منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 26 - 07 - 2016, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 61 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

إن ما يقوله النص بمعناه اللفظي كالآتي يتكلم العريس من خلال الشبابيك مع العروس التي تسكن في الداخل ولا تمنعهم الحائط التي تفصلهم من المحادثة لأن رأس العريس تنظر من الشبابيك بينما تُبصر عيناه من الكُوى إلى داخل المنزل. إن التفسير الروحي لهذه الفقرة قريب من التفسير الذي سُقناه من قبل. يرفع النص في نشيد الأناشيد الطبيعةَ البشريةَ إلى الله بطريقة مُعينة وبنظام: أنه ينير بصيرتنا أولاً بالنبوءات وبأوامر الوصايا. (فنفهم أن الشبابيك ترمز إلى الآنبياء الذين أضاءوا لنا الطريق بنبوءاتهم، أما الكُوى فترمز إلى أوامر الوصايا المتشابكة. ومن خلالها يدخل النور الحقيقي إلى الداخل. ) أما الضوء الساطع فيأتي بعد ذلك عندما يظهر النور الحقيقي إلى هؤلاء الجالسين حسب طبيعتنا البشرية. تنير الكتابات النبوية والوصايا نفوسنا من خلال ما نتخيله كأنه شبابيك أو كوى ثم تحفز فينا رغبة قوية لرؤية الشمس خارج المنزل وأخيرًا، نصل إلى ما نرغبه لأنه أصبح حقيقة. دَعوُنا نستمع إلى ما يقوله الواحد الذي يكلمةا من وراء الحائط، أي الكنيسة من خلال الشبابيك والكُوى: “أجاب حبيبي وقال لي قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. لأن الشتاء مضى والمطر مّر وزال. الزهور ظهرت في الأرض. بلغ أوان القَضْب، وصوت اليمامة سُمع في أرضنا. التينة أخرجت فّجَّها، وقعال الكروم تُفِيح رائحتها. قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي” [ع10-13].
ما أجمل أن يصف خلق الربيع حُسن هذا الفصل. يقول داود: “أنت نصبت كل تُخُوم الأرض، الصيف والشتاء أنت خلقتهما” (مز 74: 17). هو الذي أزاح كآبة الشتاء، وأعلن أن الأمطار التي أرهقتنا قد مضت. ثم أشار إلى أن الحقول قد أينعت وازدانت بالزهور. وأن الزهور تفتحت وجاهزة لمن يقطفها ليعمل منها مجموعات للزينة أو لتجهيزها لاستخلاص العطور. إن صدى الصوت يجعل الفصل ممتعًا، ويتردد غناء الطيور في بساتين الفاكهة، ويصل صدى صوت اليمامة الشجي إلى آذاننا. ويتكلم العريس أيضًا عن شجرة التين والكرم التي يُنبئ مظهرها الحاضر بالفرح بما ستنتجه في المستقبل القريب. فيظهر التين الصغير وغيره على الفروع الملساء وكلاهما يمتع حاسة شمنا بالرائحة الزكية. وهكذا يُظهر الكتاب المقدس مقدار الفرح في وصفه لصورة الربيع الغنية. إنها تضع الكآبة جانبًا ونتمتع بجمال الوصف. إنني اعتقد أنه بالإضافة إلى ذلك، يلزم لنا ألاَّ نتوقف في وصف هذه الأشياء التي تُدخل السرور إلى النفس. وبالأحرى يجب أن تقودنا هذه إلى الأسرار التي تتضح من خلال هذه الكلمات حتى نكشف ما تخفيه من كنوز.
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 62 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

