منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 07 - 2016, 06:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

الراعي طبيب مُعالج

يوحنا الدرجي


الراعي طبيب مُعالج


الراعي الحقيقي هو الذي يستطيع بمحبته وهمّته وصلاته أن يجري وراء الأغنام الناطقة التي ضلّت ويعيدها إلى الطريق القويم.


الرّبان هو من اقتنى بنعمة الله وجهاده الذاتي قوة روحية ينقذ بها السفينة ليس فقط من هياج الأمواج بل من عمق اللجّة.


الطبيب هو الذي امتلك صحة النفس والجسد ولا يُعوزه بعد أيُّ دواء لهما.


المعلم الحقيقي هو من يحمل في ذاته كتاب المعرفة الروحي المكتوب بإصبع الله أي بالاستنارة الآتية منه تعالى، ولا يعود يحتاج إلى كتاب آخر.


كما أنه عارٌ على الرسامين أن يقتصر فنهم على نسخ الرسوم القديمة، كذلك عار على الرعاة أن يقلّدوا غيرهم في تعليمهم.


يا من تُهذّبُ من هم دونك علّمهم ما هو من فوق حين تكون أنت قد تهذّبت من فوق. ولتعلّمك رتبتك المنظورة ما هو غير المنظور.

لا تنسّ قول من قال: "لم أتسلّم انجيلي ولا تعلّمتُهُ من إنسان" (غلا1)، لأنه يتعذر على اللاصقين بالأرض أن يداووا الآخرين.

الرّبان الصالح ينقذ مركبه، والراعي الصالح يُنعش أغنامه العليلة ويشفيها، وبقدر ما تتبع الأغنام راعيها بأمانة وتسير وراءه قُدُماً بهذا المقدار يُجيب عنها أمام رب البيت.


فليَرْم الراعي بحجارة أقواله الأغنام التي تتخلّف عن القطيع عن توانٍ أو شراهة. فهذه علامة أيضاً الراعي الصالح.


إذا ما بدأت الأغنام تسترخي بسبب حرارة الشمس أو بالحري حرارة الجسد، شَخَصَ الراعي ببصرة إلى السماء وازداد سهراً عليها، إذ غالباً ما يؤخذ الكثير منها فريسةً للذئاب في أوقات الحرّ الشديد هذه. ولكن إذا ما حنت رأسها إلى الأرض كما تفعل الخراف عادة في أوقات الحرّ فسوف نشهد تحقيق قول المرنم: "القلب المتخشع المتواضع لا يرزله الله" (مز 50)


إذا ما داهم القطيع ليلُ الأهواء وظلامها فليقف الكلب بلا حراك مُتجهاً نحو الله، فاعلم (يا حضرة الراعي) أن الكلب هو ذهنك الذي عليه يترتّب أن يهزم الوحوش.


تزود أنت أيضاً أيها الأب الموقر بلزقات، وجرعات دواء، ومشارط، ومساحيق وقطرات (للعينين) وأسفنجات، ومفاصد (أدوات لنزيف الدماء) ومكاوٍ ومراهم ومنومات ومباضع وضمّادات، وسكين ورباطات ووصفات مضادة لغثيان النفس.

إن لم نستعمل هذه الأشياء كيف نستطيع أن نمارس عملنا؟

سيتعذر علينا ذلك إذ أن الأطباء يتقاضون أجراً لا على أقوال بل على أفعال.


فاللزقة (الضمادة) هي علاج الأهواء الخارجية التي هي أهواء الجسد.


والشَربة (جرعة الدواء) هي لمعالجة الأهواء الداخلية باستخراج الأوساخ غير المنظورة.


أما المشرط فهو الإذلال الذي يكوي وينظّف تقيح الكبرياء والإعجاب بالذات،


وقطرة العينين هو لأجل تطهير عين النفس المتعكرة والمظلمة بالغضب. إنها توبيخ حادٌ من شأنه أن يشفي سريعاً.


أما المفصد فهو استخراج عاجل لنتانةٍ غير منظورة، انه تدخّل حازم وحاسم لإنقاذ المريض.


والأسفنجة هي العناية والتعزية اللتان يحيط بهما الطبيب مريضه بعد الفصد أو العملية الجراحية بالأقوال المُشجعة العطوفة واللطيفة.


والمكواة هو قانون تأديب نفرضه لوقت محدد من أجل توبته.


والمرهم هو العزاء الذي يُقدَّم للمريض بعد الكيّ بأقوال مناسبة أو بتسكين خفيف لوجعه.


المنوّم هو أن نحمل حِملَ التلميذ عنه ونؤمّن له بواسطة طاعته الراحة والنوم اليقظ والعمى المغبوط الذي يجعله لا يرى الصلاح الذي فيه.


والرباطات هي اعتماد الصبر لإعادة تثبيت وتشديد الذين توانوا واسترخوا بدافع المجد الباطل.


وأخيراً المبضع أو السكين، الذي هو الحسم والعزم على قطع جسمٍ قد ماتت النفس فيه وبتر عضوٍ مغنغر فاسد قد ينقل فساده للآخرين.

طوبى للأطباء الذين لا يتعرضون لغثيان النفس وللرؤساء (الرعاة) الذين انعتقوا من الأهواء، لأن الأولين إذ لا يشمئزون من شيء يستطيعون تأمين العناية اللازمة للمريض رغم نتانته الشديدة، والثانين (الرعاة) قادرون على بعث النفوس المائتة.

على الطبيب (الراعي) أن يكون مجرداً من الأهواء كلياً لكي يستطيع في بعض المناسبات أن يتصنعها، وخاصة الغضب، لأنه ان لم يكن قد تحرّر منها كلياً فلا يقدر أن يتظاهر بها دون أن ينفعل.

يعرف الطبيب أن الله قد وهبه الحكمة حين يتمكن من شفاء أمراض عضالة مستعصية على كثيرين غيره.

رأيت أطباء (روحيين) لا يعمدون إلى تنبيه مرضاهم إلى الخطر فكانوا بذلك يجلبون على المرضى وعلى أنفسهم كثيراً من العناء والعذاب ... أحزِن المريض إلى حين لئلا يصبح داءُ مزمناً أو يموت بسبب صمتك الكريه. فإن صمت الربان جعل الكثيرين يظنون أنهم يُبحرون حسناً إلى أن يصطدموا بصخور البحر.

المحبة هي التي تُظهر الراعي الحقيقي لأن الراعي العظيم بدافع المحبة شاء أن يُصلب.



المرجع: "رسالة إلى الراعي" للقديس يوحنا الدرجي ... كتاب "السلم إلى الله" تعريب مارجرجس الحرف.
رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2016, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,290

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الراعي طبيب مُعالج

ميرسي على مشاركتك الجميلة يا مرمر
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 07 - 2016, 01:30 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الراعي طبيب مُعالج

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فَمَريمُ بِفَضلِ تَواضُعِها رُفِعَت أَعالي القِمَمِ والذُّرَى
هل لله المركز الأول في حياتي، أم تحتل أشغالي ذلك المركز؟
" أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي و
الرهبانيات العالمية ومدارسها الراقية7(الراعى الصالح)-(سيدة المحبة)-أنا هو الراعى الصالح
كلمات ترنيمة أنا الراعي الراعي الصالح


الساعة الآن 03:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024