستجرك لخطايا اخري كبيرة . حسب شريعة العهد القديم (لا ١١: ٧) كانت الخنازير حيوانات "نجسة" أي لا يمكن ليهودي أن يأكلها أو يلمسها. وكان موتها تأديباً لأصحاب الخنازير فتربيتها ممنوعة حسب الناموس كما أن مرضى العيون لا يستطيعون احتمال التطلع في ضوء الشمس، مفضلين الظلام، هكذا تهرب الشياطين من بهاء النور الأبدي مرتعبة قبل حلول الوقت حيث ينتظرها العذاب... ما هو قطيع الخنازير هذا إلا أولئك الذين قيل عنهم: "لا تطرحوا قدسكم للخنازير" (مت 7: 6)؟ هؤلاء الذين يشبهون الحيوانات الحقيرة التي بلا نطق ولا فهم، يدنسون حياتهم بالأعمال النجسة... فيقودهم تصرفهم إلى الهاوية بعد هذه المعجزة الرائعة لإنقاذ حياة إنسان، لماذا طلب الناس من الرب يسوع أن يرحل عن ديارهم ؟ طلب الناس من الرب يسوع أن يبتعد عنهم لأنهم خشوا أن يقضي الرب يسوع على مصدر رزقهم بإهلاك خنازير أخري ، فكانوا يفضلون أن يتخلوا عن الرب يسوع، من أن يفقدوا مصدر رزقهم وأمنهم ... هل خوفك من ترك وظيفتك المرموقة أو مكانتك المتميزة وسط الاخرين يجعلك تتخلي عن الرب يسوع لبعض الوقت ؟ فتتخلي عن وصاياه مثل الأمانة والصدق وتسلك بحسب أهل العالم ؟؟ كانت الشياطين تسكن هذا الرجل، ولكنه أصبح الآن مثالا حيا لقوة الرب يسوع. أراد أن يتبع المسيح، ولكن المسيح طلب منه أن يذهب إلى بيته ويذيع قصته هناك. فإن كنت قد اختبرت قوة الرب يسوع فأنت أيضا مثال حي. فهل أنت مثل هذا الرجل في حماسه لمشاركة من حوله في هذه الأخبار الطيبة ؟فكما نخبر الآخرين عن طبيب شفى مرضا جسديا، يجب أن نخبر عن المسيح الذي يشفي خطيتنا. +++ نتعلم من هذا الرجل شيئاً هاماً وهو أن علي الأنسان أن يُخضع مشيئته ولا يتمسك برأيه ... نقدم رغبتنا لأبينا نعم ، ولكن ندع له الاختيار .... فرغبة الرجل كانت رغبة مباركة وهي الوجود مع المسيح ... ولكن المسيح كلفه بخدمة أخري ، ففرح بها ، وانطلق يخدم باجتهاد ... فلنتعلم نحن أيضاً ألا نتشبث بآرائنا ، ونترك قيادة حياتنا لحكمة واختيار إلهنا . |
03 - 03 - 2017, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
كان أشعث ومتسخ الشعر..وله صدر مفتوح وملطخ بالدماء..عيون زائغة تتحرك فى كل الاتجاهات..لا يقدر على الوقوف بثبات..منظره عريان ولا يرتدى صندلاً حتى يحمى قدميه من الاصطدام بالصخور التى على الأرض ولا يرتدى ثياباً تقيه من الحجارة التى يمسكها بيده..وكان يجرح نفسه بالحجارة فصار جلد جسده مثل الحبر الأسود والجروح العميقة والمتقيحة تجذب الحشرات الطائرة إليه.
