كارثة جديده تهدد حياة مرضى الكلى
كوارث عدة حلت على رأس المواطن المصري بعد العاصفة التي ضربت مصر منذ الإعلان عن تعويم الجنيه، فمنذ ذلك اليوم، وهناك أزمة يعاني منها المرضى، بسبب نقص الدواء وارتفاع أسعاره، مما ينذر بكارثة ، خاصة أن الأدوية الناقصة حيوية لأمراض مزمنة، مثل الكلي والسكر والأورام والكبد والقلب.
وجاءت موافقة وزير الصحة على رفع أسعار جلسة الغسيل الكلوي، ونقص المستلزمات الخاصة بجلسات الغسيل، واتجاه بعض المراكز لغلق أبوابها أمام المرضى، لتهدد المصابين بهذا المرض بالموت.
"رفع سعر الجلسة لـ250 جنيه"
ففي قرار لم يأبه بالمريض، وافق الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان، على طلب الدكتور أحمد محيي القاصد، رئيس قطاع الطب العلاجي بالوزارة، الخاص برفع سعر جلسات الغسيل الكلوي، من 140 جنيهًا، إلى 250 جنيه، لمواكبة زيادة الأسعار في المستلزمات الطبية، والتي حدثت بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة.
ويأتي هذا القرار على الرغم من صعوبة ذلك المرض اللعين، حيث يحتاج مريض الفشل الكلوي إلى الغسيل بشكل دوري خلال الأسبوع، ومن دون إجراءه يصبح جميع المرضى المصابين بالفشل الكلوي الكامل عرضه للوفاة، لانه يعمل على إزالة الفضلات والسوائل التي لم تعد الكلى قادرة على إزالتها من الجسم، كما يحافظ على توازن الجسم عن طريق تصحيح مستويات المواد السامة المختلفة في الدم.
وشن عدد من الإعلاميين والنواب، هجومًا على منظومة الصحة في مصر، بعد هذا القرار، وقال الإعلامي عزمي مجاهد، في برنامجه، "منظومة الصحة في مصر سيئة للغاية كل يوم وزير الصحة يطلع بتصريح غريب جدًا، هي الناس ناقصاك؟، في أدوية كتيرة بتتهرب، والبسطاء هما اللي بيدفعوا التمن، تيجي تزود أسعار الغسيل الكلوي 250 جنيه، فيه مراكز قفلت، الناس اللي عندها غسيل كلوي ناس بسيطة".
وهاجم الإعلامي وائل الإبراشي، الحكومة، قائلًا "الناس في حاجة إلى غسيل كلى، والحكومة تحتاج لغسيل ضمير وغسيل سمعة، بعد أن ساءت سمعتها وسط الناس بسبب هذه الكارثة"، مطالبًا كل مسئول في مصر بعدم النوم قبل حل أزمة غسيل الكلى في مصر.
ووصف الدكتور محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، رفع أسعار الغسيل الكلوي لـ250 جنيه، بإنه حكم بالإعدام على المرضى، الذين يقدرون بـ65 ألف مريض، وأضاف في بيان له، أن رفع أسعار جلسات الغسيل الكلوي يتنافى مع الدستور، وأن الأمر ينذر بكارثة قد تؤدي إلى إغلاق مراكز الغسيل الكلوي.
وفي حوار أجراه وزير الصحة أمس، مع الإعلامية رشا نبيل، في برنامج "كلام تاني"، المُذاع على فضائية "دريم"، نفى الاخبار المتداولة عن زيادة سعر الجلسة، مؤكدًا أن الدولة هي من تتحمل الزيادة وليس المريض، وأن أي قرارات يصدرها ويرى أنها ستحدث بلبلة بين الشعب لم يعلن عنها، لكنه فوجئ بتسرب قرار ارتفاع تكاليف الغسيل الكلوي ووصوله للإعلام.
وتابع، "سعر الجلسة زاد لـ200 جنيه، وأنا بتحمل بدل 140 جنيهًا، 200 جنيه علشان مخليش المريض يدفع الفرق، والقرار لصالح المريض، لكن أنا ضعيف جدًا فى حكاية توصيل معلوماتى للإعلام".
"توقف مراكز لغسيل الكلى"
كان مركز "العاجيبي" للغسيل الكلوي بحلوان، قد قرر توقف استقبال مرضى الفشل الكلوي، وذلك لنقص المستلزمات الخاصة بالغسيل، وقال في قرار له "على السادة المرضى الموجودين بالمركز إيجاد مكان بديل اعتبارًا من 1 ديسمبر 2016، لعدم توافر أي مستلزمات طبية للغسيل الكلوي".
وأصدرت إدارة مستشفى الريان في المعادي، قرارًا بغلق وحدة الغسيل الكلوي اعتبارًا من أول ديسمبر المقبل، ووضعت لافتة بعنوان "هام جدًا، السادة المترددين على وحدة الغسل الكلوي بالمستشفى، يرجى العلم بأنه سيتم غلق الوحدة اعتبارًا من 1 ديسمبر 2016، نظرًا لعدم وجود الفلاتر والمستلزمات اللازمة لعملية الغسيل.
وأكدت نقابة الأطباء، أمس، أن هناك 9 مراكز للغسيل الكلوي بالفيوم أعلنت إغلاقهم المؤقت، وتحويل المرضى لجهات أخرى، بسبب ارتفاع سعر المستلزمات الطبية والمحاليل ونقصها، نتيجة ارتفاع سعر الدولار.
وذكرت النقابة في بيان لها، أنها تلقت استغاثات من تلك المراكز، التي تقوم بخدمة نحو 400 مريض، تتكفل الدولة بعلاجه، أما عن طريق التأمين الصحي أو العلاج على نفقة الدولة، وعقب زيادة سعر الدولار أدى ذلك إلى وصول عبوة الملح والجلوكوز إلى 20 جنيهًا بدلًا من 6 جنيهات.
وأكد أصحاب المراكز أن سعر الجلسة بالتأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة تبلغ 140 جنيهًا، وعقب تعويم الجنيه وزيادة سعر الدولار، أصبحت تكاليف الجلسة الواحدة تتعدى 235 جنيه، مؤكدين أن هذا الغلاء يدفعهم إلى إغلاق المراكز بالمحافظة.
وفي تصريحات للدكتور محمد فؤاد، رئيس مركز الحق في الدواء، لوكالة أونا أمس، قال "فؤاد"، إن مستشفى معهد البحوث الطبية بمنطقة الحضرة بالإسكندرية أوقفت عمليات الغسيل الكلوي، لعدم وجود مستلزمات طبية بها، لافتًا إلى أن جميع المترددين على المستشفى يعالجون على نفقة الدولة، وأن هناك أزمة حقيقة في أدوية التخدير والمحاليل بمصر عامة، وأن غياب أدوية التخدير يهدد اجراء العمليات للمرضي.
"وحدات غسيل الكلي بتقفل"
وكالعادة انتفضت السوشيال ميديا، بدلًا من أن تنتفض الحكومة لهذه الكارثة، وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي عدة هاشتاجات لمساعدة مرضى الكلى، منها مريض الفشل الكلوي لو مغسلش هيموت، وحدات غسيل الكلى بتقفل، المرضى بيموتوا، انقذوا أرواح، الناس بتموت"، محاولين إيجاد حلول للمرضى، ومناشدين الحكومة والمسئولين بالتحرك، في حين حاول النشطاء مساعدة بعضهم البعض من خلال أرقام، وتبرع البعض بمبالغ من أجل علاج المرضى.
هذا الخبر منقول من : الدستور