منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 03 - 2016, 05:00 PM
الصورة الرمزية magy
 
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magy غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797



رسالة من الجحيم ....
------------


عندما افقت من غيبوبتى هذه المرة .. كنت اشعر انها ستكون المرة الاخيرة التى افيق فيها من تلك الغيبوبة
التى كانت تأخذنى من حين والاخر ...
صحيح ان ايام المرض لم تكن طويلة ولكن شعور سيطر على راسى فجأة وأصبحت نتيجة هذا الشعور
اخشى ان ادخل فى تلك الغيبوبة مرة اخرى وتأخذنى الى الموت ولكن
فكرة الموت اصبحت شاخصة امامى تأبى ان تفارقنى

وقد دفعتنى تلك الفكرة الى تذكر شريط حياتى كلها ..
رأيت نفسى فى سنوات الشباب الاولى ادخن السجائر وألعب الورق مع زملائى وتبادل النكات الماجنة

وايضا تذكرت وانا اتململ فى فراشى حين يدخل اذنى صوت دقات اجراس الكنيسة
واتعجب من هؤلاء الذين يستيقظون فى تلك الساعة المبكرة من الفراش فى الشتاء القارص ليذهبوا للصلاة

وايضا اتعجب من امى التى تمسك الاجبية لتقضى ساعات فى الصلاة

وايضا تذكر بعد الاف النداءات ألبى اخيرا ذاهبا الى احضان ربى لاعوض كل دقيقة فرت من بين اصابعى

رأيت نفسى شماسا يندفع من فراشه ليرتمى فى حضن الهيكل ، رأيتنى اصلى بدموع الندم
التى كم اتمنى ان تغسلنى كما يغسلنى دم المسيح من اثامى واتذكر نداء داخلى يجبنى
( ان الله يقبل التوبة وها انت قد صرت انسانا جديدا ..
فاعلم ان لك مكانا جديدا وان مسيحى هو مسيح الخطاة وليس الابرار )



وبينما انا غارقا فى افكارى التائهه شعرت بان شبح الموت بدأ يخيم على كل ركن من اركان حجرتى
وتملانى رغبة فى ان اصرخ " لا"
... ليس الان ...
لا اريد ان اموت ولكن لا اقوى على الصراخ

وبعد لحظات قصيرة اذ تغير كل شئ وجأتنى لحظة الموت التى لم اكن متوقع ان تفاجئنى بتلك السرعة

ثم وجدت نفسى اطير محلقا فى فضاء الغرفة
قدماى لا تلمسان الارض ولا اخضع لقوة الجاذبية وارى جسدى على السرير .

نعم هذه الكتلة اللحمية وارى امى تبكى واخوتى الحزانى لفراقى .. كيف استطيع ان احلق
وارى جسدى مازال على سريرى فى نفس الوقت

وبدأت ادرك اننى لا اقوى على الكلام ولا يصل صوتى الى احد هؤلاء الملتفين حول جسدى المسجى
وبدأت ادرك انى ميت وادركت انى تحررت من اثقال الجسد

وتحررت من كل ما يربطنى بالارض من هموم وآلام وضيقات وامراض ..
وبعد ذلك لا ادرى ماذا ينبغى ان افعله الان ولا اعرف طريقا اخطو فيه فى عالمى الجديد
ولم يأتى من يقودنى ، ولم يدم تفكيرى طويلا ...

فها قد جاء من يقودنى .. يا لروعة هذا الملاك القادم

وقد استنتجت انه من المستحيل ان هذا الملاك النورانى قد جاء ليقودنى الى الجحيم
او يلقى بى فى الهاوية فما لا شك فيه اننى ذاهب الى الفردوس !!!


ترى الى اين سيصحبه الملاك ؟

هل فعلا الى الفردوس بكل ماضيه ؟

ام سيذهب الى الجحيم ؟!!!

هذا ما سوف نتعرف عليه سويا المرة القادمة

فإنتظروني ...
قديم 25 - 03 - 2016, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم

كانت ابتسامته النورانية تزيدنى اطمئنانا ..
وتزيدني يقينا بالنهاية الابدية السعيدة التى تنتظرنى ..

سرت انا وملاك الموت فى دهاليز وسراديب طويلة مظلمة صامتين لا نتكلم
وما ان انتهت السراديب حتى لاح لعيناى فراغ شاسع .. وكأننا على حدود صحراء مائلة للظلام لا نهاية لها ..

وعلى مرمى البصر كانت هناك نقطتان مضيئتان بعيدتان جدا
بينهما مسافات طويلة جدا
احدهما على اليمين والاخرى على اليسار ...

وهممت ان اسأله عن تلك النقطتين ..
ولكننى ظللت صامتا رغم رغبة ملحة فى التحدث اليه ..

وكأنه كان يقرأ افكارى ..
رأيته بدأ يتحدث معى بصوت هادى ..
سألنى فى ايجاز شديد : خائف ؟ ..

فارتبكت ولم انطق واكتفين برسم ابتسامة باهته على شفتى .. فاشار بأصبعة على احدى النقطتين ...

وقال : انه الفردوس ، فانفجرت اساريرى

ثم اشار الى النقطة الاخرى وصمت قليلا وقال :
هنا الجحيم ، فانقبض قلبى

ثم نظر الىّ نظرة تحمل معانى كثيرة ورهيبة ..
فسألته : لاى النقطتين ستنتهى رحلتى معك ؟

لقد عشت حياتى كلها على الارض اريد ان اعرف


وتبددت ابتسامته وقال فى صوت خافت وكأنه يهم بالبكاء النقطة اليسرى ( الجحيم ) ..

فصار فى جسدى رعده ، وهممت ان اصرخ

فبادرنى بالقول : لا تسأل لماذا ..!!

فقلت فى يأس وكأنى اشاهد كابوسا : أليس من حقى ان اسأل ؟

فاجاب بسرعة : بل من حقك ..
ولكن الاسئلة لن تجدى ولن تفيد

فالمصير محتوم واسمك محذوف من سفر الحياة ..
فقد انتهت حياتك على الارض وانتهت فرصة تغيير النهايات

فطفرت من عينى دمعة باردة متحجرة وقلت بصوت مخنوق ، ولكنى اريد ان افهم ..

فسألنى ماذا تريد ان تفهم ؟ اسأل وسأجيبك .

فقلت بسرعة اريد ان اسأل سؤالا واحدا فقط .. لماذا .. لماذا .. الجحيم ؟

فسألنى بدوره : ولماذا الفردوس ؟


فاجبته الاسباب كثيرة ..

فسألنى ما هى تلك الاسباب التى تراها تعدك لدخول الفردوس ؟

فقلت بصوت متهدج : لقد كنت خاطئا وتبت واعلم ان الله يقبل التوبة
فسألنى : اواثق انك قدمت توبة صادقة ؟
فقلت له بثقة : لقد اقلعت عن كل الخطايا التى كنت ارتكبها وتحولت الى انسان اخر ..

لقد كنت شماسا بل خادما ايضا ..
لقد تركت كل الشهوات التى تحاربنى .. وقد كنت متواضعا مع كل من عرفتهم
كنت اصلى جميع الصلوات واصوم جميع الاصوام ..
كانت لى قراءاتى المستمرة فى الكتاب المقدس والكتب الروحية ..
كان لى عطاء للمحتاجين .. كان قلبى ينبض بالمحبة للجميع ..

فهل كل تلك الفضائل لا تؤهلنى للدخول للفردوس ؟
وماذا يفعل من له الفردوس اكثر من كل ما كنت افعله فى حياتى ؟


فقال الملاك موضحا :
هذه هى المشكلة الحقيقية ان كل من يفعل هذه الاعمال يظن انه سوف يرث الملكوت

ولكن هذا المقياس البشرى الارضى ينقصة ان يعرف مقياس الملكوت ..

هو كيف كانت تلك الاعمال ..

فقلت : لا افهم شيئا ..
فاجاب : سوف تفهم كل شئ
ان كل فضيلة من فضائلك كان ينقصها شئ او اشياء وسأوضح كل منهما على حدة
وسأحدثك عن الخطايا التى لم تشعر بها والتى تسللت وتسربت الى فضائلك دون ان تشعر
ودون ان تدرى وافسدت كل شئ ..

تلك التى قال عنها داود النبى فى المزمور

السهوات من يشعر بها من الخطايا المستترة يارب ابرئنى ( مز 19 : 12 )


فقلت له وقد كنت مشدودا من حديثه : لا هم لى سوى ان اسمع فقط ... هات ما عندك

رسالة من الجحيم

إنتظروني غداً بمشيئة الرب ... لنُكمل

 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم


تنهد ملاك الموت تنهيدة طويلة وحزينة ، ورمقنى بنظرة حزن واشفاق
وسألنى : من اين ابدأ ؟

قلت له : ابدأ من حيث تشاء فالنتيجة واحدة .. لا امل فى النجاة ..

ولكننى فقط اريد ان افهم


فبدا الملاك حديثة قائلا :
جميل منك انك كنت تحارب خطايا الشهوات بكل جدية ..
وجميل ايضا انك لم تكن تحاربها وحدك بل كنت تستعين بقوة يسوع لمحاربتها
ولكن اشياء لم تكن تدركها قد فاتتك خلال تلك الحروب ..

مثل انك كنت تظن ان الشهوات هى مجرد الزنا والنظرات الشريرة فقط ..
لم تكن تدرك ان من خطايا الشهوات ايضا حب التملك وحب الرياسة والسلطة

وقد اندفعت ساقطا فى هذا النوع من الحب دون ان تشعر .
كان حبك للتملك والرياسة والسلطة يدخلك فى سلسلة معقدة من الخطايا

منها الكراهية وحب الانتقام ممن يسبقونك الى ما تصبو اليه ، وتمنى البلايا لهم ..

كان كل هذا فى سبيل الوصول الى الغنى والمظاهر الكاذبة
وكان الشيطان يزين لك كل هذا ويعطيه اسماء مستعارة

مثل الطموح والمنافسة فى العمل ..
والى كل ذلك من المسميات التى يبرر لك بها الشيطان
كل تلك الافعال التى سقطت فيها دون ان تدرك انها
خطايا واثام ترتكبها كل يوم بل تنهل منها كما تنهل من الماء ...

فقلت محاولا الدفاع عن نفسى :
لم اكن احتمل ظلم الاشرار ، من المستحيل ان يجد الانسان ظلما وعدوانا واقعا عليه ولا يحاول ان يصده .


فاجاب الملاك : " لا تجاوبوا احدا عن شر بشر .. ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس "
( رو 12 : 17 – 18 ) .


