منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 06 - 2016, 06:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

بذل الذات قربانا حيا


بذل الذات قربانا حيا
إن حياة الكاهن الداخلية التي نتناولها في هذا القسم الثالث تحيي كهنوته كسر في الله (القسم الأول) وكخدمة في الكنيسة (القسم الثاني). إن الصعد الثلاثة تؤلف في الحقيقة وحدة حيّة ومتداخلة، وعلى هذا الأساس فقط تحيي حياة القلب سر الكهنوت في أصالته وسعته، وذلك على مثال سعة الليتورجيا التي تشمل الليتورجيا السماوية والكنسية والقلبية.
لقد رأينا أن الخدمة هي فعل عبادة بالنتيجة: سر اتحاد بالله وعودة إلى الآب. ونعلم أن كل خدمة ليتورجية هي بدورها حركة كبرى نعود بها إلى الآب وراء السيد المسيح. إن الكاهن في خدمته يدخل قدس الأقداس ولكن دون أن ينفصل عن الكنيسة المُسَلَّمة إليه والتي تسلمه هو إلى الله. ولهذه الحقيقة أوجه ثلاثة:
1-الصلاة والتجدّد الشخصي
إن الكاهن (ككل مسيحي ولكن بصورة أخص) يلتزم التجدّد الدائم، إذ عليه على مثال المسيح أن ينسكب بلا انقطاع ولا ينضب، مضحياً بذاته دون هوادة، وبالتالي أن يتجدّد دوماً لئلا يذبل ويذوي ويهترئ. ويجدر بنا أن نذكر هنا قول الكاهن في القداس الإلهي عند تجزئة القربان: “يجزأ ولا ينقسم، يوزع دائماً ولا يفرغ أبداً”. فالكاهن هو بمثابة قربان حي، على منوال المسيح، تكمن غلبته في كسره وتوزيعه وهي نتيجة وثمر لكسره وتوزيعه. فعليه إذن أن يدخل في سر التحديد هذا، أن يسكب باستمرار على مثال نهر ماء حي، وهو بقدر ما يُسكب يتجدّد ولنذكر أيضاً قول بولس الرسول إلى أهل كورنثوس: “… نُشتَمْ، فنبارك، نُضطهد فنحتمل، يُفترى علينا فنعظ…” (أنظر كل المقاطع في1 كو 4: 9-13)، وقوله إلى أهل فليبي: “وإني ولو أرقت دمي سكيباً على ذبيحة إيمانكم وخدمته أُسَرُ وأفرح معكم أجمعين” (فيل2: 17). إنه “سكيب” أي في حالة انسكاب متواصل، كمحرقة دائمة على مذبح إيمان رعيته. إن “دم” الكاهن، إي حياته وروحه، هو الذي يُراق على الدوام كذبيحة ليسقي إيمان الناس. وهذا التجدّد والانسكاب المطّرد علامة على أن الكاهن يحيا الخدمات التي يقيمها ويحيا منها ويقدم ما يحياه للآخرين.
رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

إن في حياته “شدة”: هو مشدود بين واقعين أو قطبين. القطب الأول أن له “سلطاناً” على جسد المسيح ودمه الكريمين، يحمل بين يديه ذبيحة الجسد كله، الرأس والأعضاء معاً، متولياً من قبل الله خدمة “سرية” بصرف النظر عن أي فضل شخصي أو أهلية بشرية إذ يكهن ويغفر للناس خطاياهم لا باسمه هو بل باسم المسيح (En Christo, in persona Christi). فخدمته “تفعل” بحد ذاتها (ex opera operato) ، إنها وقائع رتبها الله بنعمته. إلا أن في ذلك نوراً عظيماً وفي الوقت نفسه خطراً للكاهن: خطراً بأن يؤول إلى نوع من “أوتوماتيكية” تنجم عن الاعتياد على السر، عن عادة البقاء خارج الطقوس دونما اشتراك داخلي حار فيها. إننا، شيئاً فشيئاً ودون أن نعي ذلك، نفقد الحرارة الداخلية، فننضب ولا نبلغ إلى تجسيد ما نمارسه ونمتهنه. ولذا فالقطب الثاني من “الشدة” في حياة الكاهن هو الصلاة، أعني ضرورة صلاته الشخصية: إن الصلاة “سر” بشري (un sacrament humain) بمعنى أنها تنقل إلينا نعمة الله من خلال عمل أو حركة روحية معظمها بشرية. إنها سر يفعل بقدر ما نتبناه ونتخذه ونحييه بحياتنا ودمنا وروحنا. فيجب بالتالي عدم إهمال الصلاة الشخصية بداعي قيام الصلاة الليتورجية. هذا ولا نخجلن من أن نصلي الصلاة الليتورجية بصورة شخصية ونحياها بالفعل كصلاة ثقة وشكر وتوسط وأنين.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

