|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجاً في بَطْني. تشير عبارة "إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ" إلى صوت مَريَم الذي يُبشّر بيسوع الذي هو علامة من الرُّوحِ القُدُس التي تحقَّقت لاليصابات ما عَلمَتْه سابقًا بقولها: مَريَم" أُمُّ رَبِّي؟". يُعيد لوقا الإنجيلي مرّة أخرى ما قاله "فلَمَّا سَمِعَت أَليصابات سَلامَ مَريَم، ارتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس" (لوقا 1: 41)، ويُعلق العلاَّمة أوريجانوس قائلا: "في البدء، لم يُعطِ الرّبّ يسوع المسيح كنيستَه أن تعرفه إلاّ عبر صوته. لقد بدأ بإطلاق صوته عبرَ الأنبياء؛ فمن دون أن يظهر، أسمعَهم صوته فقط". أمَّا عبارة "ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجاً في بَطْني" فتشير إلى إعادة ما قاله لوقا سابقًا (لوقا 1: 41) مع إضافة صغيرة هامة، وهي "ابتهاجا". والابتهاج يدل سبب ارتكاض يوحَنَّا المَعْمَدان وأمّه أَليصابات. إن لقاء الرَّبّ لم يُجلب لاليصابات ولا لطفلها الخوف أو القلق، بل جلب الفرح. وهذا الفرح دليل أكيد على أمانة أَليصابات لله. إن مَريَم تنقل الفرح إلى منزل خالتها، لأنها "تحمل" المسيح. ويسوع يُقدس يوحَنَّا المَعْمَدان من خلال أمِّه مَريَم. فقد تذوق يوحَنَّا المَعْمَدان طعم الفرح الحقيقي وهو ما يزال في بطن أُمِّه أَليصابات؛ وهو أوَّل شخص -بعد العذراء -استقبل البشارة السَّارة، وقد شهد شهادته الأخيرة بعد ذلك بثلاثين عاماً بفرحه لصوت يسوع " مَن كانَت لَه العَروس فهوَ العَريس. وأَمَّا صَديقُ العَريس الَّذي يَقِفُ يَستَمِعُ إِلَيه فإِنَّه يَفرَحُ أَشدَّ الفَرَحِ لِصَوتِ العَريس. فهوذا فَرَحي قد تَمَّ" (يوحَنَّا 3: 29). ولذلك يُطلق التَّقليد على يوحَنَّا المَعْمَدان لقب "نبي الفرح". فكلّ نفسٍ يغمرها صوتُ كلمةِ الله تكون فرحة وسعيدة ومرتاحة حين تشعر بحضوره. |
|