وماذا نقول نحن الآن؟ كانت الطبيعة البشرية في وقت من الأوقات متجمدة خلال الوثنية فتحولت طبيعة الإنسان القادرة على التغيير إلى الطبيعة التي لا حياة فيها كالأصنام التي كانوا يعبدونها. يقول الكتاب: “مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها” (مز 115: 8).
ولا يمكن تلافي هذا الأمر لأن كل الذين ينظرون إلى الله ويحفظون وصاياه يكتسبون صفات الطبيعة الإلهية، بينما الذين ينحازون إلى الباطل أي الأصنام يتحولون إلى ما يعبدونه ويصيرون حجارة بدلاً من بشر.
وبما أن طبيعتنا تحولت إلى حجارة بواسطة عبادة الأصنام وأصبحت مُجمدة في الوثنية الباردة وغير قادرة على التقدم، بزغت شمس البر (ملا 4: 2) في هذا الشتاء القارس وحفزت ظهور الربيع. وأزالت رياح الجنوب الدافئة آثار البرد وأدخلت أشعة الشمس المشرقة الدافئة في كل الأرض. لذلك، فالجنس البشري الذي كان قد تحول إلى حجارة بواسطة البرد، قد يشمله الدفء بواسطة الروح القدس، أشعة كلمة الله، وهكذا يصبح مرة أخرى مثل المياه التي تمنح الحياة الأبدية (يو 4: 14). “المُحوِّل الصخرةَ إلى غدران مياه الصَوَّان إلى ينابيع مياه” (مز 114: 8).
أعلن يوحنا المعمدان هذا بوضوح لليهود عندما قال: “إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم (مت 3: 9). سمعت الكنيسة هذه الرسالة من الكلمة الله باِستقبالها العظيم للحق من خلال شبابيك الآنبياء ومن الكُوى التي تنفذ منها أشعة الوصايا. وفي نفس الوقت فإن الحائط الرمزي للتعليم – أعنى الوصايا – اِستمر في مكانه، مُكوّنًا ظلاً لما سيأتي من أشياء طيبة.
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 63 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

أنه لم يُظهر الصورة الواقعية لهذه الحقائق. فقد وقف الحق خلفه مختبئًا على هيئة رموز. وصل نور المسيح الكلمة إلى الكنيسة أولاً من خلال الآنبياء ثم بشهادة الإنجيل فزال كل ضباب الرموز وسقط الحائط، الذي كان يفصلنا عن النور. واتصل الهواء داخل المنزل بالنور السماوي وأصبح من غير الضروري أن يصلنا الضوء عن طريق الشبابيك، لأن النور الحقيقي أضاء الداخل إضاءة كاملة بأشعة الإنجيل. لذلك يصرخ كلمة الله إلى الكنيسة من خلال الشبابيك محفزًا إيَّاها لكي ترفع إلى أعلى من قد سقط على الأرض. قائلاً: قوموا الآن من سقطاتكم، أنتم من انزلقتم وسقطتم في الخطية. لقد وقعتم في شرك الحية وسقطتم على الأرض بعد عصيانكم. اِنهضوا إلى أعلى.
قال العريس: “لا يكفي أن تقوموا من سقطتكم على الأرض، ولكن يجب أن تتقدموا في عمل الخير وتصلوا إلى آخر الطريق في الفضيلة. ” نتعلم هذا من مثال المفلوج في الإنجيل (مت 8: 6)، فلم يقل السيد المسيح للمفلوج أن يحمل سريره فقط، بل أمره أن يمشي. إنني اعتقد أن هذا النص يوضح التقدم والسير نحو الكمال. يقول المسيح: “قم وتعالى”. ما هي القوة التي تكمن في هذا الأمر؟ حقًا إن صوت الله هو صوت القوة (مز 68: 34). يقول: “أعطوا عِزًّا لله على إسرائيل جلاله وقوته في الغمام”. ثم يقول: “لأنه قال فكان، هو أَمَرَ فصار” (مز 33: 9). انظر أيضًا ما يقوله العريس لعروسه: “انهضي ثم تعالي”، وفي الحال يتحول أمره إلى حقيقة، وفي نفس الوقت تستقبل العروس قوة كلمة الله، فتقف وتتقدم نحوه، وتقترب من النور. ويشهد كلمة الله عندما يراها ويقول: “أجاب حبيبي وقال لي: قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي” (نش 2: 10).
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 64 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