إن مسكنه بين القبور فى صحراء الجليل وسط الكهوف..يشعر بالأمان وسط الأموات أكثر مما يشعر به وسط الأحياء. كيف نفسر هذه التصرفات الغريبة الموجودة..العنف المتمثل فى الابناء على أسرهم..المشاكل التى تعانى منها الأمهات..التمرد الذى يعانى منه الشباب الصغير..الأفلام الإباحية على الإنترت..فالشيطان لا يهدأ فى العمل.. فنظرة واحدة لهذا المجنون تشرح لنا هدف إبليس لحياتى وحياتك. الألم النفسى الذاتى:فالمجنون يجرح نفسه بالحجارة..فكيف يؤذى الإنسان نفسه؟بإدمان الأقراص والجنس..بالعنف وحتى الأطعمة المليئة بالدهون تجعلنا نؤذى أنفسنا. الارتباط الوثيق بالموت والظلام:فالمجنون حتى دون أن يربطوه يسكن وسط الأموات..وهناك الروح الشرير يشعر وكأنه مستريح فى بيته.يتواصل مع أصدقائه الأرواح الشريرة هناك ليذبحوا الأحياء..فالتواصل مع الأموات ليس من أعمال الله..فهو إله أحياء وليس إله أموات. ضياع الراحة بلا نهاية:"وكان دائماً ليلاً ونهاراً فى الجبال وفى القبور"-(مر5:5)فالشيطان لا ينعس ولا يأخذ راحة.ويا للعجب أن الروح النجس يطلب راحة ولا يجد-هكذا قال يسوع: "إذا خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز فى أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد" متى(43:12). الانعزال:هذا الرجل وحيد فى كل ما يعانيه.وهذه خطة شيطانية"أُصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتسماً مَنْ يبتلعه هو" 1بط(8:5) وأتباعه أيضاً يسيرون على النهج نفسه ويسهرون على الشر. لكن يسوع..يسوع يسهر على عمله أيضاً.خرج يسوع من المركب إلى هذه الكورة وأمر"اخرج من الإنسان يا أيها الروح النجس"-مر(8:5) لا توجد محادثات ومجادلات ومناقشات..ولا تهاون أو تراجع..لقد انسحب ابليس تماماً وخرج من الإنسان عند قدمى يسوع المسيح وعرفنا قوة ابليس مما حدث بعد دخول الأرواح الشريرة فى قطيع الخنازير بعد توسلهم إلى الرب بهذا: "وصرخ بصوت عظيم وقال:""مالى ولك يا يسوع ابن الله العلى""..وسأله:""ما اسمك؟"" فأجاب قائلاً:""اسمى لِجئُونُ لأننا كثيرون"" وطلب إليه كثيراً أن لا يرسلهم إلى خارج الكورة" مر5(7و9و10). لجئون:هو مصطلح فى الجيش الرومانى فالكتيبة الرومانية لجئون تحتوى على ستة الاف جندى رومانى.كيف سكنت كل هذه الأرواح النجسة فى جسد هذا الرجل؟أمر غير معقول..كيف تخشى كل هذه الجموع من الذهاب إلى الجحيم؟كما أن هذه الأرواح ليست كثيرة فقط بل هى أيضاً مدججة بالأسلحة فلجئون هى كتيبة مدججة بأحدث الأسلحة.إن ابليس(وجنوده)أتى لكى يهاجم"من أجل هذا احملوا سلاح الله الكامل لكى تقدروا أن تقاوموا فى اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شىء أن تثبتوا"-أف(13:6). لابد أن ندرك أن ابليس يقود جيشاً منظماً.عدونا يملك جيشاً مدرباً ومنظماً..لا تتخيل هذا الشكل الأسود والقرون والذيل الطويل..إن ابليس فى محضر الله يصير كلا شىء..قوة ابليس أمام الله مثل عصا صغيرة أمام القنبلة الذرية. ماذا يمكن أن يفعل الشيطان أمام الحضور الإلهى ..أمام يسوع المسيح؟لابد أن يسجد أمامه ويصرخ خائفاً ويطيعه. إن الرب يسوع قد انتصر على ابليس فكلمة واحدة من الرب يسوع أخرجت الشياطين وأصبح المجنون"جالساً ولابساً وعاقلاً". ولكن مع هزيمته وتحطيم رأسه لايزال يهيل علينا التراب بذيله..فهو لايقدر أن يؤذينا لكنه يزعجنا ويعطلنا ويجعلنا نتردد ونفكر كثيراً فى طرقنا لذلك يأمرنا الرسول بطرس بالسهر.. السهر هو الحل..الخوف لا يفيد..هو لايملك أسناناً وسُماً ليبثه فينا..فهو يعرف هذا أنه مهزوم وأن له"زماناً يسيراً"-(رؤ12:12). |