فمن المهم أولاً أن تعبِّر صلاة الكاهن تعبيراً جلياً عن ثقته وإيمانه بالله. نحن في وضع ألفة حميمة مع سر الإله الحيّ المتسامي والبعيد عن كل ألفة. إن الله يريدنا “أليفين” وإياه كوننا من عائلته وبيته، من أبناء البيت. الله يريدنا أن نبلغ حالة دائمة من الألفة والدالة لديه: “أن نجسر بدالة وندعوك آبا غير مدينين”.. فلا يكن الكاهن خائفاً متخوفاً، ولا يرتبكن بصغره ونقائصه، فهذا لا يليق به، إنه جبنٌ في الإيمان، جبن الأطفال في الإيمان، أن يعثر بضعفاته. إن نعمة الله القدير تدعوه لتكسوه بكرامة الخدمة الفضلى، ولذا ينبغي أن تكون صلاته صلاة ثقة قبل كل شيء. ينبغي أن يشهد دون انقطاع عن ثقته بإلهه، مُقِراً ومُعْتَرفاً باستمرار بالإيمان به وبقوته وقدرته.
ثم إلى جانب الثقة بالله على الكاهن أن يعتاد الشكر، أن يشكر لله كل ما يحصل له فلا يتزعزع في إيمانه والتصاقه بالرب وخدمته له من جراء المحن والمصائب والفشل وما إلى ذلك. ولا ينسين أن ترتفع صلاته توسطاً من أجل رعيته وأبنائه لغفران خطاياهم وتقديسهم ونموهم الروحي. ثمّ ينبغي أيضاً أن تكون صلاته صلاة أنين لأنها حاجته العميقة المسجلة في لحمه ودمه بالرغم من كل الظواهر. فلا يخجلن من الأنين أمام الرب فهذه أيضاً ذبيحة مرضية أمام الله: “أسكب أمام الرب تضرعي وأحزاني قدامه أخبر” (مز141: 2). فليسكب أمام الرب دائماً عجزه وحقارته.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

إن صلاة الكاهن تنهل مباشرة من صلاة الكنيسة (التي هي صلاة الإله المتجسد) متغذية من القداس الإلهي، وكل الخدمات الطقسية. فإذا كان متيقظاً “حياً” تنسجم فيه الصلاتان وتتطابقان، أعني صلاة الكلام وصلاة الروح، صلاة الكنيسة التي هي صلاة الروح القدس، وصلاة روحه هو، لأن هناك ارتباطاً صميماً بين روح الله وروح الإنسان يمكننا من أن نلتصق بسهولة بنعمة الرب، فنبقى في نضارة وتأهب وثقة ولا نعود نلتفت إلى حقارتنا أثناء إقامتنا للقداس الإلهي. عند ذاك يدخل فينا فعل الروح ويفعل، وهو روح الصلاة، فنصير خيراً من روح صلاتنا.
ولكن لا يظن ّ الكاهن من جراء هذا أنه معفى من مطالعة الكتاب المقدّس وأنه يستطيع أن يستغني عنها بل الأمر هو عكس ذلك، لأن مطالعة الكتاب هي أيضاً طريقة وطريق لتجديد نفسه تجدّداً عميقاً. فليقرأ الكتاب ببطء مكتفياً ببضع آيات منه يتأملها ويتعمق في معناها فتكون فرصة لتجمع ذاتي وتأمل كياني. ينبغي أن “نجترّ” الكتاب المقدّس في هدوء وصمت، في لحظات نرفع فيها النفس صباحاً باكراً وفي مجرى النهار انطلاقاً من آية كتابية ما وحول فحواها، فيكفي هذا عند ذاك لأن تكون نفسنا متجردة وغير لاصقة بالاهتمامات الأرضية بل “مرطّبة” وفرحة بالروح. إن الكاهن بحاجة إلى ذلك لكي لا يغرق في فرائضه وواجباته الخارجيّة…
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