ما هو ترتيب الكلمات هنا؟ كيف ترتبط كل كلمة بالأخرى؟ كيف تُحفَظ تسلسل الأفكار دون أن تنكسر السلسلة؟ تسمع العروس الأمر وتتقوى بكلمة الله، ثم تنهض وتتقدم إلى الأمام وتقترب وتُصبح جميلة وتُسمَّى حمامة. كيف يرى الشخص منظرًا جميلاً في مرآة إلا إذا عكست المرآة صورة شيء جميل؟ الطبيعة البشرية هي أيضًا كذلك، ولم تكم طبيعةً جميلةً إلا بعد أن اقتربت من الجمال الحقيقي وتم تغييرها بواسطة صورة الحب الإلهي. تستمر الطبيعة البشرية على صورة الحية طالما بقيت راقدة على الأرض أخذت صورتها. ولكن الآن نهضت الطبيعة البشرية وقامت ورفعت وجهها إلى أعلى لكي تُبصر الخير، وأدارت ظهرها للشر، وأصبحت فرِحةً مسرورًة لما تنظر إليه. أي إلى الجمال الأبدي. لذلك صارت الطبيعة البشرية مُضيئة عندما اقتربت من النور. وفي هذا النور أخذت شكل الحمامة الجميل، وأعنى الحمامة التي تنبئ بحضور الروح القدس.
تكلم الكلمة وسمَّاها “جميلة” بسبب قربها منه، وحمامة لأنها جميلة. ويستمر النص في تقرير أن حُزن الشتاء لا يملك بعد على نفوسنا، لأن البرد لا يمكن أن يواجه أشعة الشمس. “لأن الشتاء قد مضى والمطر مًرَّ وزال” (نش 2: 11).
يُطلق النصُ الكثيَر من الأسماء على الشر حسب تأثيره المختلف: فيسميه الشتاء، المطر، نقط المطر ويرمز كل اسم لنوع مختلف من الإغراءات. تُشير كلمة الشتاء إلى مجموعة الشرور. إن الذي يزدهر، في الشتاء يختفي الآن. إن الأوراق الخضراء الجميلة التي تُزيِّن الأشجار تسقط من الفروع وتختلط بالأرض. ويتوقف غناء الطيور الشجي، ويهرب العندليب. وينام عصفور الجنة وتذهب اليمامة إلى عشها. فكل شيء يشبه حزن الموت. وتشبه فروع الأشجار العِظامَ التي تُعرَّى من اللحم، فهي عارية ومنظرها مؤسف عندما يُقارن بمنظرها وهي تحمل الأوراق والأزهار.
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 65 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

فكِّر أيضًا فيما يحدث للبحر من أحداث مفزعة في الشتاء. إذ ترتفع المياه من الأعماق وتكوِّن قمم الأمواج التي تشبه الجبال حيث ترتفع المياه وكأنها صخور عمودية ثم تنكسر هذه الأمواج الواحدة تلو الأخرى على الشاطئ وكأنها آلات حربية.
يتراءى لي أن آثار الشتاء وكل ما يشبهها لها مع أني تصويرية. فما هو الذي يذبل ويضيع خلال هذا الفصل؟ ما هو الذي يُسقط من الفروع ويُذرَّى على الأرض؟ ماذا يشير إليه سكوت الطيور؟ ما هو ارتفاع الأمواج؟ ما هو المطر؟ ما هي نقاط مياه المطر؟ كيف يتوقف المطر؟ ترمز هذه العناصر إلى معنى الشتاء وكأنها عناصر حية وتعبر عن نفسها.
والآن لا يسعني إلا أن أفسر كل عنصر من هذه العناصر على حدة وأرى أن معانيها واضحة بما فيه الكفاية. اِزدهرت الطبيعة البشرية عندما كانت في الجنة وكانت تتغذى بمياه الينابيع الموجودة بها. وازدان الإنسان بأزهار الأبدية بدلاً من الأوراق، ولكن لما حل شتاء العصيان جفت الجذور وسقطت الأزهار إلى الأرض فتجرَّد الإنسان من جمال الأبدية، وجفت خضرة الفضائل وبرد حب الله للإنسان لازدياد عصيانه، وهكذا ارتفعت قمة الانفعالات التي أنتجت الرياح التي أدت إلى تحطم سفينة النفس.
ولكن بعد مدة جاء من منح الربيع لنفوسنا. فأمر ريح الشر التي أهاجت البحر أن تسكن: “وقال للبحر اُسكت اُبكم. فسكت الريح وصار هدوء عظيم” (مر 4: 39). فأصبح كل شيء هادئًا، وابتدأت حياتنا في الازدهار وازدانت بالبراعم والأزهار، وتمثل الأزهار الفضيلة في حياتنا التي تُثمر في مواسمها. لذلك يقول كلمة الله: “لأن الشتاء قد مضى، والمطر مرّ وزال. الزهور ظهرت في الأرض. بلغ أوان، القَضْب وصوت اليمامة سُمع في أرضنا” [ع11-12].
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 66 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

