منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 11 - 2016, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا بطرس الثاني
(373 - 379 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : بطرس
تاريخ التقدمة : 19 بشنس 89 للشهداء - 16 مايو 373 للميلاد
تاريخ النياحة : 20 أمشير 95 للشهداء (97؟) - 15 فبراير 379 للميلاد (380؟)
مدة الإقامة على الكرسي : 5 سنوات و9 أشهر
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : فالنس
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: Papa Petrou =b.


  • قدم بطريركًا بعد القديس أثناسيوس الرسولي معلمه، وقد قاسى شدائد كثيرة من أتباع أريوس، الذين حاولوا قتله مرارًا فكان يهرب منهم وظل مختفيًا مدة سنتين أقاموا خلالها واحدًا منهم بدلًا له اسمه لوكيوس، غير أن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل وإعادة الأب بطرس حيث أقام في كرسيه 6 سنين مضطهدًا مقاومًا.
  • ولما أكمل له ثماني سنين، نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضى إلى النعيم الدائم.

تعيد الكنيسة بنياحته في العشرين من شهر أمشير. صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا بطرس الثاني الإسكندري (20 أمشير)
في مثل هذا اليوم من سنة 370 م. تنيَّح الأب القديس المغبوط الأنبا بطرس الثاني بابا الإسكندرية الحادي والعشرون. وقدم بطريركا بعد القديس أثناسيوس الرسولي معلمه، وقد قاسي شدائد كثيرة من أتباع أريوس، الذين حاولوا قتله مرارًا، فكان يهرب منهم وظل مختفيًا مدة سنتين أقاموا خلالها واحدًا منهم بدلًا له اسمه لوكيوس، غير إن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل، وإعادة الأب بطرس حيث أقام في كرسيه ست سنين مضطهدا مقاوما. ولما كمل له ثماني سنين نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضي إلى النعيم الدائم. صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية
توالت الأيام امتدت الشيخوخة إلى الأنبا أثناسيوس بطل الأرثوذكسية وحامى الإيمان القويم وحين علم بالروح أن ساعته قد حانت أراد أن يسلم الوديعة التي ائتمنه عليها الله إلى إنسان يستطيع أن يحافظ عليها من الاضطهادات الكثيرة التي تواجهها، لذلك اتجه فكرة إلى تلميذه بطرس لأنه كان واثقًا من محبته وإخلاصه. وكان بطرس قد تشبَّع بتعاليم معلمه الأرثوذكسية، وجرأته في مواجهة أي اضطهاد كان.. وكان الإمبراطور آن ذاك هو فالنس الوالي للآريوسين فلما علم بأن المصريون انتخبوا بطرس الثاني خليفة لباباهم الراحل، استشاط غضبًا وأرسل إلى واليه في الإسكندرية يأمره بخلع الأنبا بطرس الثاني وتنصيب لوسيوس الآريوسي مكانه وكذلك أمر بأن ترافق لوسيوس كتيبة عسكرية من الجنود الرومانية إلى الإسكندرية واقتحمت هذه الكتيبة الكنيسة الكبيرة وأشهروا سيوفهم أمام المصلين فسالت دماء الكثيرين دفاعا عن كنيستهم وباباهم الذي استطاع أن يغادر الكنيسة (الكاتدرائية) إلى قصر مهجور على شاطئ البحر. وعاشت الإسكندرية مرة أخرى فترة من أحلك فترات تاريخها ولقد أرسل والى الإسكندرية رسالة إلى الإمبراطور أن جنوده لم يستطيعوا القبض على البابا الإسكندري فأمر الإمبراطور بنفي جميع أساقفة مصر ما لم يقبلوا التعاون مع لوسيوس الآريوسي وفي شهر مايو 378 م. إذ كان الإمبراطور فالنس مشغولا بمقابلة سكان شمال أوربا رجع البابا بطرس إلى الإسكندرية وجلس على كرسي البطريرك مرة ثانية، فاشتكى لوسيوس إلى الإمبراطور الذي لم يلتفت إليه لانشغاله وسقط الإمبراطور فالنس في الحرب فخلفه ثيئودوسيوس الذي أظهر حبه بوجوده اتجاه البابا بطرس وطلب منه أن يرعى كنيسة القسطنطينية والتي كانت تحتاج إلى عناية فائقة نتيجة تأثير الآريوسية عليها فقبل البابا بطرس هذا الطلب وأرسل صديقه البار غريغوريوس النيزينزى ليكون أسقفًا عليها. واستمر البابا بطرس بعد ذلك مواظبًا على رعاية شعبه كوكيل مؤتمن حتى أتم جهاده.
وتنيَّح في 20 أمشير سنة 97 ش. وفي شهر فبراير 380 م.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة البابا بطرس الثاني البابا الحادي والعشرون

سيامته بابا الإسكندرية (21):


نشأ بالإسكندرية وتتلمذ على يدي البابا أثناسيوس الرسولي (20)، فتشرب منه الحياة الإيمانية المقدسة والغيرة المتقدة على وديعة الإيمان المستقيم، فأحبه البابا وسامه كاهنًا بالإسكندرية. وعندما طلب القديس باسيليوس من يسنده في مقاومة الأريوسية التي تنكر لاهوت المسيح، أرسله البابا أثناسيوس ومعه من يعاونه، فقاموا برسالتهم بروح الغيرة الحقة وعادوا إلى الإسكندرية. أسند إليه البابا السكرتارية، وكأنه كان يعده كخلفٍ له.
وبالفعل إذ اشتد المرض بالبابا وشعر بقرب رحيله أشار لشعبه وكهنته عليه كخلفٍ له. تنيح البابا أثناسيوس، وكان الأريوسيون يطمعون في الكرسي، لكن الشعب مع الكهنة أسرعوا بتحقيق أمنية باباهم الراحل، فسيم بطريركًا سنة 373 م في عهد فالنس الأريوسي، الذي امتلأ غضبًا وحنقًا على الأقباط بسبب هذه السيامة.
مقاومة فالنس له:


وجد الأريوسيون أن فرصتهم قد ضاعت بسيامة البابا بطرس الثاني بطريركًا، لكن وجود فالنس الإمبراطور الأريوسي شجعهم على الشكوى ضد البابا بأنه لا يستحق هذا المركز، فوجد فالنس فرصة للانتقام، وبعث إلى والي الإسكندرية "بلاديوس" يأمره بنفي البابا بطرس وإقامة لوسيوس الأسقف الأريوسي بدلًا منه.
كان لوسيوس هذا مصريًا نال الأسقفية بطريقة غير شرعية خارج البلاد، طمع في الكرسي المرقسي، وإذ دخل الإسكندرية ذهب إلى بيت والدته، وقد ثار المؤمنون ضده، وخشي الوالي من قيام ثورة فقام بطرده خارج مصر لينجو بحياته. الآن، بأمر الإمبراطور فالنس انطلق لوسيوس إلى مصر ومعه كتيبة ضخمة تحت قيادة ماجينوس أمين خزينة الملك وأوزوسيوس البطريرك الدخيل.
هجم القائد بجنده على الكنيسة، وقد حال المؤمنون دون بلوغ الجند إلى باباهم، وتحت ضغط المؤمنين ولسلامهم اضطر إلى الهروب والاختفاء في قصر مهجور على شاطئ البحر، حيث كتب من هناك رسالة رعوية لشعبه يثبتهم على الإيمان المستقيم، بينما فتك الجند ببعض المؤمنين منتهكين المقدسات الإلهية.
أبلغ الوالي الإمبراطور بهروب البابا فكان رده هو إلزام الأساقفة بالخضوع للوسيوس والتعاون معه، ومن يخالف الأمر يُنفي.
قيل للوالي إن الأسقف ميلاس يقاوم لوسيوس والأريوسية، فانطلق الجند إلى إيبارشيته، وكانت على حدود مصر مع لبنان (من جهة الشام)، فذهبوا إلى رينوكرورا عاصمة أسقفيته، وإذ دخلوا الكنيسة وجدوا شخصًا بسيطًا يُعد السرج فسألوه عن الأسقف، فقادهم إلى دار الأسقفية وقدم لهم طعام العشاء وخدمهم بنفسه، وأخيرًا قال لهم انه هو الأسقف، فدُهش الكل من محبته وكرمه واتضاعه. سألوه أن يهرب حتى لا يُنفي، أما هو فبابتسامة أجابهم: "إني أفضل النفي في سبيل الإيمان عن الحرية في ظل الأريوسية".
في روما:


انطلق البابا الإسكندري إلى روما حيث قوبل بحفاوة بالغة، إذ كانوا يذكرون البابا أثناسيوس سلفه ودفاعه المجيد عن الإيمان. التقى بأسقف روما داماسوس، وشجعه على عقد مجمع لحرم الأريوسيين وأرسل القرارات إلى الأسقف الشرعي لإنطاكية ميليتوس، ولم يرسل إلى أسقف إنطاكية الأريوسي الدخيل. وقام ميليتوس بعقد مجمع بدوره حضره 146 أسقفًا وافقوا بالإجماع على قرارات المجمع الروماني. وبهذا أعاد البابا الإسكندري علاقات الود بين روما وإنطاكية.
انهيار لوسيوس:


اقتحم لوسيوس الكرسي المرقسي بالسلطة الزمنية، لكنه لم يستطع أن يقتحم القلوب، فهجره جميع المؤمنين، وإذ مُنعوا بالقوة الإجبارية من الصلاة بدونه لزموا بيوتهم، رافضين مشاركة هذا المبتدع الدخيل. قام لوسيوس بعملية تخريب وبطش في الكنيسة، لا في داخل المدينة فحسب، وإنما أرسل الجند إلى البراري يفتكوا بالنساك، حتى الشيوخ منهم.
سام هذا البطريرك الدخيل أساقفة أريوسيين ليحتلوا مراكز الأساقفة المنفيين، فكانوا أساقفة بلا شعب!
لم يترك الله كنيسته وسط هذا الضيق الأريوسي الشديد، فقد عمل بطرق كثيرة منها أن بعض القبائل العربية التي على حدود مصر والشواطئ الأسيوية تكتلت معًا وأقامت دولة تحت قيادة ملكة اسمها موفيا، لم تكن مسيحية، لكنها أرادت إرضاء شعبها الذي ضم مسيحيين كانوا على علاقة طيبة بمصر، وكان من بينهم راهب متوحد قبطي يدعى موسى، أرادوا سيامته أسقفًا عليهم.
وإذ انهار فالنس أمام هذه القبائل طلب عقد معاهدة صلح فاشترطت سيامة موسى هذا على يدي الأساقفة في الإسكندرية، فوافق. ذهب الراهب المتوحد موسى إلى الإسكندرية ومعه نواب الإمبراطور، وإذ عرف أن لوسيوس الأريوسي اقتحم الكرسي رفض السيامة على يديه، وعبثًا حاول نواب الإمبراطور إقناعه. طلب الراهب أن يعود إلى بريته ولا يُسام على يد هرطوقي، الأمر الذي يسبب مخاطر بين فالنس والقبائل هناك. أخيرًا اضطر النواب أن يأتوا بأساقفة أرثوذكس من المنفى لسيامته وسط فرح الإسكندريين وتهليلهم. وقد استطاع الأسقف موسى أن يكسب الملكة موفيا من الوثنية إلى المسيحية، كما قام بدورٍ هام بالنسبة لكنيسة الإسكندرية بكونها الكنيسة الأم بالنسبة له.
أيضًا وسط هذا الضيق بعث الله بالقديسة ميلانيا ابنة قنصل أسبانيا في البلاط الإمبراطوري التي زارت مصر، ونالت بركات النساك فيها، وكانت تسند الأساقفة المنفيين وتهتم باحتياجاتهم.
نذكر أيضًا بفخر دور الناسك جلاسيوس الملقب بالمحارب، الذي رعى جماعة من النساك في برية شيهيت قاموا بدور كبير في خدمة الكنيسة وسط الاضطهاد الأريوسي، خلال شعورهم بالالتزام بالعمل في كنيسة اللَّه المتألمة.
أخيرًا إذ انشغل فالنس بالحرب مع الفرس رجع البابا بطرس من رومية بعد أن قضى بها حوالي خمس سنوات، فاستقبله الشعب بكل حفاوة وطردوا لوسيوس الدخيل الذي انطلق إلى فالنس يشتكي شعب الإسكندرية، وفي نفس العام قُتل فالنس وخابت آمال لوسيوس.
دوره في القسطنطينية:


إذ كانت القسطنطينية قد تمزقت بسبب الهرطقات أرسل الإمبراطور ثيؤدوسيوس إلى البابا الإسكندري بطرس الثاني ليهتم بها. وبالفعل بذل كل جهدٍ لإصلاح شأنها حتى تسلم القديس غريغوريوس النزينزي هذه الإيبارشية كطلب شعب القسطنطينية يعاونه في ذلك البابا بطرس، وقد قبل غريغوريوس اللاهوتي الأمر بعد ضغط شديد. طمع مكسيموس الكلبي في كرسي القسطنطينية فذهب إليها وتظاهر بمصادقته للقديس غريغوريوس، وكان هدفه بث دسائس ضده. بعد ذلك ذهب إلى الإسكندرية واستطاع بمكره أن يخدع البابا لترشيحه للبطريركية عوض القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس (النزينزى). وإذ سمع القديس بذلك وكان مريضًا على الفراش قام ليحضر سيامة مكسيموس، إذ كان هو زاهدًا في كل شيء، وكان يحسب مكسيموس صديقًا له. ثار الشعب القسطنطيني على ذلك ورفضوا سيامته بل وطردوه طالبين القديس غريغوريوس بطريركًا. تظلم مكسيموس لدى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الذي رفض إقامة أسقف دون رغبة الشعب. وعندما فشل ذهب إلى البابا بطرس ليسنده، وإذ اكتشف حيلته رفض مساندته ضد الشعب، وطلب من الوالي أن ينفيه لتصرفاته الخاطئة. أراد البابا إزالة ما حدث من لبس في الأمر وتوضيح موقفه أمام شعب القسطنطينية لكنه رحل سريعًا في 20 أمشير (سنة 380 م).

 
قديم 02 - 11 - 2016, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا تيموثاوس الأول
(379 - 385 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : تيموثاوس تاريخ التقدمة : 17 برمهات 95 للشهداء (97؟) - 14 مارس 379 للميلاد (380؟) تاريخ النياحة : 26 أبيب 101 ش. - 385 ميلادية مدة الإقامة على الكرسي : 6 سنوات و4 أشهر و6 أيام مدة خلو الكرسي : 26 يوما محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : ثيؤدوسيوس صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا تيموثاوس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ22
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: Papa Timo;eou =a.


  • تولى الكرسي المرقسي في 17 برمهات سنة 95 للشهداء، وقد رعى رعية المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية.
  • وفي السنة السادسة من رئاسته أمر الملك ثاؤذوسيوس الكبير بعقد المجمع المسكوني بالقسطنطينية لمحاكمة مقدونيوس عدو الروح القدس وكان هذا البابا رئيسًا لهذا المجمع فناقش مقدونيوس وسبليوس وأبوليناريوس وأظهر ضلالهم.
  • أقام على الكرسي المرقسي ست سنين وأربعة أشهر وستة أيام وتنيَّح بسلام في السادس والعشرين من أبيب سنة 101 للشهداء.
صلاته تكون معنا آمين.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة القديس تيموثاؤس بابا الإسكندرية الثاني والعشرين (26 أبيب)
في مثل هذا اليوم من سنة 101 ش. (20 يولية سنة 385 م.) تنيَّح البابا القديس تيموثاؤس الثاني والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية وقد تولي هذا القديس الكرسي في 17 برمهات سنة 95 ش. (14 مارس سنة 379 م.) وقد رعي رعية المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية وفي السنة السادسة من رئاسته ملك ثاؤدسيوس الكبير وفيها أمر الملك بعقد المجمع المسكوني بالقسطنطينية لمحاكمة مقدونيوس وسبليوس وأبوليناريوس، وأظهر ضلالهم كما هو مذكور في اليوم الأول من شهر أمشير.
وقد اهتم هذا القديس ببناء الكنائس في الإسكندرية وغيرها وكان عالما فصيحا وترك كثيرا من الأقوال ردا علي الأريوسين وأقام علي الكرسي ست سنين وأربعة أشهر وستة أيام وتنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية عن القديس تيموثاوس الكبير
بعد نياحة البابا بطرس الثاني جلس على الكرسي الإسكندري تيموثاوس أخوه في شهر برمهات سنة 97 ش. 380 م. في عهد ثيئودوسيوس قيصر وقد كان تيموثاوس تلميذا للقديس أثناسيوس الرسولي وتعيده كثيرًا في مقاومة البدع الأريوسية وهو الذي قطع مكيدة الآريوسين للقديس أثناسيوس في المجمع، وذلك عندما أتى الآريوسيون بالمرأة الزانية لكي تتهم أثناسيوس بأنه اغتصبها، فوقف أمامها تيموثاوس وأوهمها بأنه هو أثناسيوس، فعُرِفَت الخطة وكُشِفَ محرّضيها. ولم تكن أتعاب هذا البابا أقل من سالفيه؛ فإنه اشترك مع أخيه البابا بطرس في معظم أعماله.
وقد أكمل هذا البابا جهاده بعد ذلك ذلك حيث ما كادت الكنيسة تتطهَّر من وباء بدعة آريوس، حتى ظهرت هرطقة أخرى قام بنشرها مكدونيوس بطريرك القسطنطينية، ومفادها إنكار ألوهية الروح القدس، فانعقد بسببها المجمع القسطنطيني المسكوني الثاني سنة 381 م.
وحضرة البابا تيموثاوس وأساقفة، واشترك مع أعضاء هذا المجمع في القضاء على تلك البدعة وتثبيت أيمان الكنيسة الجامعة في الروح القدس، واختاروا نص دستور الإيمان الذي وضعه مجمع نيقيه القائل "نؤمن بالروح القدس":
قولهم:
"نعم نؤمن بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الآب نسجد له ونمجده مع الأب والابن الناطق في الأنبياء "ثم أقاموا دستور الأيمان بما يلي:
"نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية.
ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا،
وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي".
ثم رجع البابا تيموثاوس إلى الإسكندرية، وبعد ذلك بدأ في كتابة تاريخ لحياة كثيرين من القديسين، ووضع قوانين للكهنة. وفي أيامه بنيت عدة كنائس ورجع الكثيرون من اتباع آريوس إلى إيمانهم بالعقيدة الأرثوذكسية الفعلية ثم رقد في الرب 26 أبيب 102 ش. 385 م.


قداسة البابا تيموثاوس الأول البابا الثاني والعشرون


هو أخ البابا بطرس الثاني (21) وخليفته. ولد بالإسكندرية، وتعلم في مدرستها اللاهوتية، متتلمذًا على يدي القديس أثناسيوس الرسولي.
رأى فيه البابا أثناسيوس إنسانًا تقيًا غيورًا ذا ثقافة عالية، فسامه كاهنًا ليخدم شعب الإسكندرية، ويكون بمثابة اليد اليمنى لمعلمه، إذ رافقه في كثير من رحلاته، وذهب معه إلى مجمع صور سنة 335 م حيث أثبت براءة معلمه عندما جاء الأريوسيون بامرأة زانية تتهم البابا أنه ارتكب معها الشر، فقام تلميذه يتحدث كأنه هو البابا، فصارت المرأة تصر أنه هو الذي صنع معها الشر، فإنفضحت خديعتها.
كان معينًا للبابا أثناسيوس في مقاومة الأريوسية، وفي عهد البابا بطرس الثاني إذ بدأت البدعة الأريوسية تنتشر في القسطنطينية أرسل الإمبراطور يستغيث ببابا الإسكندرية الذي رشح القديس غريغوريوس النزينزي للعمل، كما أرسل جماعة من الكهنة برئاسة أخيه الكاهن تيموثاوس كانوا خير سند للقديس غريغوريوس. إذ تنيح البابا بطرس وقع الاختيار على أخيه حوالي سنة 379 م. حضر المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية عام 381 م حيث برزت مواهبه في دحض بدعة مقدونيوس منكر لاهوت الروح القدس. لكن دخلت الكرامة الزمنية في الكنيسة إذ جعل المجمع كرامة الإسكندرية بعد روما بكونها العاصمة والقسطنطينية بكونها روما الجديدة فانسحب البابا وأساقفته. وقد اهتم بالعمل الرعوي وترميم الكنائس حتى تنيح في 26 أبيب (385 م).


تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
قديم 02 - 11 - 2016, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا ثاؤفيلس
(385 - 412 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ثاؤفيلس
تاريخ التقدمة : 22 مسرى 101 للشهداء - 16 أغسطس 385 للميلاد
تاريخ النياحة : 18 بابه 128 للشهداء - 15 أكتوبر 412 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 27 سنة وشهران
مدة خلو الكرسي : يومان
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : ثيؤدوسيوس - اركاديوس - ثيؤدوسيوس الثاني
صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا ثاوفيلوس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ23
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc أو Papa :e`ovilou =a.