فقلت : كان الظلم يعمى عينى ويقودنى الى الغضب

وايضا ..
كيف وانا فى تلك الحالة اجد الفرصة متاحه امام عينى لرد جزء من اعتبارى وأقف موقف المتفرجين ؟

كيف لا احاول ان امنع الظلم عنى ان كان ذلك فى استطاعتى ؟

فاجاب الملاك :
لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء ، بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لى النقمة انا اجازى يقول الرب
( رو 12 : 19 ) .


فقلت : لم انتقم لنفسى
ان كل ما كنت افعله هو ان انقل اخطاؤهم الى المسئولين ..
فهل معنى ان ينالوا عقابا بعد ذلك ان اكون قد انتقمت لنفسى ؟


فاجابنى الملاك :
انه خبث عدو الخير الذى يدخلك فى شباكه بالتلاعب بالمسميات

طبعا نقل اخطاء الاخرين كان يقع تحت مسمى حب العمل والخوف على الصالح العام ..

انها دائما طريقته فى الايقاع بفريسته


ألم يدخلك كل هذا فى خطايا النفاق والتملق لرؤسائك .
فقلت بتردد :
ولكنها كانت مجاملات وليس تملق او نفاق .


فأبتسم الملاك ابتسامة ذات معنى وقال لى بصوته الهادئ :
أما زلت حتى اللحظة تعطى خطاياك مسميات تبررها ؟ ! .

فطرقت برأسى فى خجل فاستطرد الملاك قائلا :
بعد اشتهائك للعالم وما فيه من مناصب ، ماذا كان يفيدك ان تصارع شهوات من نوع آخر
كالزنى والنظرات الشريرة
وانت تقع فى حبائل الشيطان الذى يلقيك كل يوم فى اتون شهوات العالم المادى
بل ربما كان هو الذى يشغلك بتلك الشهوات العالمية حتى تعتقد انك تنتصر على حروب الشهوات وانت غارق فيها

حتى حربك لشهوات الجنس لم تكن بالحرب التى تفرح فيها بانتصاراتك
فقد كانت تلك الانتصارات فى نظرك البشرى الضعيف هى الا تقع فيها .


صحيح انك لم تكن تقع فيها او ترتكبها ولكن داخلك كان ملوث بها

كانت خطايا وشهوات مكبوته لا تعلن عن نفسها ولا تفصح عن هويتها
وبعد كل ذلك تدعى انك لا تحارب بخطايا الشهوات .
وان حوربت بها فانك تنتصر ؟ !!!

وهنا لم اجد ما ادافع به عن نفسى ..
فواصلت المسير صامتا لا افتح فمى ..

ولكنه لم يتركنى فى صمتى طويلا
بل فاجأنى بقوله : ......



رسالة من الجحيم

انتظروني غداً بإذن ربنا نُكمل ........
 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم رسالة من الجحيم رسالة من الجحيم رسالة من الجحيم

لم يتركنى فى صمتى طويلا .. بل قطعه بحديث جديد قائلا :
ألم تكن تسرق ؟.
فهممت ان افتح فمى وادافع عن نفسى تلك التهمة البشعة
فاشار الىّ بيده طالبا منى الا اتكلم
واردف قائلا :
اعلم جيدا ما ستقوله ..
ستحاول ان تشرح لى انك لم تكن ترتكب تلك الخطية ؟!
ولكنك كنت ترتكبها بالفعل تحت مسمى من تلك المسميات الخادعة ...
وهى الظلم الذى كنت دائما تشعر انه واقع عليك
والذى دفعك للاعتقاد بانك تعمل لدى رجل ظالم لا يعطى كل انسان حقه حسب تعبه ومجهوده
فكنت ترى ان مجهوداتك الخارقة التى تبذلها فى خدمة هذا الظالم لا توازى فتات الاموال التى يلقيها لك
ولذلك كنت تتقاضى الاجر الذى تراه مناسبا لمواهبك الوظيفية ..

وكانت المشكلة الكبرى انك لم تكن تدرك ان تعترف بذلك ..
حتى بينك وبين نفسك .


تماما كالاعمى الذى لا يريد ان يبصر وان يرى حقيقته

كنت تسعى الى الثراء من اقصر الطرق / ومن اسرع طريق

فقلت للملاك : ولكننى تبت عن كل هذا ، فقد اصبحت صاحب الشركة التى كنت اعمل بها و....

فقاطعنى الملاك قائلا : بدأت تسرق بطريقة جديدة ..
طريقة الظلم ، نفس الظلم الذى كان يبيح لك السرقة وانت موظف صغير ..
بدأت تفعل ما كنت تمقته وتشكو منه وتراه ظلما
لم تعطى حقوق من كانوا يخدموك بل كنت تمتص عرقهم ودمائهم وتلقى لهم بفتاتك
التى لا تغنى ولا تسمن من جوع ...

حتى خطية القتل ايها الانسان اراها مكتوبة فى سفر اعمالك ..

فصرخت : لم اقتل ..

فرد الملاك بسرعة :
بل كنت تحقد على كل من كان ينافسك
فى نجاحك المادى المزيف وتبغض وتمقت كل من كان يقف فى طريق وصولك

فسألت مندهشا : وما علاقة ذلك بالقتل ؟؟
فاجاب الملاك بلهجة حادة قائلا :
" كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفس
وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه " ( 1 يو 3 : 15 )


وبدأت اشعر بالدوار .. وان قدماى تخوران ..
وتعجبت من امرى فقد كنت اعتقد ان جسدى الاثيرى الجديد لا يحس بالتعب ولا يشعر بالدوار ..