وإلى جانب تجدّد الكاهن عن طريق الفرح الداخلي بالسر الذي يحياه في الليتورجيا الإلهية فإنه يتجدّد أيضاً عن طريق اتصاله بالآخرين اتصالاً حياً وعميقاً وبروح الاحترام للشخص الآخر. فإن الرب كثيراً ما يكشف لنا ويفهمنا أموراً أساسية ثمينة عن طريق الآخرين ويفتق فينا فرحاً شخصياً من خلال فرح الآخرين وذلك من جراء ما نصادفه وما ننصح به وما نعلّمه (بتشديد اللام) في ممارسة سر الاعتراف مثلاً أو بمناسبة الإرشاد والمحادثات الروحية. فعلينا إذن أن نكون على دوام الاستعداد لفهم سر الخلاص في نور جديد في كل آن يتم فيه أمامنا يوماً بعد يوم. كل ذلك استمداداً من السر المحوري الذي هو الليتورجيا. فكل ما يحدث معنا في حياتنا اليومية ومن نعيش معهم إنما يدخل في نطاق سر واحد ويتيح لنا أن نجدّد معرفتنا لسر الخلاص الوحيد. يقول الرسول: “جدّدوا أذهانكم” (أف4: 23)، فيمكن مثالاً على ذلك أن يحصل هذا في الإفخارستيا، إذ تتكشف لنا فيها يوماً بعد يوم مفاهيم جديدة على صعد مختلفة فنغتذي من هذه الرؤية ونرى كل شيء من خلالها، ونصير في حالة “شكرية” تمد عمل سر الشكر في كل مكان وتحول كل شيء إلى شكر فيتجدّد كل شيء بحضور الرب ويضحي احتفالاً ومدحاً وحمداً وتسبيحاً. وهكذا يوماً بعد يوم نصبح مقيمين في سلام داخلي أساسي لا يناله القلق ولا الآلام والاضطرابات المختلفة. الآلام والاضطرابات قد تبقى وهي في كثير من الأحيان من نسيج الحياة لا تخلو من فائدة للمرء الممتحن إلا أنه هناك في الأعماق يبقى سلام للرب وإن كنا لا ندرك ذلك دائماً.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

هكذا نفهم رسالة الكاهن لا كعرس من أعراس الريف. الكاهن “راعٍ”، وفي صورة الراعي قساوة عيش ونضال وتضحية وموت. الراعي الصالح يبذل نفسه عن خرافه. إنها صورة قوة ورجولة.. والكاهن خلّاق في نضاله هذا. إنه يترك الروح يحركه لكيما يبدع، كأن يدفعه مثلاً إلى أن يصرح بأمر ما من عنده ويؤكده، وليس بما تعلّمه فقط كالببغاء. وفي هذا الاستسلام للروح يكون بمثابة خروف لا بمثابة راعٍ، يتحلى بروح “غنمية” طيعة.. وهكذا يصبح ينبع من حياته “حقيقة” وخدمة ومواقف خلاقة تلائم تقدم القطيع المُسَلَّم (بتشديد اللام وفتحها) إليه في مراحل مسيرته
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

