|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصية ترفع عنا العار "دحرج عني العار والخزي، فإني لشهاداتك ابتغيت" [22]. أي عارٍ يريد المرتل من الله أن ينتزعه منه إلا عار الخطية، إذ يجلب الإثم إهانة حقيقية في عيني الله وخزي. فإن الخاطي المصرّ على خطيته يهين ابن الإنسان ويستحي منه، حاسبًا صليبه حرمانًا وعارًا وخزيًا، لهذا فإن ابن الإنسان أيضًا يستحي منه (لو26:9)، أما المؤمن التقي الحقيقي فيقول مع الرسول: "لست أستحي بإنجيل المسيح" رو16:1، كما يقول مع المرتل: "تكلمت بشهاداتك قدام الملوك ولم أخزَ" مز46:119. من أجل هذا يطلب المرتل أن ينزع الله عنه الخجل والعار لكي يشهد لإنجيله حتى أمام مقاوميه، بإيمانه الحق وتوبته الصادقة ونموه الروحي. يرى المرتل أن الأشرار قد وضعوا عليه حجرًا ضخمًا، كأنهم حسبوه قبرًا يجب إغلاقه بحجر، وها هو يشعر بالعجز التام على دحرجة هذا الحجر، طالبا التدخل الإلهي. * تستوجب الخطايا العار والخزي، ففي يوم الدينونة يقوم الخطاة إلي الخزي والعار الأبدي (دا 2:12)... يوجد نوعان من العار: فمن جهة "اختار الله أدنياء العالم والمزدرى" 1كو 28:1، ومن جهة أخرى: "فاعل الشر مرذول أمامه (الرب)" مز4:15. إني أبغض "الإهانة" التي يهينني بها البشر في جهل، فإنهم يهينون من يستحق الكرامة لا من يستحق الإهانة... إنني أقول: "دحرج عني العار والخزي فإني لشهاداتك ابتغيت" [22]. لا تحسبني مستحقًا العار والخزى لأنني حفظت شهاداتك التي قيل عنها: "طوباهم الذين يحفظون شهاداتك" . العلامة أوريجينوس * إذ يوجد من يجلب على العار والخزي لأنني حفظت وصاياك، "دحرج" أيها الرب "عني العار" (الذي يجلبه على الأشرار). كيف يُنزع هذا العار وهذا الخزي؟ عندما يأتون إلي معرفة الحق، هؤلاء الذين يهينونني ويعيرونني ويعتبرونني كلا شيء، فإنهم هم أيضًا سيحفظون وصاياك معي. القديس ديديموس الضرير * في وقت الاضطهاد يغطيني الكفرة بالعار ويخزونني، حينئذ أطلب الحماية حتى يبطل العار الذي يوجهونه إليّ. القديس أثناسيوس الرسولي لعل طلبة المرتل هنا إنما تشير إلي دور الآب في قيامة السيد المسيح فقد دحرج الأشرار الحجر على قبر المخلص وطلبوا من بيلاطس حراسته وختمه حتى يطمئنوا أنه لن يقوم. حسبوا أنهم قد دحرجوا عليه عارًا وخزيًا مع أنه لم يرتكب شيئًا إنما اشتهي شهادات الآب، أي الشهادة لحبه الفائق نحو البشرية ببذل ذاته عنهم. إذ دخل الشعب أرض الموعد أُقيمت الخيمة في "الجلجال" وتعني "دحرجة" وقال الرب ليشوع: "اليوم قد دحرجت عنكم عار مصر" يش9:5. هكذا ترافقنا الوصية حتى تخرج بنا من عبودية إبليس (فرعون مصر) وتدخل بنا في استحقاقات الدم إلي أرض الموعد، أي إلي الحياة الجديدة المقامة في المسيح يسوع. يتطلع داود النبي إلي الكلمة الإلهي (الوصية) الذي يدحرج عنا العار، ولا يبالي بمؤامرات الأشرار الظاهرة والخفية التي تعمل على دحرجة العار عليه... إن الجلوس مع الكلمة الإلهي أعظم من الانشغال بمؤامرات الأشرار. * تدعى الشهادات في اليونانية "مارتيريا" μαρτύρια، وتستخدم نفس الكلمة الآن في اللاتينية، حيث أن هؤلاء الذين من أجل شهادتهم للمسيح قد انسحقوا بآلام كثيرة، ويصارعون حتى الموت من أجل الحق، يدعون باليونانية شهداء Martyrs... لذلك عندما تسمعون هذا التعبير الذي صار شائعًا ومبهجًا لنحسب كلمات (المرتل) هنا كما لو كانت: "دحرج عني العار والخزي، لأني ابتغيت أن استشهد من أجلك". عندما ينطق جسد المسيح هكذا فهل يُحسب ذلك عقوبة عندما ينتهره الأشرار والمتكبرون ويجعلونه في خزي، إن كان بهذه الوسائل ينال الإكليل؟ اُنظروا فإن الاستشهاد باسم المسيح... ليس فقط عارًا بل هو زينة عظيمة، ليس فقط في عيني الرب بل حتى في أعين البشر: "كريم هو موت قديسيه". أُنظروا فإن شهداءه ليس فقط لا يُحتقرون بل ينالون كرامات عظيمة. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الوصية والتسليم |
مزمور 119 | يا لعذوبة الوصية |
مزمور 119 | يا لعذوبة الوصية |
مزمور 119 | وانزع عني العار الذي ظننته |
مزمور 119 | دحرج عني العار والخزي |