وقبل ان اصارح ملاكى بما أشعر

فاجأنى بقوله : .........


رسالة من الجحيم

إنتظروني غداً بمشيئة الرب
 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم

وبدأت اشعر بالدوار وان قدماى تخوران وتعجبت من امرى
فقد كنت اعتقد ان جسدى الجديد لا يحس بالتعب وقبل ان اصارح ملاكى بما اشعر
فاجأنى بقوله : لنجلس هنا قليلا لنستريح

وحين جلست سرحت بخيالى ..
فبادرنى الملاك بقوله : انتهى وقت التفكير ..
تكفيك خطايا التفكير التى اتعبتك فى حياتك
فنظرت اليه بدهشة ..
فبادرنى قائلا :
كنت تعتقد ان خطايا الفكر هى الخيالات والنظرات الشريرة للجنس الاخر فقط ..
غير مدرك ان الحسد والحقد هما ايضا من خطايا الفكر

والذى كنت تضعه فى مسمى الطموح والتفكير فى مستقبل افضل

.. هذه هى مشكلتك الحقيقية انك تضع لخطاياك اسماء مستعارة فقط .. لتقنع نفسك بها

كذلك الشك فى سلوك الاخرين مستعملا الحكمة الارضية ( حرّص ولا تخون )

وايضا الشك فى رحمة الله الذى دفع ثمن خطاياك بدمه على الصليب
اذ كان قلبك قاسيا ولم تسمع صوت الرسول
" لكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا فى يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة "
( رو 2 : 5 )


فارتجفت عند سماع كلمة " دينونة الله العادلة " فهممت مرتعشا

وقلت للملاك :
هل لنا ان نكمل المسير ؟

فسألنى : ماذا عن خطايا اللسان ؟


فقلت : لم اكذب .. لم اشتم .. لم احلف .. لم .....
فقاطعنى بقوله :
صحيح لم تفعل ذلك ولكنك كنت تتملق زملائك بعبارات وصفات بعيدة عنهم
وتحاول اضحاكهم بكلام الهزل والسفاهه مجرد كلمات رخيصة ونكات ارخص
لكى تظهر نفسك الشخص اللطيف المحبوب

ايضا كان لسانك يشهر ويدين الاخرين

وكانت ردودك جارحة على بعض زوملائك هكذا تقتلهم بلسانك ..

وكنت تشهد بالزور .


فقلت بسرعة : ابدا لم يحدث ..
فجاوبنى : بل حدث عندما ابرأت المذنب ونسيت قول الكتاب
" مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهه عند الرب " ( ام 17 : 15 ) ...

وايضا الدمدمة وهى عندما يطلب منك احد عمل خير ورحمة وتجاوبه بالتذمر والتأفف .


سادت لحظات صمت طويلة بيننا

قطعها الملاك متسائلا : امازلت تريد ان تفهم ؟؟

فصمت ....

فجاوبنى : فلنكمل إذا المشوار لإنه طويل

وليكن حديثنا الان عن .......

رسالة من الجحيم

إنتظروني غدأ بمشيئة الرب لنُكمل باقي المشوار

 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم


سادت لحظات صمت طويلة بيننا
قطعها صوت الملاك متسائلا : امازلت تريد ان تفهم ؟؟
فصمت ، فجاوبنى : فلنكمل اذا المشوار لانه طويل

وليكن حديثنا الان عن الصوم .
فقلت : اننى اعتقد انك لن تجد كلاما لإدانتى بالخطايا المتعلقة بالصوم
فقد كنت اصوم جميع الاصوام فى السنة من اولها الى اخرها
اجاب : هذا صحيح ...
ولكنك كعادتك كانت لك العبادة المظهرية دون الجوهر الذى كان ممتلئا خبثا وشرا
تماما كالقبور المبيضة من الخارج اما داخلها فنجاسة ورائحة نتنة ...
وكان الاجدر بصيامك ان يدفعك الى حرارة الروح ومضاعفة الجهاد
" غير متكاسلين فى الاجتهاد حارين فى الروح .. عابدين الرب " ( رو 12 : 11 )
ولكن بكل اسف العكس هو الذى حدث ..
فقد كان الشيطان يدفعك للتراخى والتكاسل عن كل عمل خير اتاح لك الرب ان تقوم به ....
والعجيب انك كنت تعلل تراخيك وتكاسلك بالصوم نفسه
فتقول :
( هيبقى صيام وتعب ؟ انا صحتى لا تحتمل كل هذا !!! )
وكنت تتناسى قول الرب
" من يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطيه له " ( يع 4 : 17 ) ...


بل انك ايضا كنت تظهر عبوسا فى الوجه حتى يعرف الجميع انك صائم .
ولا يشغلك ان يكون هذا الصيام مقبولا ام مرفوضا من قبل الله .

وعندما كنت تتقدم الى مائدة الطعام التى كنت تحرص ان يتراص عليها فى ايام الصيام
اصناف وانواع من المأكولات التى كنت تختارها بنفسك ..
وبدون كلمة صلاة واحده او كلمة شكر او حتى اشارة صليب تبدأ فى الالتهام بشراهه عجيبة ...
حتى يبدو منظرك للناظرين وكأنما تلتهم اخر طعامك فالدنيا ..
وفى اخر الامر تجد نفسك متخما فتلقى بجسدك على الفراش ، وتغط فى نومك ..
ثم تستيقظ لتأكل ، وكأنما الصوم هو التفنن فى عدم الشعور بالحرمان .
وقد قلبت كل الموازين رأسا على عقب ..
حتى قراءاتك التى كنت مواظب عليها كنت تنقطع عنها اثناء الصيام .. وتقول انك مجهد ومرهق ..
واذا كان لك القليل من تلك القراءات فتكون بلا فهم ..
مجرد عيون تمر على الحروف بقلب شارد بعيدا عن روح الكلمة .


ليس ذلك فقط بل عطائك للمساكين كان حبا فى مديح الناس واكتساب ودهم ..
فاذا لم يكن هناك من يراك ويرى اعمالك الحسنة من العيون البشرية ..
وتمتنع عن العطاء حتى تعطى فرصة للناظرين كى ينظروا امجادك وتقواك ...
فاذا طرق احد السائلين بابك خلسة يتذمر قلبك بعباراتك السخيفة .. هو ده وقته ؟؟ ...
وكم اريد ان اسألك .. متى يكون الوقت مناسبا للعطاء ؟
... لعلك تجيبنى بانه الوقت الذى يتجمع فيه حولك اكبر قدر من المادحين .

وشر البلية ما يضحك ..
ففى احدى المرات التى رفضت مساعدة سائلك وصددته كنت لتوك قد انتهيت
من قراءة الرسالة التى يقول فيها الرسول
" مشتركين فى احتياجات القديسين ، عاكفين على اضافة الغرباء " ( رو 12 : 13 ) .



ولكن بالرغم من هذا كله ..

الا انه لم يرض ان يسير بقية مشوارنا صامت ...

واذ به يكشف لى عن نفسى ويبدأ الحديث عن .........


رسالة من الجحيم

إنتظروني غداً بمشيئة الرب ... لنُكمل
 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم

ولكن بالرغم من هذا كله ، الا ان الملاك لم يرض ان يسير بقية مشوارنا صامت
فقطعت صمتى وسألته : هل من المزيد من الخطايا ؟؟
فاجابنى بلا تردد : المزيد والمزيد
فسألته فى حزن : ماذا تبقى بعد كل ما قلته ؟
فرد : لم احدثك بعد عن الخطايا المستترة التى تسربت الى حياتك فأفسدت صلاتك ...
مازلت ايضا أحدثك عن خطايا المحبة وخطايا الاعتراف والتناول ....
لأبدا مثلا بالكبرياء
فتنهدت تنهيدة عميقة .
فقال : ما اكثر خطايا الكبرياء التى سقطت فيها تحت شعار " كرامتى " .
لم تشأ ان تتواضع متذكرا خطاياك او حتى ذاكرا كلمات الرب يسوع
" تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب " ( مت 11 : 23 )
بل اندفعت فى خطايا الكبرياء وفى احتقار الاخرين
والاستهزاء بهم وادانتهم والبحث عن عيوبهم ...
واخذت تفتخر بنفسك وقدراتك واعمالك الحسنة
ناسيا قول الرسول " من يفتخر فليفتخر بالرب " ( 2 كو 10 : 17 )


لقد غمرك الكبرياء من رأسك لقدميك حتى وانت فى احضان الهيكل ...
فقد كنت ترتدى ملابس الخدمة المقدسة وتبحث عن المتكأ الاول ، وتتذمر اذا نازعك فيه احد
ناسيا قول الكتاب
" مقدمين بعضكم بعضا فى الكرامة " ( رو 12 : 10 )


حتى الالحان والمردات الفردية كنت ترددها بلا روح او عمق بل كان يشغلك صوتك الجميل
الذى يطرب الشعب الذى كنت تعتقد انه جاء ليستمع اليك لا الى صوت الله ...
وهنا ردد الملاك بقوة
" ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا " ( لو 6 : 26 )


وهنا صمت الملاك حينما شعر اننى لا احتمل اكثر من هذا .... ولكن لم يدم صمته طويلا هذه المرة
وكأنه لم يشأ ان نصل الى نهاية مشوارنا الا بعد ان يكون قد كشف لى خبايا نفسى
التى كنت أظن انها عاشت غارقة فى الفضائل والبر ...

وحدثنى هذه المرة عن الصلاة بادئا حديثة بقوله :
لن اسألك عن صلواتك ... فأنا اعلم انك كنت تصلى جميع صلوات الاجبية ...
ولكن اخبرنى : هل كنت تنمو فى صلاتك بمعنى انك تزيد اوقاتها من حين لاخر ؟
هل كنت تشعر بلذة اثناء الصلاة ام كنت تصلى بتغصب وملل كأنك تؤدى واجبا او فرضا ؟
وهل كنت تشعر حين تردد ( ابانا الذى فى السموات ) بأنك ابن له بالفعل
ام مجرد عبد من عبيده يؤدى فروضة بلا روح او مشاعر ؟
وهل كنت تبدأ صلاتك بالشكر على عطاياه ومراحمه التى لم تكن تستحقها ووهبها هو لك دون استحقاق منك ؟؟