  • كان تلميذًا للبابا أثناسيوس الرسولي، تربى عنده وتأدب منه الأدب الروحاني.
  • ولما تنيَّح البابا تيموثاوس قُدم هذا الأب مكانه، وكان عالمًا فاضلًا حافظًا لكتب الكنيسة ملمًا بتفاسيرها... فوضع ميامر كثيرة وأقوالًا مفيدة روحانية.
  • أكمل جهاده بعد أن رعى شعب المسيح أحسن رعاية وتنيَّح بسلام.

وتعيد الكنيسة بنياحته في الثامن عشر من شهر بابه. بركة صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ثيؤفيلس 23 (18 بابة)
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ثيؤفيلوس بابا الإسكندرية الثالث والعشرون مه سيراف، والإنجيل المقدس في يده، ويقف ظافرًا بجانب السيرافيم - الصورة ترجع إلى سنة 391 تقريبًا في معبد السيرابيس، ويوجد صور توضيحية جانبية تعود إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، مما يوضح أن هذه الصورة هي صورة معاصرة في ذلك الحين تقريبًا للبابا ثيوفيلس السكندري
في مثل هذا اليوم من سنة 404 ميلادية تنيَّح الأب القديس الأنبا ثاؤفيلس الثالث والعشرون من باباوات الأسكندرية، كان تلميذا للأب القديس أثناسيوس الرسولي، وتربى عنده، وتأدب منه الأدب الروحاني.
ولما تنيَّح البابا تيموثاوس قدم هذا الأب مكانه، وكان عالما حافظا لكتب الكنيسة، ملما بتفاسيرها، فوضع ميامر كثيرة وأقوالا مفيدة في الحث على المحبة والرحمة، والتحذير من الدنو من الأسرار الإلهية بدون استعداد، وفي القيامة، والعذاب المعد للخطاة، وغير ذلك من التعاليم النافعة
وكان الأب القديس كيرلس ابن أخته، فاعتنى بأمر تعليمه بأن أرسله إلى الأب سرابامون بجبل شيهيت، فتفقه عنده ودرس كتب الكنيسة وعلومها وقضى هناك خمس سنوات وعاد إلى خاله، وكان ملازما للقراءة أمام الشعب.
ولما كان البابا ثاؤفيلس عند الأب القديس أثناسيوس الرسولي سمعه ذات يوم يقول -وقد تطلع إلى أكوام كانت تجاه قلايته- أن وجدت زمانا أزلت هذه الأكوام، وبنيت مكانها كنيسة للقديس يوحنا المعمدان وأليشع النبي.
فلما قدم بطريركا تذكر ذلك القول، وكان يتحدث به كثيرا، وكان برومية امرأة غنية توفي زوجها وترك لها ولدين، فأخذتهما وأخذت معها مالا كثيرا وأيقونة الملاك روفائيل وحضرت إلى الإسكندرية، فلما سمعت باهتمام الأب البطريرك بإزالة هذه الأكوام تقدمت إليه بغيرة صادقة وقدمت له الأموال الكافية لتحقيق غرضه، وحدث بعد إتمام العمل أن ظهر تحت أحد الأكوام كنز مغطى ببلاطة نقش عليها بالقبطية ثلاثة أحرف ثيطة أي (ث) Q، فلما رآها الأب ثاؤفيلس علم بالروح القدس سر هذه الحروف وقال "لقد أتى الزمان الذي يظهر فيه هذا الكنز لأن الثلاث ثيطات قد اجتمعت في زمان واحد، وهم ثآؤس أي الله، ثاؤدسيوس الملك ابن أرقاديوس بن ثاؤدسيوس الكبير، وثاؤفيلس البطريرك يعنى ذاته"، ووجد أن تاريخ هذا الكنز يوافق زمان الإسكندر بن فيلبس المقدوني أي منذ سبعمائة سنة،
فأرسل الأب إلى الملك يعرفه بذلك ويطلب إليه الحضور، فحضر الملك ورأى الكنز، ثم أمر بمنح مبلغ كبير للأب ثاؤفيلس، فبنى عدة كنائس، وقد بدأها ببناء كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان وأليشع النبي، ونقل جسديهما إليها، وهى التي كانت معروفة يومئذ بالديمارس، ثم كنيسة على اسم السيدة العذراء، ثم كنيسة على اسم الملاك روفائيل بالجزيرة، وسبع كنائس أخرى،

أما ولدا المرأة التي حضرت من رومية فقد رسمهما أسقفين، ولما رأى الملك صدق عزم الأب البطريرك واهتمامه ومحبته في عمارة الكنائس، أمر له بمال البرابي التي في ديار مصر كلها فحولها إلى كنائس وأماكن لإضافة الغرباء، وعين لها أوقافا وأكمل أيامه في سيرة مرضية لله، ثم انتقل من هذا العالم بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا أبديًا. آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية
ولد في مدينة ممفيس من أبوين مسيحيين وتيتم منهم وهو طفل، وله أخت صغيرة فقامت بتربيتهما جاريه حبشيه وذهبت بهم إلى الإسكندرية، وعندما استقرت هناك أخذتهما للصلاة في كنيسة السيدة العذراء فتقابلت مع البابا أثناسيوس الرسولي، الذي عرف منها قصة الطفلين فأخذهما ووضعهما تحت عنايته الخاصة. ولما كبرت قليلا وضع الفتاة في دير لتبيت به إلى يوم زواجها. ثم تزوجت رجل من بلدة المحلة وفيها ولد كيرلس الذي صار فيما بعد خلفًا لخاله تاؤفيلس. أما ثاوؤفيلس فقد جعله القديس أثناسيوس في سلك تلاميذه، فنمى في العلم والمعرفة والتقوى، ثم اختاره معلمه سكرتيرًا له، ثم رسمه قسا فظل في خدمة المذبح مدى باباوية كل من أثناسيوس وبطرس وتيموثاوس الأول، إلى أن انتخب بالإجماع بطريرك في شهر مسرى سنة 102 ش. و 385 في عهد ثيؤدوسيوس قيصر. فلما اعتلى الأنبا ثاؤفيلس السدة المرقسية وضع نصيب عينيه أن يستغل أيام باباويته في بناء الكنائس، وكان القديس أثناسيوس قد تنبأ عن تلميذه ثاؤفيلس قائلًا أنه سيكون مطرقة قوية لهدم معابد الوثنيين. فبدأ سنة 389 م. بهدم أطلال هيكل دارس وبنى مكانه كنيسة باسم الملك ثيؤدوسيوس، واستمر بعد ذلك في تحويل الهياكل الوثنية إلى كنائس مسيحية مما أدى إلى اتساع نطاق المسيحية في الأقطار المصرية كلها.
وقد هيأت العناية الإلهية لهذا العظيم رجال ممتازين ساعدوه في كثير من المهام، من أبرزهم ايسيذورس الذي تنسك في وادي النطرون الذي عينه البابا مشرفًا على المستشفي التابع للكنيسة، بالإضافة إلى أربعة رهبان معروفين في التاريخ باسم "الأخوة الطوال" نظرًا لطول قامتهم، وكان الأنبا ثاؤفيلس يقدر هؤلاء الأخوة حق قدرهم، فدفع أحدهم إلى كرامة الأسقفية على كرسي هرموبوليس (المنيا).
وقد كان هؤلاء الرهبان معجبين بأوريجانوس ومؤلفاته، وقد بلغ إعجابهم به حدًا جعلهم يفسرون تعاليمه الرمزية تفسيرًا حرفيًا! فلما انتشر سخط الأنبا ثاؤفيلس عليهم وعلى أوريجانوس، فانتهز فرصة الرسالة الفصحية وهاجمهم فيها، ناسبًا إليهم فهمه الأوريجانية التي عدها بدعة في المسيحيين، فاحتجوا عليه احتجاجا شديدا، وذهبوا إلى يوحنا ذهبي الفم أسقف القسطنطينية لرفع شكواهم ضد البابا، فلما وصل ايسيذورس والأخوة الطوال القسطنطينية ورفعوا شكواهم إلى أسقفها ذهبي الفم، فكتب إلى الأنبا ثاؤفيلس خطابًا دافع فيه عنهم وعن أوريجانوس بلهجة تفيض حكمة ووداعة، فاستمالوه عطفًا عليهم.
غير انه المؤلم أن هذا الخطاب كان مثار لسخط البابا الإسكندري بدلًا من رضاه، فبعث إلى يوحنا ذهب الفم برسالة اتهمه فيها بعمله على تحريض رهبان مصر إلى التمرد عليه.
وفي تلك الفترة مات الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير، وخلفه ابنه أركاديوس على عرش القسطنطنية، فعرض ذهبي الفم الخلاف الذي بينه وبين الأنبا ثاؤفيلس، فأمر بعقد مجمع في القسطنطينية للنظر في هذا الخلاف، وأرسل إلى البابا ثاؤفيلس لحضور المجمع. غير أنه في أثناء تلك الفترة هاجم ذهبي الفم الإمبراطورة أودوكسيا لغطرستها واستفادتها! فغضبت الإمبراطورية وقررت الانتقام منه، ولما وصل البابا ثاؤفيلس إلى القسطنطينية كانت كل هذه الحوادث قد أحيلت منهم إلى قاضى، فانعقد المجمع وحكم على ذهبي الفم بالنقل! فثار الشعب نتيجة لحبه الكبير لذهبي الفم، وحدث زلزال عنيف، فصدر الأمر الإمبراطوري بإعادة ذهبي الفم وخرجت المدينة كلها لاستقباله بالتعظيم والتبجيل. وعاد الأنبا ثاؤفيلس في تلك الأثناء إلى الإسكندرية وتصالح مع ايسيذورس والأخوة الطوال وأعلن موافقته على تعاليم أوريجانوس.
ولا ريب أن تاريخ البابا ثاؤفيلس قد نشرت بمقاومته لفم الذهبي الرجل الذي أجمعت كل الكنائس على محبته، ولكن التاريخ نفسه يخبرنا انه فيما بعد تجلى له سوء صنيعه وشدة تطرفه ضد أخيه فم الذهب، فندم على ما بدا منه ضده. ثم قضى بقية حياته في الأعمال النافعة، فأضاف بعض القوانين للكنيسة، ثم اشتغل في إنجاز بعض المسائل الهامة وكان بارًا تقيًا كما يشهد بذلك مؤلف كتاب الدلالة اللامعة.
وكانت نياحته في 18 بابه سنة 129 ش. و15 أكتوبر سنة 412 م.
وخلف تأليف (كتب) جليلة مملوءة بالتعاليم المسيحية النقية وكلها تدور حول المحبة والرحمة والنصح والتناول والقيامة والعقاب والثواب. وهو أول من أطلق على الكنيسة المصرية اسم الكنيسة القبطية.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة الأنبا ثاوفيلس البابا الثالث والعشرون

← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc.

كلمة (ثاوفيلس) من أصل يوناني تعني (المحب لله)، إذ هي مشتقة من كلمتين: "ثيؤ" (الله)، "فيلو" (محب). وكما قال القديس أثناسيوس عن الأنبا أنطونيوس انه في صباه كان يلقب (ثاوفيلس) بسبب بره في الرب ونصراته المستمرة في جهاده الروحي.
جاء البابا ثاوفيلس الخلف الثالث للبابا أثناسيوس الرسولي، والسلف للبابا كيرلس الكبير ابن أخته، وقد قضى في الباباوية 28 عامًا كانت تمثل حركة نشاط مستمرة، إذ كان له أثره على تاريخ الكنيسة والدولة أيضًا.
ارتبطت حياته بثلاثة أحداث هامة:


أولها إبادة الوثنية في مصر الأمر الذي مدحه عليه كثير من المؤرخين، وإن كان البعض حاول تشويه صورته بمحاولة إظهاره في صورة عنيفة مستبدة في تحويل البرابي الوثنية إلى كنائس، غير أن التاريخ يشهد أنه فعل هذا عندما هجرت الجماهير البرابي.
والحدث الثاني هو الصراع ضد أوريجينوس، فقد تحول إلى عدو لدود لكل من يذكر اسم أوريجينوس، لذا حاول عاشقوا أوريجينوس تشويه صورته.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية


قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ثيؤفيلوس بابا الإسكندرية الثالث والعشرون مه سيراف، والإنجيل المقدس في يده، ويقف ظافرًا بجانب السيرافيم - الصورة ترجع إلى سنة 391 تقريبًا في معبد السيرابيس، ويوجد صور توضيحية جانبية تعود إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، مما يوضح أن هذه الصورة هي صورة معاصرة في ذلك الحين تقريبًا للبابا ثيوفيلس السكندري

أما الحدث الثالث فهو مقاومته للقديس يوحنا ذهبي الفم إذ استغلت الإمبراطورة كراهية البابا ثاوفيلس للأوريجينية بينما كان ذهبي الفم يحتضن الإخوة طوال القامة من اكبر المدافعين عن أوريجينوس لكي يحكم على القديس بالنفي. هذا الحدث الذي ندم عليه البابا وكان كفيلًا بتشويه تاريخ حياته تمامًا، خاصة وأن الكنيسة في العالم كله أدركت ما لحق بالقديس ذهبي الفم من ظلم وافتراء، فقام كثير من المؤرخين خاصة بالاديوس الذي يعشق حياة ذهبي الفم بتصوير البابا ثاوفيلس أشبه بشيطان رجيم. وكما قال كثير من الدارسين ان ما جاء إلينا من تاريخ هذا البابا أغلبه خلال أعدائه الذين شوّهوا صورته.
نشأته:


جاء في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية) للشماس منسى القمص:
"روى عن يوحنا النيقاوي المؤرخ القبطي أنه ولد من أبوين مسيحيين في مدينة ممفيس وتيتم منهما وهو طفل وله أخت صغيرة، فقامت بتربيتهما جارية أثيوبية وثنية. وحدث أنه ذات ليلة أخذتهما معها إلى الهيكل لتؤدي فروض العبادة الوثنية فحال دخولها سقطت الأصنام إلى الأرض وتحطمت، ففرت بهما الجارية خوفًا من انتقام كهنة الوثنيين، واختفت قليلًا ببلدة نيقيوس ثم جاءت إلى الإسكندرية. وقد دبرت العناية الإلهية أن تأخذهما إلى كنيسة مسيحية لكي تتعرف على هذا الدين الذي طرقت شهرته كل أذنٍ. فدخلت باب كنيسة القديس ثاؤنا وجلست بإزاء كرسي القديس أثناسيوس الذي لما رآها مع الطفلين أمر بإبقائهم حتى تنتهي الخدمة، ثم استخبرها البطريرك عن حقيقة حالها ولما قصت عليه خبرها ردها إلى الديانة المسيحية، وأخذ منها الطفلين، ووضعهما تحت عنايته الخصوصية. ولما كبرا قليلًا وضع الفتاة في دير لبثت به إلى يوم زواجها برجلٍ من بلدة المحلة (غربية) وفيها ولدت كيرلس الذي صار فيما بعد خلفا لخاله ثاوفيلس.
أما ثاوفيلس فضمه القديس أثناسيوس في سلك تلاميذه، فنما عالمًا تقيًا، ولما شوهد فيه من الحذق والنشاط اختاره معلمه كاتمًا لأسراره بعد أن رقاه لدرجة الكهنوت. وبعد وفاة معلمه استمر في مدينة الإسكندرية يخدم في كنائسها إلى أن رقد البابا تيموثاوس في الرب فانتُخِب بطريركًا مكانه بالإجماع في شهر مسرى سنة 102 ش و385 م في عهد ثيودوسيوس قيصر لما رآه فيه الشعب من حسن السيرة وعظيم الغيرة على دين المسيح مما جعله موضعًا لثقة ثيؤدوسيوس الملك الأرثوذكسي الذي أمر بتعميم الديانة المسيحية في كل مكان واعتبارها الديانة الرسمية للمملكة الرومانية. ومما يدل على ثقة هذا الملك بالبطريرك الإسكندري تكليفه إياه بأن يصلح ما وقع من الخلل ثانية في مسألة عيد الفصح، فإنه في سنة 387 م صار الفرق بين العيد المصري والعيد الروماني مدة خمسة أسابيع كاملة. فوضع البابا ثاوفيلس تقويمًا للأعياد لمدة 418 سنة ووضع جدولًا يحتوي على الأيام التي يقع فيها عيد الفصح لمدة مائة سنة ابتداء من سنة 380 م ولا تزال صورة هذا التقويم باقية إلى يومنا هذا، وفيها أوضح البطريرك بأن السيد المسيح صُلب في اليوم الخامس عشر من شهر نيسان (أبريل) لا في الرابع عشر منه ثم وضع هذه القاعدة وهي: إذا كان اليوم الرابع عشر من الشهر القمري يوافق يوم الأحد فعيد الفصح يتبعه بأسبوع".
اهتمامه ببناء الكنائس:


كان البابا ثاوفيلس مولعًا ببناء الكنائس، وقد أعطاه الله سؤل قلبه، نذكر على سبيل المثال انه إذ كان يومًا ما جالسًا في حديقة معلمه البابا أثناسيوس تذكر أن معلمه كان يتوق إلى رفع الردم الذي بالحديقة وبناء كنيسة، فأراد البابا أن يحقق أمنية معلمه. سمعت سيدة غنية بذلك فقامت برفع الردم على نفقتها، وإذا بها تجد كنزًا يرجع إلى عهد الإسكندر الأكبر فبعث البابا إلى الإمبراطور يخبره بما وجده، خاصة أنه وجد أن الكنز قد نُقش عليه ثلاثة حروف (ثيتا)، فأدرك أنه يقصد بها ثيؤ أى الله، وثاوفيلس البطريرك، وثيؤدوسيوس الإمبراطور. جاء الإمبراطور بنفسه وعاين الكنز وأخذ نصفه وترك النصف لبناء عدة كنائس ودير المحرق. وفي هذه الزيارة استأذن البابا الإمبراطور في هدم المعابد الوثنية المهجورة أو تحويلها إلى كنائس، الأمر الذي أثار الوثنيين حتى اندفعوا إلى قتل بعض المسيحيين بقيادة الفيلسوف أوليمبوس. هذا وقد هدم معبد سيرابيوم الشهير سنة 391 م.
ذهابه إلى القسطنطينية:


ذهب البابا ثاوفيلس إلى القسطنطينية مرتين، الأولى في سنة 394 م ليحضر مجمعًا عُقد لفحص بعض المسائل ولحضور الاحتفال بتشييد كنيسة كبرى بُنيت على اسمي الرسولين بطرس وبولس، وذهب ثانية في سنة 398 م ليقيم القديس يوحنا الذهبي الفم بطريركًا على كرسي القسطنطينية وعاد إلى كرسيه.
مشكلة تجسيم شكل الله Anthropomorphism:


بدأت أتعابه بسبب بدعة انتشرت بين بعض رهبان الإسقيط كان رأسها أفوديوس من بين النهرين مؤداها أن الله ذو صورة بشرية وذو أعضاء جسمية، وفي نفس السنة نشر البطريرك رسالة عيد الفصح السنوية، فاغتاظ أولئك الرهبان من عبارة وردت فيها وهى قوله: "إن الله روح لا يدركه الفهم، وليس هو مجرد إنسان يقع تحت الحد والحصر"، فهاجوا على البطريرك لما رأوه يخالفهم في الاعتقاد وترك أكثرهم قلاليلهم وجاءوا كجيشٍ جرارٍ إلى الإسكندرية وعزموا على الفتك بالبطريرك حالما يقع بصرهم عليه واحتشدوا حول داره وهم يتهددونه ويتوعدونه. وإذ رأى أن قلوبهم مملوءة بالغيظ ولم يجد له عضدًا أسرع على مرتفع وصعد عليه وخاطبهم بعبارات رقيقة تهدئ الخواطر الهائجة ومن ذلك قوله لهم: "إنني إذا رأيت وجوهكم أشعر كأني أشاهد الله لأنكم على صورته ومثاله"، فسكن ثورتهم قليلًا، وكانوا يظنون أن العبارة التي أوردها عن الله في رسالة عيد الفصح اقتبسها من مؤلفات أوريجينوس. لذلك طلبوا إليه بشدة أن يحرم أوريجينوس وكل من يطالع كتبه فوعدهم بذلك. ثم انعكف على مطالعة كتب أوريجينوس إذ لم يكن طالعها قبلًا فتبين من بعض ألفاظها ما يشعر بضلاله. وفي أوائل السنة التالية شكل مجمعًا حرم أوريجينوس وندد بتعليمه في رسالة عيد الفصح.
مشكلة الإخوة الطوال القامة:


أما المشكلة الرئيسية التي شوهت صورة هذا البابا فهي مشكلة الإخوة طوال القامة الأوريجينيين. ففي البداية كان البابا محبًا لكتابات أوريجينوس، حتى أنه في سنة 399 م إذ رأى الخلاف محتدمًا بين يوحنا أسقف أورشليم وجيروم بسبب العلامة أوريجينوس حاول مصالحتهما، فشعر جيروم (القديس إيرونيموس) أن البابا ينحاز لأوريجينوس، فكتب إليه بعنف يقول: "إنك لا تعرف كيف يكون الجدل والمناقشة، لأنك تعيش مع رهبان يجلون قدرك ويرفعون مقامك".
إذ درس البابا ثاوفيلس كتابات العلامة أوريجينوس واكتشف بعض الأخطاء اللاهوتية صار مقاومًا لكل ما هو أوريجيني، ظهر في مقاومته للإخوة الطوال القامة.
في سنة 370 م تكونت جماعة أوريجينية في منطقة نتريا تحت قيادة الإخوة الطوال: الآباء أمونيوس باروتيس (صاحب الأذن الواحدة)، هرموبوليس، يوسابيوس، أنثيموس. هؤلاء الإخوة اتسموا بالروحانية والنسك، وقاموا بالنضال ضد الأريوسية بعد نياحة البابا أثناسيوس. وكانوا على علاقة طيبة بالبابا تيموثاوس والبابا ثاوفيلس حتى سنة 400 م، فقد أحبهم وأكرمهم كرامة زائدة، فرسم ديسقورس أسقفًا على هرموبوليس كما سام اثنين منهم كاهنين بعد اعتذار بعضهم عن السيامة كأساقفة. لقد أراد البابا أن يستبقيهم معه في الإسكندرية لمساندته في الرعاية لكنهم فضلوا سكنى البرية.
بدأ الخلاف بين البابا وهؤلاء الإخوة عندما حاول البابا ملاطفة هؤلاء البسطاء من القائلين بتجسيم شكل اللاهوت بشكل إنساني (الأنثروبوموفليت) كما رأينا، فقد حسبوه بملاطفته لهم انه يجاملهم على حساب الحق الإنجيلي. أما ما ألهب الموقف بينهما فهو خلافه مع القديس إيسيذورس الذي مارس الحياة النسكية بنتريا وقد اتسم ببشاشة الوجه واللسان العذب فسامه البابا أثناسيوس كاهنًا وأقامه مسئولًا عن مستشفى بالإسكندرية. أحبه البابا ثاوفيلس جدًا حتى رشحه للبطريركية بالقسطنطينية عوض ذهبي الفم، لكن هذه الصداقة انقلبت إلى عداوة سافرة إذ عاد إلى نتريا يلتصق بالإخوة الطوال الذين يمثلون حزبًا أوريجينيًا مضادًا للبابا الذي في نظرهم قد ملأ الأنثروبوموفليت الإسقيطيين، واعتبر البابا هذا التجمع تحديًا له، ومارس الطرفان ضغوطًا شديدةً. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية حرم فيه آمون وأخويه الراهبين، واعتصم هذا الحزب في كنيسة الدير، ومنعوا دخول أي أسقف، وامتنعوا عن العبادة الجماعية.
هرب الإخوة الطوال إلى فلسطين وفي صحبتهم الأب إيسيذورس وجماعة من الرهبان بلغوا حوالي الثمانين، فوجدوا في قلب الأسقف الأورشليمي يوحنا المُعجب بأوريجينوس ملجأ لهم. اضطر البابا أن يبعث رسالة مجمعية إلى 17 أسقفًا بفلسطين و15 أسقفًا بقبرص يعلن فيه أخطاء أتباع أوريجينوس اللاهوتية والسلوكية، هذه الرسالة أثارت أتباع أوريجينوس بينما رطبت قلب القديس جيروم وأيضًا القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص. ترك الأوريجينيون فلسطين إلى القسطنطينية، ففتح لهم القديس يوحنا ذهبي الفم صدره، الأمر الذي أثار البابا ثاوفيلس جدًا، واستغلته الإمبراطورة لنفي ذهبي الفم، حيث انعقد مجمع السنديان تحت رئاسة البابا ونٌفيّ القديس ذهبي الفم. فصار ذلك يمثل كارثة أفسدت تاريخ البابا ثاوفيلس تمامًا. وقد سبق لنا الحديث في ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا (القديس يوحنا ذهبي الفم).
حبه للبرية:


إن كنا قد رأينا الجانب الرديء من جهة علاقته ببعض الإسقيطيين أو بالإخوة طوال القامة لكننا لا نستطيع ان ننكر أن البابا ثاوفيلس قد امتاز بحبه الشديد للبرية، فكان كثير الزيارات للآباء، يسألهم ويتحاور معهم ويطلب صلواتهم، نذكر هنا القليل مما ورد عنه في لقائه مع بعض آباء البرية.
إذ ذهب إلى جبل نتريا سأل كاهن: "أي امتياز تجد في هذا الطريق؟" أجابه الكاهن : "إنني اتهم نفسي وألومها في كل شيء". قال له البابا: "حقًا هذا هو الطريق الحق".
جاء البابا ثاوفيلس إلى الإسقيط، وإذ اجتمع الإخوة قالوا للأب بيمن (بامبو): "قل كلمة للأسقف ليكون لنا بنيان في هذا الموضع". أجاب الشيخ: "إن لم ينتفع بصمتي فإنه لن ينتفع بكلماتي".
مع راهب شيخ بسيط:

جاء في بستان الرهبان أن الأنبا دانيال روى قصة راهب شيخ كان بسيطًا للغاية وكان يدّعى أن ملشيصادق هو ابن الله. سمع البابا ثاوفيلس عنه فاستدعاه، وإذ تحدث معه اكتشف بساطته الشديدة، وعلم أن ما يقوله عن ملشيصادق ليس عن عناد وإنما عن عدم إدراك. لذا تصرف البابا بحكمة، إذ قال له إنه يريد أن يعرف من هو ملشيصادق، طالبًا منه أن يسأل الله ليريه الحقيقة. في بساطة قال له الراهب: "انتظر ثلاثة أيام فإنني أسأل الرب وعندئذ أخبرك عن ملشيصادق من هو". وبالفعل تركه الراهب وعاد بعد ثلاثة أيام ليقول له أن الرب أظهر له جميع الآباء واحدًا فواحدًا، وتعرّف عليهم من آدم إلى ملشيصادق، وقد عرف أنه إنسان، عندئذ فرح الطوباوي ثاوفيلس جدًا.
 
قديم 03 - 11 - 2016, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا كيرلس الأول
(القديس كيرلس الكبير | القديس الأنبا كيرلس عامود الدين)
( 412 - 444 م.)
المدينة الأصلية له
:
الأسكندرية
الاسم قبل البطريركية
:
كيرلس
من أبناء دير
:
دير أبو مقار
تاريخ التقدمة
:
20 بابه 128 للشهداء - 17 أكتوبر 412 للميلاد
تاريخ النياحة
:
3 أبيب 160 للشهداء - 27 يونيو 444 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي
:
31 سنة و8 أشهر و10 أيام
مدة خلو الكرسي
:
شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك
:
المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن
:
كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون
:
ثيؤدوسيوس الثاني
صور الأب البطريرك
:
صور قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ24
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: pi`agioc Kirilloc أو Papa Kurillou =a.

+ هو ابن أخت البابا ثاوفيلس البطريرك الـ23، تربى عند خاله في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ثم أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ على أيدي الشيوخ الرهبان القديسين خمس سنوات... ثم رسمه خاله شماسًا وعينه واعظًا وجعله كاتبًا له.
+ ولما تنيَّح البابا ثاوفيلس أجلسوا هذا الأب مكانه في 20 بابه سنة 128 للشهداء، فاستضاءت الكنيسة بتعاليمه.
+ قال البعض أن القديس كيرلس عمود الدين هو أول راهب أصبح بطريركًا، وهذا الكلام غير صحيح.. فقد أرسله خاله البابا ثاؤفيلس 23 للأديرة في فترة خلوة ليتتلمذ في الحياة الروحية، ولم يصر راهبًا، ثم أرجعه سكرتيرًا خاصًا له.
+ رد على مفتريات الإمبراطور الكافر يوليانوس في مصنفاته العشرة.
+ رأس المجمع المسكوني بمدينة أفسس (كان مكونًا من مئتي أسقف) وناقش نسطور بطريرك القسطنطينية والذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله، وبين له ضلال بدعته.
+ ومن أعماله الخالدة شرح الأسفار المقدسة. ولما أكمل سعيه مرض قليلًا وتنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي المرقسي إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.
تعيد الكنيسة بنياحته في الثالث من شهر أبيب.
صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
استشهاد القديس كيرلس عمود الدين البابا الـ24 (3 أبيب)
في مثل هذا اليوم من سنة 160 ش. (27 يونية سنة 444 م.) تنيَّح الأب العظيم عمود الدين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية القديس كيرلس الأول البابا الإسكندري والبطريرك الرابع والعشرون.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 وتربي عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي والأيمان الأرثوذكسي القويم وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك علي يد شيخ فاضل اسمه صرابامون وقرأ له سائر الكتب الكنسية وأقوال الآباء الأطهار وروض عقله بممارسة أعمال التقوى والفضيلة مدة من الزمان.
ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل فازداد حكمة وعلما وتدرب علي التقوى والفضيلة. وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية ففرح به خاله كثيرًا، ورسمه شماسًا، وعينه واعظًا في الكنيسة الكاتدرائية، وجعله كاتبًا له. فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه.
ولما تنيَّح خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش. (15 أكتوبر سنة 412 م.) أجلسوا هذا الأب خلفه في 20 بابه سنة 128 ش. (17 أكتوبر سنة 412 م.) فاستضاءت الكنيسة بعلومه ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي وبدأ يرد علي مفتريات الإمبراطور يوليانوس الكافر في مصنفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين بزعم أنها هدمت أركان الدين المسيحي. فقام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة وطفق يقاوم أصحاب البدع حتى تمكن من قفل كنائسهم والاستيلاء علي أوانيها ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندرية فقام قتال وشغب بين اليهود والنصارى وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بين الوالي وهذا القديس العظيم الذي قضت عليه شدة تمسكه بالآداب المسيحية وتعاليمها أن يقوم بنفسه بطلب الصلح مع الوالي الذي رفض قبول الصلح ولذلك طال النزاع بينهما زمانا.
ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي تولي الكرسي في سنة 428 م. في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله.. اجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الشهير بالصغير فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع وناقش نستور, وأظهر له كفره وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد وكتب حينئذ الإثنى عشر فصلا عن الإيمان المستقيم مفندا ضلال نسطور وقد خالفه في ذلك الأنبا يوحنا بطريرك إنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك وانتصر كيرلس علي خصوم الكنيسة وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة شارحا ومثبتا فيها "أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη" وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي ونفي الإمبراطور نسطور في سنة 435 م. إلى البلاد المصرية وأقام في أخميم حتى توفي في سنة 440 م.
ومن أعمال البابا كيرلس الخالدة شرح الأسفار المقدسة ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام صلاته تكون معنا. آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية

هو ابن أخت البابا ثاؤفيلس، ولهذا اعتنى بتربيته وتعليمه، فأدخله أولا المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية فدرس العلوم الفلسفية التي تلزم لكل من يقوم مدافعا عن الدين المسيحي ضد الهراطقة والمبتدعين. ثم أرسله إلى جبل النطرون إلى برية القديس أبى مقار ليتتلمذ لسيراسيون الحكيم، فأقام هناك خمس سنين يقرأ الكتب الإلهية حتى برع في فهم الأسفار المقدسة، فاستدعاه خاله إلى الإسكندرية وبقى معه في قلايته يقرأ بين يديه، ورسمه شماسا وكلفه بالوعظ، فحاز إعجاب سامعيه وكان موضع فرح جميع الكهنة والعلماء حتى أنهم إذا تكلم يشتهون أن لا يسكت لحلاوة ألفاظه.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
ولما خلى الكرسي المرقسى بوفاة البابا ثاؤفيلس انتخبه الشعب والإكليروس لتبوء الكرسي المرقسي خلفًا لخاله في هاتور سنة 412 ش. حسب جدول ابن العسال - سنة 129 ش. حسب تاريخ أنبا ساوريرس - وسنة 412 م. في عهد ثيئودوسيوس قيصر الصغير.
وعندما تولى البابا كيرلس كرسي المرقسية كان في مدينة الإسكندرية كثيرون من الهرطقة واليهود الذين عظمت شوكتهم وصار لهم نفوذ عظيمة، فبدأ هذا البطريرك جهاده باضطهاد النوفاسيين أتباع نوفا سيانوس الهرطوقي، الذين كانوا يريدوا أن يحلو النار من خطاياهم، فنصحهم وأوضح لهم سوء معتقدهم الذي يجعل الله عديم الرحمة، فلما أبوا ألزمهم بالخروج من المدينة وطرد أساقفتهم.
وهذه الحوادث حدثت في بدء رئاسة البابا كيرلس ثم اشتعل بعدها بوضع مقالات وميامر وفي الرد على يوليانوس الملك الكافر الذي وضع عشرة كتب ضد الدين المسيحي، وكانت موضع فخر الوثنين الذين اعتقدوا بأن هذه المقالات ستقوم ضد أركان المسيحية فأخذ البطريرك في الرد عليها وطفق يفندها حتى قضى عليها.
+ ورغم انشغال الأنبا كيرلس بالكتابة والتعليم فإنه وجد الفرصة سانحة لإعادة النظر في الحكم الذي كان قد صدر ضد يوحنا ذهبي الفم. ذلك لأنه كان يعلم أن سلفه الأنبا ثاؤفيلس كان قد ندم على الحكم الذي حكم به على ذلك الحبر القسطنيطيني الكبير، فرفض أن يسافر إلى القسطنطينية في المرة الثانية لحضور المجمع الذي أيد حكم النفي على ذهبي الفم. وكانت بداية الحديث الذي فاه به وهو على وشك الانتقال من هذا العالم وعلى مجمع الأنبا كيرلس مجمع الكرازة المرقسية، أن ألغى حكم الحرم ضد ذهبي الفم ونظمه في عداد الآباء الذين تذكر أسمائهم في صلاة المجمع في كل قداس.
+ ولم يكد الأنبا كيرلس ينتهي من الرد على مقالات يوليانوس الجاحد حتى فوجئ بظهور نسطور بطريرك القسطنطينية المنافق الذي ابتدع هرطقة شنيعة مفادها إنكار ألوهية السيد المسيح له المجد.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
وابتدأ فيها بإنكار كون السيدة العذراء مريم والدة الإله، قائلا "إني أعترف موافقا أن كلمة الله هو قبل كل الدهور، إلا أنى أنكر على القائل بأن مريم والدة الله، فذلك عين البطلان لأنها كانت امرأة، والحال أنه من المستحيل أن يولد الله من امرأة. ولا أنكر أنها أم السيد المسيح إلا أن الأمومة من حيث الناسوت" وبذلك قسم هذا المبدع السيد المسح إلى شخصين معتقدًا أن الطبيعة الإلهية لم تتحد بالإنسان الكامل وإنما ساعدته في حياته فقط. فامتدت بدعته حتى وصلت إلى رهبان مصر فتأثر بعضهم من براهينه.
وأرادوا أن يقلعوا عن تسمية العذراء بوالدة الإله.
وحالما طرقت هذه الأخبار أذن البابا كيرلس، أسرع وكتب في رسالة عيد الفصح يفند هذه البدعة شارحا كيف أن اتحاد اللاهوت بالناسوت أشبه باتحاد النار والحديد: فالحديد لا يصاغ ما لم يكن متحدًا بالنار وحين يطرقه الحداد يقع الطرق على الحديد وحده دون النار مع كونها متحدة به، وهذا الاتحاد بين النار والحديد اتحاد لا يشوبه اختلاط ولا امتزاج ولا تغير. فالنار تظل محتفظة بطبيعتها النارية والحديد يظل محتفظا بطبيعته الحديدية، وعلى هذه الصورة اتحد نار اللاهوت بمادة الناسوت.
وانتشرت هذه الرسالة في جهات عديدة حتى وصلت إلى القسطنطينية وتداولها المصريون فيها، وبواسطتها تعزى الشعب القسطنطيني وثبت في الإيمان المستقيم.
واستمرت محاولات القديس كيرلس مع نسطور بإرسال عدة رسائل يقنعه فيها بالإقلاع عن غوايته، ولكن نسطور احتقر رسائل القديس ولم يقتنع بها. ولما رأى القديس كيرلس أن القيصر يدافع عن نسطور ويحامى عنه، كتب إليه رسالة يوضح له فيها ضلال نسطور، وكتب أيضا رسائل أخرى لبعض أفراد العائلة القيصرية شارحا فيها سر التجسد، مبدءا لهم من حقيقة الإيمان والأضرار الناشئة للدين المسيحي من بدعة نسطور، كذلك أرسل إلى كليسنينوس أسقف رومية موضحا له حقيقة نسطور وكيف أنه قد حاد عن الإيمان المستقيم. فلما وقف أسقف رومية على الحقيقة عقد مجمعا حكم فيه على نسطور بأنه هرطوقى مبتدع وكان قرار المجمع تهديدا لنسطور لكي يقلع عن ضلاله، ولذلك كتب إليه أسقف رومية يقول: "إذا لم ترفض واضحا وثيقة هذا التعليم المضل ولم تعتقد الاعتقاد الصحيح بسيدنا يسوع المسيح في مدة عشرة أيام، فأنا أفصلك من شركتي وأقطع كل علاقة معك" وأرسل هذا القرار إلى القديس كيرلس ليعلم نسطور به.
فعقد البابا كيرلس مجمعا من أساقفة الكرازة المرقسية تداول معهم كل ما دار بينه وبين نسطور، ثم صدر قرار المجمع بالإجماع على التمسك بدستور الإيمان الذي سَنَّهُ مجمع نيقية وقد وضع الأنبا كيرلس مقدمة هي: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم والدة الإله"...
ولا تزال الكنيسة القبطية تردد هذه المقدمة حتى الآن قبل تلاوة قانون الإيمان.
كذلك وضع البابا كيرلس اثني عشر بندًا يشمل كل بند فيها على قضية وحرم كل من يعمل بخلاف ذلك، وكلف نسطور بأن يوقِّع عليها، فرفض. ولم يكتف بالإقلاع عن التوقيع على رسالة المجمع الإسكندري، ولكنه نجح أيضا في استثارة الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير الذي كان صديقا لنسطور، إلى حد دفع الإمبراطور أن يبعث بإنذار إلى الأنبا كيرلس. كذلك جذب نحوه يوحنا الأنطاكي أسقف إنطاكية، فقرر أن يناصر المبتدع وأن يستعدى مدرسته الإنطاكية على المدرسة الإسكندرية.
القديس كيرلس الأول البابا الرابع والعشرون

(القديس كيرلس الكبير | كيرلس عمود الدين | كيرلس السكندري، الإسكندري)


تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية


أيقونة قبطية، البابا القديس كيرلس الكبير، عمود الدين بابا الإسكندرية
← اللغة القبطية: pi`agioc Kirilloc.