||||
03 - 03 - 2017, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
+ إن مجنون كورة الجدريين يمثل البشرية التي بقيت زماناً طويلاً مستعبدة لعدو الخير، صارت خارج المدينة والبيت، أي خارج الفردوس الذي أقيم لأجلها، وتعرت من ثوب النعمة الإلهية، تؤذي نفسها بنفسها ! + ويعلق القديس أمبروسيوس علي هذا الرجل قائلاً { العريان هو من فقد ثوب طبيعته الأولي وفضيلته... وهو يشير إلي شعب الأمم وقد غطته الرذائل فتعري بجهالاته، وخلعت الآثام عنه ثوبه.. إن مثل هذه النفوس تبدو كأنها ساكنة في قبور، فإن أجساد غير المؤمنين ليست إلا نوعاً من القبور يدفن فيها الأموات - أي النفوس الميتة - حيث لا تسكن فيها كلمة الرب }. |
||||
03 - 03 - 2017, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
+ إن ما حدث مع هذا المسكين، يمثل صورة حية للإنسان حين يخضع لخطية ما : فالخطية تسلمه إلي أخري، وكما يقول القديس يوحنا سابا ( الآلام - أي الخطايا - متشابكة بعضها ببعض، إن خضعت لألم ما - أي لخطية ما - فبالضرورة تصير عبداً لبقية رفقائه ). |
||||
03 - 03 - 2017, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
+ طلب إليه الذي كان مجنوناً أن يكون معه، فلم يدعه يسوع بل قال له : إذهب إلي بيتك وإلي أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضي وإبتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع، فتعجب الجميع - مر 5 : 18 - 20 ) أنظر أيضاً ( لو 8 : 38، 39 ). لقد سبق أن إستجاب السيد المسيح لطلب الشياطين بالدخول في الخنازير، وإستجاب أيضاً لطلب أهل كورة الجدريين وإنصرف عنهم، ولكنه لم يستجب لطلب الرجل الذي شفاه ليكون معه. لعل السيد أراد منه أن يبدأ أولاً بالكرازة في دائرة ضيقة هي دائرة البيت والأهل، فإن وجده أميناً في القليل ( وتكونون لي شهوداً في أورشليم )، أقامه علي الكثير ( وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض - أع 1 : 8 ) أنظر ( مت 25 : 21 ، لو 16 : 10، 19 : 17 ). ومع ذلك نجد الرجل الذي شفي قد مضي وإبتدأ ينادي في العشر المدن ( مر 5 : 20 )، وفي المدينة كلها ( لو 8 : 39 ) بكم صنع به السيد، حتي تعجب الجميع ! |
||||
03 - 03 - 2017, 11:44 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
حوار مع مجنون كورة الجدريين سرت في طريقي بدون هدف، وظللت سائراً إلى أن أمسى المساء. وجدتُ خاناً متواضعاً على جانب الطريق قضيت الليل فيه. وقد تحدَّث صاحب الخان عن مجنون كان يقيم في الجبال، وأن المعلم الناصري أنقذه فعاد إلى كمال عقله. وقال صاحب الخان إن المجنون الذي شُفي- وهو يملك شيئاً من المال- كرس حياته للحديث عن الناصري، فهو يجول من أول المنطقة إلى آخرها منادياً المرضى والمساكين أن يذهبوا إلى ذلك الطبيب العظيم. وسألت صاحب الخان عن هذه المنطقة، فقال إنها منطقة العشر مدن، وهي بالقرب من كورة الجدريين، ويدعوها البعض كورة الجدريين. وقال لي صاحب الخان: "انك قد تجد الرجل على مقربة من هذا المكان".... قلت: "ولكن أين ذهب الناصري؟". فأجاب: "من الأسف أن رؤساء البلد طلبوا منه أن يترك كورتهم. فتركها ولا أعلم إلى أين ذهب. وقد علمت أن المجنون أو الأصح أن أقول الذي كان مجنوناً، طلب منه أن يتبعه، ولكن الناصري رفض طلبه وأشار أن يعود إلى أهله ويخبر بما صنع معه الله من الرحمة، فعاد وهو يجول في المنطقة كلها يتحدث بما كان وما صار". تركت الخان وسرت في الطريق التي أشار عليّ صاحب الخان أن أسلكها. لم أبتعد إلا قليلاً عندما سمعتُ صوتاً عالياً يقول لجماعة محيطة به: "لا بد أنه المسيح! " فاقتربت منه وتقدمت إليه وقلت: "ترى هل أنت... هل أنت؟". قال: "نعم أنا مجنون جدرة". قلت: "أرجو.... ". قال: "لا داع للاعتذار. أنا مجنون جدرة. كنت مجنوناً وكانت الشياطين ساكنة فيّ، وجاء السيد وأخرجها. شكراً لله". قلت: "تُرى هل يمكنك التحدث إليّ بشيء من التفصيل". فأجاب: "إن ذلك يسرني كل السرور. لماذا لا تأتي معي إلى بيتي وهو قريب من هذا المكان؟". وسرت معه.... كان البيت يحمل طابع الميسرة ولو أنه لم يكن قصراً.... دخلت فاستقبلتني سيدة شابة جميلة، والى جانبها فتاة تبدو في العاشرة، وفتى يبلغ الثامنة. كان أثاث البيت ثميناً أنيقاً نظيفاً. جلسنا في صحن البيت، وقدمت الزوجة شيئاً من عصير البرتقال، وقالت: "سيكون طعام الغداء جاهزاً بعد قليل". وقلت للشاب: "أرجو ألاّ أكون متطفّلاً عليك في طلبي أن تعيد قصة مراحم الله معك". فأجاب: "بل أن ما تطلبه هو المهمة التي كرستُ حياتي لها"... وصمت قليلاً ثم قال: "لقد نشأت في عائلة تعمل في التجارة. أبي كان تاجراً، وجدي ووالد جدي، وهكذا.... فأنا أتسلسل من عائلة عملت في التجارة في الداخل وفي الخارج. كانت تجارتنا تحملها القوافل البرية والسفن. امتدَّت معاملاتنا إلى سوريا ولبنان.... بل امتدت تجارتنا إلى فارس واليونان ومصر... وأنت تعلم أن شريعتنا لا تُبيح أكل لحم الخنزير، ولكن الأمم يأكلونه. لذلك فكرتُ أن أضمّ إلى تجارتي تربية الخنازير والتجارة فيها، فأقمت زرائبها خارج المدينة بالقرب من الجبل عبر بحيرة جنيسارت. وعادت هذه التجارة عليّ بأرباح خيالية... وعاشرتُ أصدقاء السوء فشربت الخمر... وانحدرت. كم جلست زوجتي عند قدميّ وبكت وصلّت ونصحت، ولكني لم أستمع لها بل أسأتُ معاملتها.... أسأت إليها بلساني وبيدي. وولداي، ما أكثر ما لقيا منّي. ودخل شيطان صغير في قلبي في أول الأمر. كان شيطاناً صغيراً لطيفاً دخل مع الكأس الأولى. كنت أجلس مع الشباب وأشرب قليلاً... قليلاً جداً... ودخل شيطان صغير آخر يرافق الشيطان الأول كانوا يدعونه الفكاهات... وجعلت شياطين أخرى تفد تباعاً: الطمع الجشع السُّكر الظلم... وظلت الشياطين الشريرةً تفد حتى امتلأتُ بها. إن اسمي ميخا بن حننيا، لكني نسيت الاسم. كان البعض يدعونني سكيراً، وآخرون خنزيراً. وأنا فعلاً نسيت اسم ميخا. نسيته تماماً. كنت وحشاً. طالما أمسكت العصا ونزلت بها على زوجتي وولديَّ. وامتد الأمر إلى جيراني وعملائي، بل إلى كل المنطقة. جعلت أمزق ثيابي وأشدّ شعري وأجرح جسدي... تركت البيت وسكنت في الجبال عارياً أصرخ ليلاً ونهاراً. يدهشك أن تعلم أني كنت أدري بما أفعل، لكني لم أكن أستطيع أن أمنع نفسي عن الأذى لنفسي وللآخرين. وقد حاول أهلي ذوو قرباي في أول الأمر أن يعالجوني ولكنهم فشلوا. استعملوا العقاقير والعلاج النفسي، ومعه الصلوات، بل استعملوا