3فَالآنَ يَا رَبُّ خُذْ نَفْسِي مِنِّي لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». الموضوع ما يستحملش أنا والشعب ده , لازم تأخذ واحد فينا إحنا الإثنين , يعنى يا تأخذ هذا الشعب ,يا تأخذنى أنا , عجيبة يا يونان ده أنت لسة كنت بتصرخ لربنا وتقول له نجى حياتى وبتشكر ربنا أنه نجاك , دلوقتى ما بقيتش طايق حياتك ومش عايزها , والحاجة العجيبة أن يونان فكر فى الإنسحاب من الحياة ومن الخدمة فى الوقت اللى نجح فيه , يعنى الخدام المفعوصين يجربوا تجربة شديدة ويفكروا ينسحبوا من الخدمة لما يلاقوا الخدمة فاشلة ومفيش حد بيتغير ومفيش ثمر , فييأسوا ويقولوا مفيش فايدة ويمتنعوا عن الخدمة , لكن يونان حقق نجاح وكمان نجاح 100 % فى خدمته , ولكن نجاحه هذا قاده إلى الإحساس بالفشل لأنه ماكانش عايز كده , دى رحمة ربنا اللى هى موضوع تسبيح وشكر القديسين جعلها يونان موضوع تعيير لله وتذمر عليه , كأن ؤبنا يتصف بالرحمة وبالرأفة ده عيب كبير ربنا يبقى كده , ووصل بيه الحال أنه بيقول لربنا لو ينبغى أن تحيا نينوى إذا ينبغى أن أنا أموت , وأنا لا أقدر أن أرى أن كلامى وكلامك وقع فى الأرض وأنه لم ينفذ , ويونان بالضبط بيمثل الأبن الكبير فى مثل الإبن الضال اللى لما شاف أن أخوه الصغير رجع وأبوه عمل ليه الوليمة , زعل وما رضيش يدخل , وهو ده بالضبط اللى عمله يونان , وهذا أيضا رمز لشعب إسرائيل اللى هم ماكانوش عايزين الأمم يتمتعوا بخلاص ربنا , وعلشان كده إتحول من اللحظات اللى كان بيشكر فيها ربنا عن حياته ونجاته , ودلوقتى أصبحت حياته عبء ثقيل عليه ,وقال لربنا أنهى بقى حياتى , وهو ده حال الإنسان بتيجى أوقات كثيرة ما يبقاش طايق حياته ويقول لربنا كفاية بقى , وفى فرق بين بولس الرسول اللى بيقول لى إشتياق أن أنطلق وأكون مع المسيح , وفرق بين يونان اللى بيقول موتى خيرا من حياتى , بولس عنده شهوة الإنطلاق لأنه بيشتاق لربنا , لكن يونان عنده نوع من القرف من الحياة وشايف أن الحل إنه يموت , لكن اللى مفروض أن أحنا نعيشه أننا نستعد للحظة الموت لكن نترك لربنا الوقت والطريقة اللى يأخذنا بيها , لكن ينبغى أن أحنا نكون مستعدين ولا نقول لربنا خذنا , وهنا بانت أن طاعة يونان اللى طاعها أنها طاعة ظاهرية ولكن من داخله هناك تذمر فى القلب .