وهو الملقب "البابا كيرلس الكبير" وأيضًا "البابا كيرلس عامود الدين" (القديس كيرلس عمود الدين).
ارتبط اسم القديس كيرلس أبديًّا بالصراع الثاني العظيم في اللاهوتيات الخاصة بالسيد المسيح، قاد إلى عقد المجمع المسكوني الثاني في أفسس عام 431، وإدانة نسطور بطريرك القسطنطينية. ويعتبر أحد الأباء البارزين ولاهوتي الكنيسة، ونُدين له أكثر من أي لاهوتي آخر، فقد أدرك التجسد بفكر آبائي.
نشأته:


لا نعلم عن حياته الكثير وخصوصًا في سنواته المبكرة الأولى.
عاش جدّاه الغنيّان التقيّان في ممفيس في مدينة أركاديا (حاليًا ميت رهينة جنوب الجيزة). ولما تنيّحا اهتمّت مربية أثيوبية وثنية، ولكنها كانت بقلبها محبة للمسيحية، بالطفلين: ثاؤفيلس وأخته الأصغر منه والدة القديس كيرلس. رافقتهما إلى هيكل أرتيموس وأبوللون، وعند وصولهم سقطت الأوثان فارتعبت المربّية. هربت إلى الإسكندرية حيث التقت بالقديس أثناسيوس الذي روى لها ما حدث معها في الهيكل فقبلت الإيمان واعتمدت مع الطفلين.
سيم ثاؤفيلس بابا الإسكندرية، وعاشت أخته في بيت للعذارى حتى تزوجت برجلٍ تقيٍ من محلة البرج (ديدوسقيا) شمال المحلة الكبرى.
وُلد كيرلس ما بين سنتي 375 و380 م.، ونال قسطًا وافرًا من العلوم الكلاسيكية واللاهوتية حيث كانت الإسكندرية مركزًا عظيمًا للتعليم. هذا بجانب ما تمتع به من تعاليم على يديّ خاله، فشبّ على معرفة العلوم الدينية والشغف بقراءة الكتب المقدسة وأقوال الآباء وسيرهم، كما كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها.
ألحقه خاله بالمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية لدراسة العلوم الفلسفية التي تعينه على الدفاع عن المسيحية ضد الهراطقة والمبتدعين، فتمكن من دراسة جميع العلوم الدينية والفلسفية، وتهذب بكل العناية الفائقة منذ الصغر وحتى تخرجه.
في برية الإسقيط:


تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

أيقونة قبطية، قداسة البابا القديس كيرلس الكبير، عمود الدين بابا الإسكندرية

لم يكتفِ خاله بذلك بل أرسله إلى البرية في جبل النطرون إلى دير أبي مقار، حتى يتتلمذ على الأنبا سيرابيون تلميذ الأنبا مقاريوس الذي أوصاه بأن يقوم بتهذيبه بكل العلوم الكنسية والنسكية. ومكث بالفعل مع أستاذه مدة خمس سنوات في جبل نتريا، تمكن خلالها من التهام كتب الكنيسة وأجاد بإتقان كل علوم الكنيسة، وأعطاه الرب نعمة وفهمًا عجيبًا حتى كان إذا قرأ كتابًا مرة واحدة حفظه عن ظهر قلب.
يقول: [في وقتٍ مبكرٍ تعلمت الكتب المقدسة، وتدرّبت على أيدي آباء قديسين أرثوذكس.] هنا يقصد بالآباء "الرهبان".
سيامته شماسًا ثم قسًا:


بعد كل هذه الدراسات عاد إلى الإسكندرية حيث خاله الذي امتدح نبوغه العظيم المبكّر، وعلى الفور قام بسيامته شمّاسًا. وقد كان القديس كيرلس إذا ما وقف ليرتل الإنجيل تمنى المؤمنون ألا ينتهي من القراءة لرخامة صوته.
سامه بعد ذلك قسًا، وكلّفه بالقيام بالوعظ رغم صغر سنه، فحاز إعجاب السامعين ونال رضى جميع الكهنة والعلماء في جيله، حيث برع في فهم الأسفار المقدسة وشرحها بطريقة عجيبة.
كان يرافق البابا في الاجتماعات الهامة حتى في مجمع السنديان بالقرب من خلقيدونية حيث دين القديس يوحنا ذهبي الفم عام 403 م.
سيامته بطريركًا:


ما كاد العرش المرقسي يخلو بنياحة البابا ثيؤفيلس في 18 بابة سنة 129ش الموافق 15 أكتوبر سنة 412 م.، حتى قال الشعب القبطي كلمته وأجمع الإكليروس على انتخاب القس كيرلس ليخلفه على العرش. أجمع الكل على تتويجه بطريركًا بعد يومين فقط من نياحة خاله، فجلس على الكرسي في 21 بابة سنة 129ش الموافق 18 أكتوبر سنة 412 م. في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير.
حسب الطقس القبطي زار البابا دير القديس مقاريوس الكبير حيث خدم أول قداس إلهي بعد سيامته.
قضية القديس يوحنا ذهبي الفم:


في بداية عهده كبطريرك كان البابا كيرلس متأثرًا بالقضية التي ثارت بين خاله البابا ثيؤفيلس وبين القديس يوحنا ذهبي الفم، فعكف على دراسة هذه القضية وهو يعرف أن خاله كان قد ندم على إصداره حكم النفي على ذهبي الفم، وظهر ندمه هذا في آخر حديث له قبيل انتقاله من هذا العالم. وأخيرًا بإرشاد الروح القدس قام بإلغاء الحرْم الذي كان قد أصدره البطريرك ثيؤفيلس ضد القديس يوحنا الذهبي الفم، كما قام بتكريم القديس يوحنا ذهبي الفم والاعتراف بفضله أمام الجميع، وأشاد بمؤلفاته الكثيرة ذات القيمة العظيمة، كما أنه أثناء قيام البابا كيرلس بتدوين قداس القديس مرقس الرسول دوَّن اسم القديس ذهبي الفم في قائمة أسماء القديسين الذين يُذكَرون فيه، وهكذا وضع البابا كيرلس حدًا نهائيًا لهذه القضية.
الدفاع عن الإيمان المستقيم:


تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية


أيقونة قبطية حديثة تصور القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

ارتبط اسم البابا كيرلس الإسكندري بالدفاع عن الإيمان المستقيم، وقد واجه المشكلات الهامة التالية:
1. كتابات يوليانوس الجاحد: الذي وضع ثلاثة كتب ضد المسيحية "ضد الجليليين" طعن فيها في ألوهية السيد المسيح وشكّك في أقواله وتعاليمه ومعجزاته. فقام البابا كيرلس بالرد على هذه الأقوال وفنّدها كلها، وذلك في ثلاثين كتابًا حرّرها سنة 433 م.، ولا تزال عشرة كتب موجودة من الثلاثين. ولم يكتفِ بذلك بل كتب للإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير يطلب منه جمع كل نسخ كتب يوليانوس وحرقها فكان له ما أراد.
2. أتباع نوفاتيوس الهرطوقي قس كنيسة روما الذي كان يرفض توبة من جحد الإيمان أثناء الاضطهادات، فأوضح البابا كيرلس فساد هذا المعتقد، وأمام إصرارهم على رأيهم اضطر البابا أخيرًا أن يطردهم من الإسكندرية.
3. ثورة اليهود على المسيحيين حين رأوا انتشار المسيحية السريع فقاموا بأعمال قتل وعنف ضدهم. فقد أشاع اليهود أن إحدى الكنائس قد استعلت بها النيران، وإذ اجتمع مسيحيون حولها لإطفائها قاموا بقتلهم. قابلها المسيحيون من جهتهم بمحاولات عنف مضاد حاول البابا منعها، ولما لم يستطع استأذن الإمبراطور وطرد اليهود من المدينة دون سفك أي دماء، وبهذا انتهت الجالية اليهودية بالإسكندرية.
بسبب جهاده غير المنقطع ضد ما تبقّى من وثنية أُتهم بالمسئولية عن قتل الفيلسوفة هيباتيا التي كانت تتبع الأفلاطونية الحديثة، وكانت صديقة والي المدينة أورستيوس، فيقول سقراط أنها ماتت بطريقة بشعة على أيدي بعض المسيحيين في مارس سنة 415 م.
4. أهم مشكلة واجهها البابا كيرلس كانت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي نادى بأن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين، فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم. اهتم البابا بالدفاع وتثبيت اللقب التقليدي للعذراء وهو ثيؤتوكوس أي والدة الإله، ليس باعتباره لقبًا لمجرد تكريمها إنما لأنه يحمل إعلانًا لعقيدة إيمانية جوهرية حول شخص السيد المسيح نفسه بشأن اتحاد لاهوته بناسوته، مؤكدًا أن هذا هو التعبير واللقب التقليدي والكتابي الذي اختاره القديس أثناسيوس الرسولي.
نسطور يعلن عقيدته:


بدأت المعركة بوضوح عندما كرز كاهنه أنسطاسيوس القادم من إنطاكية أمام القديس كيرلس في ديسمبر 428 م.، قائلًا: "لا يدعو أحد مريم ثيؤتوكوس، لأن مريم كانت امرأة، ويستحيل أن يُولد الله من امرأة".
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية


أيقونة قبطية حديثة تصور القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

أعلن نسطور موافقته على هذا التعليم علانية، وقدم بنفسه مجموعة عظات ميّز فيها بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الساكن فيه. فهو يرى أنه يوجد شخصان متمايزان في المسيح: ابن مريم وابن الله ، اتحدا ليس أقنوميًّا بل على مستوى أخلاقي.. لهذا لا يُدعى المسيح "الله" بل "ثيؤفورن"، أي "حامل الله"، وذلك كما يمكن أن يُسمى القديسون من أجل النعمة الإلهية الموهوبة لهم. وبالتالي فإن مريم ليست والدة الإله بل والدة الإنسان يسوع الذي سكنه اللاهوت.
انتقد نسطور وأتباعه المجوس لسجودهم للطفل يسوع، كما كرزوا بأن اللاهوت انفصل عن الناسوت في لحظة الصليب.
الرسالة الفصحية لسنة 429 م:


انتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 429 م. وكتب في رسالته الفصحية ما يفنّد هذه البدعة دون الإشارة إلى اسمه. وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان، كما أرسل رسائل كثيرة إلى نسطور ملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية التي تظهر فساد هرطقته لعله يقتنع ويرجع عن ضلاله.
وأمام إصرار نسطور على رأيه ومعتقده عقد البابا كيرلس مجمعًا مكانيًا في الإسكندرية من أساقفة الكرازة المرقسية أدان فيه نسطور وشجب كل تعاليمه وأرسل تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه الموجودين في القسطنطينية وإلى كلستينوس أسقف روما، ثم إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس حين رآه يدافع عن نسطور حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا.
وأخيرًا قام البابا بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية عرض فيه كل المحاولات لمقاومة بدعة نسطور والرسائل التي كتبها في هذا الشأن، فكتب الآباء بدورهم لنسطور يوضّحون له اعتقادهم في الإيمان بالسيد المسيح كما قدم البابا كيرلس اثني عشر بندًا شرح فيها العقيدة المسيحية السليمة وحرم فيها كل من يتعداها، وهي التي سُميت فيما بعد "الحرومات الإثني عشر".
إلا أن نسطور احتقر الرسالة والحرومات وقام بكتابة بنود ضدها، وهكذا انقسمت الكنيسة إلى قسمين: الأول يضم كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس أيّدت البابا كيرلس في رأيه، والثاني يضم كنيستي إنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور. وأمام هذا الانقسام طلب البابا كيرلس من الإمبراطور ثيؤدوسيوس أن يجمع مجمعًا لدراسة الأمر، فاستجاب الإمبراطور لطلب البابا وأرسل لجميع الأساقفة بما فيهم نسطور لكي يجتمعوا في أفسس، وكان اجتماعهم يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م. وقد انتهى المجمع بحرم نسطور ووضع مقدمة قانون الإيمان.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية


أيقونة قبطية، البابا القديس كيرلس الكبير، عمود الدين بابا الإسكندرية

بعد انتهاء المجمع عاد البابا كيرلس إلى مدينته الإسكندرية، فخرج الشعب كله لاستقبال باباه الحبيب، وعاش بعدها البابا حوالي أربعة عشر عامًا ثم تنيح بسلام في 3 أبيب سنة 160ش الموافق 10 يوليو سنة 444 م.
تعيّد له الكنائس التي تتبع الطقس البيزنطي في 27 يونيو، والكنيسة الرومانية اللاتينية (الكاثوليكية) في 28 يناير، والكنائس الغربية في 15 أكتوبر وهو يوافق يوم ارتقائه للسُدّة المرقسية الرسولية.
كتاباته:


تعتبر كتابات القديس كيرلس من أعظم ما ورد في الأدب المسيحي المبكر، فهي تكشف عن عمق في الفكر، وغنى في الآراء، وتحمل براهين ثمينة وواضحة تؤكد ما للكاتب من قدرة على البصيرة والجدل تجعل كتاباته من المصادر الأولى لتاريخ العقيدة والتعليم الكنسي.
كرّس كتاباته للتفسير والجدل ضد الأريوسيين حتى سنة 428 م.، بعد هذا تحوّلت بالكامل إلى تفنيد الهرطقة النسطورية.
يمكن الرجوع إلى كتاباته وشخصيته في كتابنا: "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة علم ولاهوت، 1986 م.، فصل 13.
من كتاباته:


التمايز بين طبيعتي السيد المسيح بالفكر فقط:
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

نص القديس كيرلس صراحةً على أن رؤية الطبيعتين في السيد المسيح ممكنة فى الفكر فقط وليس فى الواقع، لأن المسيح غير منقسم إلى طبيعتين من بعد الاتحاد.
* لذلك، بفهمنا وبتأمل عيون النفس فقط فى الكيفية التى تأنس بها الابن الوحيد، نقول أنه توجد طبيعتان اتحدتا، لكن نقول أن المسيح الابن والرب هو واحد، هو كلمة الله الآب المتأنس والمتجسد". (فقرة 7 من الرسالة 45 إلى الأسقف سكسينسوس Succensus).
* عندما تفحص طريقة التجسد بدقة يرى العقل البشري بلاشك الاثنتين (أى الطبيعتين) مجتمعتين معًا بطريقة تفوق الوصف وبلا اختلاط فى اتحاد. إلا إن العقل لا يقسمهما على الإطلاق بعد أن اتحدتا بل يؤمن ويعترف بقوة أن الواحد من الاثنتين هو إله وابن ومسيح ورب. (فقرة 15 من رسالته 40 إلى أكاكيوس أسقف ميليتين).
* ولذلك نقول أن الطبيعتين اتحدتا، ومنهما نتج ابن ورب واحد يسوع المسيح، كما نقبل فى أفكارنا، لكن بعد الاتحاد، إذ قد زال الآن التفريق إلى اثنتين، نؤمن أنه توجد طبيعة واحدة للابن كواحد، واحد تأنس وتجسد. (فقرة 14 من رسالة 40).
* دعهم إذًا لا يقسمون لنا الابن الواحد، جاعلين الكلمة والابن الواحد على حدة، ويفصلون عنه الإنسان الذي من امرأة -كما يقولون- بل فليعرفوا بالأحرى أن الله الكلمة لم يكن متصلًا بإنسان، بل أعلن أنه تأنس "معينًا نسل إبراهيم" بحسب الكتاب المقدس، وصار "يشبه اخوته" (عب 2 :17) "فى كل شئ فيما عدا الخطية" (قارن عب 4 : 15؛ 2 كو5 : 21) وهذا الشبه التام كان من اللائق أن يأخذه ? وفوق كل التشابهات الأخرى ? "يأخذ شبهنا فى" ميلاده من امرأة، والذي (أي الميلاد) يُعد فينا (نحن البشر) لائقًا بالطبيعة البشرية ومثلنا، لكن فى الوحيد الجنس، يُفهم (الميلاد) أنه أعمق وأعظم من هذا، لأن الله صار جسدًا، وبالتالي العذراء القديسة تُدعى والدة الإله (ثيؤتوكوس Theotokos).
إذا كانوا يقولون أن الله والإنسان باجتماعهما معًا كونا المسيح الواحد الذي فيه أقنوم (hypostasis) كل منهما محفوظ بغير اختلاط ولا امتزاج ولكن يُميز بالعقل، فمن الممكن أن نرى أنهم لا يفكرون ولا يقولون أى شئ صحيح في هذا. (فقرتان 4، 5 رسالة رقم 50 إلى فاليريان أسقف أيقونية).
* يُكتَب خطأ: كيرلص، كرلس، كرلص، كيرولوس، كيرولس، كيرولس، كيرولوص، كيرولص، كيرولص.
 
قديم 03 - 11 - 2016, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا ديسقوروس الأول
(444 - 454 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ديوسقوروس
تاريخ التقدمة : 2 مسرى 160 للشهداء - 26 يوليو 444 للميلاد
تاريخ النياحة : 7 توت 171 للشهداء - 4 سبتمبر 454 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 10 سنوات وشهرًا واحدًا و9 أيام
مدة خلو الكرسي : سنة واحدة
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
والمنفي محل الدفن : جزيرة غاغرا Gagra بفلاغونيا
الملوك المعاصرون : ثيؤدوسيوس الثاني - مارقيانوس
صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا ديسقوروس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ25
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: penca' Diockoroc أو Papa Diockorou =a.

  • دعى هذا البابا الجليل إلى المجمع الخلقيدوني بأمر الملك مرقيان، وهناك قاوم لاون بطريرك رومية إذ كان يعلم بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، فانبرى له البابا ديسقورس يدافع عن العقيدة السليمة... فقام الملك والملكة بضربه على فمه ونتف شعر لحيته. فخاف باقي الأساقفة ووافقوا على طومس لاون... فلما علم ديسقورس طلب الطومس (الإقرار الذي كتبوه) ولما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة... فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا Gagra.
  • وهناك تنيَّح بسلام.

وتعيد الكنيسة بنياحته في السابع من شهر توت. صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ديسقورس25 (171م - 454 ش.) (7 توت)
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25
في هذا اليوم من سنة 451 م. تنيَّح الأب المغبوط، بطل الأرثوذكسية العظيم القديس ديسقورس الخامس والعشرون من باباوات الأسكندرية. وكانت نياحته في جزيرة غاغرا Gagra بعد أن جاهد الجهاد الحسن عن الأمانة الأرثوذكسية. وذلك أنه لما دعي إلى المجمع الخلقدوني بأمر الملك مرقيان، رأى جمعًا كبيرًا من أساقفة يبلغ عددهم ستمائة وثلاثين أسقفًا، فقال ما هو الذي تنقصه الأمانة حتى اجتمعت هذه الجماعة العظيمة؟ فقالوا له أن هذه الجماعة اجتمعت بأمر الملك، فقال أن كان هذا المجمع بأمر السيد المسيح، فأنا أحضره، وأتكلم بما يتكلم به الرب على لساني وان كان قد اجتمع بأمر الملك، فليدبر الملك مجمعه كما يريد، وإذ رأى أن لاون بطريرك رومية قد علم أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، انبرى لدحض هذا المعتقد الجديد فقال "إن المسيح واحد، هو الذي دعي إلى العرس كإنسان، وهو الذي حول الماء خمرًا كإله، ولم يفترق في جميع أعماله"، واستشهد بقول البابا كيرلس "إن اتحاد كلمه الله بالجسد، كاتحاد النفس بالجسد، وكاتحاد النار بالحديد، وان كانا من طبيعتين مختلفتين، فباتحادهما صارا واحدًا".، كذلك السيد المسيح، مسيح واحد، ورب واحد، طبيعة واحدة، مشيئة واحدة. فلم يجسر أحد من المجتمعين في المجمع أن يقاومه وقد كان فيهم من حضر مجمع أفسس الذي اجتمع على نسطور وأعلموا الملك مرقيان والملكة بلخاريا، أنه لم يخالف أمركما في الأمانة إلا ديسقورس بطريرك مدينة الإسكندرية. فاستحضراه هو والمتقدمين في المجمع من الأساقفة، واستمروا يتناقشون ويتباحثون إلى أخر النهار، والقديس ديسقورس لا يخرج عن أمانته، فشق ذلك على الملك والملكة، فأمرت الملكة بضربه على فمه، ونتف شعر لحيته، ففعلوا ذلك، فأخذ الشعر والأسنان التي سقطت، وأرسلها إلى الإسكندرية قائلًا: هذه ثمرة الإيمان، أما بقية الأساقفة فإنهم لما رأوا ما جرى لديسقورس، وافقوا الملك، لأنهم خافوا أن يحل بهم ما حل به، فوقعوا بأيديهم على وثيقة الاعتقاد بأن للمسيح طبيعتين مختلفتين مفترقتين، فلما علم ديسقورس، أرسل فطلب الطومس (أي الإقرار الذي كتبوه) زاعمًا أنه يريد أن يوقع مثلهم، فلما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة، فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا Gagra، ونفي معه القديس مقاريوس أسقف ادكو، واثنان آخران، وظل المجمع بخلقيدونية.
ولما مضوا بالقديس ديسقورس إلى جزيرة غاغرا Gagra، قابله أسقفها مظهرًا الاستخفاف بشأنه والاستهانة بشخصه، لأنه كان نسطوريًا، غير أن الله أجرى على يد القديس ديسقورس آيات وعجائب كثيرة عظيمة فأطاعوه كلهم وبجلوه، وزادوا في إكرامه لأن الله يمجد مختاريه في كل مكان. وأما القديس مقاريوس رفيقه في المنفي فقال له القديس ديسقورس أنت لك إكليل في الإسكندرية. ثم أرسله مع أحد التجار المؤمنين إلى هناك وفيها نال إكليل الشهادة. أما القديس ديسقورس. فقد أكمل جهاده الحسن. وانتقل من هذه الحياة الباطلة ونال إكليل الحياة الأبدية في جزيرة غاغرا Gagra. حيث وضع جسده هناك. صلواته وبركاته تكون معنا جميعًا. أمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية
ارتقى الكرسي المرقسي في مسرى سنة 179 ش. و444 م. في عهد ثيؤدوسيوس قيصر الصغير خليفة للقديس كيرلس، وترجع قصة اختياره عندما انتقل الأنبا كيرلس عامود الدين إلى عالم الأحياء سنة 435 م. أن اتفقت كلمة الإكليروس والشعب على انتخاب سكرتيره ديسقوروس ليخلفه على الكرسي المجيد.
وكان ديسقوروس قد صحبه إلى أفسس، كما كان محبوبًا لتواضعه الجم.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