الأحجبة وفشلوا. وازداد عدد شياطيني وازدادت إساءاتهم، فعمد أهلي إلى اتّقاء شري بأن ربطوني بالحبال، ولكني قطعت الحبال. قيدوني بالحديد فكسرت الحديد. كنت ليلاً ونهاراً أصرخ وأمزق جسدي وأقذف المارّين بالأحجار، ويا ويل من يقع بين يديَّ، فقد كنتُ أمزّق جسمه شر ممزق. كان العدد العديد من الجبابرة يحاولون أن يخلّصوا الضحية من بين يديَّ، فكنت أقذف بهذا العدد بعيداً. كانت قوتي مروعة. قطعت الطريق. أصبحت رعب المنطقة". وجاءت زوجته في ذلك الوقت ودعتنا لتناول الطعام. ولما جلسنا رفع الرجل صلاة عميقة مؤثرة، وبدأنا نتناول الطعام!! وقالت الزوجة: "ما أكثر ما بكينا أنا وولداي... منذ سنتين... لا، لا... منذ أربع سنوات. ما أكثر ما بكينا وما أكثر ما صلَّينا. وأخيراً سلّمنا... لا فائدة. ومنذ شهور قليلة كنا نطل من النافذة على الطريق المنحدر من الجبل، فأبصرناه قادماً، كان رعباً عظيماً. سيقتلنا. في المرة الأخيرة أمسك بالسكين وتقدم منا ليذبحنا. لكننا لاحظنا شيئاً أشاع الاطمئنان في قلوبنا... أنه يسير سيراً متزناً، ويلبس ملابس نظيفة، ويتجه مباشرة إلى باب البيت. وصل إلى الباب ونادى بصوت فرحان: "ماريان. جنفياف. يوئيل، لا تخافوا. هلموا اليَّ. لقد خرجت مني كل الشياطين أخرجها الناصري". تقدمنا منه فوقع على أعناقنا وأخذ يقبلنا ويقبّلنا. " كنا نتهيأ لتناول طعام العشاء، فجلس، في الحقيقة لم يأكل، بل أخذ يحدثنا بما حدث معه. ونظن أنك يا ضيفنا العزيز تريد أن تسمع القصة منه... تكلم يا ميخا... تكلم". قالت الكلمات الأخيرة وقد امتلأ وجهها بالدموع. وتكلم ميخا: " رأيت سفينة ترسو في الميناء الصغير، وتهيأتُ لأقذف من فيها بالأحجار، لكن ما هذا؟ حالما رأيت كبيرهم أحسست أني أمام ملاك سماوي، كلا. بل الله نفسه. " عرفت الشياطين الساكنة فيّ شخصية ذلك الإنسان، فصرخت بفمي، وركضت وانطرحت عند قدميه. وقالت الشياطين بفمي: "ما لنا ولك يا يسوع ابن الله. هل جئت قبل الوقت لتلقينا في الهاوية الأبدية؟ أنا أعرف من أنت... أنت قدوس الله... أنت ابن الله". ونظر القدوس إليّ بعطف وقال: "ما اسمك؟". وقالت الشياطين بفمي: "اسمي لجئون. إننا فرقة شياطين كبيرة". وقال القدوس: "كلا. ليس اسمك لجئون. اسمك ميخا. أيتها الشياطين أخرجي منه. أنا آمرك أن تخرجي". وإذ ذاك توسلت الشياطين: "لا ترسلنا إلى الهاوية. اسمح لنا أنا نحلّ في الخنازير". وقال السيد: "اخرجي منه واذهبي إلى حيث شئت، بعيداً عنه... بل إلى الخنازير التي كانت سبب دخولك فيه". وخرجت الشياطين مني ودخلت الخنازير، وإذا بالقطيع كله يندفع إلى الماء ويغرق. وسقطتُ أنا على الأرض شبه ميت، وقام يسوع وأمسكني بعطف، وخلع جزءاً من ثيابه وألبسني. جثوت عند قدميه وقلت: "سيدي والهي. أنت ربي، أنا عبدك. أشكرك أنك خلصتني من الشياطين القوية الفتاكة التي كانت تعذبني ليلاً ونهاراً". وهرب الرعاة وأخبروا في المدينة، فجاء أصحاب الخنازير وأبصروني عاقلاً ولابساً وجالساً عند قدمي يسوع، فخافوا. ولم يُسرُّوا لنجاتي، ومع أن الطريق أصبح آمناً، ولكنهم لم يهتموا بي. اهتموا بالخنازير التي ضاعت. الخنازير النجسة التي كانت سبب تعاستي وتعاسة الكثيرين. طلبوا من السيد أن يترك تخومهم. كنتُ أنتظر أنهم يطلبون منه أن يبقى لينقذ مئات البائسين أمثالي. ولكنهم حسبوا الخنازير أثمن من الناس. وأخبرني السيد أنه جاء لكي يخلّصني ويخلص أمثالي. "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" فداء عني وعن الخطاة أمثالي. سجدت مرة أخرى عند قدميه وقلت: "ربي والهي. دعني أتبعك أينما تمضي" فنظر إليّ بعطف وقال: "بل ارجع إلى أهلك... إلى زوجتك وولديك وحدثهما وحدِّث كل من لك وكل من تستطيع الوصول إليه بمحبة الله الفائقة المعرفة". سمعت قصة "اللجئون" فقمت من مكاني وسجدت طويلاً لابن الله. |
