ملء المستودع العاطفي
يمتلك كل طفل مستودعاً عاطفياً .. مكاناً للقوة العاطفية يمده بالمؤونة في الأيام العصيبة من فترة الطفولة والمراهقة . فكما أن مستودع الوقود يمد السيارات بالطاقة ، هكذا فإن المستودعات العاطفية لأطفالنا تمدهم بالوقود
عندما تتحدث بلغة المحبة الخاصة بطفلك ، فإنك بذلك تملأ مستودعه العاطفي بالمحبة . وحينما يشعر طفلك بالمحبة ، فإنه يصبح أكثر تجاوباً مع التأديب والتهذيب مما لو كان مستودعه العاطفي فارغاً . يمتلك كل طفل مستودعاً عاطفياً .. مكاناً للقوة العاطفية يمده بالمؤونة في الأيام العصيبة من فترة الطفولة والمراهقة . فكما أن مستودع الوقود يمد السيارات بالطاقة ، هكذا فإن المستودعات العاطفية لأطفالنا تمدهم بالوقود . ولذلك يجب أن نملأ المستودعات العاطفية لأطفالنا ، فيمارسون نشاطاتهم كما ينبغي ويصلون إلى أقصى إمكانياتهم . لكن بماذا نملأ هذه المستودعات ؟ بالطبع يجب أن نملأها بالمحبة ، بالمحبة العملية التي تمكن أطفالنا من النمو والسلوك بالشكل الملائم . ونحن نحتاج أن نملأ المستودعات العاطفية لأولادنا بالمحبة غير المشروطة ، لأن المحبة الحقيقية غير مقيدة بالشروط . والمحبة غير المشروطة هي محبة كاملة ، تقبل وتعضد الطفل لذاته وليس لأعماله . فلا أهمية لما يعمله ( أو ما لا يعمله ) الطفل ، لأن الوالدين يظلان يحبانه . ومن المؤسف أن نجد الوالدين عادة يظهران المحبة المشروطة ؛ التي تعتمد على تصرفات الطفل لا على كيانه . تعتمد المحبة المشروطة على الإنجاز ، وغالباً ما ترتبط بأساليب التربية التي تقوم على توفير الهدايا والمكافآت والميزات للأطفال الذين يسلكون أو يعملون بالشكل المرغوب فيه . وغني عن القول أنه من الضروري أن نؤدب ونهذب أطفالنا ، غير أن ذلك يجب أن يكون فقط بعد أن نملأ مستودعاتهم العاطفية . ولا يمكن ملء هذه المستودعات إلا بوقود فاخر اسمه المحبة غير المشروطة . يمتلك أطفالنا مستودعات للمحبة ، قابلة للملء وإعادة الملء ، لا بل للاستنزاف أيضاً . المحبة غير المشروطة هي الوحيدة القادرة على منع مشاكل النقمة والشعور بالرفض والذنب والخوف وعدم الأمان من البروز في حياة أطفالنا . فعندما نمنح أطفالنا محبة غير مشروطة ، نقدر أن نفهمهم بعمق ونتعامل مع تصرفاتهم سواء كانت جيدة أو سيئة .