قداسة البابا المعظم الأنبا ديسقوروس الأول حامي الإيمان
وقد اقترنت نواياه بالنية المتقدة والشجاعة المتناهية وسرعة البديهة وقد تعلم في مدرسة الإسكندرية التي تخرج منها جميع البارزين من رجال عصره، فنبغ في العلوم الروحية والفلسفة، ولما كان متصفا بهذه الفضائل كلها فقد كان خير من يخلف البابا كيرلس العظيم.
وما أن تمت رسامة الأنبا ديسقوروس حتى بعث برسالة الشركة إلى أخوته الأساقفة عملا بالتقليد الذي أرساه سلفاؤه، وكان من ضمن المهنئين له والكاتبين إليه ثيئودريته أسقف قورش، وكان عجيبًا أن يكتب هذا الأسقف للبابا الإسكندري لأنه كان من أكبر المناصبين العداء للأنبا كيرلس في موقفه ضد البدعة النسطورية مع أنه كان متفقا معه في وجوب التمسك بالعقيدة الأرثوذكسية. وقد اخذ دريت يتملقه ويمتدح فضائله وبخاصة رقته ودعته وكان هذا الخطاب غريبا من ثيئود دريت، الذي انقلب فيما بعد خصم عنيد! فسلك بإزاء ديسقوروس الملك عينه الذي سلكه بإزاء كيرلس. ومن المؤلم حقا هذا العداء للبابا وبين الإسكندريين لأنه كان عالما قويم الإيمان لم يكن بالرجل الذي يستطيع أن يفرق بين المبدأ وبين الشخص الذي يدين بهذا المبدأ، فهو لم يكن يدافع عن أمر شخصي، ولكن عن الإيمان الأرثوذكسي. وقد وقف الأنبا ديسقوروس أمام دوسنوس أسقف إنطاكية عندما علم بأنه سمح لثيئود دريت النسطوري بأن يعظ المؤمنين، فأحس بأن واجبه أن يحضّ هؤلاء المؤمنين ضد التعاليم الاتباعية، فأرسل رسالتين إلى الأسقف الأنطاكي بخصوص هذا الشأن.
ويُعَد من سوء البخت بالنسبة للبابا ديسقوروس أنه قام على الكرسي البطريركي بين تلك القلاقل والانزعاجات التي تكتف الكنيسة من كل جانب والانقسامات التي تهددها في كل مكان. وأن مصالحة معلمه كيرلس مع يوحنا الأنطاكي لم تأتى بالعلاج الشافي لإزالة تلك الاضطرابات الكنائسية التي نجمت عن تعليم نسطور الهرطوقي، وعن تجند أشهر علماء الشرق له. وكان مركز بطريركية ديسقوروس حرجًا جدًا وأصبح محسودًا ومكروهًا نظرا لما حازه من أنظار الملوك إليه وما حازه من المجد بسبب رده على الطائفة أو الشيعة النسطورية. وبالرغم من وجود هذه الخصومات إلا أنه كان هناك مؤيدين في جهات أخرى خلاف الشرقيين المعادين وكانت أسباب عداوتهم تزداد من يوم لآخر لهذا المركز، بسبب أمران: أحدهما ظهور هرطقة جديدة والثاني تعطش البابا للرئاسة المزعومة.
+ أي انه يمكن القول في أيام هذا البابا انشطرت الكنائس المسيحية إلى شطرين وهما: ذو الطبيعة الواحدة - وذو الطبيعيتين. ولم تكن الكنائس المسيحية على وفاق مع بعضها؛ والسبب طمع أساقفة روميه ورغبتهم في السيادة العامة على الكنيسة المسيحية في كل العالم. ولم يكن الأسقف الروماني يخشى بطش أحد من رؤساء الكنائس سوى بابا الإسكندرية.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25 - أيقونة قبطية حديثة
وأن القسطنطينية مع كونها عاصمة المملكة الجديدة ولكن بطاركتها كانوا ضعيفي الشوكة وكثيرا ما تدخّل بطاركة الإسكندرية وأساقفة رومية في شئونها، ومع ذلك احتفظت الإسكندرية بمقام الرئاسة. ولقد سعى أسقف رومية سعيا متوصلا للاتحاد مع بابا الإسكندرية كما يظهر ذلك من خطاب أرسله للبابا ديسقوروس في شهر يونيه سنة 445م يلتمس فيه المؤاخاة والعمل على التداخل في الأمور سويًا، ما دام الاثنان متساويان في التربية والدرجة. ولكن بابا الإسكندرية ضرب بخطابه عرض الحائط وهذا لما يعلمه من غايته الدنيئة.
وكان في أيام البابا ديسقوروس ارشمندريت رئيس دير في القسطنطينية اسمه أوطاخي عدو لدود لم يكتف بما حدده المجمع الثالث المسكوني ضد تعليمه، بل تطرف في تعبيره عن سر التجسد إلى أن قال "طبيعة واحدة للمسيح وأن جسده مع كونه جسد إله ليس مساويًا لجسدنا في الجوهر، لأن الطبيعة البشرية على زعمه قد ابتلعت واندثرت في الطبيعة الإلهية".
فثار ذوريتوش أسقف كورش الذي أشتهر باعتناقه لمذهب نسطور وتطوع للدفاع عنه، وأخذ يكتب ضد أوطاخي ويشهد بتعليمه حتى بلغ الأمر للبابا ديسقوروس فظن أن النسطوريين الذين كسر شوكتهم سلفه القديس كيرلس يتحفزون للقيام، فخوفًا من أن يضيع مجهودات سالفيه، وكما هو معروف عن فساد مبدأ أثاودوريثوش وتعريضه برسائل القديس كيرلس، كتب ضده للقيصر ثيؤدوسيوس الثاني مظهر الخوف من أن الكنيسة الأنطاكية أوشكت أن تكون كلها نسطورية.
ولشدة الثقة بغيرة آباء الكنيسة القبطية على سلامة الأيمان، أصدر ثيؤدوسيوس قيصر أمرًا ضد الكنيسة الإنطاكية وحظر على ثاوذوريتوش الخروج من دائرة ابروشيته.
أما بخصوص بابا الإسكندرية، فلما رأوا أن السماء والأرض تعلنان حقه، ادعوا زورًا وبُهتانًا بأنهم حرموه ونفوه لأنه شريك أوطاخي! وتلك تهمه كاذبة، فالكنيسة القبطية تشجب أوطاخي وتعتبره هرطوقيا، والفرق ظاهر بين اعتقادات أوطاخي واعترافات وأقوال البابا ديسقوروس.. وتم عمل مجمع منكرًا فيها الامتزاج والاحتفاظ والاستحالة بكل صراحة، ورفض أوطاخي مادام حائدًا عن استقامة الأيمان العام. وتبعته في ذلك الكنائس التي كان منها كالكنيسة القبطية والسريانية وغيرها.
وذكر البابا في "اعترافات الآباء" يقول فيها "يجب علينا أن نقلع ونخرج عن كل من يقول أن الله الكلمة تألم بلاهوته أو مات. نحن لا نؤمن هكذا بل أن الله الكلمة صار جسدا بحق وبقى بلا ألم ولا موت بالجملة بلاهوته. لكن قوما يظنون ويقولون أننا إذا قلنا أن المسيح تألم بالجسد لا باللاهوت نوجد هذا القول موافقين لمجمع خلقيدونية ونحن نجيبهم ونقول "إذا كان أهل مجمع خلقيدونية يعترفون أن الله تألم بالجسد لا باللاهوت فإننا نوافقهم" ثم يختم البابا ديسقوروس كلامه بطبيعة واحدة للأقنوم الواحد الذي هو الابن الواحد المتجسد، مستشهدًا بأثناسيوس كما تقدم وبكيرلس.
واستمر البابا ديسقوروس في منفاه حتى توفي في أول توت سنه 195 ش. و457 م. بعد أن قضى فيه نحو خمس سنين يعاني آلامًا شديدة من سكان ذلك المكان القساة بصبر تام، كما كان قد سبق واحتمل بكل أناة وسكون تلك الإهانات المرة التي أهانه بها أنصار مجمع خلقيدون في القسطنطينية، وسلك بغاية الحكمة والرصانة ولم يرد بكلمة واحدة على أولئك الذين كانوا يشتمونه ويحتقرونه أثناء مروره بالشوارع.
وروى أن البابا ديسقوروس ومن كان معه من الأساقفة المصريين شرعوا في منفاهم ينشرون نور الإنجيل ويبشرون أهل ذلك المكان وقد أظهر الله على أيديهم آيات وعجائب.
وحدث أن تاجرًا مصريًا زار البابا ديسقوروس في منفاه فتألم لما شاهد ما وصل إليه من الاحتقار، فذكره البابا بما أصاب يسوع من الهوان. وأعطى التاجر تلميذ البطريرك قطعة ذهبية ذات قيمة لينفق منها على معلمه، ووعد أن يرسل غيرها فلما علم البابا ديسقوروس بذلك قطع القطعة ووزعها على فقراء المكان.
ومما أجراه هناك من المعجزات أن أعمى طلب منه بحرارة أن يسمح له بنقطة دم يمسح بها نفسه، فشرط له القديس جزأ من جسمه وأعطاه من دمه وما أن دهن به وصلى عليه ففاز بالشفاء الكلى. وارتفع شأن البطريرك الإسكندري في عيون أهل منفاه بعد أن كانوا يعاملونه بقسوة وأصبح موضوع احترامهم وإكرامهم.
وقال الأنبا ساويرس المؤرخ "وقد استمر البابا ديسقوروس بجزيرة غاغرا Gagra حتى أخذ إكليل الشهادة من مركبان الملك"، ولعله يقصد أنه مات من شدة الألم والصعوبات التي تلقاها من ذلك الملك. فناحت الكنيسة المصرية على رئيسها واستمرت محافظة على الأيمان الذي قضى حياته في الدفاع عنه.
قداسة البابا ديسقورس الأول البابا الخامس والعشرون
بطل الأرثوذكسية

اللغة القبطية: penca' Diockoroc.


تلقبه الكنيسة "بطل الأرثوذكسية". كان شيخًا وقورًا، جمع بين الروحانية والعمق الدراسي اللاهوتي والشجاعة المسيحية والصلابة في الحق والرغبة في التضحية حتى الموت من أجل الإيمان.
حدث بعد وفاة الملك ثيؤدوسيوس الصغير سنة 450 م.، الذي تلقبه الكنيسة بالملك الأرثوذكسي، أن اعتلى عرش المملكة الملك مرقيان وزوجته الملكة بولشريا. وفي هذا الوقت الذي احتدم فيه الجدل اللاهوتي حول طبيعة السيد المسيح كانت المؤامرات تحاك ضد كنيسة الإسكندرية وأساقفتها العظام، بِسَعيّ من لاون أسقف روما لدى الملك مرقيان وزوجته.
عودة الجِدال اللاهوتي حول شخص المسيح:

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25

إدانة نسطور في المجمع المسكوني الثالث في أفسس عام 431 م ألهبت الجدال بين مساندي اللاهوت الإسكندري ومساندي اللاهوت الأنطاكي. أدان يوحنا الأنطاكي ومعاونوه القديس كيرلس ومعاونيه. وفي سنة 433 م. أعلن نص "إعادة الاتحاد" أو "رمز الاتحاد"، لكن هذا البيان لم يقدم إرضاءً شاملًا، إذ لم يقتنع به أي طرف من الطرفين الرئيسيين بطريقة كاملة. الآن، تغيرت الظروف وعاد الجدال بشكل أكثر حدة أدى إلى انشقاق مرّ في الكنيسة في مجمع خلقيدونية سنة 451 م.
في سنة 435 م.، في الرُها انتخب أسقف جديد هو هيبا، تحول إلى تلميذ غيور لثيؤدور المؤبسستى (الميصة) القائد الأنطاكي، فبدأ الجِدال العقيدي من جديد يرتكز على كتابات ثيؤدور. وفي سنة 433 م. احتل دومنيوس الأسقفية عِوض يوحنا الأنطاكي، وكان ضعيف الشخصية متذبذبًا، يأخذ قراراته الحسّاسة خلال إرشاد ثيؤدورت أسقف قورش. وفي سنة 444 م. تنيح القديس كيرلس وخلفه رئيس الشمامسة ديسقورس الذي صحبه في مجمع أفسس. وفي القسطنطينية مات برولكس وخلفه فلفيان (فلابيانوس، فلافيانوس 446 م) وهو إنسان خجول بلا قُدرة على الكلام. ويبدو أنه كان يؤمن بـ "الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة من طبيعتين"، لكن ثيؤدورت أسقف قورش غيَّر ذهنه.
القديس ديسقورس وثيؤدورت أسقف قورش:


أرسل القديس ديسقورس بعد سيامته رسائل لاخوته الأساقفة حسب التقليد الكنسي، علامة الشركة الرسولية. أرسل ثيؤدورت أسقف قورش -الذي كان يناضل ضد القديس كيرلس لصالح نسطور- ردًا على البطريرك الجديد بخطاب مملوء تملقًا، يمتدحه فيه من أجل تواضعه ورقته. لكن ثيؤدورت -بعد ذلك- أعلن عداوته للقديس ديسقورس، لأن الأخير أرسل إلى دومنيوس أسقف إنطاكية يلومه فيه برقة وصراحة على تشجيعه للثنائية النسطورية من جهة شخص المسيح، واستهانته بمجمع أفسس، وإعلانه أن نسطور ليس هرطوقيًا. لقد أجاب دومنيوس برسالة رقيقة جاء فيها أنه سُرّ بخطابه بسبب محبته وصراحته.
القديس ديسقورس وأوطيخا:


كان أوطيخا (أوطاخي المهرطق) أرشمندريت ورئيس دير بالقسطنطينية، حيث كان حوالي 300 راهبًا يعيشون تحت قيادته. وهو ناسك شيخ، وُهب البلاغة لكنه لم يكن لاهوتيًا حقيقيًا. لعب دورًا خطيرًا في الانشقاق الكنسي في القرن الخامس. كان لأوطيخا شهرة فائقة في كرسي القسطنطينية، وفي الأوساط الديرية، وفي البلاط الإمبراطوري، وعلى مستوى الشعب. هذا يرجع إلى ذكائه وبلاغته مع حياته النسكية وعلاقته الوطيدة بالقصر الإمبراطوري، خاصة خلال قريبه خريسافيوس كبير الحجاب.
كصديق للقديس كيرلس تقبل منه صورة من قرارات مجمع أفسس سنة 431 م، وكان يعززها على الدوام. لقد قبل صيغة اللاهوت الإسكندري من جهة السيد المسيح: "طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد" دون التمتع بأساس لاهوتي سليم. في الواقع لم يكن يمثل اللاهوت الإسكندري أو الأنطاكي، إنما غيرته الشديدة ضد النسطورية التي كانت قد انتشرت في تلك المنطقة ودفاعه عن صيغة الإسكندرية قادته إلى هرطقة أخرى، إذ زاغ بقوله إن ناسوت المسيح ليس مساويًا لنا. نادى بوجود طبيعتين قبل الاتحاد، ولكن طبيعة واحدة فقط بعده، لأن الطبيعة الإلهية قد ابتلعت الناسوتية، وفُقدت الأخيرة تمامًا.
لاهوتيات أوطيخا:

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

قداسة البابا المعظم الأنبا ديسقوروس الأول حامي الإيمان

ليس بالصعب على أي دارس أن يكتشف شخصية أوطيخا ولاهوتياته من مجرد قراءة إجاباته أثناء مناقشته في مجمعيّ أفسس سنة 448، 449 م. لم يكن بالشخص اللاهوتي، ولا مُدركًا لنظام اللاهوت الإسكندري، إنما تارة يستخدم عبارات أرثوذكسية تضاد أفكاره الرئيسية. ربما لأنه كان متزعزعًا في معرفته اللاهوتية، أو عن خداع، أو ربما لحذره لئلا يفقد شهرته أو مركزه أو كهنوته.
بعد المجمع المحلى بالقسطنطينية عام 448 م. أرسل "اعتراف إيمانه" للإمبراطور، إن كان بحق هذا الاعتراف يمثل رأيه فلا يكون حاملًا للهرطقة الأوطاخية، إذ يقول:
[نُعلن أن يسوع المسيح ربنا مولود من الله الآب بلا بداية...، الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلد من العذراء مريم...، أخذ نفسًا وجسدًا، إله كامل وإنسان كامل، واحد مع (مساوٍ) الآب في جوهره من جهة اللاهوت... وواحد معنا من جهة الناسوت.
نعترف بهذا أنه "من from طبيعتين بعد الاتحاد...
نؤكد أنه مسيح واحد، ابن واحد، رب واحد، أقنوم واحد، شخص واحد. لذلك لا نرفض تأكيد أنه طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد الذي صار إنسانًا، إذ هو واحد من اثنين، كائن واحد بعينه ربنا يسوع المسيح.]
إدانة أوطيخا:


حدث صراع بين أوطيخا والقائد الأنطاكي ثيؤدوريت أسقف قورش، الذي لأجل محبته وولائه لنسطور قدم لصديقه معانٍ يقصدها هو وليس نسطور. من ناحية أخرى بسبب كراهيته المُرة للقديس كيرلس وكتاباته، خاصة الاثني عشر حرمانًا اتهم القديس كيرلس بالأبولينارية، ونشر هجومًا مطوّلًا ضد القديس كيرلس وأوطيخا [دون ذكر اسمه] دعاه "إرانستس" أو "الشحاذ"، ينقسم هذا الهجوم إلى ثلاثة أقسام:
1. القسم الأول أراد إثبات أن الطبيعة الإلهية لا تتغير. ولإثبات هذا دحض اصطلاح القديس كيرلس "ثيؤتوكوس" qeotokoc وأيضًا "تبادل الألقاب والخواص Communicato idiomatum".
2. القسم الثاني يظهر أن الطبيعتين توجدان في المسيح بغير اختلاط، رافضًا اتحاد الطبيعتين.
3. القسم الثالث خصصه لإظهار أن الله الكلمة بلا انفعالات. لقد هاجم الحرمان الرابع للقديس كيرلس الذي فيه يقول بأنه يستحيل التفريق بين شخصين وأقنومين، كما جاء في عبارات العهد الجديد.
القديس كيرلس نفسه أكد الثلاث نقاط: عدم تغير اللاهوت، عدم اختلاط الطبيعتين، عدم انفعال اللوغوس، لكن الكتاب هاجم اللاهوت الكيرلسي، خاصة دعوة القديسة مريم "ثيؤتوكوس" qeotokoc، والمناداة بطبيعة المسيح الواحدة، وتبادل الألقاب والخواص.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25 - أيقونة قبطية حديثة

عُقد مجمع القسطنطينية من 8 إلى 22 نوفمبر سنة 448 م. لإدانة أوطيخا، حيث قدم يوسابيوس عريضَة اتهام ضده يتهم فيه أنه يفتري على الكُتّاب الأرثوذكس متمسكًا بآراء هرطوقية، طالبًا من فلافيان أن يستدعى أوطيخا ليدافع عن نفسه. رفض أوطيخا الظهور أمام المجمع حتى الجلسة السابعة، مقدمًا أعذارًا كثيرة مثل شيخوخته ومرضه وأن التقليد النسكي يمنعه عن مغادرة الدير.
مناقشات الجلسات الست غير معروف منها سوى بعض عبارات حيث نسب بعض الأساقفة الحاضرين للقديس كيرلس أنه قال بالطبيعتين بعد الاتحاد.
أمام المجمع أعلن أوطيخا أنه قبل تعليم نيقية وأفسس وأنه يؤكد أن [بعد أن صار المسيح إنسانًا، أي بعد أن ولد يسوع المسيح ربنا، يُعبد الله الكلمة بكونه طبيعة واحدة، أي الله الذي صار متجسدًا.]
لقد أنكر أنه قال بأن جسد يسوع نزل من السماء، بل ضحك عند سماعه هذا الاتهام ضده.
لقد كرر أن المسيح أخذ جسده من العذراء مريم، وأضاف أنه قد تم تجسد كامل، لكنه رفض القول بأن جسده واحد معنا (أي مساوٍ لنا).
أصر يوسابيوس أن يجيب على سؤالين:
1.هل كان المسيح واحدًا معنا (مساوٍ لنا حسب الجسد)؟
2. هل يحمل فيه طبيعتين بعد الاتحاد؟
من جهة السؤال الأول، أجاب: [إلى اليوم لم أتحدث عن جسد ربنا أنه واحد مع جسدنا (مساوٍ لجسدنا)، لكنني أعترف أن العذراء واحدة معنا في جوهرنا، وأن الله تجسد منها]. وإذ علّق باسيليوس أسقف سلوكية قائلًا ما دامت الأم واحدة معنا، إذن فهو نفسه إذ يُدعى ابن الإنسان يلزم أن يكون واحدًا معنا، أجاب: [كما تقول أوافقك على كل شيء].
بخصوص السؤال الثاني أجاب: [إنني أقرأ الطوباوي كيرلس والآباء القديسين والقديس أثناسيوس، فقد تحدثوا عن "من طبيعتين" إذ يشيرون إلى ما قبل الاتحاد، أما بعد الاتحاد والتجسد، فهم لا يؤكدون الطبيعتين بل طبيعة واحدة.]
قال باسيليوس أسقف سلوكية بأنه إذ لم يقل بالطبيعتين فهو ينادى بالاختلاط والامتزاج.
أصدر فلافيان القرار بأن أوطيخا يتبع فالنتينوس وأبوليناريوس، وأن المجمع يحرمه ويعزله عن إدارة ديره وممارسة الكهنوت.
التجاء أوطيخا إلى الإمبراطور والأساقفة:


إدانة أوطيخا سببت متاعب كثيرة في القسطنطينية. مساعدوه، خاصة في الأوساط الديرية، اتهموا فلافيانوس ومساعديه بالنسطورية.
حرم فلافيانوس القادة في الأديرة بينما لجأ أوطيخا إلى روما والإسكندرية وأورشليم وتسالونيك، وأيضًا قدم شكوى إلى الإمبراطور خلال صديقه خريستوفيوس كبير الحجاب، يقول فيها بأن الذين حاكموه أرادوا إلزامه بالثنائية النسطورية وأن سجلات المجمع قد زُوِّرت.
كتب لاون أسقف روما إلى أوطيخا يمتدحه على غيرته في الدفاع ضد الثنائية النسطورية، وفي نفس الوقت كتب إلى فلافيانوس يطلب منه الترفق بأوطيخا. لكنه غيَّر رأيه ربما عندما سمع أن الإمبراطور كتب إلى القديس ديسقورس بابا الإسكندرية يدعوه لعقد مجمع لمناقشة الأمر. لاون الذي لم تكن لديه معرفة صادقة لطبيعة الصراع بين لاهوت الإسكندرية ولاهوت إنطاكية أرسل طومسه (رسالة) إلى القسطنطينية في 13 يونيو 449 م.، لا من أجل مصالحة الطرفين وإنما بغية تشويه اللاهوتيين الإسكندريين.
مجمع أفسس الثاني لسنة 449 م.:


إذ اقتنع الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني بعقد مجمع طلب من ديسقورس أن يمارس سلطته في المجمع كرئيس، وطلب من يوبيناليوس أسقف أورشليم وتلاسيوس أسقف قيصرية كبادوكية أن يكونا رئيسين شريكين معه.
قبل مناقشة قرارات المجمع أود أن أشير إلى أن الخلقيدونيين يقولون إنه إن كان مجمع خلقيدونية سنة 451 م قد سبب شقاقًا في الكنيسة، فإنهم يرون أن ما حدث كان رد فعل لمجمع أفسس عام 449 م، الذي دعاه لاون أسقف روما بالمجمع اللصوصي، ويتهم المؤرخون واللاهوتيون القديس ديسقورس بالعنف، وأنه قاد المجمع لصالح اللاهوت الإسكندري.
هل كان القديس ديسقورس عنيفًا؟


يقدم المطران غريغوريوس بولس بهنام بعد نشره رسالة الإمبراطورين ثيؤدوسيوس الثاني وفالانتينوس، مترجمة من السريانية إلى العربية، الملاحظات التالية:
1. لم يعقد المجمع (أفسس الثاني) بناء على طلب البابا ديسقورس، ولم توجد بينه وبين الأباطرة رسائل مسبقة في هذا الشأن. هذا يعنى أن القديس ديسقورس لم يكن يبغي نفعًا شخصيًا خطط له.
2. لم يصف الخطاب الإمبراطوري القديس ديسقورس بألقاب تكريم أكثر من غيره. هذا يعنى عدم وجود اتفاقات مسبقة بين الإمبراطور والقديس ديسقورس.
3. تكشف الرسائل الملوكية عن وجود اضطرابات لاهوتية متزايدة في إيبارشية القسطنطينية. كان طلب الإمبراطور من القديس ديسقورس هو الإسراع لوضع حد للمتاعب اللاهوتية. هذا ومما يجب مراعاته أن ديسقورس لم يعلن عن صيغة إيمان جديدة، بل كان يسعى للمحافظة على الصيغة التقليدية للإيمان الكنسي.
4. أُخذت القرارات بالتصويت، ولم نسمع أن أسقفًا من الحاضرين احتج أو انسحب من المجمع (غير فلابيانوس ويوسابيوس عند إصدار الحكم).
5. في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها يوبيناليوس الأورشليمي، وصف لاون أسقف روما بـ "القديس"، "مُحِب الله"، وأعطى لدومنوس أسقف إنطاكية لقب "محب الله"...هذه الألقاب تكشف عن روح المجمع.
6. عندما سأل لاون أسقف روما إمبراطور الغرب فالنتينوس وأمه وأخته بولشاريا للتوسط لدى ثيؤدوسيوس الثاني ليعقد مجمعًا آخر أرسل الأخير رسالة يمتدح فيها مجمع أفسس بأن خوف الرب كان يحكمه، وأن أعضاءه تمسكوا بالإيمان الحق وقوانين الآباء، وأنه قد فحص الأمر بنفسه وهو راضٍ.
7. في الرسالة الملوكية في افتتاح المجمع أعلن الإمبراطور منعه ثيؤدورت أسقف قورش من الحضور بسبب الآلام التي يعانيها المؤمنون، حتى الذين في القرى، من النساطرة. في الواقع لم يكن ديسقورس عنيفًا بل النساطرة كما شهد الإمبراطور نفسه بذلك.
وإنني أود أن أضيف ملاحظات أخرى:
8. لم ينطق القديس ديسقورس حتى اللحظة الأخيرة من انعقاد المجمع بكلمة ضد روما، بينما لاون في رسائله يشير إلى بابانا بأنه "السفاح المصري" و"معلم أخطاء الشيطان" والباذل بقوة جهده لبث التجاديف وسط اخوته. وسنرى كيف أن أناطوليوس أسقف القسطنطينية وغيره قد رفضوا نَسْب الهرطقة للبابا الإسكندري.
9. يعتمد الخلقيدونيون عادة على أعمال مجمع خلقيدونية في اتهام القديس ديسقورس بالعنف.وسنناقش هذه الاتهامات فيما بعد، لكنني أشير هنا إلى أنه من الطبيعي أن ينسب النساطرة العنف للبابا الإسكندري ليخفوا سلوكهم العنيف في مجمع القسطنطينية كما شهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني وأيضًا سلوكهم القاسي مع أوطيخا وأعوانه، وقد كتب أوطيخا في التماسه للأساقفة أنه [أكد أثناء محاكمته رغبته في إتباعه ما قد صمموا عليه، ولكن فلابيانوس رفض الالتماس، كما اعترض على العنف الذي استخدم ضده في المجمع وما بعد المجمع بواسطة العامة]. ونحن نعلم أن فلابيانوس قد حرم كثيرًا من قادة الرهبان لأنهم سندوا أوطيخا ضد الثنائية النسطورية.
10. اعتاد بعض الدارسين أن ينسبوا العنف إلى لاهوتي الإسكندرية وآبائها، حتى بالنسبة للقديسين أثناسيوس وكيرلس.
قرارات المجمع:

1. إعادة اعتبار أوطيخا:


لم يكن خطأ ديسقورس أن المجمع أعاد اعتبار أوطيخا، وذلك للأسباب الآتية:
أ. كتب لاون أسقف روما إلى بولشاريا قائلًا بأن أوطيخا انزلق في الهرطقة عن جهل منه، إن تاب فليعامل حسنًا.
ب. أعلن أوطيخا عبارات أرثوذكسية مثل قوله: [فإنه هو نفسه، كلمة الله، نزل من السماء بلا جسد، صار جسدًا من ذات جسد العذراء دون أن يتغير أو يتحول، بطريقة هو نفسه يعلمها ويريدها. وهو الإله الكامل قبل الدهور هو بعينه صار إنسانًا كاملا لأجلنا ولأجل خلاصنا.]
يؤكد أوطيخا أنه متمسك بإيمان نيقية وأفسس وبعبارات كيرلس، كما حرم ماني وفلانتينوس وأبوليناريوس ونسطور مع القائلين بأن جسد المسيح نزل من السماء... 2. إدانة فلابيانوس ودومنوس الخ.


لا تزال محاضر الجلسات موجودة بالنص السرياني، نلاحظ فيها أن الاتهام الرئيسي ضد هؤلاء هو اتجاهاتهم النسطورية التي انتشرت في هذه المنطقة. يقول شادويك: [قام المجمع بعزل القيادات النسطورية.] 3 . حذف طومس لاون:


اعتبر الأسقف الروماني أن هذا الحذف بمثابة استخفاف بالسلطة البطرسية لذا وصف المجمع "باللصوصي". وجدير بالملاحظة أن هذا الطومس لم يُكتب كمستند للمجمع، بل كان في الأصل رسالة موجهة للإمبراطور، أرسلت منه صورة إلى المجمع سلمت بأيدي النواب. يقول المتروبوليت ميثودويوس باكسيوم: [في الحقيقة إن تسليم الرسالة للمجمع كان كافيًا. لقد كان ممثلو روما حاضرين وكانوا قادرين على تقديم وجهة نظره. إلى يومنا هذا يمكن تسليم رسائل دورية لمجامع دون وجود التزام بقراءتها.]
لاون أسقف روما ومجمع خلقيدونية:


عاد مندوبو روما إلى أسقفهم يعلنون فشلهم في حماية فلابيانوس وجماعته. كتب لاون إلى ثيؤدوسيوس الثاني ضد القديس ديسقورس كما كتب إلى كنيسة القسطنطينية، وأخيرًا سأل فالانتينيان الثالث خلال زوجته أفدوكسيا وأمه غالا بلاسيديا أن يكتب إلى أخيه ثيؤدوسيوس بخصوص ديسقورس ومجمع أفسس لسنة 449 م، غير أن ثيؤدوسيوس رفض الطلب ممتدحًا القديس ديسقورس ومجمع أفسس.
ومع ذلك فقد حقق لاون بغيته إذ جاءت

ومع ذلك فقد حقق لاون بغيته إذ جاءت الأحداث تخدمه:
1. تقبّل لاون التماسات من معارضي مجمع أفسس (449 م) مثل فلابيانوس وغيره.
2. موت فلابيانوس، الذي يحتمل أن يكون قد حدث بعد إدانته بمدة ليست طويلة، وجد فيه لاون فرصة للتعاطف معه (بعد موته)، خاصة في القسطنطينية. فقد فسرت هذه الوفاة فيما بعد من مقاومي مجمع 449 م. بأنها تمت بسبب أتعاب جسدية لحقت به في المجمع.
3. في 28 يوليو سنة 450 م. مات ثيؤدوسيوس واحتلت بولشاريا أخته ورجلها مرقيان المُلك وأعلنا أنهما إمبراطوران في 28 أغسطس 450 م.
4. يقرر شادويك أن أناطوليوس، خلف فلابيانوس، إذ أراد تأكيد مركز القسطنطينية الثاني وجد أن الفرصة ذهبية لحث روما على قبول ذلك.
عقد الملك مرقيان مجمعًا في قصره بالقسطنطينية من أجل موضوع الساعة، وهو طبيعة السيد المسيح، دعا إليه أساقفة كثيرين معظمهم من النساطرة. وكان البابا ديسقورس ضمن المدعوين، واندهش لكثرة الأساقفة المجتمعين بلا سبب. كان لا يدري أن هناك مؤامرة مبيتة ضده، لكنه لم يرهب الموقف، ولما تساءل عن السبب في عقد المجمع، أجابه أحد الأساقفة بأن الملك يهدف إلى توضيح الإيمان. فقال البابا ديسقورس في جرأة: "إن الإيمان هو في غاية الكمال، ولا يعوزه شيء من الإيضاح، وهو مقرر ومثبت من الآباء أمثال أثناسيوس وكيرلس وغيرهما".
حاول البعض أن يستميلوه لكي يوافق على طومس لاون أسقف روما τομος Λέων الذي يثبت الطبيعتين في شخص المسيح بعد الاتحاد، فرد قائلًا: "إن اعتقاد البيعة ينبغي ألا يٌزاد عليه أو ينقص منه. فالمسيح واحد بالطبع والجوهر والعقل والمشيئة كما علّم الآباء". ثم أخذ يشرح لهم المعتقد السليم، وحدث أن أحد الأساقفة المجتمعين في قصر الملك أخذ يوجه الكلام إلى البابا ديسقورس طالبًا أن يذعن لرغبة الملك ولا يخالفه لكي يبقى في منصبه، فما كان من ديسقورس إلا أن قال له: "إن الملك لا يلزمه البحث في هذه الأمور الدقيقة بل ينبغي عليه أن ينشغل بأمور مملكته وتدبيرها، ويدع الكهنة يبحثون موضوع الإيمان المستقيم، فإنهم يعرفون الكتب. وخير له أن لا يميل عن الهوى ولا يتبع غير الحق!"
دٌهش الجميع من جرأته، وهنا قالت الملكة بولشريا: "يا ديسقورس لقد كان في زمان والدتي أفدوكسيا إنسان عنيد مثلك (تقصد القديس يوحنا ذهبي الفم) وأنت تعلم أنه لم يرَ من جراء مخالفته خيرًا. وأنا أرى أن حالك سيكون مثله". فأجابها بكل جرأة: "وأنتِ تعرفين ما جرى لوالدتك نتيجة اضطهادها لهذا القديس وكيف ابتلاها الله بالمرض الشديد الذي لم تعرف له دواء ولا علاجًا حتى مضت إلى قبره وبكت عليه واستغفرت الرب فعوفيت. وهأنذا بين يديك فافعلي ما تريدين، وستربحين ما ربحته أمك".
كانت نتيجة هذه الإجابة الصريحة الشجاعة أن تهجمت هذه الملكة الشريرة ومدت يدها وصفعته صفعة شديدة اقتلعت ضرسين من أضراسه نظرًا لشيخوخته. وما لبث أن انهال عليه بعض رجال القصر وأوسعوه ضربًا، وإمعانًا في الاستهزاء به نتفوا لحيته! أما هو فبقى صامتًا محتملًا ويقول: "من أجلك نُمات كل النهار". ثم جمع الأب الضرسين مع شعر لحيته، وأرسلهما إلى شعبه بالإسكندرية مع رسالة يقول فيها: "هذه ثمرة جهادي لأجل الإيمان. اعلموا أنه قد نالتني آلام كثيرة في سبيل المحافظة على إيمان آبائي القديسين".
القديس ديسقورس ومجمع خلقيدونية:


ما لبث أن عُقد مجمع بأمر الملك في مدينة خلقيدونية سنة 451 م.، استخدم الضغط والإرهاب ضد الأساقفة، واتبع سبل المؤامرات الدنيئة، فكانت النتيجة أن صدر حكم المجمع على البابا ديسقورس غيابيًا، بعد أن حيل بينه وبين حضور المجمع، وذلك بعد أن كتب هو على قرار المجمع بخصوص الإيمان حرمًا لكل من يتعدى حدود الإيمان المستقيم.
بالرغم من الاعتقاد بأن مجمع خلقيدونية عُقد لإدانة أوطيخا، فقد كان في الواقع موجهًا ضد البابا ديسقورس الإسكندري، وليس ضد الراهب الشيخ، إذ كان أوطيخا غير حاضر في المجمع وكان قد نفي في شمال سوريا قبل عقد المجمع.
في الواقع أدين ديسقورس لا لهرطقة عقيدية وإنما لظروف سياسية لعبت الدور الرئيسي في المجمع.
يقول الأستاذ اليونانى الأب رومانيدس: [لقد حُسب ديسقورس أرثوذكسيًا تمامًا في إيمانه في نظر بعض الآباء القادة في مجمع خلقيدون مثل أولئك الذين مثّلوا أناتوليوس بطريرك القسطنطينية.]
ويقول الأب ميثوديوس مطران أكسيوم: [المعلومات التي لدينا لا تصور ديسقورس كهرطوقى، فمن المعلومات التي بين أيدينا واضح أنه كان إنسانًا صالحًا، بل والأسقف لاون نفسه حاول أن يكسبه إلى جانبه... هكذا في خطاب بعث به الإمبراطور ثيؤدوسيوس إلى ديسقورس دعاه فيه إنسانًا تشع منه نعمة الله، وديعًا، أرثوذكسي الإيمان.
في أثناء المجمع أعلن ديسقورس إيمانه مرات عديدة، ولم يُدن لأنه هرطوقي، وإنما لأنه رفض رئيس الأساقفة لاون في الشركة، ولأنه امتنع عن حضور المجمع رغم دعوته ثلاث مرات.
الأدلة كافية لكي نتطلع إلى أسباب أخرى لإدانة ديسقورس. فإن روما كانت في ضجر بسبب الحيوية غير الطبيعية لكنيسة الإسكندرية وبطريركها النشيط.]
صادق الملك على قرار المجمع وأصدر أمره بنفي البابا ديسقورس إلى جزيرة غاغرا Gagra بآسيا الصغرى. وبقى في منفاه مدة خمس سنوات صرفها في هداية الضالين وشفاء المرضى، وانتقل إلى عالم المجد سنة 457 م.

_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):
القمص تادرس يعقوب ملطي: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة علم ولاهوت، 1986، ص 118-153.
 
قديم 03 - 11 - 2016, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا تيموثاوس الثاني
(455 - 477 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : تيموثاوس
تاريخ التقدمة : 3 بابه 172 للشهداء - أول أكتوبر 455 للميلاد
تاريخ النياحة : 7 مسرى 193 للشهداء - 31 يوليو 477 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 21 سنة و10 أشهر
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
والمنفي محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : لاون الأول - لاون الثاني - زينون
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: Papa Timo;eou =b.


  • اختير للبطريركية بعد نياحة البابا ديسقورس في 3 بابه سنة 172 للشهداء.
  • حلت به شدائد كثيرة في سبيل المحافظة على الإيمان الأرثوذكسي حيث نفاه الملك لاون الكبير إلى جزيرة غاغرا Gagra سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لاون الصغير بكرامة عظيمة.
  • قضى بقية أيامه في تثبيت المؤمنين على الإيمان الأرثوذكسي.
  • تنيَّح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي واحد وعشرين سنة وعشر شهور.

وتعيد الكنيسة بنياحته في السابع من شهر مسرى. صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة القديس تيموثاوس الثاني بابا الإسكندرية السادس والعشرين (7 مسرى)
في مثل هذا اليوم من سنة 193 ش. (31 يوليه سنة 477 م. ) تنيَّح البابا القديس تيموثاوس الثاني البطريرك السادس والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية وقد اختير هذا الأب للبطريركية بعد نياحة الأب المجاهد البابا ديسقورس في 3 بابه سنة 173 ش. (أول أكتوبر سنة 455 م.) وحلت به شدائد كثيرة في سبيل المحافظة علي الإيمان الأرثوذكسي حيث نفاه الملك لاون الكبير إلى جزيرة غاغرا Gagra بفلاغونيا ولبث في منفاه سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لاون الصغير بكرامة عظيمة وقضي بقية أيامه في تثبيت المؤمنين علي الإيمان المستقيم وتنيَّح بسلام بعد أن جلس علي الكرسي المرقسي واحد وعشرين سنة وعشرة شهور.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا. آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية
فعندما علم الأساقفة الأرثوذكسيين بخير نياحة البابا ديسقوروس بكوة بحرقة واستدعوا تيموثاوس والذي كان يلعب بايلورس من منفاه إلى الإسكندرية وكان متأصلا أي من القائلين بوحدة المسيح الطبيعية وكان مركيان القيصر المحامى عن مجمع خلقيدون قد مات وتولى عوضًا عنه لاون الثراكسي.
فانتهز الأساقفة تلك الفرصة وأسرعوا في تنصيب تيموثاوس على كرسي البطريركية في بابه سنة 195 ش. و457 م. في عهد ذلك القيصر وهذا البابا قال عنه يوحنا النيقاوى المؤرخ "انه عاش عيشة صالحة بينما كان راهبًا في دير القلمون kalamwn بمديرية الفيوم إلى أن تعين قسًا في كنيسة الإسكندرية ثم خلف ديسقوروس وهو مثال التقوى والدين".
أما البابا تيموثاوس فاستمر مجاهدًا ضد أنصار المجمع الخلقيدونى الذين هددوا سلامة الكنيسة، فحرم جميع الكهنة الذين تبعوا بروتيريوس، وأصروا على التمسك بمبادئه. فرفع أولئك الكهنة المحرمون -وعددهم 14 من مائه أسقف وأكثر- شكواهم إلى القيصر وإلى بطريرك القسطنطينية ومع ذلك لم يستطيع القيصر أن يمد يده بسوء إلى بطريرك الإسكندرية خوفًا من هياج المصريين عليه.
وكادت الأمور تهدأ إلا أن أسقف رومية استمر في طغيانه واقتنع الإمبراطور بضرورة نفي بابا الإسكندرية فصدر الأمر لوالي الإسكندرية وبذلك فأسرع هذا الأمر ونفي تيموثاوس وأخاه اناطوليوس غاغرا Gagra سنة 460 م.
وبعد نفي هذا البابا انتخب الملكيون (أنصار خلقيدون) رجلًا يدعى تيموثاوس كان يلقب "صاحب القلنسوة البيضاء" قيل أنه ذا صفات حسنة استمال بها قلوب الشعب إليه مع أنهم كانوا يعتبرونه دخيلًا، ولكنه كان يذكر في القداس اسم البابا ديسقوروس الأمر الذي أساء أسقف روميه والإمبراطور وسرّ منه الأرثوذكسيين الذين كانوا يقابلونه بالتحية قائلين: إننا وإن لم نقدر على انتخابك فإننا نحبك للغاية".
واستمر البابا تيموثاوس في منفاه هو وأخاه سبع سنوات وقيل أنه لما رجع البابا تيموثاوس الأرثوذكسي من النفي بأمر الملك لاون الثاني وعاد إلى كرسيه مرة ثانية ثم رجع تيموثاوس صاحب القلنسوة البيضاء إلى ديره بدون أن يقاوم أقل مقاومة.
وصل البابا إلى الإسكندرية وعقد ومجمعًا سنه 468 م. حكم فيه برفض مجمع خلقيدون وأقرَّ التعليم بوحدانية السيد المسيح الطبيعة وصار مذهب الطبيعية الواحدة الديانة الأولى في المملكة واستمر البابا تيموثاوس في جهاده حتى توفي في 7 مسرى سنة 218 ش. و477 م.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة البابا تيموثاوس الثاني البابا السادس والعشرون