||||
03 - 03 - 2017, 11:45 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
مجنون كورة الجدريين مقدمة«وسأله ما اسمك، فاجاب قائلاً : اسمي لجئون لأننا كثيرون» (مر 5 : 8،9) كتبت الروائية المشهورة ماري كوريللي كتابًا عنوانه «أحزان الشيطان» وفيه تصور الشيطان، وقد ظهر في صورة إنسان مهذب، أنيق المنظر، يلبس أحسن الثياب، ويتكلم بثقافة عالية، إذ ترينا الإنسان، وقد دخله الشيطان، واستولى عليه استيلاء كاملاً، وقد قال السيد المسيح لليهود الذين كانوا يحاورونه : «أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» (يو 8 : 44).. وأطلق على الشيطان «رئيس هذا العالم» (يو 12 : 31) ووصفه الرسول بولس : «بليعال» (2كو 6 : 15) رئيس سلطان الهواء» (أف 2 : 2) «إله هذا العالم» (1كو 4 : 4) «الحية» (2كو 11 : 3) ... وقال عنه الرسول بطرس «أسد زائر» (1بط 5 : 8) ونعته الرسول يوحنا : «الذي من البدء يخطيء» (1يو 3 : 8) «الحية القديمة» «التنين العظيم» «ملاك الهاوية» والذي يقال له بالعبرانية «أبدون» أي ملاك الهلاك (رؤ 12 : 9، رؤ 9 : 11) وهو نفس التعبير «أبوليون» باليونانية!! ومجنون كورة الجدريين يعتبر أدق مثال لسيطرة الشيطان على الإنسان في الأرض، إذ أن فرقة بأكملها من الشياطين عسكرت فيه، فأضحى الإنسان البشري «معسكر شياطين» ولعلنا نستطيع أن نراه بعد ذلك فيما يلي : |
||||
03 - 03 - 2017, 11:45 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
المجنون والحلول الشيطاني لا يستطيع الإنسان أن يقرأ بعمق كلمة الله، دون أن يؤمن بأن هناك ما هو خارج عن الإنسان أصلا، ولكنه يدخل فيه، ويفعل تأثيره الرهيب، ونحن أمام مجنون، تحول معسكرًا بأكمله، إذ أن الكلمة «لجئون» معناها «فرقة عسكرية» تقدر بستة آلاف جندي، وهنا ينكشف لنا عالم غريب مجهول، مهما تصورنا لا نستطيع إدراكه، أو مدى ما يفعل، وقد حاول الكثيرون تفسير موضوع الشياطين تفسيرًا بعيدًا عن الواقع والحق، فقال اليونانيون القدامي، إنهم أرواح الموتى وبعضهم أشرار أي شياطين، والبعض الآخر أبرار، ومن ثم نشأت عندهم عبادة الأرواح، ورأى غيرهم أن الشياطين هم سلالة التزاوج بين أبناء الله الذين كانوا في عرف الآخذين بهذا الرأى الملائكة الساقطين - وبين بنات الناس، وقال فريق ثالث إنها الأرواح الشريرة التي تملأ الهواء، وان كان إنسان مطوق بعشرة آلاف روح شريرة عن يمينه، وعشرة آلاف عن يساره،... |
||||
03 - 03 - 2017, 11:46 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