2 – التفاني
إن هذا التجرد من الذات والتسليم للروح يفعل فينا بصورة تناقضية سلبية في الظاهر ولكنه في الحقيقة إيجابي جداً ومصدر فرح لنا. إنه يثبتنا في إنكار الذات والتفاني وبقدر ثباتنا فيهما بل يحيا فينا فنعطيه للناس. فلا نكون نحن بعد بل هو فينا ويبذل للناس من خلالنا. هذا هو مفهوم القربان الحي. وتبرز هنا سنَّة “بتشديد النون” عامة وحرة للروح القدس. إذا جاز القول، وهي أنه عندما يضبط الروح إنساناً ليستخدمه لا بد على ما يبدو من أن يصدمه ويحيره أولاً وذلك بتسيير الأمور بما يعاكس أفكاره ومفاهيمه ورجاءه وتطلعاته، قبل أن يتخطاها ويلبيها ويملأها. إننا عادة لا ننتبه إلى هذه السنّة البعيدة المدى، فلكي نتوغل في ذلك التفاني الكامل ينبغي أن نعلم أننا نخضع طوال مسيرتنا الروحية إلى عملية نضج خفية وصامتة. نحن في وضع “استواء” ساكن ومستمر وذلك حتى في الظروف المادية أحياناً. فالمسيح مثلاً أتمّ كرازته خلال ثلاث سنين بينما قضى ثلاثين سنة في الخفاء، في النضج الصامت والاستعداد الطويل الهادئ.. وكذلك بولس الرسول فإنه بعد اهتدائه إلى الرب اختلى في العربية سنوات كثيرة لكيما يدخل الصليب فعلاً إلى حياته (غلاطية1: 17). وبالتالي علينا في خدمتنا الرسولية أن نعمل دائماً بشعور التفاني الصامت هذا واثقين بأننا سائرون رغم كل الظواهر العكسية، وأننا لا نستطيع أن نطلب بثمار رسالتنا لصالحنا. هذا، ومن النزعات الأولى التي يجب محاربتها منذ بدء رسالتنا روح التسلط على الآخرين والغيرة الحسودة الذميمة. إن روح الغيرة طبيعي في الإنسان. فالكاهن الصالح يغار مضَاعفاً على رعيته لكيما يربح النفوس للمسيح. ولكن إن لم يتوفر فيه ذلك التفاني الصامت قد يحول تلك الغيرة لمصلحته هو دون أن يعي الأمر في البداية.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

إذ يبدأ فيحس برضا على ذاته بتأثير كلام الناس الذين يحيطون به ويمدحونه بطرق شتى فيأتي شيئاً فشيئاً إلى ادعاء السيطرة والتسلط التام على الرغبة فيحمله هذا على الغيرة من نجاخ الكهنة الآخرين مثلاً أو على التراجع عن الخدمة الغيورة في حالات الفشل أو على القيام ضد الرعية أحياناً.. وهذا لعمري خطر حقيقي يفسد حياة كهنة كثيرين ويسممها مانعاً صفاء حكمهم في أمور الرعاية والرسالة. فيؤول الأمر بهم في خدمتهم قضية مقدسة إلى تقليص معنى الكنيسة والنعمة والمجانية الإلهيّة وإلى حصرها في مجرد مُصَلَّى وهم لا يدركون، فتقوم مقام عبادة الرب عندهم عبادة شخصهم الصغير. وليس هذا بخطر وهمي نظري بل هو وارد كل يوم. لا بد، في كثير من الأحيان من أن يحدث عند المؤمنين نوع من “التركيز النفسي” على الكاهن والتعلق به. فسلطة الكاهن تبدو لهم ذات طابع خاص تجذبهم إليه. قد لا يريدها هو كذلك ولكن هذا من الأمور النفسانية الإنسانية. النساء مثلاً كثيراً ما يُعجبن بالكاهن ويتعلقن به، وأيضا الشباب، إذا كان يتحلى بمواهب طبيعية تسهم في أن تتكون حول شخصه نوع من “هالة” تضر شيئاً فشيئاً به وبقضيته. فيجب عليه بالضرورة أن يقيم نضالاً ضد رعيته في هذا المضمار وذلك بشكل مهذب ولكن بشكل عنيف أحياناً، لكي يفهِمهم أنها ليست هذه هي العلاقة الصحيحة التي يجب أن تقوم بينه وبينهم، ولا هي طريقة الخدمة الكنسية السليمة، بل التفاني المتبادل من كلا الجهتين وبالتالي لا ينبغي أن يتورطوا بنشاط محموم غير معتدل، فهذه تجربة خطرة تؤول إلى نكسات وخيمة العاقبة.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

وهناك إطار آخر للتفاني هو الوضع العكسي للوضع المنوه أعلاه، أعني قيام العقبات من قِبل الآخرين في وجه الخدمة أو من قِبل الكاهن نفسه: أما العقبات المتسببة من الآخرين فهي كثيرة لا تعد ومتوفرة على الدوام، تتخذ إجمالاً شكل الرفض وعدم التجاوب مع الكاهن أو شكل اللامبالاة والبرودة إزاء مبادرته مقرونة بالجهل الجسيم، وأحياناً كثيرة يصبح الكاهن موضوع كره وخصومة ووشايات وما شابه ذلك.. فمقابل هذه العقبات كلها ليس للكاهن إلا أن يتوغل ويتعمق في تفانيه، فينمو الرب بتواضعه فيه ومن خلاله.
أما العقبة الناجمة عن الكاهن نفسه فهي ضعفه اللاصق به. إن القديس بولس العظيم الذي لم ينقص شيئاً عن فائقي الرسل (2 كو11: 5) قد اُعطي شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمه لئلا يستكبر (2 كو12: 7). فاختبار ضعفنا البشري بل عجزنا حتى درجة اليأس لهي خبرة ضرورية لا بد منها حتى تتم رسالتنا. إذ أن شهادتنا الرئيسية في حضورنا للآخرين هي أن يتكلم الله وحده من خلالنا فيثبت وجوده ومحبته للناس. وهذا لن يكون ما دامت ثقتنا بأنفسنا تحجب ظهور نعمته فينا. من هنا يتبين لنا معنى النسك الرهباني، إذ أنه لا يستهدف كثرة الإماتات الجسدية والمادية بحد ذاتها بل جعلُنا شفافين للنعمة بتحطيم ثقتنا بأنفسنا. فالحقيقة إن النعمة الإلهية وحدها فرحنا وغلبتنا.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2016, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,233

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: بذل الذات قربانا حيا

وتبيان هذه الحقيقة هو أيضاً جوهر رسالة الكاهن فكيف ننقلها إلى الآخرين إن لم نتحسسها شخصياً وبصورة مطلقة. لذا يسمح الله بهذه النعمة: نعمة خبرة ضعفنا. ولكن لا يكفي أن نيأس من أنفسنا لنصير أداة طيعة للنعمة بل ينبغي أيضاً أن يصبح إيماننا بالنعمة كاملاً وآنياً كإحساسنا بضعفنا. وبالتالي يجب أن نعلم أن إحساسنا بضعفنا هو العطية الأولى للنعمة، فنفهم حينذاك لماذا يأبى الرسول أن يمجد نفسه بالرغم من فرط الإعلانات والنعم العظيمة التي حظي بها، حتى اختطافه إلى السماء الثالثة وسماعه كلمات لا يُنطق بها ولا يسوغ الإنسان أن يتكلم بها (2 كو12: 4): إنه يرفض أن يُمجِد ذاته لسبب واحد فقط وهو أن يحتفظ حتى النهاية بنعمة الضعف وحسب التي هي قوته (2 كو12: 9).
هذا ولا ننسين أن الرسول بولس يقتدي في ذلك بمثال الرب نفسه ويحياه وإنه هذا هو سر الصليب. فإن يسوع يُقدِّس اسم الله ويمجده بتقديس ذاته بالصليب، أي عندما يضحي بنفسه ويخليها ويصير ضعيفاً كل الضعف من أجلنا حتى نتقدس بالحق.. ثمّ لنا أيضاً مثال العذراء مثالاً نيراً حياً لكي نغذي به تفانينا ونقويه. فإن العذراء تنتصب في الأناجيل نموذج تفان كلي منذ البداية وحتى النهاية، مضحية ينفسها وبأثمن ما عندنا أي بابنها. فعندما طلب منها الملاك أن تخدم الرب بالاشتراك في تحقيق تصميمه الخلاصي لم تقل “أني أؤمن” وحسب بل “ليكن لي حسب قولك” (لو1: 38) أي بصيغة التقبل الكامل الذي لا دور لها فيه (au passif)، فاتخذت بذلك موقف تفان لا تحفظ فيه ولا حدّ له، مستسلمة لمشيئة الله استسلاماً مستديماً دون انقطاع، في استعداد وانفتاح كياني لخدمة مطياعة صامتة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ماذا يقول الكتاب المقدس عن احترام الذات وتقدير الذات
التواضع هو إفراغ الذات من الذات لإحلال الله مَحلَّها
لو أنني رزقت بمولودة كما قلت لي,سوف أقدمها قربانا للرب الإله
امامكَ ايها المصلوب أُذيبُ العُمر قربانا
30 فكره في محبة ذاتك وحياتك ؛ الذات ؛ النظره الايجابيه للحياة ؛ افكار لتطوير الذات


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024