أحب الحياة الهادئة فالتحق بدير بالقلمون حيث مارس الحياة التعبدية الهادئة في نسكٍ شديد مع دراسة للكتاب المقدس وكتابات الآباء. سامه البابا كيرلس الكبير قسًا على كنيسة الإسكندرية، فداوم على الخدمة وتعليم الشعب في عهدي البابا كيرلس والبابا ديسقورس.
سيامته بطريركيًا:


إذ تنيح البابا ديسقورس في منفاه بجزيرة غنغرا بلغ الخبر إلى الإسكندرية حيث كان الوالي غائبًا، تألم الإكليروس والشعب لنياحة أبيهم المفترى عليه تحت ستار العقيدة، لكنهم اجتمعوا في الحال وبرأي واحد استقروا على سيامة الكاهن تيموثاوس بابا لهم وإذ عاد الوالي جن جنونه وحسب هذه السيامة ثورة على السلطة البيزنطية، فقد كان يود أن يقيم لهم إنسانًا دخيلًا من مجمع خلقيدونية القائل بأن للسيد المسيح طبيعتين وإرادتين.
أخذ الوالي يضطهد المصريين، فلم يبالِ البابا بل عقد مجمعًا من أساقفة يدين فيه مجمع خلقيدونية، ويحرم كل من يقبل قراراته، وقد آزر الكل باباهم ماعدا أربعة أساقفة.
مع ديونسيوس أمير الجيش:


قام البابا تيموثاوس برحلة رعوية يتفقد فيها شعبه ويثبتهم على الإيمان، وإذ عاد إلى الإسكندرية كان الكونت ديونسيوس أمير الجيش قد وصل إلى الإسكندرية يحمل الأوامر مشددة بإخضاع المصريين للبطريرك الدخيل بروتيروس مستخدمًا كل وسائل العنف.
نفذ الكونت الأوامر، فمنع البابا من دخول الإسكندرية، الأمر الذي أثار الشعب الإسكندري، إذ حسبوا انه ليس من حق بيزنطة أن تتدخل في شئونهم الكنسية، وثارت ثورة الشعب بعنف حتى فقد الكثيرون اتزانهم ودخلوا في معركة مع الجند انتهت بقتل الدخيل بروتيروس الأمر الذي أخطأ فيه الشعب دون شك!
استخدم الوالي كل إمكانيته بقسوة لتحطيم هذا الشعب الذي يحمل تمردًا في عينيه وقد طلب من الإمبراطور مرقيان أن يصدر أمره بنفي البابا تيموثاوس وأخيه إلى جزيرة غنغرا التي نُفي إليها سلفه البابا ديسقورس.
إلى المنفى:


لكي يمعن في إذلال الشعب لم يرسل البابا إلى منفاه مباشرة عن طريق البحر وإنما أرسله عن طريق البر ليعبر بفلسطين ولبنان وآسيا الصغرى فيكون مثلًا أمام الجميع، لكن هذا العمل جعل من البابا بطلًا يستقبله المؤمنون في كل بلد بالتسابيح يطلبون بركاته.
حين بلغ البابا بيروت خرج أسقفها أوستاثيوس يستقبله بحفاوة، وتجمهر الشعب يطلب بركة البابا البطريرك.
أما والي الإسكندرية فقام بتعيين رجل يسمى سولوفاتشيولي عوض البابا تيموثاوس، قاطعه الشعب تمامًا لمدة سبع سنوات.
بعث البابا تيموثاوس من منفاه عدة رسائل إلى أهل مصر وفلسطين وإلى بعض المصريين في القسطنطينية، في الأول حذر شعبه من بدعة أوطاخي الذي أنكر حقيقة ناسوت السيد المسيح. ثم بعث رسالة ثانية يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة ثالثة يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة رابعة إلى الرهبان والراهبات والمؤمنين في كنيسة الإسكندرية أوضح فيها الإيمان الحق مستندًا على إحدى رسائل البابا ديسقورس.

على أي الأحوال نجح البابا تيموثاوس بمحبته وقدسية حياته أن يكسب حب أهل غنغرا حتى دعوه "العجائبي الرحيم".
عودة البابا:


إذ مات مرقيانوس زال الملك عن آل ثيؤدوسيوس الذي حاولت بولشريا امرأة مرقيانوس وأخت ثيؤدوسيوس الاحتفاظ به بكل الطرق، فقد حاولت إغراء أخيها أن يتزوج بثانية لعلها تنجب ابنا يخلفه، ولما فشلت محاولاتها كسرت نذرها وتزوجت بمرقيان لتحتفظ بالمُلك لها ولعائلتها. كان لهذه الملكة دورها الشرير من نحو كنيسة الإسكندرية فكانت تشجع زوجها على الاستبداد بالشعب المصري.
انتقلت الإمبراطورية إلى باسيلسكوس الذي عمل على توطيد السلام في الكنيسة وإعادة المنفيين إلى كراسيهم. وقام طبيبه من الإسكندرية بدورٍ هام في عودة البابا، الذي ذهب إلى القسطنطينية ليقدم شكره للإمبراطور قبل رجوعه إلى كرسيه. هناك عقد مجمعًا حضره 500 أسقفًا كتب خطابًا دوريًا يؤكد فيه صدق إيمان البابا تيموثاوس وتثبيت إيمان المجامع المسكونية الثلاثة: نيقية والقسطنطينية وأفسس؛ كما أدان هرطقة أوطاخي وطومس لاون. حاول فريق متشيع لأوطاخي أن ينالوا موافقته على بدعتهم، فأعلن رفضه لبدعتهم تمامًا. وقد أوضح بكل قوة أن كنيسة الإسكندرية بريئة من الفكر الأوطيخي كل البراءة.
عمله الرعوي:


عاد البابا إلى الإسكندرية فخرج الكل في حب صادق وبنوة يستقبلونه، أما سولوفاتشيولي فانسحب في هدوء إلى ديره. أعاد البابا رفات سلفه القديس ديسقورس إلى مدينته بالإسكندرية، وتفرغ لرد كل نفس تائهة وتثبيت الإيمان والاهتمام بكل احتياجات شعبه حتى رقد بعد أن قضى على الكرسي 22 سنة و11 شهرًا.
 
قديم 03 - 11 - 2016, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا بطرس الثالث
(البابا بطرس منغوس، منخوس)
(477 - 489 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : بطرس
تاريخ التقدمة : 4 توت 194 للشهداء - أول سبتمبر 477 للميلاد
تاريخ النياحة : 2 هاتور 206 للشهداء - 29 أكتوبر 489
مدة الإقامة على الكرسي : 13 سنة وشهرًا واحدًا و29 يومًا
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية والمنفي
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : زينون
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: Papa Petrou =g.


  • قدم بطريركًا بعد نياحة البابا تيموثاوس.
  • وصلته رسالة من البابا أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يعترف فيها بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح... فأجابه البابا بطرس برسالة يعلن فيها قبوله في الأمانة المستقيمة.
  • قاسى شدائد كثيرة من المخالفين له في الدين وفي الرأي، ونفي من كرسيه مرة ثم عاد وكان في نفيه مداومًا على تعليم شعبه ووعظه بالرسائل وفي حضوره بأقواله.
  • أقام على الكرسي المرقسي ثماني سنين ثم تنيَّح بسلام.

تعيد الكنيسة بنياحته في الثاني من شهر هاتور. صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا بطرس الثالث 27 سنة 481 م. (2 هاتور)
في مثل هذا اليوم من سنة 481 ميلادية تنيَّح القديس العظيم الأنبا بطرس السابع والعشرون من باباوات الأسكندرية. وقد قدم بطريركًا بعد نياحة القديس تيموثاوس البابا السادس والعشرين. وبعد جلوسه علي الكرسي الرسولي بقليل وصلت إليه من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية رسالة، يعترف فيها بالطبيعة الواحدة، كقول القديس كيرلس والقديس ديسقورس، وأوضح فيها أنه لا يصح أن يقال بالطبيعتين بعد الاتحاد لئلا تبطل فائدة الاتحاد. فأجاب الأب بطرس برسالة يعلن فيها قبوله في الأمانة المستقيمة، وأرسلها مع ثلاثة من علماء الأساقفة فقبلهم الأب أكاكيوس بالاحترام وشاركهم في صلاة القداس وقرا الرسالة علي خاصته ومن يشايعه (يؤيده)، ثم كتب رسالة أخرى جامعة إلى الأب بطرس الذي عند وصولها إليه جمع الآباء والأساقفة وقرأها عليهم، ففرحوا بها واستحسنوا عباراتها ومعانيها، واعترفوا بشركته معهم في الأمانة الأرثوذكسية. وقد قاسي هذا الأب شدائد كثيرة من المخالفين له في الدين وفي الرأي ونفي من كرسيه مرة ثم عاد. وكان في نفيه مداوما علي تعليم الرعية ووعظها برسائله التي يرسلها إليهم. وفي حضوره بأقواله. وأقام علي الكرسي المرقسي ثماني سنين . ثم تنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية
وكان يلقب بـ"بطرس منخوس". كان قبل رسامته قسًا في دير، وكان تلميذ البابا ديسقوروس وكان صديقًا لسلفه البابا تيموثاوس. أقيم بطريرك في توت سنة 219 ش. و477 م. في عهد زينون قيصر. ولم يعتلي الكرسي البطريركي حتى عقد مجمعا بالإسكندرية حرم فيه مجمع خلقيدون ورسالة لاون. وكان القيصر الأرثوذكسي باسيليكوس قد نزل عن الكرسي ورجع إلية زينون، الخلقيدوني وكان هذا مغتاظا على البابا بطرس لأنه عين بطريركًا بدون تصريح منه، فأخذ هذا المجمع وسيله لاضطهاده فأمر بنفيه ورجوع تيموثاوس صاحب القلنسوة البيضاء.
إلا أن البابا بطرس لم يفارق الإسكندرية بل لبث مختفيا فيها مدة خمس سنوات، ومنعًا للقلاقل فكر تيموثاوس أن يعين قاعدة يجرى بموجبها انتخاب البطاركة بالإسكندرية، فتألف وفد يرأسه رجل يدعى يوحنا التلاوي لمقابلة القيصر ليرجوه أن يترك الحرية للأقباط في انتخاب بطاركتهم، فظن القيصر أن يوحنا رئيس الوفد يسعى في الحصول على البطريركية ضد رغبته، فحلف يوحنا أمامه بأنه لا ينبغي ذلك ولهذا أجاب القيصر طلب الوفد حيث أنه بعد موت تيموثاوس سنة 482 م. رشح يوحنا نفسه لمركز البطريركية وأرسل بخصوص هذا الشأن إلى أسقف رومية والقيصر وبطريرك القسطنطينية.
فوصلت رسالة أسقف رومية أولا مما أثار غضب القيصر لمكاتبته أسقف رومية قبله، وتذكر وعده بعدم قبول البطريركية فأرسل القيصر إلى أسقف يعلمه بأنه غير راضى على انتخاب يوحنا لبطريركية الإسكندرية لأن ذلك يدعو إلى زيادة الاضطرابات وأنه عازم على إعادة بطرس بطريركها الحقيقي، فانتفخ أسقف رومية وتوهم أنه له الحق للرئاسة في انتخاب باباوات الأسكندرية عندما وصلت إليه رسالة يوحنا، ولذلك جاوب القيصر بأنه راضى عن يوحنا لا بطرس فاستخف القيصر بأوهامه الفارغة وطرح خطابه في سلة المهملات وأمر بنفي يوحنا وورد البابا بطرس من منفاه.
وبعد رجوع البابا بطرس من منفاه تلقى رسالة من أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يرجوه فيها أن يقبله متى أمكنه، وكان اكاكيوس من أنصار مجمع خلقيدون ولكنه ندم فيما بعد وأراد أن ينضم للأرثوذكسيين. لذا تم مبادلة رسائل بين البابا بطرس وبين اكاكيوس بطريرك القسطنطينية بطلب الاتحاد، ثم تم انعقاد مجمع في العاصمة بسبب ذلك لصدور منشور الاتحاد من الإمبراطور زينون ثم تبادلا رسائل التهاني بين البطريركين، ثم حدث انشقاق في كنيسة الإسكندرية بسبب هذا الاتحاد. ثم وجهوا اتهام إلى البابا بطرس بأنه زاد على الثلاث تقديسات العبارة الأخيرة التي تتضمن ولادة المسيح الإله وصلبه وموته وقيامته، وأمر الكنائس أن ترتلها على هذه النهاية.
وبدأت العديد من الكنائس القبطية والأرمنية والحبشية والسريانية تتلوها، ونفيًا لهذه التهمة وإثباتا لكون هذه التقديسات لم يطرأ عليها تغيير بزيادة أو نقص كما نتلوها نحن؛ وهى قدوس ثلاث مرات معتبرين قدوس الله للأب وقدوس القوى للابن القدوس الذي لا يموت للروح القدس، ولأنها قديمة الوضع والترتيب ورسوليه العهد، وأن الواضع لها هو أغناطيوس التاوقوزى والآمر بترتيلها قبل قراءة الإنجيل.
ثم توفي أكاكيوس وجاء بعده افراويطارس ولم تطل حياته، فخلفه اوفيسيوس فأرسل إليه البابا بطرس خطابًا عن رسائل سلفه افراوطارس يحرم فيه المجمع الرابع. وكان اوفيسيوس هذا على مذهب الملكيين، فقطع العلاقات الأرثوذكسية مع البابا بطرس.
والذين اتحدوا مع باباوات الأسكندرية جهارًا مع بطاركة القسطنطينية هم: افرام يطارس سنه 461 م. - تيموثاوس سنة 511 م. - انتيموس سنة 535 م. - سرجيوس سنة 608 م. - بيروس سنة 643 م. - بطرس سنة 652 م. - توما سنة 656 م - ثيؤذوروس سنة 666 م. - يوحنا سنة 712 م. واستمر هذا البابا على كرسيه مدة ثمان سنوات وثلاث شهور ثم لحق بآبائه في هاتور سنة 225 ش. وأكتوبر سنة 490 م.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة البابا بطرس الثالث البابا السابع والعشرون



سيامته بطريركًا:

كان الأب بطرس كاهنًا بمدينة الإسكندرية، تلميذًا للقديس ديسقورس وصديقًا لخلفه الأنبا تيموثاوس الثاني، وإذ تنيح الأخير اُنتخب الأب بطرس بابا للإسكندرية (27) عام 477 م، وقد حمل غيرة معلمه البابا ديسقورس على استقامة الإيمان.

موقف زينون منه:

اغتصب زينون عرش القسطنطينية من الإمبراطور باسيلكوس، وإذ كان مناصرًا للخلقيدونيين لم يحتمل سيامة البابا بطرس الثالث بكونها تمت دون تصريحٍ منه، خاصة وأن البابا بدأ عمله البابوي بعقد مجمع بالإسكندرية فيه جدّد حرمان لاون وطومسه، فحسب زينون ذلك تحديًا شخصيًا له، وللحال أصدر أمره بنفيه، وإقامة بطريرك دخيل يحتل الكرسي. اختفي البابا لمدة خمس سنوات، كان خلالها يسند شعبه بالرسائل بينما قاطع الشعب البطريرك الدخيل تمامًا.

بين البابا ويوحنا التلاوي:

فكر بعض المصريين في المناوشات التي كثيرًا ما تحدث بين الأباطرة والكنيسة المصرية بسبب تدخل الأباطرة في أمور الكنيسة الدينية الداخلية، وفي جرأة تقدم وفد منهم تحت رئاسة رجل يدعى يوحنا التلاوي ( نسبة إلى تلا بالمنوفية ) وسار إلى الإمبراطور يرجوه ترك الحرية للأقباط في اختيار بطريركهم. التقى الوفد بالإمبراطور، فحسب الأخير أن يوحنا التلاوي فعل ذلك ليختاروه بطريركًا، فأقسم يوحنا أنه لا يقصد ذلك، وأنه لا يقبل ذلك حتى إن طلب الكل منه ذلك، عندئذ استجاب لطلبة الوفد. غير أن الوفد عاد وبعد قليل مات الدخيل فرشح يوحنا نفسه للبطريركية وبعث رسائل للأساقفة والإمبراطور يعلمهم بذلك، وبتدبير إلهي وصلت الرسالة إلى أسقف روما قبل وصولها إلى أكاكيوس أسقف القسطنطينية وإلي الإمبراطور، فغضب الإمبراطور ومعه أكاكيوس كيف أخطر يوحنا أسقف روما قبلهما، واتفق الاثنان على إعادة البابا بطرس إلى كرسيه.
أرسل أسقف روما خطابًا للإمبراطور يعلن فيه سروره باعتلاء يوحنا الكرسي، فأجابه الإمبراطور، قائلًا: "ان هذا الإنسان لا يستحق هذه الكرامة السامية لأنه حنث بيمينه"، وأصدر الإمبراطور أمره بإعادة البابا الشرعي واستبعاد يوحنا عن الإسكندرية.

بين البابا وأكاكيوس:

اتصل البطريرك أكاكيوس بأصدقاء البابا بطرس الذين في القسطنطينية يعلن رغبته في عودة الشركة بين كنيستي الإسكندرية والقسطنطينية، ففرح البابا بطرس جدًا، وتبادل مع أكاكيوس 14 رسالة قبل أن تتم المصالحة، وكان البابا بطرس حريصًا على التمسك بوديعة الإيمان، موبخًا إياه على انحيازه للخلقيدونية.
جاء في رسالة لأكاكيوس: [أشرق علينا يا سراج الأرثوذكسية، وأنر السبيل لنا نحن الذين ضللنا عن الإيمان المستقيم. كن لنا مثل استفانوس أول الشهداء (أع 7 : 60)، واهتف نحو مضطهديك، قائلًا : "لا تحسب لهم يا رب هذه الخطية"].
وجاء في إحدى رسائل البابا بطرس : [صلِ وصمّ بكل اجتهاد، وأنا أصوم وأصلي معك ومن أجلك، فنرفع كلانا طلبتنا إلى الله باسم الكنيسة الجامعة.]، وقد جاء رد أكاكيوس: [الآن يتهلل قلبي لأنك قبلت أن تشاطرني ما أحمله من أعباء ثقيلة، وإنني أشكر الله الذي هيأ لي فرصة التوبة بصلاتك ومنحني القوة بأصوامك معي وعني. وأنا فرحٌ لأنني سأحظى بالدخول معك إلى الحضرة الإلهية، فأرجو منك الآن أن ترسل إلينا بعض آباء الصحراء وبعض العلمانيين الموثوق بأرثوذكسيتهم لكي يرافقونا في زيارة نزمع أن نقوم بها للإمبراطور لنتحدث إليه بشأن إبرام الصلح بين جميع الكنائس، فنسعد بتثبيت السلام في كنيسة ملك السلام]. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
وقد تحقق ذلك بإرسال بعض آباء البرية والأراخنة الأتقياء ليحضروا مجمعًا انعقد في القسطنطينية أصدر منشورًا يسمى " منشور زينون " أو " هيوتيكون " أي " كتاب الاتحاد"، يعلن العقيدة الأرثوذكسية. في هذا المنشور أُعلن جحد تعاليم أريوس ونسطور وأوطيخا، وقبول تعاليم مجامع نيقية والقسطنطينية وأفسس، وتعاليم القديس كيرلس الكبير.
تم تبادل الرسائل بين البابا بطرس ومار أكاكيوس وكاد مشروع " كتاب الاتحاد" ينجح ويرد للكنيسة في العالم وحدتها، لولا تصرف البعض، ففي مصر تزعم يعقوب أسقف صا ومينا أسقف مدينة طاما حملة ضد البابا بطرس حاسبين في هذا التصالح تراجعًا عن الإيمان وتساهلًا مع الخلقيدونيين، لكن البابا عقد مجمعًا بالإسكندرية وأقنع الغالبية العظمى من الأساقفة بقبول هذا المنشور، ولم يشذ إلا قلة يدعون الأسيفايين أي "الذين بلا رأس" لأنهم انفصلوا عن قائدهم الروحي.
أما الذي حطم هذا المنشور فهو فيليكس أسقف روما الذي لام أكاكيوس على اشتراكه مع البابا بطرس، وقد أثار زوبعة ضد أكاكيوس، وعقد مجمعًا حرم فيه البابا بطرس ومارأكاكيوس.
إذ تنيح أكاكيوس جاء خلفه أوفيميوس الذي قطع علاقته مع الإسكندرية. لكنها عادت من جديد علانية في أيام بطاركة القسطنطينية: أفراويطاوس سنة 491 م، وتيموثاوس الأول سنة 511 م، وأنتيموس سنة 535 م، وسرجيوس سنة 608 م، وبيروس سنة 639 م، وبولس سنة 643 م، وبطرس سنة 652 م، وتوما سنة 656 م، وثيودورس سنة 666 م، ويوحنا سنة 712 م.

نياحته:

قضى بقية أيامه يهتم بالعمل الرعوي في هدوء واستقرار حتى تنيح في 2 هاتور سنة 490 م، وبعد أن قضى على الكرسي المرقسي ثمان سنوات وثلاثة شهور.
 
