القديس الشهيد في الكهنة بطرس، أسقف حوران
4 تشرين الأول شرقي (17 تشرين الأول غربي)
عاش هذا القديس في القرن الثامن للميلاد في زمن كان فيه الوليد الأول خليفة على الأمويين. تزوج وأنجب ثلاثة أولاد. ولما قضّ حبّه لله مضجعه اتفق وزوجته على الافتراق وذهب هو فترهب. وقد سامه أسقف بصرى كاهناً. ثم أن بعض المصادر يقول أنه جعل أسقفاً في حوران وبعضها الآخر على دمشق. كان حاد الذكاء حكيماً. منية قلبه من الأساس كانت أن يمجّد الله بالاستشهاد. فلما بلغ الستين مرض مرضاً عضالاً وأشرف على الموت، فخشي أن يفوته قطار الاستشهاد فاستدعى أعياناً مسلمين بحجة أنه يريد أن يطلعهم على وصيته. فلما حضروا إليه بادرهم بالحديث عن الإيمان المسيحي وضلّل الإسلام كما ليستفزهم.
وإن هي سوى أيام معدودة حتى استرد عافيته. فقام وخرج إلى الشوارع والأزقة وأخذ ينادي بنفس الكلام الأول. فألقى القبض عليه وسيق إلى أمام الوليد الذي استجوبه ثم حكم عليه بالموت ميتة شنيعة.
وفي العاشر من كانون الثاني من العام 715م عرض على الشعب. ثم تقدّم الجلاد فنزع لسانه. وفي اليوم التالي قطعوا إحدى يديه ورجليه. ثم بعد أيام قطعوا يده ورجله المتبقيتين وقلعوا عينيه وعلّقوه على الصليب، وطعنوه بالحراب إلى أن أسلم الروح. وقد ترك معلّقاً بضعة أحرق بالنار وذري رماده في نهر بردى. ذكره باقتضاب البطريرك مكاريوس الزعيم. والكنيسة تعيّد له في الشرق والغرب معاً في هذا اليوم.