يقول العريس: “اُنظروا فإن المروج مزدهرة بأزهار الفضيلة. هل ترى هذا النقاء في جمال النرجس العبق؟ هل ترى ورد التواضع والبنفسج الذي يمثل رائحة السيد المسيح الزكية؟ لماذا إذن لا تعمل تاجًا من هذه الزهور؟ فهذا هو موسم قَْضب الزهور وتعمل فرعًا تاجًا لتزين به نفسك. قد حلّ موسم التقليم”. يشهد بذلك صوت اليمامة أي أنه يشبه، “صوت صارخ في البرية” (مت 3:3) فيوحنا المعمدان هو اليمامة. هو الذي تقدم هذا الربيع المنير الذي أنبت لبني البشر الزهور الرائعة للقضيب، وقدمها لكل من رغب في جمعها. أنه هو الذي بيَّن لنا “ويخرج قضيب من جذعه يسىَّ” (إش 11: 1)، “هو حمل الله الذي حمل خطية العالم” (يو 1: 29). وهو الذي أوضح لنا الندم على الخطية والحياة حسب الفضيلة. يقول النص: “سُمع صوت اليمامة في أرضنا”: وهي تنادي “يا أرض” هؤلاء الذين أُدينوا لخطيتهم، هؤلاء الذين يُطلِق عليهم الإنجيل جباة الضرائب والعاهرات، الذين سمعوا صوت يوحنا المعمدان بينما البقية لم تقبل تعاليمه. أما عن التين، فيقول النشيد: “التينة أخرجت فجَّها، وقُعال الكروم تُفيح رائحتها. قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي” [ع13].
يجب أن نفهم النص كالآتي: يستمد التين الماء من أعماق الأرض عندما يكون الجو حارًا فتتجمع كمية معينة من السائل في الشجرة التي تُخرِج الماء الزائد عن الحاجة من خلال أطراف الأغصان. تتكرر هذه العملية مرات عديدة إلى أن تنتج الشجرة الثمار المغذِّية في الوقت المناسب بعدما تتخلص من المواد الغير مرغوب فيها والزائدة عن حاجتها. وتُنتج الشجرة نوعًا من التين (يعرف بالتين البدائي أو مقدمة التين)، ويُسمى “التين الصغير” وقد يأكله من يريد، وهو ليس بالثمار الحقيقية، ولكنه مقدمة لها. غير أنه يعطي فكرة عن ماذا يكون شكل الثمرة الكاملة النضج، لأن ثمار التين المبكرة يقول النص، هي علامة على الثمار التي تؤكل.
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 67 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