وإن هذه الأرواح تسكن الأماكن النجسة والقبور والبراري وأنها خطرة على من يسافر وحده، وعلى النساء عند ولادة الأطفال، وعلى المتزوجين حديثًا، وعلى الأطفال إذا خرجوا بعد حلول الظلام، وقد اعتقد بعض الناس أن كل الأمراض سببها الشياطين، سواء في ذلك الأمراض العقلية كالجنون، والعصبية كالصرع، والجسدية أيضًا، وقال المصريون القدامى إن هناك ستة وثلاثين مكانًا في الجسم يمكن أن تسكنها الشياطين!! ولم يقبل آخرون هذه الأفكار، وقالوا إن العهد الجديد ساير الناس في معتقداتهم الخرافية، وكان من المستحيل شفاؤهم بدون هذه المسايرة، لكننا نعتقد أن هذه كلها خيالات غير صحيحة على الإطلاق، وأن المسيح بصدقه وحقه ومعجزاته، كشف عن الحلول الشيطاني، وأن الشياطين هم جنود إبليس الساقط من حضرة الله، وقد سأل كامبل مورجان هذا السؤال : ولكن لماذا ظهرت الشياطين أيام المسيح بهذه الكثرة؟ وهل لا توجد شياطين تسكن أجساد الناس في هذه الأيام؟ وخرج الدارس المتعمق في كلمة الله، بأنه لا يستطيع إنسان أن يقطع بالجواب، وهو لا يستبعد أن تكون الشياطين قائمة إلى الآن، ويعلل عدم ظهورها بالكثرة كما في أيام المسيح، لخبثها وشرها، بقيادة إبليس، فهي تختفي أكثر مما تظهر حتى تقنع الناس بعدم وجودها، ومع ذلك فهي تعمل إلى اليوم، والرأي الواضح على أي حال أمامنا -. هو أنه توجد فترات في التاريخ يسمح الله فيها للشيطان بأن يظهر عمله وسلطانه وأثره، لكي تظهر في مواجهته قوة الله الأقوى والأفعل والأعظم فإذا ظهر موسى في وسط العرافين وظهرت سلطة الشياطين في بشاعتها، فإنما لتظهر قوة الله ونعمته وسلطانه في السيطرة عليها، وإذا جاء المسيح لنقض أعمال إبليس، فإنما تظهر الشياطين بسلطتها الجبارة، لكي ينتصر عليها السيد بسلطة أقوى وأعظم وأكمل!!
|
||||
03 - 03 - 2017, 11:46 AM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: موضوع متكامل عن شخصية مجنون كورة الجدريين
كان اكتشاف علم الطب الأكبر في العصور الحديثة هو اكتشاف الميكروب، والميكروب كما هو معروف كائنات غاية في الدقة ومتناهية في الصغر، بحيث أن قطرة واحدة من الماء قد تحتوى على ملايين منها، ولكن الميكروب الخفي غير المنظور هو الذي يتحكم في الحياة أو الموت، ولا يوجد طبيب يتجاهل هذه الميكروبات، وإذا تجاهلها يعتبر أحمق، ولا يصلح قط أن يكون طبيبًا، فإذا صح أن يقال هذا عن الأمراض الجسدية، فإنه أصح بالنسبة للأمراض الروحية، ولا يمكن أن نفهم حياة الإنسان أو موته، دون أن نرى خلفها الشيطان من كل وجه وجانب، أليس هو الذي تعقب الإنسان في جنة عدن حتى طرد منها، وحل الخراب بالجنس البشري، أليس هو الذي ظهر خلف مأساة أيوب، وجاء إلى داود ليسقطه السقطة الشنيعة؟! أليس هو الذي نراه وفقًا عن يمين يهوشع الكاهن العظيم ليقاومه؟ أليس هو الذي دخل في يهوذا فسلم سيده؟ وأليس هو الذي حاول أن يغربل التلاميذ، كغربلة الحنطة ليسقطهم!؟ ومن اللازم أن ندرك أكثر أنه يختلف في العدد من إنسان إلى إنسان، فمرة هو واحد في مجنون، ومرة هو أكثر من واحد، فهو سبعة في المجدلية، وهو فرقة بأكملها في مجنون كورة الجدريين، ومهما حاولت أن ترد الكثير من الأفعال في حياة البشر، إلى أسباب مختلفة، فإنه توجد حالات، لا يمكن أن تجد لها تفسيرًا إلا إذا آمنت بوجود الشياطين، والرسول بولس يكشف لنا في قوله : «فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات» (أف 6 : 12)
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مجنون كورة الجدريين ونظرة الناس له |
لوقا 8، مجنون كورة الجدريين |
حوار مع مجنون كورة الجدريين |
مجنون كورة الجدريين |
مجنون كورة الجدريين |