السيسي يخمد نار الفتنة بين مصر والسعودية
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، إن التصويت على قرارين بمجلس الأمن بخصوص حلب السورية ليس موقفًا متناقضا.
وأضاف: "العنصر المشترك للقرارين أنهما يدعوان إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السورى وهذا هو ما يهمنا كدولة وكمواطنين مصريين، لذا دعمنا القرارين وصوتنا في صالح كل منهما، وهذا هو الأساس بغض النظر عمن قدم القرار فلماذا أقف ضد قرار يدعو إلى وقف نزيف الدم السورى وإدخال المساعدات للشعب".
الأزمة
وأضاف "السيسي" أن هناك أزمة مع السعودية لا سيما بعد تصريحات المندوب السعودى في الأمم المتحدة ثم توقف شركة أرامكو عن إرسال شحنة المواد البترولية المتعاقد عليها قائلا: "الموضوع يحتاج مزيدًا من التنسيق بيننا وبين أشقائنا في السعودية حتى تكون الأمور واضحة أما عن شحنة المواد البترولية فهى جزء من اتفاق تجارى تم توقيعه أثناء زيارة الملك سلمان لمصر في أبريل الماضى ونحن في أعقاب القرار أبرمنا التعاقدات اللازمة لتلبية احتياجاتنا".
وتابع: "لا نريد للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها فالعلاقة الأخوية والإستراتيجية بين مصر والسعودية لا تتأثر بأى شىء ويجب عدم السماح بالإساءة لهذه العلاقات أو إثارة حالة من الشقاق، وللإخوة في السعودية منا كل الشكر والتقدير على ما قدموه لمصر خلال الفترة الماضية".
التناول الإعلامي
وقال الرئيس: "التناول الإعلامي وتداول الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعى هو الذي شكل هذه الصورة، لكن لا توجد أية سحابة تعترى أجواء العلاقات المصرية - السعودية".
العلاقات الثنائية
وفي السياق كشفت مصادر رفيعة المستوى الجمعة الماضية أنه تجرى حاليًا استعدادات مكثفة بين جهات سيادية في مصر والسعودية لإزالة حالة التوتر الأخيرة، وعقد لقاء رفيع المستوى بين الجانبين للتأكيد على عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين القاهرة والرياض والتي تفوق العلاقات بين الدول، حيث إن الشعبين الشقيقين يتعاملان مع بعضهما بعضا بمحبة وإخاء، وذلك تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقالت المصادر إنه جرت العديد من الاتصالات بين البلدين للتحضير لجلسة مباحثات لتعزيز العلاقات الثنائية في مجملها سواء اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، والارتقاء بهذه العلاقات لتحقق طموحات الشعبين، بجانب بحث القضايا الإقليمية.
العمل المشترك
وأوضحت المصادر أن العمل المثمر والمشترك بين المملكة العربية السعودية ومصر لا غنى عنه لتحقيق الأمن القومي العربي ودعم الاستقرار في هذه المنطقة، مؤكدة حرص قيادة البلدين على استمرار العمل في تعزيز العلاقات وتكثيفها بين الجانبين، وأن الأمن القومي لمصر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن السعودية وأمن دول الخليج بصفة عامة.
واستعرض السيسي خلال الندوة التثقفية ثوابت السياسة الخارجية المصرية.
وعلى صعيد التجاذبات والتصريحات الإعلامية التي شهدتها الأيام الماضية بشأن علاقات مصر بأشقائها بدول الخليج أكد الرئيس مجددا على عدم قدرة أحد على المساس بما يربط مصر بأشقائها في الخليج من علاقات تاريخية وثيقة، مشددًا على أن مصر تتبنى سياسة مستقلة تهدف إلى تحقيق الأمن القومي العربي من خلال تبني رؤية وطنية.
موقف مصر الثابت
كما أعاد الرئيس التأكيد على موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية والذي يشمل العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام إرادة الشعب السوري فضلًا عن نزع أسلحة الجماعات المسلحة وإعادة إعمار سوريا، مؤكدًا أن تصويت مصر على القرارين اللذين طُرحا مؤخرًا في مجلس الأمن جاء على أساس تلك الثوابت أخذًا في الاعتبار أنهما تضمنا الدعوة إلى تطبيق الهدنة في سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة وهو ما يؤكد عدم وجود تناقض في تصويت مصر لصالح هذين القرارين.
البترول
ونفى الرئيس أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودية إلى مصر جاء ردًّا على موقفها من التصويت في مجلس الأمن، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بعقد تجاري تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي لمصر في أبريل الماضي، وأن الحكومة قد اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات الكافية من البترول.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو