قال أحدهم: "إن المتع الدنيوية هي البديل الشيطاني للفرح في الرب". إن الكثيرين من أولاد الله الأعزاء في هذه الأيام يعيشون لأجل الاسترخاء، والراحة، والتسالي، والتقاعد المُبكِّر، وعطلات نهاية الأسبوع، والعطلات الرسمية، سعيًا وراء أي شيء يملأون به فراغ حياتهم. وأرجو ألا يُساء فهم قصدي، فلا يوجد خطأ بالطبع في أن يقضي المرء وقتًا طيبًا بأسلوب صحيح، وإننا بكل تأكيد نحتاج إلى شيء من الاسترخاء والمتعة النظيفة بين الحين والآخر، هذا أمر مطلوب في عالم تشتد فيه ضغوطه علينا. ولكننا عندما نصبح مستعبدين لمثل هذه المتع - وهو الأمر الذي كثيرًا ما يحدث معنا - فإننا سرعان ما نقع في مشكلة كبرى، وبالتالي نُوقع العائلة كلها في ذات الشرك. فالحياة أمر جاد للغاية، والمتعة التي نتحدث عنها ربما كانت هي سبيلنا وطريقتنا للهروب من الجدية، وهنا مكمن الخطر.
هناك موقفٌ ما علينا جميعًا اتخاذه لنوقف الشر المتدفق إلى بيوتنا من أي اتجاه. فنحن نسير في الحياة، نهزأ بما هو حولنا، ونصرخ مما هو فينا. عائلاتنا تتعذب وتخسر، فإذ نحاول بالمتع واللذات الهروب من الواقع، فإننا نتحول إلى "مدمني متعة"، إن جاز التعبير. ولَكَم نكره مواجهة مشاكلنا وواقعنا بجدية! وكم نحاول عمل أي شيء لتحاشي الأمانة مع أنفسنا. يقولون: "اضحك فيملأ الرجاء طريقك" ولكن الأمر ليس بهذا الأسلوب وهذه البساطة، فإن كل متع الحياة لا يمكن أن تخلصنا من مشاكلنا الحقيقية.
إننا نحتاج لأن نسمع ما يقوله الرب ونسلك في طريقه. فنحن نقرأ في كلمته المقدسة بخصوص الأيام الأخيرة عن الناس أنهم يكونون «محبين للذات دون محبة لله» (2تي 4:3). فمُتع الحياة تخنق الحق الإلهي (لو 14:8). وأولئك الذين يعيشون متنعمين في اللذات قد ماتوا وهم أحياء (1تي 6:5). ويقول الكتاب: «مُحب الفرح (أو المتعة) إنسان معوز (فقير)» (أم 17:21). فعندما تصبح المتعة هدفنا ومعبودنا، فإن هذا أمر سيجلب لنا المَرَار الذي سيمتد تأثيره على العائلة بأسرها. إن حياة المباهج والمسرات العالمية دائمًا ما تأخذنا إلى نقطة أبعد بكثير مما كنا نحسب في البداية. إنها كالجواد الجامح لا تعرف أين سيستقر بك المطاف معه في النهاية.
ليكن الله هو مصدر سرورك الدائم ولذتك المستديمة. دع كلمته تسر نفسك، ومع بركته تعطيك الفرح الأعظم والأرقى في الحياة.