حضر هذا الخادم من الإسكندرية إلى المنيا لإتمام خدمة بها و عند عودته وقف ينتظر القطار على الرصيف وحده في منتصف الليل ، فاخذ يصلى صلاة نصف الليل .
لاحظ على الرصيف المقابل رجلين ملثمين ( يغطيان وجهيهما بعصائب و لا تظهر إلا عيونهما ) يقفزان من على الرصيف و يصعدان الرصيف الذي يسير عليه و يسرعان نحوه للانقضاض عليه ، فصرخ الخادم بصوت عظيم قائلا " يا مار جرجس " و فى الحال رأى الجميع شنطة تسقط من على سور المحطة و ضابط يقفز من فوق السور لينزل على الرصيف ، فأسرع الرجلان الملثمان بالهرب .
سال الضابط هذا الخادم قائلا :
+ هل عبر القطار ؟
فأجاب الخادم : لا بل أنا انتظره . فوقف الاثنان معا و الضابط يتمنى للخادم توفيقا في مهمته ثم وصل القطار فقال الخادم للضابط أن يتفضل بالركوب أما هو فأصر أن يركب الخادم أولا و بعد ذلك نظر الخادم فلم يجد الضابط خلفه ، فذهب إلى كرسيه و الدموع تسيل من عينيه فرحا و شكر الله و مار جرجس الذي ظهر له و أنقذه من أيدي الأشرار .
+ صداقة القديسين ليست فقط تشجعك في حياتك الروحية و لكنها تسندك في الأزمات ، لان القديسين يحبوننا فيسرعون إلى نجدتنا في اقل من لمح البصر عندما تطلبهم .
تحمل مسئوليتك في الخدمة مهما كانت صعبة ، فالله يعينك و يحمل معك بل و عنك أثقالك فتتمتع أنت بوجوده و شركة القديسين الفرحين بخدمتك .
إن سمح الله بضيقات في حياتك أو أثناء خدمتك فليس لأنه نسيك بل على العكس لأنها فرصة لإظهار مجده و عنايته بك فتختبره و يزداد ارتباطك به .
تفرغ لصلاتك و خدمتك و ثق انه يحرسك و يبعد عنك شرورا كثيرة تلاحظ بعضها عندما ينقذك منها و لا تلاحظ الكثير الذي يبعده الله عنك