وصف النشيد الربيع الروحي للعروس، هو الفصل الذي يأتي بين كآبة الشتاء وفرح الثمار في الصيف. لهذا السبب يُعلن بالتفاصيل الدقيقة انقضاء شرور (الشتاء)، غير أنه لا يُفصح تمامًا عن ثمار الفضيلة الكاملة. وسوف يكشف عن هذه في الوقت المناسب عندما يحل فصل الصيف. أنت تعرف بالتأكيد من كلام الله ماذا يعني الصيف: “الحصاد هو انقضاء العالم والحصَّادون هم الملائكة” (مت 13: 39). ويوضح النص الآن الآمال التي تزدهر بواسطة الفضيلة، والتي تأتي ثمارها كما يقول النبي في الوقت المناسب (مز 1: 3). تشبه الطبيعة البشرية شجرة التين التي سبق ذكرها. فإنها تجمع ماء الشر خلال فصل “الشتاء” الروح. لذلك فالواحد الذي يجلب لنا “ربيع” الروح ويرعى نموِّنا يُلزم طبيعتنا أن تنفض خارجًا كل ما هو غير نقي وزائد ليس من خلال الأغصان، ولكن من خلال الاعتراف. ثم يضيف لحياتنا علامات مُميزة للنعمة التي نفوز بها من خلال الحياة النقية، كما يعلن عن ظهور التين الكامل النضج بعد ظهور التين الصغير. هذا هو المعنى المقصود مِنْ ” أنتجت شجرة التين الصغير”
وهذا أيضًا هو المعنى المقصود من الكرمة المزدهرة، التي يُفرِح خمرها القلب (مز 104: 15)، وفي يوم من الأيام يملأ كوب الحكمة. وسوف يقدم مجانًا لهؤلاء الذين يشربون من المواعظ العالية ويستمتعون بها وكأنهم سكارى منتشين بوعيّ جميل. وأعني به الغيبة التي يمر بها الشخص بثبات من دائرة الماديات إلى الروحانية المقدسة. والآن تزهر الكرمة بواسطة براعمها ويخرج منها عبير عطر حلو ناعم يملأ الجو ويحيط بنا.
وأنت تعرف هذه الرائحة الزكية من القديس بولس (2 كو 2: 16)، وتعرف كيف تنطبق على كل الذين يُخَلَّصون.
يوضح كلمة الله هذه الأشياء للعروس كتذكار لأيام الربيع الجميلة للنفس. ثم يحفزها على التمتع بما يوجد أمامها: ويشجعها قائلاً: “التينة أخرجت فجَّها وقُعال الكروم تُفيح رائحتها. قومي يا حبيبتي ياجميلتي وتعالي”.
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:48 PM   رقم المشاركة : ( 68 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

ما هذا التعليم العظيم الذي يكشفه لنا الله في هذه الكلمات!
إن الكاتب المُلهم لا يكرر هذه الآية كلمة بكلمة دون سبب. يوضح التكرار أنه يوحي بتعليم مهم. يقول النص: أن الطبيعة الأبدية المباركة تعلو فوق كل إدراك وتشمل كل الأشياء في داخلها وهي غير محدودة. لأنه لا يوجد اسم أو مبدأ يمكنه أن يضع حدودًا لها: ليس الوقت أو المكان أو اللون أو الشكل أو الصورة أو الحجم أو الكمية أو الحدود أو شيء آخر. فأي خير نلم به يتبع طبيعة الله ويوجد في اللآنهاية وغير محدود بمقياس. لأن الشر ليس له مكان بينما الخير ليس له حدود.
يوجد بالطبيعة البشرية المتغيرة الخير والشر ويتبادل وجودهما لأن عندنا القدرة على اختيار أيّا منهما، وهما متناقضان. والنتيجة أنه يتبادل وجود الخير فينا مع الشر، ويُصبح الشر حاجزًا للخير. فجميع نشاطات نفوسنا تظهر متعارضة، وهي تشجب وتحدد بعضها البعض. وعلى الجانب الآخر تظهر الطبيعة الإلهية بسيطة، نقية، متجانسة (متوافقة) ثابتة، غير متغيرة وهي دائمًا على ما هو عليه (غير المحوى غير المستحيل)، وهي تستمر غير محدودة في الخير، لأنها لا يمكن أن تشترك مع الشر. وهي لا تعرف حدودًا لأنها لا تحتوي على متناقضات أو مضادات، لذلك حينما يجذب الله نفسًا بشرية لكي تتحد معه، وذلك لما له من وفرة السمو في الخير، تستمر النفس أولاً في النمو باشتراكها فيما هو أعظم منها، ولا تقف أبدًا عن النمو. والناحية الثانية التي تستفيد منها النفس هي أن الخير الذي تشارك فيه النفس يظل كما هو (غير محدود). لذلك فكلَّما استمرت النفس في المشاركة تعرف أكثر، وبوضوح أن هذه المشاركة جعلتها ترتفع في السمو إلى أفاق عُليا.
نحن نرى الآن العروس والكلمة يقودها إلى أعلى درجات الفضيلة، إلى علو الكمال.
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 69 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

