المفتاح الصغير

تقابل خادم مع رجل مختبر وممتلئ من الروح القدس فقال لاحظت شيئاً غريباً فيه، لم أكن حاصلا عليه، الأمر الذي كان له منبعاً للراحة والقوة والفرح الدائم. ولم أنس منظراً رأيته في الساعة 7 صباحاً. بينما كان نور النهار يتسرب إلى غرفة نومه. رأيت الكتاب المقدس مفتوحاً أمامه وهو يقرأه على ضوء شمعة. وبعدما تناول الفطور، مشينا معا وتحدثنا على هذا النحو. قلت له "لقد لاحظت أنك استيقظت مبكراً اليوم" قال "نعم إني قد استيقظت في الساعة الرابعة. لأن سيدي المسيح يعرف عندما أنام كفاية أن يوقظني ليكون لي شرف الشركة معه" سألت "وماذا كنت تعمل؟" أجاب "تعرف أن المسيح قال إن أحبني أحد يحفظ كلامي" وأنا أطالع الكتاب كل صباح حتى أرى كم أنا أحفظ من وصاياه وكم مقدار محبتي له" سألته "وهل صرفت كل هذا الوقت من الرابعة إلى ما بعد السابعة صباحاً في مطالعة الكتاب؟" قال "نعم صرفتها في مطالعة الكتاب والصلاة" سألته "وكيف أكون نظيرك؟" أجاب "هل فتحت قلبك للمسيح لكي يملأك من شخصه؟" قلت "نعم إني فتحت قلبي له بطريقة عامة. ولست أظن أنى فعلت هذا بطريقة خاصة" قال "عليك أن تفعل هذا بكيفية خاصة".
وفي مخدعي ركعت على ركبتي في تلك الليلة. وافتكرت أنى أقدر أن أسلم نفسي للمسيح بسهولة. أعطيته حلقة حديدية مملوءة مفاتيح، حلقة مفاتيح إرادتي مع كل مفاتيح حياتي، بعد أن انتزعت منها مفتاحاً واحداً صغيراً وضعته في جيبي، فسألني الرب "هل هذه كل المفاتيح؟" أجبت "نعم يارب قد أعطيتك الكل إلا مفتاحاً واحداً صغيراً، وهو مفتاح غرفة صغيرة في قلبي يجب أن أكون أنا المسيطر عليها" قال الرب "إذا كنت لا تأتمني على الكل فأنت لا تأتمني بالمرة." وحاولت أن أنتحل لنفسي أعذاراً وأقدم شروطاً للرب. قلت "يا سيدي الرب إني نستعد أن أكرس لك كل شئ آخر. فقط أنا لا أقدر أن أعيش بدون محتويات هذه الغرفة" في ذلك الوقت كنت كمن يعرج بين الفرقتين. فلو أنني امتنعت عن تسليم مفتاح تلك الغرفة ما كان باركني الرب أو بارك خدماتي. أراد أن يتركني، إلا أني بادرت ودعوته وقلت "يارب أنا لست راضياً لكني أريد أن تجعلني راضياً" تقدم إليَّ واقترب منى ثم تناول المفتاح الصغير من يدي، وذهب توا إلى الغرفة المحبوبة وفتحها. عرفت ما سيحدث هناك كما عرف هو أيضاً. وفي الحال نظف تلك الغرفة نظافة تامة، ولم يتركها فارغة، بل ملأها بشيء آخر أفضل. عندئذ أدركت مقدار غباوتي وجهلي. إنه أراد أن يزيل الجواهر المزيفة، ليعطيني بدلاً عنها جواهر حقيقية وثمينة. لقد نقاها مما أتلف حياتي، وعوض ذلك أعطاني نفسه. من ذلك الوقت صار الرب متكلي وسندي وكان تكريسي الكامل شرطاً ضرورياً وأساسياً لنوالي كل بركاته واختبار قوته الحافظة".