فظهر أمامها فجأة ملاك الرّب وقال لها: «يا حنّة، إن صلاتك قد سُمعت، وتنهداتك قد اخترقت السحاب، ودموعك قد بلغت عرش الرّب، فأنتِ ستحملين وتلدين بنتًا فائقة البركات، لأجلها تتبارك قبائل الأرض كلّها، وبها يُمنح الخلاص للعالم أجمع، وتُسمّى مريــم».
فسجدت حنة للرّب، وهتفت وهي ممتلئة فرحًا تقويًّا: «لَعَمْرُ الرّب الإله، إنّني إذا رزقتُ ابنة نذرتها لخدمة الرّب، فلتخدمنّه ليلاً ونهارًا مادحةً اسمه القدّوس».
وأمر الملاك حنّة بأن تذهب إلى أورشليم بعد أن تنبأ لها بأنّها ستلتقي بزوجها عند الباب الذهبي. فأسرعت وهي تلفظ هذا النذر إلى أورشليم لتحمد العليّ وتشكره في الهيكل على رحمته الإلهيّة.
وفي الوقت ذاته ظهر الملاك ليواكيم الصدّيق وهو واقف في البريّة يصلّي وقال له: «يا يواكيم، إن الله قد سمع صلاتك، فستحمل امرأتك حنّة وتلد لك ابنةً يحبو ميلادها العالم كلّه بالسرور، وهاك آية فاذهب إلى الهيكل في أورشليم فتلاقي عند الباب الذهبي زوجتك حنّة التي بشرّتها أنا بهذا».