|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ على مرّ العصور، لم نسمع أحدًا في هذا العالم، سواء كان مرسلًا من الله، أو نبيًّا يتكلّم عن مقاصد الله، استطاع أن يُصرّح بهذا التعبير الخاصّ الذي صرّح به يسوع، "أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ" خاصّة عندما كان تلاميذه يخبرونه عن المنّ الذي أعطاه موسى لشعبه، أي لآبائهم في البريّة، إذ أوضح لهم يسوع أنّ الله قد أعطى المنّ لشعبه، وليس موسى ، فموسى كان الوسيط آنذاك بين الله والشعب المتوجّه إلى أرض الراحة، بعد خروجه من ظلمة العبوديّة، وإنّ هذا المن هو الخبز المادّي النازل من السماء ليعيل شعب الله المختار من يوم إلى يوم، أو من إسبوع إلى أسبوع، وحتّى إنّ هذا المنّ لا يستطيع أن يُحفظ لمدّة طويلة ، وذلك لأن الله أراد أن يُفهم شعبَه ألّا يهتمّوا بالغد، لأنّ الغد يهتمّ بنفسه. يسوع المسيح هو المنّ النازل من السماء، في أقنومه الثاني أي "الله الإبن"، الذي قدّم نفسه ذبيحة كفّاريّة عوضًا عن الذين أحبّهم، فأعاد لنا الحياة التي سُلبت منا بعد جريمة العصيان والتعدّي، اللذين فصلانا عن أبونا الله الآب "الأقنوم الأوّل." لقد تعامل الله الآب مع شعبه في القديم وأرسل لهم المنّ المادّي ليشبع أجسادهم الماديّة التي كانت تعبر من أرض العبوديّة إلى أرض الراحة ، إلّا أنّ ذلك المنّ لم يعطِهم حياةً أبديّة، بل أكلوا منه، ولكنّهم ماتوا فيما بعد. لكن، وفي ملء الزمان، أرسل الله ابنه الوحيد يسوع المسيح، ليكون المنّ السماويّ النازل من السماء، الذي من خلاله ستعبر البشريّة من أرض العبوديّة إلى أرض الراحة، بواسطة جسده الذي هو خبز الحياة الأبديّة، والذي قُدّم كذبيحة، ومن يُقبل إليه لنْ يجوعَ ابدًا. «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ» |
|