القديس أفروسينوس
كلنا نعلم أن القديس الشماس اسطفانوس اول شهيد في المسيحية كان عمله خدمة موائد المحبة كما جاء في سفر أعمال الرسل الأصحاح السادس
وفي هذا المجال أحببت أن اشارك القراء الاعزاء قصة حياة القديس افروسينوس شفيع الطباخين
إنسان قروي بسيط. جاء إلى أحد الأديرة فاستخدموه مساعداً للطباخ.
كانوا يكلفونه بأقبح الأشغال المطبخية، وكان، لبساطته، موضع استخفاف وتهكم فكان يحتمل سخرية الآخرين منه ويقابلهم بتعفف ووداعة لا يتزعزعان.
كان يقضي يومه يشتغل بالنيران والأفران والدخان ولم يكترث به أحد
وهكذا استطاع أن يخفي فضيلته العظيمة بينما كان بعض الرهبان الكسالى يسخرون منه ويستهزئون به وهم يرونه أسود الوجه من الدخان
وحدث ان كاهناً في الدير اعتاد الصلاة إلى الله ليريه البركات التي يذخرها للذين يحبونه.
وذات ليلة، فيما كان هذا الكاهن نائماً، بدا له كأنه حمل، في الحلم، إلى الفردوس، وأودع حديقة ممتلئة من أجمل الأشجار وأشهى الثمار. وفي وسط هذه الحديقة كان مسرة (أفروسينوس) يأكل من هذه البركات ويفرح مع الملائكة.
اقترب منه الكاهن وسأله: "أين نحن، هنا، يا أفروسينوس؟"، فأجاب: هذا هو موطن مختاري الله الذي طالما رغبت في معاينته.
أما أنا فأقيم هنا بإحسان الله الذي شاء أن يغفر لي ذنوبي ". فقال له الكاهن: أ بإمكاني أن آخذ معي بعض ثمار هذه الحديقة؟ ". فتناول أفروسينوس ثلاث تفاحات ووضعها في معطف الكاهن. في تلك اللحظة بالذات، صحا الكاهن من نومه على صوت الجرس يدعوه إلى صلاة التسبحة
وإذ كان ينفض عن عينيه غبار النوم ظاناً أنه خرج، لتوه، من حلم، أحس بأن في جيبه شيئاً ثقيلا، فمدّ يده، وإذا به يكتشف التفاحات الثلاث تفوح منها رائحة لم يسبق له أن شمّ مثلها من قبل.
أسرع الكاهن إلى الكنيسة فإذا به يرى أفروسينوس واقفاً في مكانه المعتاد، فاقترب منه وسأله أين كان في الليل، فقال له: في الدير، فأصر عليه إلى أن أجابه: "كنت في الحديقة حيث عاينت الخيرات التي يذخرها الله لمختاريه. لقد أراد الله أن يكشف لك هذه السر من خلالي، أنا غير المستحق ".
فنادى الكاهن الأخوة الرهبان وحدثهم عن حلمه وعن أفروسينوس والتفاحات الثلاث وشرع يريهم إياه. وانتهى الجميع يقلبون التفاحات ويشمونها ويصغون إلى الكاهن.
وتم تقسيم التفاحات الى قطع صغيرة وتوزيعها على الأخوة
ثم سأل أحدهم أين هو أفروسينوس الآن؟
فبحثوا عنه فلم يجدوه. كان قد خرج، سراً، ليهرب من مجد الناس. ولم يعرف له، بعد ذلك، أثر. تعيّد له الكنيسة في 11 أيلول من كل عام.
ويقال إن هناك أمرين معظم الطهاة اليونانيين لا يذهبوا إلى أي مكان من دونهم: سكينا وايقونة للقديس افروسينوس.
بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس، القديس افروسينوس هو شفيع الطباخين والطهاة. لهذا من التقاليد للمسيحيين الأرثوذكس أن يكون لديهم في مطابخهم أيقونة القديس افروسينوس.
الذين يجهلون القديس افروسينوس بالعادة يتبعون عادة الغريبين في تعليق لوحة العشاء الأخير ليوناردو دافنشي. في الأرثوذكسية، من الأنسب أن يسمى "العشاء الأخير" في "العشاء السري"، لأنه في المقام الأول حدث طقسي الذي غالبا ما تحفظ في المذبح المقدس للكنيسة.
يحتفل بعيد القديس افروسينوس في 24 سبتمبر من كل عام وفيما يلي الصلاة قبل الطبخ:
(المجد لك أيها الإله الأزلي المبدع الكل بمحبته وصلاحه. يا من ينعم علينا بهذه الخيرات السماوية والأرضية المتنوعة.
ويرزق الكل من فيض بركاته. أهّلني وأصلح بالماء والملح والنار ما وهبتنا من مآكل، بانسجام وتوافق واعتدال لكي تكون تشديداً وقوة لنفوسنا وأجسادنا، فنسبّحك بنشاط وشكر وسرور، يوماً بعد يوم،
وأعطنا بالأحرى أن نهيئ لنفوسنا مسكناً لروحك القدوس. فنشبَع تبريكك وتسبيحك كما من شحم ودسم صانعين مشيئتك في كل حين.