قديم 03 - 11 - 2016, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا أثناسيوس الثاني
(أثناسيوس الصغير)
(489 - 496 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : أثناسيوس
تاريخ التقدمة : 2 كيهك 206 للشهداء - 27 نوفمبر 489 للميلاد
تاريخ النياحة : 20 توت 213 للشهداء - 17 سبتمبر 496 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 6 سنوات و9 أشهر و20 يومًا
مدة خلو الكرسي : 13 يومًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية والمنفي
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية الملوك
المعاصرون : زينون - أنسطاس
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: Papa `A;anaciou =b.


  • كان هذا الأب وكيلًا على كنائس الإسكندرية، فلما تنيَّح البابا بطرس الثالث اتفق رأى المؤمنين والأساقفة والأراخنة على رسامته بطريركًا وذلك لما عرف عنه من الاستقامة.
  • كان رجلًا صالحًا مملوءًا من الروح القدس.
  • ولما صار بطريركًا رعى شعب المسيح أحسن رعاية بصلواته وعظاته.
  • أقام على الكرسي المرقسي ست سنين وتسعة أشهر ثم تنيَّح بسلام.

تعيد الكنيسة بنياحته في العشرين من شهر توت. صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا أثناسيوس الثاني 28 (20 توت)
في هذا اليوم من سنة 512 م. تنيَّح الأب البار القديس أثناسيوس الثاني وهو الثامن والعشرون من بطاركة الكرازة المرقسية. وقد كان هذا الأب وكيلًا على كنائس الإسكندرية، فلما تنيَّح الأب القديس الأنبا بطرس، اتفق رأى جماعة من الأساقفة والأراخنة على رسامته بطريركا، وذلك لما عرف عنه من الاستقامة في دينه وعلمه. وكان رجلًا صالحًا مملوءًا من الإيمان والروح القدس. فلما صار بطريركًا رعى شعب الآب أحسن رعاية. وحرسهم من الذئاب الخاطفة بمواعظه وصلواته. وأقام على الكرسي البطريركي ثلاث سنين وتسعة أشهر ثم تنيَّح بسلام، صلواته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية
ولما تنيَّح البابا بطرس قدم للكرسي الإسكندري أثناسيوس في شهر كيهك سنة 225 ش. و490 م في عهد زينون قيصر، وانتخبه الشعب والإكليروس بإجماع الآراء وكان كاهنا في بيعة الإسكندرية ووكيلا لكنائسها، مشهورا بصلاحه واستقامة إيمانه.
ويلقب بالصغير تمييزا له عن البابا أثناسيوس الرسولي الملقب بـ"الكبير" ولم يكن في أيام هذا البطريرك في الإسكندرية آخر سواه، وخضعت إبروشيات القطر المصري بأجمعها له وذلك لأن الكنائس الرسولية بأجمعها رفضت اعتبار مجمع خلقيدون وحرمت رسالة لاون.
وقد صرف هذا البطريرك همته مشتركا مع القيصر اناستاسيوس في إعادة السلام إلى الشرق عمومًا ومصر خصوصًا.
وكانت رغبة القيصر أن لا تقوم المنافسات الدينية مره أخرى، بل ينبغي أن تترك الحرية لكل إنسان في اختيار أي مذهب أو دين يعتقد به.
ولما رأى بعض الأساقفة ميالين للبحث والجدال، عزم على تغييرهم كي لا يكدروا صفو جو الكنيسة مرة أخرى. وبذلك ساد روح السلام على الكنائس بأسرها، إلا الكنيسة الكاثوليكية التي لم يكف رؤساؤها المحترمون عن معاكسة كل مَنْ لا يوافقهم على اعتبار مجمع خلقيدونيه. وما أحسن قول بعضهم في ذلك أنهم (أساقفة رومية).
لم يكفهم مقاومة الأحياء، بل كانوا يجتهدون في معاكسة أناس انتقلوا إلى الدار الأخرى؛ فكانوا يطلبون بإلحاح شطب اسم ديسقوروس وأكاكيوس من بين أسماء الأساقفة، بينما كان هذان في دار لا رئيس فيها إلا الله وحده، والتي يبغي كل مسيحي حقيقي أنه يحب البقاء فيها. وكانوا يقولون أن أساقفة رومية هم وكلاء بطرس وهم المفوضون فيها!
ولم يظهر من الأرثوذكسيين الذين اتحدوا مع الكنيسة القبطية أقل تحزب، حتى أنهم لما توفي أكاكيوس بطريرك القسطنطينية وخلفه افراويطاوس سار على منواله متبعًا "كتاب الاتحاد" رافضا مجمع خلقيدون. غير أن اوفييوس الذي خلف افراويطاوس كما سبق طرد الأرثوذكسية فغضب عليه القيصر، وعقد مجمعا حُكِمَ عليه بالنفي وأقام بدله مكدونيوس.
وأقام البابا أثناسيوس الثاني على الكرسي المرقسي نحو سبع سنين كانت كلها خالية من الاضطرابات وكانت الكنيسة سالمة من كل اضطهاد وتنيَّح في 20 توت سنة 229 ش. و497 م.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة البابا أثناسيوس الثاني البابا الثامن والعشرون

كان كاهنًا بالإسكندرية، اشتهر بالصلاح واستقامة الإيمان فسيم بطريركًا بعد نياحة البابا بطرس الثالث، وقد دعي بأثناسيوس الصغير تمييزًا له عن أثناسيوس الكبير (الرسولي).
اشترك مع القيصر أنستاسيوس في إعادة السلام في الشرق بوجه عام وفي مصر على وجه الخصوص بعد أن مزق مجمع خلقيدونية الكنيسة، الذي نفي فيه القديس ديسقورس بابا الإسكندرية (25) القائل بأن السيد المسيح له طبيعة واحدة وأنه أقنوم واحد، وأن الاتحاد بين اللاهوت والناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.
[إلى وقت قريب كان العالم المسيحي يظن أننا نعتقد بالطبيعة الواحدة، بمعنى تلاشي الطبيعة الناسوتية في اللاهوتية كقول المبتدع أوطيخا، لذا كانوا يدعوننا بالأوطاخيين خطأ].
عاش البابا أثناسيوس فترة هدوء وسلام حتى تنيح في 20 توت سنة 229 ش، 497 م.
 
قديم 03 - 11 - 2016, 06:48 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا يوحنا الأول
(496 - 505 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : يوحنا
من أبناء دير : دير أبو مقار
تاريخ التقدمة : أول بابه 213 للشهداء - 29 سبتمبر 496 للميلاد
تاريخ النياحة : 4 بشنس 221 للشهداء - 29 أبريل 505 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 8 سنوات و7 أشهر
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : أنسطاس
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc أو Papa Iwannou =a.


  • ولد من أبوين مسيحيين بمدينة الإسكندرية، وترهب ببرية القديس مقاريوس.
  • اختير للبطريركية فتمنع ولكن الأساقفة والكهنة والأراخنة أخذوه قهرًا ورسموه بطريركًا في أول بابه سنة 213 للشهداء.
  • لما جلس على الكرسي المرقسي اهتم اهتمامًا زائدًا بالتعليم والوعظ وتثبيت المؤمنين على الإيمان المستقيم.
  • كانت أيامه كلها هدوء وسلام ولما أكمل سعيه مرض قليلًا ثم تنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي المرقسي ثماني سنوات وسبعة أشهر. تعيد الكنيسة بنياحته في الرابع من بشنس.
صلاته تكون معنا آمين.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا يوحنا الخامس الـ29 (4 بشنس)
في مثل هذا اليوم من سنة 221 ش. (29 أبريل سنة 505 م.) تنيَّح البابا القديس يوحنا التاسع والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية . وقد ولد هذا الأب بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين ومال منذ حداثته إلى حياة الرهبنة فترهب ببرية القديس مقاريوس واختير للبطريركية بعد سلفه البابا أثناسيوس فتمنع ولكن الأساقفة والكهنة والأراخنة أخذوه قهرًا ورسموه في أول بابه سنة 213 ش. (29 سبتمبر سنة 496 م.) فلما جلس علي الكرسي اهتم اهتمامًا زائدًا بالتعليم والوعظ وتثبيت المؤمنين علي الإيمان المستقيم وهو أول بطريرك أخذ من الرهبان.
وكان يملك علي القسطنطينية وقتئذ الملك زينون البار. ولهذا اشتد ساعد البابا البطريرك في نشر الإيمان المستقيم في أنحاء البلاد المصرية، وقد أمر هذا الملك البار بإرسال طلبات برية شيهيت من القمح والزيت والخمر والمال لتجديد مباني قلاليهم وترميمها وكانت أيام هذا البابا أيام هدوء وسلام ولما أكمل سعيه الصالح مرض قليلًا ثم تنيَّح بسلام بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي ثماني سنوات وسبعة أشهر.
صلاته تكون معنا. آمين.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية
رسم بطريركا في باؤونه سنة 299 ش. 497 م. في عهد لاون قيصر لاشتهاره بالحكمة والتعقل، وكان الملك زيتون قد توفي وقام مكانه اناستاسيوس البار، الذي رأى أن مكدونيوس بطريرك القسطنطينية قد قطع العلاقة مع كنيسة الإسكندرية وأثبت أعمال مجمع خلقيدون، فأخذ القيصر يقنع مكدونيوس بأن يحرم المجمع الخلقيدوني، فأبى لذلك. فعقد القيصر مجمع القسطنطينية سنة 511 م. حكم فيه بإنزال مكدونيوس عن كرسيه ونفيه، وأقيم عوضا عنه رجل فاضل يدعى تيموثاوس الذي عقد مجمعا أيد فيه الأمانة الأرثوذكسية، وكذلك عقد وفاقا مع البابا يوحنا البطريرك الإسكندري وساوريس بطريرك إنطاكية.
استمرت البلاد المصرية في عهد البابا يوحنا في أمن مطمئنين وقد أهتم البابا يوحنا بتقوية الأيمان الصحيح، وأهتم أيضا بالأديرة المصرية وجعلها أسس لنشر نور القداسة والعلم بين الجموع حتى امتد نورها إلى الدول الغربية.
وقد تنيَّح البابا يوحنا في الرابع من بشنس سنة 234 ش. وسنة 507 م. بعد أن أقام على الكرسي البابوي نحو تسع سنوات.

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة البابا يوأنس الأول البابا التاسع والعشرون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامته بطريركًا:


بعد نياحة البابا أثناسيوس الثاني اتجهت الأنظار إلى راهبٍ من دير الأنبا مقار اسمه يوأنس، قضى السنين الطوال في الجهاد الروحي فعطر الوادي بسيرته، ومن ثَمَّ قصد وفد من الأساقفة والأراخنة إلى برية شيهيت لمقابلته والإعراب عن رغبتهم في انتخابه.
امتنع في أول الأمر ولكن لما وجد إصرار الذين جاءوا إليه قال في نفسه:
"مَنْ يدريني إن كان إلحاح هؤلاء الرجال وحيًا من الروح القدس؟
فيجب عليَّ أن أحذر لئلا أكون معاندًا لله، كما يجب أن أقبل هذه المسئولية العظمى بكل تواضع وبغير تردد".
ولما أعلن هذا الفكر لمن جاءوا إليه مؤكدًا عدم استحقاقه للكرامة ولكنه يقبلها من أجل الضرورة الموضوعة عليه، فرح مندوبو الشعب حين سمعوا هذه الكلمات واستصحبوا الناسك يوأنس معهم إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته باسم يوأنس الأول في سنة 497 م.
معاصروه:


عاصر هذا البابا القديس ساويرس الإنطاكي، نابغة عصره في التقوى والعلم.
وعاصر من القياصرة زينون وأنسطاسيوس البار الذي رأى أن مكدونيوس بطريرك القسطنطينية قد قطع علاقته مع كنيسة الإسكندرية وتحزب لمجمع خلقيدونية، وأخذ يكاتب أسقف روما. أخذ القيصر يقنع مكدونيوس أن يحرم المجمع الرابع فأبى. انعقد مجمع في القسطنطينية عام 511 م. فيه أُستبعد مكدونيوس عن كرسيه ونفي، وأُقيم عِوضًا عنه رجل فاضل يُدعى تيموثاوس. وحال سيامته عقد مجمعًا أيّد فيه الإيمان الأرثوذكسي وحرّم مكدونيوس وبعث إليه بالحرم.
إعادة تسبحة الثلاث تقديسات كاملة:


كان مكدونيوس قد أبطل في القسطنطينية استخدام تسبحة الثلاث تقديسات: قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحيّ الذي لا يموت، الذي صلب عنا ارحمنا..." فقد ظن البعض أن هذه التسبحة تنسب الصلب للثالوث القدوس.
باستبعاد مكدونيوس أُعيد استخدامها في القسطنطينية، وهي تسبحة قديمة ترجع إلى عصر الرسل. قيل أنه نظمها يوسف الرامي ونيقوديموس عند تطييب جسد السيد المسيح إذ ظهر لهما ملاك يسبح المصلوب عند دفنه.

أما الدعوى بأن بطرس القصّار السابق للقديس ساويرس هو الذي أضاف "الذي صلب عنا" على التريساجيون (الثلاث تقديسات) فهذا أخطأ، إنما هو اعتمد عليها في دحض تعاليم نسطور وذوي الطبيعتين لتأكيد أن السيد المسيح هو القدوس الذي بتجسده مات الخ. فالتسبحة بكاملها قديمة وهي تُوجه للثالوث القدوس بكونه القدوس، أما الميلاد والصلب والقيامة فموجهة لأقنوم الكلمة المتجسد وحده.
ازدهار كنيسة الإسكندرية:


أول ما قام به البابا بعد تسلم مقاليد الرياسة كان يوجّه الشعب إلى وجوب التمسك بالإيمان القويم. وكان السلام مستتبًا لأن الإمبراطور أناسطاسيوس كان هو أيضًا وفيًا لأصدقائه المصريين ومسالمًا، فازدهرت كنيسة الإسكندرية في عهد البابا يوأنس وعاد نورها إلى بهائه الأول.
لم يكدّر صفو باباويته غير الوباء الذي انتشر في الإسكندرية وقضى على الكثيرين من أبنائه. ولقد دأب هذا البابا اليقظ على تفقد شعبه أثناء تفشي الوباء ليواسي المتألمين ويعزي الحزانى. وفي الرابع من بشنس سنة 234ش الموافق سنة 507 م. انضم إلى آبائه بعد أن رعى شعبه بحكمة وعدل حوالي تسع سنوات.
 
قديم 17 - 11 - 2016, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية

البابا ديسقوروس الثاني
(516 - 518 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ديسقوروس
تاريخ التقدمة : 3 بؤؤنه 232 للشهداء - 29 مايو 516 للميلاد
تاريخ النياحة : 17 بابه 235 للشهداء - 14 أكتوبر 518 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : سنتان و4 أشهر و15 يومًا
مدة خلو الكرسي : 25 يومًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : أنسطاس - جيستنيوس الأول
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
← اللغة القبطية: Diockoroc أو Papa Diockorou =b.


  • قُدم بطريركًا بإرشاد الروح القدس، إذ كان وديعًا في طبعه، فاضلًا في علمه وعمله، كاملًا في حياته.
  • وكانت باكورة أعماله بعد ارتقائه الكرسي المرقسي أنه كتب رسالة إلى القديس ساويروس بطريرك أنطاكية ضمنها القول عن الثالوث الأقدس المساوي في الجوهر والألوهية ثم شرح التجسد... ففرح بها البابا ساويروس وكل شعبه.
  • وكان هذا الأب مداومًا على التعليم والقراءة وحض الكهنة في كل بلد وأوصاهم على حراسة الشعب ولما أكمل سعيه تنيَّح بسلام.

تعيد الكنيسة بنياحته في السابع عشر من شهر بابه. صلاته تكون معنا آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ديوسقورس الثاني الـ3 (17 بابة)
في مثل هذا اليوم من سنة 511 ميلادية تنيَّح الأب القديس ديسقورس الحادي والثلاثون من باباوات الأسكندرية. وقد قدم بطريركًا بإرشاد الروح القدس بعد نياحة سلفه القديس يوحنا. كان هذا الأب وديعًا في أخلاقه، فاضلا في علمه وعمله، كاملًا في حياته. حتى أنه لم يكن من يشبهه في جيله. فقدم بطريركًا بإرشاد الروح القدس، وكانت باكورة أعماله أنه بعد ارتقائه الكرسي المرقسي كتب رسالة جامعة إلى الأب القديس ساويرس بطريرك إنطاكية ضمنها القول عن الثالوث الأقدس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد، وأن الله الكلمة قد اتحد بجسد بشرى كامل في كل شيء بنفس عاقلة ناطقة، وأنه صار معه بالاتحاد ابنًا واحدًا، ربًا واحدًا، لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده، لم تدخل عليه زيادة بالتجسد.
ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ساويرس، قرأها وفرح بها وتلاها على الشعب الأنطاكي، فاستبشر بها وكتب إلى القديس ديسقورس رد الرسالة يهنئه بالرئاسة المسيحية وأن يعتمد في جميع أقواله وأفعاله على الأمانة التي وضعها الثلاثمائة والثمانية عشر بنيقية، وعلى ما أمروا به من القوانين والسنن، ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ديسقورس قبلها بفرح وأمر بتلاوتها فقرأت من فوق المنبر ليسمعها كل الشعب.
وكان هذا الأب مداوما على التعليم والقراءة وحض الكهنة في كل بلد وتوصيتهم على حراسة الرعية.
ولما أكمل سعيه تنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديًا. آمين.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
معلومات إضافية

لما تنيَّح البابا يوحنا الثانى كان له كاتبا يدعى ديسقوروس، وكان رجلًا كاملًا ومحبوبًا من الشعب والقيصر. فتم انتخابه في شهر هاتور سنة 242 ش. أي سنة 517 م. في عهد اناستاسيوس قيصر منتصبا احتفال عظيم. وقد قيل أن هذا البابا الموقر صادف تعديات كثيرة وإهانات مُرة من أنصار مجمع خلقيدون في القسطنطينية ولكنه احتملها بصبرـ ولم يجاوب أولئك الأشرار بكلمة واحدةـ بينما كانوا يوجهون إليه قوارص الكلام أثناء مروره في شوارع القسطنطينية العمومية. ولم تطل حياة البطريرك العظيم سوى ثلاث سنين ولحق بآبائه في سنة 244 ش. وسنة 520 م.
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
قداسة البابا ديسقورس الثاني البابا الحادي والثلاثون


← اللغة القبطية: Diockoroc.
اختياره بابا الإسكندرية:


كان سكرتيرًا لسلفه البابا يؤانس الثاني وابن عم البابا تيموثاوس الأول، وقد اشتهر بالاستقامة والولاء التام للإيمان الأرثوذكسي، حتى عدّه الشعب رجلًا كاملًا ومحاميًا مناضلًا وأحبه ووثق به، فقُدِّم بطريركّا بإرشاد الروح القدس سنة 517 م.
طلب القيصر نفسه تعيينه، ومع محبة الشعب لديسقورس رفضوا تدخل الأباطرة في اختيار البابا، مما سبب تأخير سيامته.
الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية:


ما أن اعتلى الكرسي المرقسي حتى جدد الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية وغيره من الأساقفة الأرثوذكسيين، ضمنها القول عن الثالوث القدوس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد وأن الله الكلمة قد اتحد بجسدٍ بشريٍ كاملٍ في كل شيء بنفس عاقلة ناطقة، وأنه صار معه بالاتحاد ابنًا واحدًا، ربًا واحدًا لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده لم تدخل عليه زيادة بالتجسد.
وقد ردوا عليه برسائل مؤيدة للإيمان القويم والناطقة بإخلاصهم له وبفرحهم لنواله هذه الكرامة السامية، فرد عليهم برسالة مملوءة بالمحبة والإخلاص.
علاقته بالإمبراطور أنستاسيوس:


حدث أن أثار بعض المصريين فتنة في الإسكندرية أغضبت الإمبراطور أنستاسيوس، فخافوا سوء العاقبة ورجوا من باباهم، الذي كان الإمبراطور يعرفه شخصيًا ويحبه، أن يشفع فيهم لكي يدفع عنهم أذى الإمبراطور، فأعلن اغتباطه بخدمتهم وقصد إلى الإمبراطور لساعته. وقد نجح في مهمته إذ أعلن الإمبراطور صفحه عن المشاغبين.
أُهين في شوارع القسطنطينية ومع هذا لم يفتح فاه، محتملًا بصبرٍ.
كانت أيام البابا ديسقورس الثاني قصيرة، فلم تتجاوز باباويته السنتين انضم بعدها إلى أسلافه، تاركًا شعبه يبكيه ويتألم من أن راعيًا روحيًا مثله انتقل إلى عالم النور بهذه السرعة.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا كلاديانوس التاسع من باباوات الكرازة المرقسية
✝القديس البابا كيرلس السادس✝ بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية الـ116
صورة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
دراسة تاريخ الكرازة المرقسية
في عهد من من بابوات الإسكندرية تأسست الكنيسة في أريتريا وأثيوبيا؟


الساعة الآن 06:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024