في البداية يرسل لها الكلمة شعاعًا من نور من خلال شبابيك الآنبياء وكُوى الوصايا. ثم يشجعها على أن تقترب من النور وتصير جميلة بواسطة تحوُّلها إلى صورة الحمامة في النور. وفي هذه المرحلة تأخذ العروس من الخير بقدر ما تستطيع. ثم يرفعها الكلمة لكي تشارك في جمال أعلى لم تتذوقه من قبل. وبينما هي تتقدم تنمو رغبتها في كل خطوة، لأن الخير غير محدود أمامها. وتشعر باستمرار مع حلول العريس معها أنها قد ابتدأت صعودها للتوّ فقط. لذلك يقول الكلمة للعروس التي أقامها من النوم: “انهضي”. وإذ جاءت إليه يقول لها: “تعالي”، لأن الشخص الذي دعاها للنهوض بهذه الطريقة في استطاعته أن يقودها إلى الارتفاع والنهوض بها إلى مستوى أعلى.
الشخص الذي يجري نحو الله ستكون أمامه مسافات طويلة. لذلك يجب علينا أن نستمر في النهوض ولا نتوقف أبدًا عن التقرب من الله. لأنه كلما قال العريس “انهض” و “تعال” فإنه يعطي القوة للارتفاع لما هو أفضل. لذلك لابد أن تفهم ما يأتي بعد في النص. عندما يحفِّز العريس العروس الجميلة لكي تكون جميلة، فهو يذكرنا حقًا بكلمات الرسول الذي يطلب منا أن نسلك سلوكًا فاضلاً لكي نتغير من مجدٍ إلى مجدٍ (2 كو 3: 18). وهو يعني بكلمة “مجد” ما فهمناه وحصلنا عليه من بركة في وقت من الأوقات، ولا يهم مقدار ما حصلنا عليه من مجدٍ وبركةٍ وارتفاعٍ، لأنه يُعتقد أننا حصلنا على أقل مما نأمل في الحصول إليه. ولو أنها وصلت إلى جمال الحمامة بما قد حققه، إلا أن العريس يأمرها بأن تكون حمامة مرة أخرى بواسطة تحوِّلها إلى شيء أحسن. فإذا حدث ذلك فإن النص سوف يُظهر لنا شيئًا أحسن من بهذا الاسم “حمامة”.
 
قديم 26 - 07 - 2016, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 70 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

يا حمامة في محاجئ الصخر في سِتْرِ المعاقل، أريني وجهك، أَسْمِعِيني صوتك، لأن صوتك لطيف، ووجهك جميل” [ع14].
ما هذا الصعود إلى الكمال الذي تُظهِره هذه الكلمات؟ يلزم أن يكون اشتياقنا للأحسن دليلنا. فهو يقول: “تعالي بنفسك” ليس لأنك حزينة أو لأنك محتاجة، ولكن تلقائيًا بنفسك، مؤكدة بتفكيرك الشخصي رغبتك في الخير غير منقادة بالحاجة إليه. فالفضيلة يجب أن تكون غير مفروضة وإرادية، ومنزهة عن كل حاجة مادية. كان هذا الحال مع داود الذي أدرك أن الله يفرح فقط بما عمله بتلقائية ووعد أنه سوف يقدم ذبائحه بتلقائية. وهكذا مع جميع القديسين الذين قدموا أنفسهم بتلقائية إلى الله ولم يكونوا أبدًا منساقين بحاجة في أنفسهم.
يجب الآن أن تُظهِروا استعدادًا كاملاً أنكم ترغبون أن ترتفعوا إلى ما هو أحسن. وعندما تُنجِزون هذا يقول لكم العريس أنكم ستدخلون إلى “ملجأ الصخرة بالقرب من الحائط” وإذا أردنا أن نوضح ما عبَّرت عنه الرموز، يصبح المعنى كالآتي: يوجد ملجأ واحد للنفس البشرية، وهو الإنجيل المجيد. ومن يدخل هذا الملجأ لا يحتاج أن يتعلم بواسطة الأمثلة والرموز لأن الحق يوضح الغموض في رسالة الوصايا. لا يمكن لمن يفهم عقيدتنا أن ينكر أن الإنجيل هو الصخرة، إذ أن فقرات عديدة تعلم أنه صخرة.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مهاجمة سفر نشيد الأنشاد
سفر نشيد الأنشاد
سفر نشيد الأنشاد
المسيح في سفر نشيد الأنشاد
نشيد الأنشاد


الساعة الآن 11:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024