رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجولاني في لعبة ماكرة بين الظواهري والبغدادي
رمى زعيم النصرة أبو محمد الجولاني، عباءة القاعدة جانباً، وأعلن، في أول ظهور علني له، عن تشكيل تنظيم جديد هو جبهة فتح الشام، قائلاً إن التنظيم السوري الجديد سيكرس جهوده لمحاربة نظام الأسد، ولإنشاء دولة إسلامية، بعد انتهاء الصراع في سوريا. وكتب كلينت واتس، زميل في معهد أبحاث فورين بوليسي في فيلادلفيا، وزميل رفيع في مركز الأمن الفضائي والداخلي في جامعة جورج واشنطن، في موقع وور أون ذا روكس أن إعلان الجولاني جاء مترافقاً مع اختيار شعار جديد، وإحلال رايات بيضاء مكان أعلام القاعدة السوداء، لتمييز التنظيم عن داعش. وقد أعطى القاعدة الضوء الأخضر للانفصال عن التنظيم الأم من خلال رسالة مسجلة أذاعها أحمد حسن أبو الخير، نائب الظواهري. فصل جديد ويرى واتس أن الخطوة الانفصالية تؤشر لفصل جديد في حركة الجهاد الدولي، وتطرح سؤال عن مصير القاعدة دون أن يكون لها حصة في سوريا! ويشير الكاتب إلى أن هذا الانفصال، كان متوقعاً منذ مدة طويلة، ويمثل الخطوة المنطقية التالية لتفكك القاعدة، وظهور الحركة الجهادية. إذ منذ مقتل بن لادن، والقاعدة يجاهد لإبقاء هيمنتها على فيالقها. فقد انتقل القاعدة في شبه الجزيرة العربية( آكاب)، والقاعدة في المغرب الإسلامي( آكيم)، لتشكيل إمارات قبل أن تتم هزيمتها. وأما حركة الشباب، وهي آخر فصيل ينضم إلى القاعدة، فقد بدأ في تطبيق نمط متطرف من الحكم الإسلامي بعدما تراجعت قواته بأثر ضغط تحالف عسكري. ومن ثم جاء دور جبهة النصرة في سوريا، التي اعتبرها القاعدة آخر أمل له في المنطقة، وذلك عبر إرساله مبعوثين متشددين انضموا بداية إلى داعش في العراق، ثم بنوا تحالفاً إسلامياً وجهادياً ضد نظام الأسد. لعبة ماكرة يلفت واتس لبراعة الجولاني في لعبة ماكرة بين أكبر زعيمين للجهاد، أبو بكر البغدادي والظواهري. فقد أرسل الجولاني إلى سوريا، عندما كان نائباً للبغدادي في العراق، من أجل تشكيل فرع القاعدة هناك. ولكن ما إن تمركز هناك، حتى كشف الجولاني عن ولائه الحقيقي للظواهري، مثيراً غضب زعيمه الطموح، البغدادي، وممهداً للانفصال بين داعش والقاعدة. تراجع إلى الظل وبعد استيلاء البغدادي بداية على الرقة في سوريا، ومن ثم على الموصل في العراق، في يونيو( جزيران) ٢٠١٤، تراجعت قوة ومكانة تنظيم جبهة النصرة، وعاش زعماؤها في الظل إلى أن سيطروا، وبالتعاون مع تنظيمات سورية إسلامية أخرى، على محافظة إدلب في أقصى الشمال السوري، في مارس(آذار) ٢٠١٥. تنسيق ويقول الكاتب أن الأنباء الأخيرة عن الاتفاق لتنسيق العمليات بين الولايات المتحدة وروسيا، ضد النصرة، ربما أدت لاتخاذ قرار الانفصال عن القاعدة. وفي إعلانه عن تشكيل جبهة فتح الشام، أمكن للجولاني إيجاد وسيلة للاحتفاظ بسلطته، ولاستمالة قوى سورية، وللمنافسة على أخذ حصة من الكعكة السورية بعد توقف القتال، وكمحاولة لتجنب ضربات روسية وأمريكية في إطار محاربة الإرهاب. تخلّ مؤقت ويشير واتس إلى اختيار الجولاني لخيار التوقف مؤقتاً عن مهاجمة الغرب( العدو البعيد)، وللتركيز على الميدان السوري، في إطار رغبته باستمالة تنظيمات أخرى محلية، بهدف إقامة دولة إسلامية في نهاية المطاف، ولنزع ذريعة ضربه بحجة كونه تنظيماً جهادياً تابعاً للقاعدة. في هذا السياق، يرى الكاتب أن خبراء ومحللين في قضايا محاربة الإرهاب، يتجاهلون حقيقة بروز حركة جهادية جديدة ستحل مكان القاعدة، وداعش بعد القضاء عليه. هجين جهادي إن النصرة بتحولها إلى جبهة فتح الشام تمزج بين صفات مفضلة لدى كل من القاعدة وداعش، من أجل إنشاء هجين جهادي. وقد أبقى الجولاني على آمال القاعدة في إقامة خلافة إسلامية في سوريا، ولكنه تجنب سياسة البطش والعنف الوحشي، ومهاجمة دول غربية، التي اتبعها داعش، والذي أفقده دعم السكان المحليين. كما يسعى الجولاني لاستمالة قوى محلية وإقليمية لكي تموله بالسلاح والمال، على أساس انفصاله عن القاعدة. تغير نوايا ويقول واتس أن نوايا جبهة فتح الشام ربما تتغير فيما لو واصلت روسيا ومعها الولايات المتحدة مهاجمة التنظيم رغم إعلانه الانفصال عن القاعدة. وفي تلك الحالة، ربما يعود لشن هجمات إرهابية إقليمية ودولية في صورة الدفاع عن النفس. من هنا يدعو الكاتب قوى مكافحة الإرهاب للإعلان عن أسماء الجهاديين الذين ستطالهم هجمات وملاحقات التحالف الدولي، سواء انفصلوا عن القاعدة، أم انضموا لجبهة فتح الشام. ويرى الكاتب أن من شأن خطوة كهذه أن تشجع قوى محلية أخرى عن الانشقاق عن زعماء جبهة فتح الشام المتشددين. مصير القاعدة في سوريا ويتساءل واتس عما إذا كان القاعدة غادر سوريا بانفصال الجبهة عنه، داعياً الغرب إلى أن يقيم ما إذا كان التنظيم العالمي ما زال موجوداً في مناطق أخرى. لقد تراجعت مكانة القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، وفشل الظواهري وأنصاره في مواصلة هيمنتهم على أفرع جهادية انفصلت شيئاً فشيئاً عن التنظيم الرئيسي. جهاد دولي لم تعد استراتيجية القاعدة تمثل المرجع الإرشادي لحركات جهادية أخرى. من هنا ينبه واتس أجهزة مكافحة الإرهاب إلى عدم التقليل من خطورة فصائل جهادية متنافسة تتبع استراتيجيات مختلفة، وتؤوي جهاديين سابقين عملوا على خدمة القاعدة. ولذا يرى الكاتب أن من واجب الولايات المتحدة ودول العالم مراقبة ما يجري في عالم لم يعد يهدده خطر تنظيمين رئيسيين، القاعدة وداعش، بل حركة جهادية أكثر تعقيداً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحية ماكرة |
أهم ما يميز البن الخولاني عن باقي أنواع القهوة |
ما يميز البن الخولاني عن باقي أنواع القهوة |
محاولة ماكرة لإحراج مصر. |
القبض على محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة |