|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي تشير عبارة "تَبتَهِجُ روحي بِاللهِ" إلى تحقيق بشارة الملاك جِبرائيل لمَريَم "إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرّبّ مَعَكِ"(لوقا 1: 28). ويُعلق القدّيس بيدُس المُكرَّم قائلاً: "إنّ المعنى الأوّلي لهذه الكلمات هو بالتَّأكيد اعتراف مَريَم بالعطايا التي أنعم الله بها عليها بصورة خاصّة؛ ولكن بعد ذلك، فإنّها تُذكِّر الجميع بأنّ الله لا يتوقّف أبدًا عن إغدافه النِّعَم على الجنس البشري"(عظات عن الإنجيل). وكلمات مَريَم هذه هي صدى ترنيمة حنِّة بعد أن ولدت صمويل " إِبتَهَجِ قَلْبي بِالرّبّ" (1 صموئيل 2: 1). إن كلا النَّشيدين قد صوَّرت الله نصيرًا للفقراء والأذلاء والمحتقرين والمنبوذين والمظلومين. والله هو مصدر هذا الابتهاج. إنَّه مزمور من الزمن المَلكي الذي يُعبِّر عن رَجاء الفقراء (صفنيا 2: 3)، وينتهي بالإشارة إلى الملك المسيح. لكن في نشيد مَريَم العذراء نجد بُعدًا شخصيًا واضحًا. ويُعلق الفيلسوف واللاهوتي الفرنسي جان غيتو "إن نشيد مَريَم قد يكون استغرق خمس أو ست لحظات، إنما يروي حياة ً بكاملها". أمَّا عبارة " روحي " فتشير إلى ما أسمى وأعمق ما في الإنسان، وما يجعلنا نُدرك ما لا يُرى وما هو أبدي. أمَّا عبارة " بِاللهِ مُخَلِّصي" فتشير إلى تعبير وجداني عن عظمة الله في حياة مَريَم مُلخَّصة بعشر آيات: ابتهاج بالخلاص الآتي (لوقا 46-47)، فقر وخدمة (لوقا 1: 48)، حال التَّواضع (لوقا 1: 49)، مخافة الله (لوقا 1: 50) انفتاح على التَّدبير الإلهي وتأهب لخدمته (لوقا 1: 51)، إدراك الضُّعْف الذَّاتي (لوقا 1: 52) حِس العدالة (لوقا 1: 53) ثقة بالرَّحمة الإلهية (لوقا 1: 54) وتحقيق وعود الإله الآمين (لوقا 1: 59). كم علينا أن نمتلئ فرحًا، نحنُ أيضًا، عندما يزورُنا هذا المخلّصُ الإلهيّ من خلال القربانِ المقدّسِ والنِّعمِ الداخليّة والكلمات التي يقولُها لنا يوميًّا في قلوبنا! |
|