وصمت الملاك قليلا ثم اكمل اسئلته التى امطرنى بها دون ان ينتظر اجابات لها
قائلا : ثم هل كان لك رجاء فى الصلاة ؟
وهل عندما كنت تقول ( كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا ) كنت غافرا ذنوب الاخرين ؟
هل كنت تصلى من اجل اعدائك المسيئين اليك
وايضا المرضى والفقراء والمعوزين والارامل والايتام والجيران وكل الذين ليس لهم احد يذكرهم كما اوصاك الله ؟
هل كنت تصلى من اجل السلام العالمى والمجاعات والحروب والكوارث والضحايا ؟
وهل كنت تصلى من اجل الكنيسة والرعاة والرعية ؟
ان كل هذه الاشياء لن تأخذ منك اكثر من بضع دقائق ...
وأخيرا هل كنت واثقا من ان صلاتك تخرج من حدود غرفتك وتصل الى آذان الله ؟؟؟


وهنا وجد الملاك نفسه منفعلا ومتأثرا من حياتى
التى امضيها هباءا .....
ففاجأنى بقوله : .........


رسالة من الجحيم

غداً بمشيئة الرب ... نُكمل
 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم

وهنا وجد الملاك نفسه منفعلا ومتأثرا من حياتى التى امضيتها هباءا ...
ففاجأنى بقوله :
هل كنت تعتقد ان ابتسامتك الصفراء المُصطنعة وكلمات المجاملة والرقة المفتعلة
هى المُسكن الذى كان يوحى لك بان لك محبة نحو الاخرين ؟

وكان هذا السؤال بمثابة كمالة للطعنات والسهام المتوالية
التى كان يقذفنى بها الملاك منذ ان رحلت عن العالم الارضى
وكأنه اتى بمرآة ناصعة البياض لكى ارى فيها نفسى على حقيقتها المُرة ..
نفسى التى كانت تختفى عن أعينى طوال حياتى على الارض

المهم انى اجبته مندفعا :
بل كنت احب كل الناس بالفعل ولا اتذكر اننى قد كرهت احد او بغضت انسانا ...
فرد الملاك بسرعة :
اذن انت لم تكن تعرف المحبة الحقيقية .. المحبة الايجابية وليست المحبة بالكلمات فقط

ان ربنا يسوع المسيح قد علمنا ان المحبة الحقيقية هى التى تجول تصنع خيرا
وتداوى الجراح وتكرز ببشارة الملكوت وتشفى كل ضعف وكل سقم فى الشعب ...
هكذا تكون المحبة الحقيقية
" فرحا مع الفرحين وبكاءا مع الباكين مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا "
( رو 12 : 15 – 16 )


نعم ... انها امور العالم التى كانت تشغل نفسك ووقتك عن اعمال المحبة الحقيقية ...
الاغانى العالمية وكرة القدم والافلام والمسلسلات ...
هذا بالاضافة الى التفكير فى المصلحة العائدة من اى شخص قبل تقديم الخدمة اليه
وكان المحبة يجب ان يكون لها ثمن وسعر فى بورصة المعاملات البشرية
صحيح ان المحبة كان لها ثمن عند الله وكان اغلى الاثمان ...
ولكن الله هو الذى قدمه بنفسه وليس العكس ...
المحبة الحقيقية لا تُفتعل ولا تُصطنع بل هى حالة فى القلب تجعله يسع لكل شئ ..
" المحبة فلتكن بلا رياء " ( رو 12 : 9 )


كيف تدعى محبتك لكل الناس وانت تترك فردا من افراد اسرتك بعيدا عن حظيرة المسيح ؟
لماذا لم تهتم اذن بخلاصه اذا كان لقلبك محبة نحوه ؟
وكيف يكون لك محبة للاخرين وانت تتوانى وتتكاسل وتهرب من اعمال المحبة
وتفترض سوء النية فى كل من حولك وتتصيد اخطاء الاخرين ؟

بل اقول ان جميع مخاوفك كانت كسرا لقانون المحبة ...


فتساءلت بدهشة : مخاوفى .. مخاوفى من ماذا ؟ وما علاقة الخوف من المحبة ؟

فأجاب الملاك :
أليس مكتوبا ان المحبة تطرح الخوف خارجا !
فكيف تدّعى اذن المحبة وقد كانت حياتك مليئة بالمخاوف ؟
الخوف من الرؤساء ومن الاضطهاد .. والخوف من ضياع المناصب وحمل هم الغد
مفكرا فى المستقبل كأن بيدك تحديده وتخطيطه كما يروق لك مخاوفك من الشيطان نفسه
دون ان تشعر ان بيديك القوة التى وهبها لك الرب يسوع المسيح بصليبه وبخلاصه
كى تستطيع ان تدوس الحيّات والعقارب وكل قوة العدو ...


حتى فى اخر ايامك كان الخوف من الموت هو شغلك الشاغل ...

وأستحققت بمخاوفك ان توضع جنبا الى جنب مع القتله والزناة ...

كما قال يوحنا اللاهوتى فى رؤياه :
" وأما الخائفون وغير المؤمنون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة ....
فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت "
( رؤ 21 : 8 )


وأستمر الملاك فى حديثه دون ان يتوقف عن كشف نفسى
بالنسبة لى ...
دون ان انطق بكلمة واحدة ...
.... حتى بدأ يكلمنى عن خطايا أخرى
مبتدئا بـــ .......



