29 - 06 - 2012, 01:01 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الزرع والحصاد
لا تضلوا. الله لا يُشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا (غل6: 7)
إن أدوني بازق الوثني، وهو أحد رؤساء كنعان، إذ أُخذ أسيراً، قُطعت أباهم يديه ورجليه. وربما يبدو في هذا العمل مُعاملة قاسية، ولكن حكم الله كان وراء ذلك، إذ كان أدوني بازق يجني حصاد ما قد زرعه. فلقد اعترف هو بشفتيه قائلاً: « سبعون ملكاً مقطوعة أباهم أيديهم وأرجلهم كانوا يلتقطون تحت مائدتي. كما فعلت كذلك جازاني الله » (قض1: 6،7) « فالذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا ».
وكانت أم يعقوب قد حرّضت ابنها أن يذبح جدياً، وبينما كان يُطعم أباه كان يخدعه بجلد الجدي. وقد حصدت الأم ما قد زرعت، فقد كانت خطتها أن يهرب يعقوب لأيام قليلة عند أخيها لابان، ولكن الغياب قد طال به إلى عشرين عاماً، ولم تقع عينا الأم ثانية على يعقوب الذي كانت تحبه.
وعندما وصل يعقوب إلى لابان، فإنه دُعيَ على الفور لكي يحصد ما قد زرعه. لقد خدعه لابان واعداً إياه بإعطائه راحيل، وإذ كان يعقوب قد استغل ضعف عيني إسحق ليخدعه، فها هو لابان يستغل ظلام الليل ليخدع يعقوب. وتمضي سنوات طويلة بعد أن ذبح يعقوب الجدي ليخدع أباه ويأتي أولاده ليذبحوا جدياً ويرشوا دمه على قميص يوسف ويخدعوه به. « فالذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا ».
ولقد لطخ داود سُمعته وأساء إلى عرشه إذ زنى مع زوجة واحد من أكثر رجاله أمانة وإخلاصاً، ثم لكي يواري على جريمته خطط لاغتيال هذا الزوج. ويمضي عام وداود غير مُبالِ بما فعل، ولكن هل إله داود أيضاً لا يُبالي؟؟ حاشا، فإذا بناثان النبي يأتي إلى داود (2صم12) ويُخبره بهذه القصة المؤثرة عن النعجة التي ذبحها الغني وهي ليست ملكاً له، بل اغتصبها من الفقير الذي لا يملك غيرها. وإذا بالملك يستشيط غضباً على ذلك الغني قائلاً: « حي هو الرب إنه يُقتل الرجل الفاعل ذلك. ويرُّد النعجة أربعة أضعاف لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يُشفق ».
وإنه لأمر مُلفت للنظر أن الله ـ مع أنه ـ بالنعمة ـ نقل عن داود خطيته ولم يُمته إلا أنه ـ في حكومته ـ أخذ منه أربعة أضعاف؛ فأولاً مات ابن بثشبع، ثم قتل أبشالوم أخاه أمنون. وبعد ذلك قُتل أبشالوم بسهم يوآب، ثم قتل سليمان أدونيا ابن داود بالسيف « فالذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا ».
|