رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أصرّت سامية على المشاركة بحفلة عيد ميلاد إحدى صديقاتها، وصدف أن كانت الحفلة السبت مساء أي ليلة الأحد. لم تسمح والدة سامية لها بالاشتراك ما جعل الفتاةَ تنزعج جدًّا وتبكي متّهمة أمّها بعدم تفهّمها لها وبتزمّتها. ما كان من الوالدة إلاّ أن جلست قرب سامية وقالت لها: - أحقًّا أنت منزعجة يا عزيزتي؟ - نعم، إنّي منزعجة جدًّا. إنّها مناسبة جميلة لألتقي فيها بكلّ صديقاتي خارج الصفّ وهموم الدراسة. - أنا لا أمنعك من الذهاب والرحلات وحتّى السهر، وإنّما اعتراضي الوحيد أنّه غدًا يوم الأحد، وفي هذه الليلة يجب أن نستعدّ لقدّاس الغد. ثمّ ألم نتّفق، أنت وأنا، أن نصوم هذه الليلة استعدادًا للمناولة المقدّسة غدًا؟ فكيف تجيزين لنفسك بنقض العهد والاتّفاق؟ - ... - ألا قولي لي، يا سامية، ألن تغنّين وترقصين وتمرحين في هذه السهرة؟ - بلى. ولكن أهذا يمنع اشتراكي في القدّاس غدًا؟ - اسمعي، يا حبيبتي لأروي لك هذه القصّة التي قرأتها في إحدى الصحف الأجنبيّة: "دُعي أحد الشباب المؤمنين إلى وليمة فخمة مساء يوم سبت فاعتذر عن الحضور، ولمّا حاول بعض أصدقائه الضغط عليه ليقدّم لهم سببًا معقولاً لاعتذاره، قال: "إنّ أبي طبيب جرّاح ماهر جدًّا كما تعلمون، ولقد رأيته عندما يلتزم بالقيام بعمليّة جراحيّة خطيرة يستعدّ لها قبل دخول حجرة العمليّات بالتعقيم، فلا يلمس شيئًا غريبًا ولا شيئًا سامّا، ولا أيّ شيء من الممكن أن يؤثّر على المريض. وإنّني إذ أحضر يوم الأحد للاشتراك بالذبيحة الإلهيّة المقدّسة، أحسب نفسي كأبي طبيبًا يمارس عمليّة جراحيّة لنفسه، لذا أحاول أن أحفظ نفسي ليلة الأحد بأن أكون في حالة تعقيم تامّ، فلا أحمل معي شيئًا ضارًّا أو سامًّا أو حتّى مؤذيًا ولو بشكل بسيط. نعم، إنّي أكرّس ليلة الأحد لأجلس مع كتاب روحيّ يفيد حياتي الروحيّة، أو بالأحرى أشترك بسهرة عائليّة بسيطة خالية من أيّ تشوّش أو اضطراب أو هيجان يمنعني من المناولة المقدّسة بهدوء. - وهنا انبرى أحد أصدقائه معترضًا وقائلاً: ولكن هل إلى هذا الحدّ هي مضرّة سهرتنا؟ أتريدنا أن نكون نسّاكًا؟ ثمّ من قال لك أنّك حريص أكثر منّا على حياتك؟ - أنا لا أقول هذا. ولكنّي أسألك بدوري: ألن يؤثّر فيك جوّ السهرة لعدّة أيّام وتبقى تتكلّم عنها وتستلذّ بتذكّرها؟ - نعم، أحيانًا. - إذًا، كيف تريدني أن أشارك القدّاس الإلهيّ بصفاء فكر وأنا، ولم يمضِ على خروجي من السهرة الصاخبة إلاّ بضع ساعات؟ هذا بالإضافة إلى أنّني قد لا أستطيع النهوض باكرًا، فأصل إلى الكنيسة متأخّرًا وأكون قد خسرت معظم الصلوات. ثمّ التفت إلى بقيّة الأصدقاء وقال متنهّدًا: "أرجوكم أن تفهموني وتعذروني". وهكذا لم يشارك في السهرة، بل قضاها في البيت مع أفراد عائلته يتجاذبون الأحاديث الودّيّة الهادئة، ثمّ ختموها بصلاة النوم الصغرى وقراءة فصل من الإنجيل. والآن، ما رأيك يا ابنتي بما قصصته عليك؟ - إنّها قصّة جميلة، وسأحاول التمثّل بهذا الشابّ المجاهد. اعتذرت سامية من صديقاتها عن الاشتراك في الحفلة، وقضت ليلتها مع أفراد عائلتها يجمعهم عشاء بسيط تخلّله سردٌ من الجدّ لسِيَرِ بعض القدّيسين، وشجاعتهم في التغلّب على التجارب والمغريات الفاسدة التي تقود إلى الهلاك. وفي اليوم التالي اشتركت العائلة كلّها في الذبيحة الإلهيّة بكلّ فرح وصفاء. وأثناء العودة إلى البيت، التفتت سامية إلى أمّها وقالت بلهجة ملؤها السرور: "بالحقيقة، يا أمّي، إنّي أتذوّق فرحًا له طعم مخالف عن فرح الحفلة. إنّه فرح يملأ النفس غبطة وليس فرحًا عاديًّا". احتضنت الأمّ سامية بمحبّة بالغة وقالت لها: "إنّ الفرح الإلهيّ النابع من تناول القدسات الإلهيّة لا يماثله أيّ فرح آخر في العالم". |
28 - 01 - 2017, 07:12 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ليلـــــــة الأحــــــد
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
29 - 01 - 2017, 07:55 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: ليلـــــــة الأحــــــد
ميرسي على مرورك الغالى مارى
|
||||
19 - 04 - 2017, 10:21 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: ليلـــــــة الأحــــــد
قصة جميلة جداً .. طرح رائع
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ترانيــــــــم مـــــــدارس الأحــــــد مكتوبـــــــــة |
ترانيــــــــم مـــــــدارس الأحــــــد مكتوبـــــــــة |