التذكر والنسيان
لم نقصد من تاريخ الرحلة أن نكشف حالة الشعب القديم، بل أن نكتشف أنفسنا فيهم، عملاً بقول الكتاب «وهذه الأمور حدثت مثالاً لنا، حتى لا نكون نحن مشتهين شرورًا كما اشتهى أولئك... فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالاً وكُتبت لإنذارنا، نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور» (1كورنثوس10:6،11). فما الذي حرَّك في قلوبهم - كجماعة وكأفراد - كل هذا؟ إنه نسيان إحسان الرب لهم من ناحية، ومن الأخرى تذكّر أيام لم ينسوها، وحوّلوها، بأذهانهم الفاسدة من أيام عبودية وذل معاجن الطين وسياط المسخرين إلى أيام الخير والوجبات الساخنة من الأسماك واللحوم!! لذا حرَّضهم موسى فيما بعد «وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك» (تثنية8:2). وأيضًا حرضنا بولس «أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قُدَّام» (فيلبي3:13).