رسالة من الجحيم

نلتقي غداً بمشيئة الرب .. لنُكمل
 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم

وأستمر الملاك فى حديثة دون ان يتوقف
عن كشف نفسى بالنسبة لى ...
دون ان انطق بكلمة واحدة ..
حتى بدأ يكلمنى عن خطايا أخرى
بادئا بقوله :
وطبعا كنت تواظب على سر الاعتراف وتتقدم للتناول كل اسبوع دون انقطاع ...
بل كنت تجرى الى الكنيسة حتى تلحق بموعد اب اعترافك
وايضا كنت تسرع حتى لا تفوتك صلاة القداس الالهى ..
وتردد فى النهاية للجميع عبارتك الشهيرة المتكررة
( نشكر ربنا ... انا بعترف واتناول باستمرار )

والان اجبنى يا مرائى ...
بل اجب نفسك عن تلك الاسئلة :


اين خطاياك الصغيرة التى كنت تستصغر على نفسك ان تعترف بها كما يعترف بها المبتدئون
حتى تحولت الى خطايا اكبر وآثام وجرائم ؟

بل اين خطاياك الكبيرة التى كنت تهرب من ذكر تفاصيلها مكتفيا بالتنويه عنها
بكلمات مبهمة وغامضة مطمئنا نفسك بأن الله كاشف خفايا النفوس وخباياها
ناسيا ما قرأته فى سفر الامثال
" من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم " ( ام 28 : 13 )

وماذا عن توبتك الحقيقية وكراهيتك الفعلية للخطية وحبك الحقيقى للمسيح
وخوفك من ان تجرح مشاعره بفعلك للخطايا التى لا يحبها ؟

لقد كنت تحاول التوبة عن خطاياك خوفا من العقاب والدينونة وطمعا فى الميراث الابدى
وليس محبة لمن فداك بدمه ولا كراهية للخطية نفسها ...

اتصورك اثناء حياتك لو قيل لك انه لا عقاب فى الابدية ..
ستنهل من الخطايا والاثام وترشف منها ارتشافا .
أليست هذه حقيقتك ؟


فأجبت مطأطئ الرأس : بل هى حقيقتى بالفعل .

فأعقب قائلا : فلنكمل اسئلتنا ايها المسكين ...

ألم تحاول تنميق الكلمات وتنسيقها فى اعترافك حتى تبدو امام الاب الكاهن
وكأنك المجاهد المناضل الذى وقع رغما عنه ضحية للشيطان ؟

ألم تحاول بتلك الكلمات المنمقة ان تبرر نفسك فى اعترافك ؟

ألم تلقى مرارا بأخطائك على الاخرين ، وكأنك الملاك الشهيد الذى لا يذنب
بل يجعله الاخرون مذنبا رغما عنه ؟

وهل كنت تصلى قبل الاعتراف ولو حتى مجرد كلمات قليلة تطلب فيها الرحمة والمغفرة ممن أخطأت اليه ؟


والافظع من كل هذا هو تأجيل التوبة الى حين الاعتراف .. وأستغلال كل دقيقة قبل الاعتراف
فى ارتكاب المزيد والمزيد من الخطايا ظنا منك انه طالما انت ذاهب للاعتراف ...
فهذا يبيح لك ان تفعل كل شئ ثم تعترف به
وبذلك كنت تنتهز فرصة سقوطك فى الخطية حتى ترتكب منها المزيد
قبل ان تعترف ساقطا فى خطية " تكرار الخطية "

ولذا كان تقدمك للتناول من جسد الرب ودمه دينونه لك
فقد كنت تتناوله بلا توبة حقيقية وبلا استحقاق
" لان الذى يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب "
( 1 كو 11 : 29 )

يكفى ان هذا السر العظيم لم يغير شيئا فى حياتك ...
وكنت تخرج من الهيكل لتمارس حياتك بكل مافيها من صراعات ومعارك ...


وعاد الملاك لصمته ، فمضت لحظات طويلة لم ارفع وجهى عن الارض

حتى فاجأنى بقوله : الان ...
ثم صمت مرة اخرى
فرفعت وجهى عن الارض واكتشفت اننى وصلت الى نهاية رحلتى مع ملاكى الحارس


وتبددت من امام عينى صورة النقطة المضيئة اليمنى ..

أختفى الفردوس من مجال رؤيتى ..
ولم يتبق امامى سوى الباب المغلق الذى يخرج منه اللهيب ...

انها الهاوية بكل ما سمعته عنها
من نار لا تنطفئ ودود لا يموت
... انها البكاء وصرير الاسنان ...
انها الظلمة الابدية التى لا نهاية لها ...
انها البحيرة المتقدة بنار وكبريت ...
انها حمو غضب الله على الاشرار الذين لم يصنعوا ارادته ..


وأخذت انشج بالبكاء فى هيستريا وانا لا اكاد أصدق
اننى سأصبح واحدا من تلك الارواح المعذبة عذابا ابديا فى الجحيم
الذى لا نهاية له ولا سبيل من الفرار منه

وتوقفت مع ملاكى الحارس عن المسير ونحن غير بعيدين عن باب الهاوية ....

فسألنى سؤالا قطع به أحشائى قائلا : .........



رسالة من الجحيم

غداً بمشيئة الرب نهاية الرحلة مع الملاك
إنتظروني .......

