المحبة تطلب ما لغيرها
لأنها تطلب الصالح الروحي لغيرها، كما يفعل الله معها
يطلب الرب خيرنا الروحي، ويفتش علينا كما يفتش الراعي الصالح عن الخروف الواحد الضال حتى يجده. ولا زال هذا الراعي الصالح يفتش عليك، ليرد نفسك ويهديك إلى سُبل البر من أجل اسمه (مزمور 23: 3). « لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ » (لوقا 19: 10).
وأبلغ مثال للمحبة التي تطلب ما لغيرها، موقف بولس الرسول من اليهود الذين ضايقوه وقاوموه، وقد سبق أن صلبوا المسيح، وكانوا يريدون أن يعطلوا رسالة الإنجيل. وحتى اليهود الذين قبلوا رسالة المسيح كانوا يريدون أن يعطلوا توصيل رسالة الإنجيل للأمم. ومع ذلك عبَّر الرسول بولس عن مشاعره نحوهم بقوله: « أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: إِنَّ لِي حُزْناً عَظِيماً وَوَجَعاً فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ! فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ» (رومية 9: 1-3). فقد كان يتمنى أن يُحرم من الخلاص لو أن هذا الحرمان أدى إلى توبة اليهود وحصولهم على الخلاص.
هل ضحيت بشيء لأجل المسيح، أدَّى إلى قيادة غيرك لمعرفة المسيح؟ فكِّر في ما عمله المسيح لأجلك، وتضحيته بنفسه ليخلصك، واسمعه يسألك: وأنت ماذا يا ترى قاسيت من أجلي؟