لقد كانت كلمات اللّص لحنًا حزينًا لخلجات قلب نادم تائب: «وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله»! أي جلال! أية عظمة! وأية رفعة لهذا الإنسان الذي في الوسط، والذي يحترق تحت لُهب النيران في صمت ولا ينطق بكلمة واحدة! وكأنى باللّص أمام هذا الحريق من العذاب، وأمام هذا الجلال من الصمت، قد بدأ يتدرج في فهم ومعرفة أن موت «هذا» لا يمكن أن يقف حاجزًا يمنعه من أن يعود ليملك بقوة ومجد في ملكوته: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك» ... للوقت صار له هذا ”الإنسان“ ربًا! وللوقت يؤمن بقيامة هذا الرب والسَيِّد. نعم، وفي الحال أتت الإجابة: «إنكَ اليوم تكون معي في الفردوس». والسماء فرحت لخلاص نفس هذا اللّص!