 
قديم 25 - 03 - 2016, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
magy Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية magy

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122887
تـاريخ التسجيـل : Jan 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 6,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magy غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رسالة من الجحيم

رسالة من الجحيم

وتوقفت مع ملاكى عن المسير
ونحن غير بعيدين عن باب الهاوية
وانا انتظر بين لحظة واخرى ان يفتح الباب ويدفعنى بيديه الى حيث الهلاك الابدى
واذ به يسألنى سؤالا بصوته الهادى الجميل
قطّع به احشائى قائلا :
لماذا وصلت الى تلك الهاوية ؟؟؟

فأجبت بصوت تخنقه الدموع : لقد كنت ضعيفا .
فأجابنى
" لانى حينما انا ضعيف حينئذ انا قوى " ( 2 كو 12 : 10 )
فقلت بيأس : لقد كنت لعبة فى يدى الشيطان .
فرد : لماذا لم تصرخ فى وجهه قائلا
" لا تشمتى بى يا عدوتى اذا سقطت اقوم " ( مى 7 : 8 )

فتسائلت : لماذا تركنى الله للسقوط ..
فأجاب : بل انت الذى تركته ومضيت تكتب عهودا طويلة مع ابليس وجنوده
يسوع كان يريدك ولكنك لم تكن تريده ، بل احببت العالم اكثر منه ..
فقلت : لقد كنت احيا فى هذا العالم ..
فقال بسرعة : ولكنك لم تكن ابنا للعالم بل كنت ابنا لله
الذى اشتراك بدمه على الصليب فصرت ملكا له


وعدنا الى صمتنا مرة اخرى
ثم سألنى : لو كنت مازلت على الارض ...
ماذا كنت ستفعل الان بعد ان كشف لك الله حقيقة نفسك ؟
فأجبت بسرعة : كنت سأسأله كما سأله شاول الطرسوسى .... يارب ماذا تريد ان افعل ؟
فقال الملاك بصوت هادئ :
انه يريدك له بجملتك ، لقد كانت قطرة واحدة من دمه تكفى لخلاصك
ولكنه سكب كل دمائه من اجلك ...
من اجل ان تحيا
فلماذا تصر على الموت والهلاك !!


انه يريدك ان تفتح له الباب الان وليس اى وقت اخر ...
لقد طال انتظاره لك ، لاتتركه يقرع على بابك ويمضى دون ان تفتح له ليدخل ويتعشى معك
اذهب اليه وأطلب منه ان يغسلك ويحررك من قيودك ..
انه وحده القادر على ذلك ..
هو الذى يستطيع ان يبدل ضعفك بقوة ويغير قبحك بجمال

يسوع يريد منك ان تحبه فقط
ان تحبه من كل قلبك وتضمد جراحه بحبك له
وان تتمرد على اسقامك وامراضك وتطرحها عنك
لانك قد شفيت بدمائه التى سكبها من اجلك
يسوع يريد ان يسير معك فى طريقك ، خطوة بخطوة وثانية بثانية فلا ترفضة ..
لا تقل له انا مشغول عنك بالعالم وشهواته

يسوع يريد منك ان تكون معه فى الفردوس فقد ذهب ليعد لك مكانا هناك ..
فلا تعتذر باعذار واهية تحرمك من متعة الوجود فى حضرته فى ابدية لا تنتهى ...


يسوع يريدك ان تاتى اليه بكل اقذارك حتى تغتسل عند قدميه
وتجد الراحة التى لن تجدها فى ملاذ العالم
التى كلما نهلت منها تزداد عطشا
أذهب اليه واترك كل شئ بين يديه

وحين قال الملاك تلك الكلمات بدأت صورة الهاوية تتلاشى من امام عينى ...
وسمعت صوتا عميقا يصرخ بقوة : لا تمس الغلام ولا تصنع به شرا
ثم سمعت لحنا سمائيا لم اسمع مثله من قبل ..
وارتسمت ابتسامة على وجه الملاك الذى قال لى :
اعلم ايها الانسان ان الله يقول لك الان
" توبوا وأرجعوا عن معاصيكم ولا يكن لكم الاثم سبب هلاك .. لانى لا أسر بموت من يموت "
( حز 18 : 20 )


وحينئذ استيقظت من نومى وأفقت من حلمى الطويل
نعم ...
لم أبرح فراشى منذ الامس حينما كنت أفكر فى الموت والمصير الابدى


بل كانت رسالة من الجحيم
ليعلن لى ان المصير الذى كنت افكر فيه لم يتحدد بعد
وفرصة التوبة مازالت موجودة


فنهضت من فراشى وأمسكت بالاجبية
وعندما فتحتها مرت عينى على تلك الكلمات :


لو كان العمر ثابتا والعالم مؤبدا
لكان لكى يا نفسى حجة واضحة لكن اذ انكشفت افعالك الرديئة وشرورك القبيحة امام الديان العالم ...
فاى جواب تجيبى وانتى على سرير الخطايا منطرحة وفى اخضاع الجسد متهاونة ؟!!!


رسالة من الجحيم

وصلنا لنهاية رحلتنا ياغالين
اتمني نكون جميعاً استمتعنا بالرحلة وأستفدنا منها
ربنا يبارككم وينور حياتكم يا أخوتي
لنطلب من الرب أن
يُرسل لنا دائماً برسائل من السماء
لتُنير لنا الطريق إلي الخلاص .

رسالة من الجحيم
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هل الأشرار يعذبون الآن في الجحيم عذابًا فعليًا يشعرون به؟ أم أن الجحيم مكان إنتظار ؟
رسالة من الجحيم ...
رسالة من أحد ساكني الجحيم
رسالة من الجحيم
رسالة من الجحيم


الساعة الآن 03:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024