أبفراس
أبفراس هو يكافح الهرطقة والفساد ، كانت معركته الأولى ، وصراعه الأعظم ، مع اللّه ، وليس مع الناس ، إذ كان هذا الرجل يؤمن إلى أبعد الحدود بقوة الصلاة ، ... وكان يؤمن أن الجهاد الحقيقى ليس بين الإنسان والإنسان ، بل بين الإنسان واللّه ، وأن يعقوب عندما أراد أن يكسب معركته مع عيسو صارع مع اللّه وغلب ، وأن نحميا عندما واجه الصعاب القاسية وهو يفكر فى مدينته المحبوبة ، وهو مكمد الوجه أمام الملك ، والملك يسأله : « لماذا وجهك مكمد وأنت غير مريض . ما هذا إلا كآبة قلب . » ( نح 2 : 2 ) .. تحول فى الحال من الملك الأرضى إلى الملك السماوى وهو يجيب ، فصلى إلى إله السماء ، ومع أن أبفراس ترك كولوسى ولاودكية وذهب إلى روما ليلتقى ببولس هناك ، إلا أنه فى عاصمة الرومان ، لمن يكن قلبه أو عينه أو عاطفته متجهة إلى مناظر روما الخلابة ، لأنه كان منصرفاً كل الانصراف بجهده وكيانه ومشاعره وصلواته إلى ما يحدث فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس : « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكى تثبتوا كاملين وممتلئين فى كل مشيئة اللّه » ( كو 4 : 12 )