المرأة
المرأة الأولى حواء جلبت الخطيئة إلى العالم. المرأة الثانية مريم جلبت الخلاص. تتأرجح المرأة غالباً بين حوّاء ومريم. يُقال عنها أحياناً كثيرة أنها تفتقر إلى التوازن. عندها العاطفة تغلب على العقل. تهتّم كثيراً بمظهرها الخارجي. هي تتفوّق على الرجل بحنانها الطبيعيّ وبصبرها وأحياناً أيضًا بقداستها. أنظروا إلى حضورها الغالب في الكنائس.
فلا عجب في القول إن وراء كلَّ رجل قدّيس ناجح امرأةً تقيّة حلّقت في الحياة الروحيّة. لو خطئت ثم تابت استطاعت أن تصل إلى أعلى درجات القداسة. ألم يقل الربّ: الزناة والعشارون سوف يسبقونكم إلى ملكوت السماوات!
نعم كلّها تناقضات. لا تعجب أبداً من ذلك. هل تحرّكها الحواسّ أم يحرّكها الروح أو كلاهما معًا؟ سفر الأمثال في الكتاب المقدّس يحذّر من جمالها لأنّه فخّ يقع فيه الرجل، لكنّه يشيد بالمرأة الفاضلة قائلاً: “المرأة الفاضلة من يجدها، إن قيمتها تفوق اللاّلئ…
الحسن غرورٌ والجمال باطلٌ أما المرأة المتّقية للرب فهي التي تُمدح” (أمثال 31: 10 و30). أمّا سليمان الحكيم فيعلّي من شأن الحكمة الإلهيّة ويقول:”سعيتُ أن اتخذها عروساً وصرتُ لجمالها عاشقاً”.
لا شك أن المرأة فاقت على الرجل في كثير من الميادين. نذكر فقط ضمن الإنجيل الجرأة الفائقة التي تحلّت بها النسوة حاملات الطيب صبيحة القيامة فأُهّلن لمشاهدة القبر الفارغ، ذلك بداعي محبّتهن الكبيرة للسيّد فيما كان الرسل معتكفين بعيداً عن شخص المسيح.
اليوم الجنس يسيطر على الحياة الإجتماعيّة الإستهلاكيّة. والمرأة أكثر من أي وقت عرضة لتُتَّخَذ سلعة للكسب الرخيص أو لمتعة دنيئة. نحن بحاجة إلى نسوة جريئات يتحدَّين مثل هذه التجارب ويتحلَّين حسب توجيه آبائنا القديسين بشيء من الرجولية دون أن يخسرن الخصال الحميدة من أنوثتهنّ. لنا أن نكافح جميعاً للحفاظ على العائلة المسيحية وعلى أولويّة رسالة المرأة كزوجة أمينة وكأمّ. هذا لا يمنعها من أن تواكب تطوّر الحضارة الإجتماعيّة الإيجابية التي تجعلها بخاصة إلى جانب حياتها الروحيّة متساوية في العمق مع الرجل.
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما