فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: مُبارَكة أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكة ثَمَرَةُ بَطنِكِ"
" مُبارَكة " فتشير إلى جزء من الخِبرة اليوميّة لدى إنسان العهد القديم. نستقبل القريب ونودّعه "فنباركه" بمعنى أننا "نحيِّيه" (تكوين 47 :7). وتدلّ المُبارَكة على الوحدة وعلى علاقة الحياة، وهذا أمر خاص بعلاقاتنا في الشرق. أما كلمة مُبارَكة على فم أَليصابات فتدلُّ على تمجيد لله وشكره، وإقرار بجميله بسبب أعماله ومعجزاته، وبهذا البركة عبّرت أَليصابات عن الوحدة بين الأم مَريَم وابنها يسوع. هي بركة مزدوجة، يسوع ومَريَم يشتركان معا في البركة الإلهية. مَريَم هي المُبارَكة، ويسوع الذي فيها هو المُبارك وكلاهما يأتيان باسم الرَّبّ لإعلان الملكوت المسيحاني. فبركة الرَّبّ تبلغ البشر بواسطة مَريَم ويسوع المُتَّحدين اتحادًا لا ينفصم. إن مَريَم مرتبطة بابنها ارتباطًا وثيقًا في شخصيتها وطبيعتها وتاريخها، لذلك هي ليست أداة مجرَّدة من كل شخصيَّة أو مسؤوليَّة، بل هي شريكة لإعلان الملكوت.