منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 03 - 2016, 07:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

تأملات في أحاد الصوم
تأملات في أحاد الصوم
للقمص لوقا سيداروس

إنجيل عشية أحد رفاع الصوم الكبير (مر 11: 22- 26)
22 فأجاب يسوع وقال لهم: "ليكن لكم إيمان بالله. 23 لأني الحق أقول لكم: إن من قال لهذا الجبل: انتقل و أنطرح في البحر! ولا يشك في قلبه، بل يؤمن أن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له. 24 لذلك أقول لكم: كل ما تطلبونه حينما تصلون، فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكم. 25 ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء، لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الذي في السماوات زلاتكم. 26 وأن لم تغفروا أنت لا يغفر أبوكم الذي في السماوات أيضًا زلاتكم.

إنجيل باكر أحد الرفاع (لو 17: 3- 6)
اعتاد الآباء أن يسمّوا الأسبوع الأول من الصوم الكبير المقدس بأسبوع الاستعداد... للدخول الحقيقي إلى حياة الصوم وروح الصوم... وكان الاستعداد للصوم حسبما عاشوا هو تنقية الجو المحيط بهم من كل ما لا يناسب الصوم... وبصفة خاصة الوجود في سلام مع كل أحد وتصفية أي نوع من الخلافات بين الإخوة... أعني أن هذا الأسبوع كان يُصام لحساب المحبة الأخوية وتوطيد العلاقات ونبذ كل خلاف أو خصام أو قطيعة... الخ. لأنه من المعروف جدًا إنه إذا صام الإنسان وهو في حال خصام أو عدم سلام فلبي مع إخوته فإن صومه يكون كمن يجمع إلى كيس مثقوب.

فقد جعل الرب الصلح مع الأخ و الأقربين أفضل من تقديم القرابين، بل و بدونه لا تقبل قرابين. لذلك وضع الآباء فصل إنجيل عشية هذا اليوم كلمات الرب الصارخة والصريحة من نحو السلام الكامل والمحبة الأخوية.

وقد مارست الكنيسة علميًا هذا الكلام منذ الجيل الأول في خدمة الإفخارستيا. إذ تصير القبلات المقدسة والمحبة هي موضوع الصلاة وموضوع الممارسة حين نقبل بعضنا بعضًا بقلب طاهر وضمير صالح قبل أن نتقدم إلى شركة التناول من جسد ودم ابن الله... إذ نصير مستحقين لتحقيق هذه النعمة فينا بسبب محبتنا بعضنا لبعض التي هي علامة مسيحيتنا وعنوان تبعيتنا للمسيح.

"بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي إن كان لبعضكم حب بعض".

نعود إلى كلمات الرب... أخطأ إليك أخوك وتاب فاغفر له وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات في اليوم قائلاً أنا تائب فاغفر له. هذا القبول للأخوة يرتكز على الروح الذي فينا... روح المسيح غافر الخطايا... ويرجع إلى تمتع الإنسان نفسه بنعمة غفران الخطايا وإدراكه الحقيقي لقيمة هذه النعمة.

فإن تمتع بها يستطيع أن يعطيها أيضًا إذ يصير سريع الصفح وكثير الغفران مدركًا تمامًا أنه بمقدار ما يغفر له ويقدر ما يتسع قلبه لأخيه يقبل من الرب أضعاف قبول.

والكلام هنا كثير كرره ربنا يسوع في تعاليمه المحيية، فمرة يقول: "أخطأ إليك أخوك... اذهب وعاتبه" هو أخطأ وأنت تذهب تسعى إليه لكي تريح أخاك وتريح نفسك.

وبينما المنطق العالمي أن الذي أسيء إليه هو صاحب حق وإذا أتى إليه المسيء وسامحه يُحسب صاحب فضل... فإن ناموس المسيح يتخطى هذه العقبات النفسية ويرتفع بنا إلى علو السموات فيصير الإنسان قادرًا بالنعمة على كسر حواجز الشر واقتحام الأسوار... يذهب إلى أخيه... أليس هو أخوه؟ ويرتمي في حضنه ويقبله ويربحه.

المسيحي الحقيقي لا يخسر له أخًا مهما كانت الأحوال! رسالتنا في المسيح هي رسالة ربح النفوس بحكمة الروح وسلطان المحبة.

رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

سبع مرات في اليوم
إن رقم سبعة يعبر دائمًا عن الكمال... فإن كان الأخ يخطي ء إليك سبع مرات أي إلى أقصى درجة ممكن أن نتخيلها أو لا نتخيلها... فهناك باب المسيح المفتوح لقبول أعت ى الخطاة... ويمين المسيح تقيم ليس من العثرات والسقطات بل قادرة أن تقيم من الأموات!!.

قلب المسيح متسع اتساع أبدي يسبي النفوس ويُخضع الوحوش فمن يؤمن على قلب يسوع يستطيع أن يحفظ وصايا يسوع. هذا إنساننا الداخلي المخلوق من جديد بقوة قيامة المسيح من الأموات. هذه هي الطبيعة الجديدة، والطبيعة الجديدة من يحيياها يغلب بها كما غلب ذلك الذي هو رأسنا.

جرّب قول الرب، اخضع ذاتك له واطلب معونة المسيح... واكسر حاجز الشر... لا يغلبك الشر بل اغلب الشر بالخير... لا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في حينه إن كنا لا نكّل.

الإنسان هو الذي يحجّم عمل الروح القدس فيه ويحصره في إطار المحدودية حين يقول أنا حاولت مرة ومرتين ولم أفلح في أن اقتني أخي وأربحه... أنا عملت ما عليّ أن أفعله ولا أستطيع أن أفعل أكثر... هذا يكفي وهذه حدودي؟.

هنا يصير الإنسان قد أغلق على نفسه، وحبس الروح الذي لا حدود له ولا يعطي بكيل.

الروح يا إخوة لا يحد بحدود والعمل الروحي يستطيع أن يعمل ويعمل حتى الكمال ولا يكف ولا يكتفي ولا ييأس حتى من الفتيلة المدخنة والقصبة المرضوضة.

• الحفاظ على محبة الإخوة هي رسالتنا وهدفنا... المحبة القلبية هي كنزنا ليس بسهولة نبيعها أو نفرط فيها.

• سبب ضعف الكنيسة الآن هو القصور في تكميل المحبة وعدم السعي الجاد في أثر الصلح بالروح.

• العاجز في تكميل المحبة يركم دائمًا على أعذار وأعذار ولكنها غير مقبولة لدى المسيح. لأن المسيح هو الحب الكامل حتى للأعداء.

  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

زد إيماننا
قال الرسل للرب إذ سمعوا كلامه عن هذا الحب السماوي السامي الفاخر سبع مرات في اليوم إلى سبعين مرة– قالوا للرب إذ أدركوا أن الأمر يحتاج إلى إيمان وتصديق قلبي لكلام المسيح وتبعية مطلقة وإلقاء كل الحياة على رجاء كلمة المسيح.

قالوا زد إيماننا... أي زودنا بهذا الإيمان القوي القادر على بغض البغضة وكره الكراهية.

زد إيماننا لكي نستطيع أن نغفر سبع مرات في اليوم، فقال الرب: "لو كان لكم إيمان كحبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي و انغرسي في البحر فتطيعكم".

يا رب زد إيمان أولادك بأن المحبة هي البقاء والحياة وأن البغضة والقطيعة هي الموت بعينه.

من يحب أخاه فقد أحب الله... ومن يبغض أخاه يبقى في الموت... من يبغض أخاه فهو قاتل نفس.

ما أجمل أن نبدأ صومنا بهذا الاستعداد الروحي في السعي نحو السلام وتكميل المحبة الذي جعلته الكنيسة منطق المسيرة والدافع الروحي للحركة هو الآب.

  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

إنجيل عشية الأحد الأول من الصوم الكبير (مت 6 : 34،7 : 1- 12)
34 فلا تهتموا للغد، لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره.

1 "لا تدينوا لكي لا تدانوا، 2 لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم. 3 ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ 4 أم كيف تقول لأخيك: دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك؟ يا مرائي، أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيد أن تخرج القذى من عين أخيك! 6 لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم.

7 "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم. 8 لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له. 9 أم أي إنسان منكم إذا سألته ابنه خبزًا، يعطيه حجرًا؟ 10 وإن سأله سمكة، يعطيه حية؟ 11 فإن كنتم وأنت أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات، يهب خيرات للذين يسألونه! 12 فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

الصوم المقبول
عشية الأحد الأول من الصوم الكبير بعد أسبوع الاستعداد تصنع في الواقع برنامج الصوم وهدفه الأسمى، كاشتراك مع المسيح الذي صام عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة.

وإن سألت ما هو المنهج والبرنامج الذي يجب أن أتبعه وما هو مطلوب مني لكي أقدم للرب صومًا مقبولاً يختاره الرب ويرضى عنه لأن الصوم ليس هو صوم الطعام والانقطاع عنه، فلو كان كذلك لأصبح عملاً جسديًا فحسب، وليس الصوم هو عادة ورثناها من الآباء وتقاليد نمارسها ومواسم نعيشها.

بل في الواقع إذا خلا الصوم من الهدف الذي جعل من أجله فإنه يفقد معناه تمامًا ويصير عبئًا على الجسد يود الإنسان لو لم يصم أو على الأكثر يشتهي أن ينتهي الصوم أو يتحايل الإنسان عليه بطرق التحايل الكثيرة.

لذلك فإن نما فينا الوعي الروحي و استوعبنا ما عاشته الكنيسة المقدسة وما وضعه الآباء بالروح لأجلنا لجنينا ثمار الصوم المقدس و لأزهرت أرواحنا في موسم ربيع الحياة الروحية.

وفصل الإنجيل هو جزء من الموعظة على الجبل الذي هو دستور المسيحيين يبدأ بعدم الهم والاضطراب من أجل الغد، وهذا هو الجانب السلبي أما الإيجابي فهو الاتكال على الله الذي هو رب الغد ومدبر الغد. لأن مستقبلنا هو في المسيح.

  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

وشتان بين الهم والاهتمام والتدبير
فالهم هو الاضطراب والخوف والقلق واليأس وهذا يلغي كل النواحي الطيبة من الإيمان بالله والثقة والاتكال عليه وإلقاء الهم كله على الله. هو الذي خلقنا، وهو الذي عالنا ويعولنا وفي يده مقاليد الأمور، ومواعيد صادقة وأمينة وكلمته أثبت من السماء والأرض.

أما الاهتمام والتدبير فأمر ممدوح حين يدبر الإنسان أموره بدون قلق ملقيًا كل همه على الله واثقًا أنه "إن لم يبن الرب البيت فباطلاً تعب البناءون، فالإنسان المدبر، يستلهم روح حكمة في التدبير بالصلاة الكثيرة وطلب مشورة الله ويعمل أموره بلا ارتباك ولا اضطراب بل قلبه ثابت متكل على الله . هذه هي نقطة بداية للإنسان الصائم الذي كف ولو إلى حين عن أن يستمد حياته من طعام الجسد بل هو يحاول أن يحيا حياة لا تتكل على طعام الجسد بل يستمد فوته من الروح الذي فيه. فهي ارتفاع عن مطالب الجسد ليس احتقارًا للجسد، ولكن انحيازًا للروح لاختبار ما هو روحي وما يخص مستقبلنا في المسيح يسوع حين نخلع جسد هذا الموت.

ثم تأتي بعد ذلك وصايا السلوك المسيحي التي تقود للكمال إن كان الإنسان في صومه يجاهد لحفظها.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

عدم دينونة الآخرين– لا تدينوا
وليس الأمر سهلاً، ولكن كما قال الرب باب ضيق وطريق كربة أن يغض الإنسان نظره عن الآخرين ويكف عن دينونتهم . وهذا يتطلب قلبًا نقيًا لا يرى العيوب في الآخرين ويحتاج إلى حب صادق لأن الذي يحب لا يدين مطلقًا. فالنظر إلى القذى في عين الأخ ومحاولة إخراجه كمن يعمل خيرًا بالقريب يحتاج نزع الخشبة التي في عيننا أولاً... وهذا هو الاهتمام الأول في الصوم، أعني التوبة والرجوع إلى الله وطلب المراحم من أجل خطايانا الكثيرة.

كل ألحان الصوم الكبير وقراءاته مركزة حول التوبة والندم والرجوع إلى الله من كل القلب.

أما من جهة علاج الدينونة فالمسيح في نهاية حديثه يقول: "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم هكذا لأن هذا هو الناموس والأنبياء". فإن أردت أن تتخلص من مرض الدينونة للآخرين ضع نفسك مكان من تدينه وسل نفسك كيف تريد أن ينظر إليك الناس وكيف يعاملونك لو كنت أنت مكان الخاطئ الذي تدين أعماله وتصرفاته!!

فإن كنت أنا أكرز ألا يسرق، وإن سقط أحد في هذه الرذيلة فإني أحكم عليه، فماذا لو سقطت أنا في ذات الخطية وضُبطت متلبسًا بها؟ ألا أريد أن تعاملني الناس برحمة و يلتمسوا لي عذرًا أو يسامحوني، ويقبلون ما أقول لتبرير نفسي، كل ذلك أريده إذا كنت أنا الخاطئ ، فإن كنت أريد ذلك فلأفعله مع أخي بالتمام والكمال وإن صنعت ذلك فلن أدين أحدًا، وأنجو من دينونة الديّان الذي قال: " لا تدينوا لكي لا تدانوا ".
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

الرياء
في منهج الصوم كما رسمه المسيح أن يكف الإنسان عن الرياء وطلب مجد الناس فحين يصوم يغسل وجهه ويدهن رأسه ولا يظهر للناس صائمًا، بل يخفي صومه عن الناس ولا يسلك بوجهين ولا يكون ذا لسانين، فالذي يدين أخاه وهو في نفس الوقت خاط ئ يحتاج إلى إصلاح نفسه يدعوه الرب مرائيًا "يا مرائي اخرج أولاً الخشبة من عينك". هذا هو سلوك الرياء. فالرب وضع في المنهج أن لا يسلك الإنسان مرائيًا... بل يكون متضعًا وصريحًا مع نفسه في إصلاح سيرته.

اسألوا تعطوا
يكثر السؤال والصلاة في الصوم، والرب مستعد دائما أن يعطي بل هو مصدر العطاء والخير، ولا يمنع الإنسان من الأخذ إلا نفسه. ولا يحرم الإنسان من التمتع بعطايا المسيح إلا ذاته، لأن وعد المسيح أن "كل من يسأل يأخذ وكل من يطلب يجد وكل من يقرع يفتح له".

والقديس يعقوب الرسول يعلق على هذا القول بقوله: " لكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن الذي ليس عنده إيمان لا يظن أنه ينال شيئًا من قبل الرب ". يطلب بحسب مشيئة الله ومسرته لأن الإنسان كثيرًا ما يطلب رديًا لكي يخدم حاجات الجسد وينفق في شهواته. ويطلب ملكوت الله قائلاً ليأت ملكوتك لأن طالب ملكوت الله لابد أن يناله ويحيا به وفيه. ويثق أن الله يسمعنا حال طلبنا ويميل أذنه نحو سؤالنا وهو يعطينا أكثر مما نسأل أو نفهم.

أما وقت للاستجابة فليس لنا، لأنه يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأل ويعرف ما هو نافع ومتى يصير لنا... لذلك تأخرت كثيرًا استجابة الصلوات هذا في نظر الناس أما الله فيعرف كيف يكون الشيء حسن في أوانه الخاص مثل ولادة إسحق وولادة يوحنا المعمدان. أما ما يثبت صدق مواعيد الله في استجابة طلبتنا ويرسخ في ذهننا أن لابد أن يعطينا فهو ما أوضحه المسيح أن الله أبونا وهذه النعمة التي صارت لنا في شخص يسوع أن صرنا أولاد الله لأن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله .

ولكي يُثبت المسيح هذا التعليم بل هذا الواقع الذي صرنا إليه بإيماننا بالمسيح توسط بأمثال كيف أن آباء الجسد يعطون أولادهم عطايا جيدة رغم كونهم خطاة فكم بالحري أبونا السماوي غير الخاطئ وكلي الصلاح يعطي الخيرات للذين يسألونه.

فنحن نسأل أبانا ومن هذا المنطق نعرف أنه يعطينا من فيض أبوته كل ما هو نافع لنا للحياة والتقوى لخلاص نفوسنا ولكن قمة عطايا الآب لنا هي أنه أعطانا روحه ساكنًا فينا وأنعم علينا بنعمة البنوة، انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله ".
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

إنجيل عشية الأحد الثاني من الصوم الكبير (مر 1: 12- 15)
12 وللوقت أخرجه الروح إلى البرية، 13 وكان هناك في البرية أربعين يومًا يجرب من الشيطان. وكان مع الوحوش. وصارت الملائكة تخدمه.

14 وبعدها أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله 15 ويقول: "قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل".


التجربة على الجبل
الأحد الثاني هو أحد التجربة بحسب ما رتب آباء الكنيسة وفيه يقرأ إنجيل التجربة على الجبل، لما صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد أورد الإنجيليون مار متى ومار لوقا عينات من هذه التجارب تجربة الخبز وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل وقد صرعه المسيح في كل تجاربه وكسر شوكته عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا.

ولكن إنجيل العشية بحسب ما كتبه القديس مرقس البشير قد اختزل تجربة المسيح وأوردها في آية واحدة "أن الروح أخرجه إلى البرية ليجرب من إبليس أربعين يومًا وكان مع الوحوش وكانت الملائكة تخدمه".

وإذ أحجم مارمرقس عن أن يدخلنا إلى تفاصيل التجارب وطبيعتها وهو يكتب بالروح القدس فهذا معناه أن الأمر يفوق حدود العقل والإدراك البشري، فالعدو رئيس هذا العالم هو روح الظلمة الكذاب وأبو الكذاب المعاند والمقاوم لله، شرس غاية الشراسة وقد كان من البدء قتالاً للناس. فبأي كيفية حارب القدوس وإلى أي مدى كانت هذه الحرب وتلك التجارب وما هي طبيعتها وما هي أعماقها، فهذه أمور تعلو إدراكنا وتتجاوز معرفتنا الضعيفة.

ولكن لأن المسيح صام عنا ومن أجلنا، ولم يفعل شيئًا إلا لحسابنا فبكل تأكيد أن ما خرج به المسيح منتصرًا على كل تجارب العدو كان لحسابنا بل أعطاه المسيح لنا وأجزل لنا العطاء. ونحن نقترب إلى سجله مارمرقس تلمس فيه نصيبنا لأن المسيح وهو متحد بطبيعتنا البشرية، صام بها وحارب بها وانتصر بها لحسابنا ومن أجلنا.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 03 - 2016, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات في أحاد الصوم

أولاً : إن قيل إن الروح اقتاده
فأعلم أنه قد تسجل لنا هذا ميراثًا في المسيح، وقد ت م هذا بعد المعمودية مباشرة حين جاء صوت الآب من السماء شاهدًا "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، وحين حل الروح عليه بهيئة جسمية كاملة بشكل حمامة. فصار فيما بعد أن الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله.

فبدءًا بمعموديتنا حين ينادي أننا صرنا أولاد الله وحين نقبل نعمة البنوة إذ نتحد مع المسيح بشبه موته وننال نعمة الروح المعزي الحال فينا والساكن فينا حينئذ يتسلم الروح القدس قيادتنا.

فالذي يُقتاد بروح الله فقد ختم أن الله أبوه وهو ابن الله. الروح هو الذي يرشد إلى جميع الحق، يعلم وينصح ويعزي ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها ويأخذ مما للمسيح ويعطينا ويذكرنا بكل ما قاله السيد، وهو يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، ويفحص كل شيء حتى أعماق الله.

فإن كان الإنسان ينقاد بالروح في العمل والكلام ويسلك بالروح ولا يطف ئ الروح ولا يحزن الروح، ويكون مراضيًا للروح مادام في طريق الحياة يسلك. يصير الإنسان محمولاً منقادًا بروح الله وحسبما يسير الروح يسير.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات في آحاد الخمسين المقدسة
أحاد الصوم الكبير فى صور
قديسو آحاد الصوم
تأملات فى أناجيل آحاد الأربعين المقدسة
آحاد الصوم


الساعة الآن 04:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024