|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عهد الله معنا وعهودنا مع الناس: 12 فَصَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ قَائِلَةً: 13 «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَ آبَائِكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعَبِيدِ قَائِلًا: 14 فِي نِهَايَةِ سَبْعِ سِنِينَ تُطْلِقُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ الْعِبْرَانِيَّ الَّذِي بِيعَ لَكَ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَتُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ. وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعْ آبَاؤُكُمْ لِي وَلاَ أَمَالُوا أُذُنَهُمْ. 15 وَقَدْ رَجَعْتُمْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ وَفَعَلْتُمْ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، مُنَادِينَ بِالْعِتْقِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ، وَقَطَعْتُمْ عَهْدًا أَمَامِي فِي الْبَيْتِ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي. 16 ثُمَّ عُدْتُمْ وَدَنَّسْتُمُ اسْمِي وَأَرْجَعْتُمْ كُلُّ وَاحِدٍ عَبْدَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَمَتَهُ الَّذِينَ أَطْلَقْتُمُوهُمْ أَحْرَارًا لأَنْفُسِهِمْ، وَأَخْضَعْتُمُوهُمْ لِيَكُونُوا لَكُمْ عَبِيدًا وَإِمَاءً. 17 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَنْتُمْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي لِتُنَادُوا بِالْعِتْقِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَخِيهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ. هأَنَذَا أُنَادِي لَكُمْ بِالْعِتْقِ، يَقُولُ الرَّبُّ، لِلسَّيْفِ وَالْوَبَإِ وَالْجُوعِ، وَأَجْعَلُكُمْ قَلَقًا لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. 18 وَأَدْفَعُ النَّاسَ الَّذِينَ تَعَدَّوْا عَهْدِي، الَّذِينَ لَمْ يُقِيمُوا كَلاَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعُوهُ أَمَامِي. الْعِجْلَ الَّذِي قَطَعُوهُ إِلَى اثْنَيْنِ، وَجَازُوا بَيْنَ قِطْعَتَيْهِ. 19 رُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَرُؤَسَاءَ أُورُشَلِيمَ، الْخِصْيَانَ وَالْكَهَنَةَ وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ الَّذِينَ جَازُوا بَيْنَ قِطْعَتَيِ الْعِجْلِ، 20 أَدْفَعُهُمْ لِيَدِ أَعْدَائِهِمْ وَلِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، فَتَكُونُ جُثَثُهُمْ أُكْلًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأَرْضِ. 21 وَأَدْفَعُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَرُؤَسَاءَهُ لِيَدِ أَعْدَائِهِمْ، وَلِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، وَلِيَدِ جَيْشِ مَلِكِ بَابِلَ الَّذِينَ صَعِدُوا عَنْكُمْ. 22 هأَنَذَا آمُرُ، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَرُدُّهُمْ إِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ فَيُحَارِبُونَهَا وَيَأْخُذُونَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ، وَأَجْعَلُ مُدُنَ يَهُوذَا خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ». [12-22]. في (ع 15) يوضح أن التعهد بالاطلاق تم في بيت الرب تحت اشراف السلطات الدينية المختصة. لذلك فالحنث به تحدى للناموس السماوي (خر 20: 7). العجل الذي قطعوه إلى اثنين هنا [18] يشير إلى الطريق البابلية القديمة في المصادقة على العهد (تك 15: 9، 17) بما يوحي بأن أولئك الذين نكثوا الاتفاق عليهم أن يتوقعوا نفس مصير الحيوان الذبيح. عندما قطع الله عهدًا مع أبرام قال له: "خذ لي عجلة ثلاثية، وعنزة ثلاثية، وكبشًا ثلاثيًا ويمامة وحمامة" (تك 15: 9). "أخذها أبرام وشقها من الوسط وجعل شق كل واحدٍ مقابل صاحبه، وأما الطير فلم يشقه" (تك 15: 10). ولما رتَّب كل قطعة كما يجب، أخذ يحرسها، ويطرد الطيور النجسة التي كانت تنزل لتلتهمها. إذ سلك أبرام بالإيمان وعاش أمينًا للعهد مع الله لم يسمح للطيور النجسة أن تنزل لتلتهم الذبيحة. أما هنا فقد اجتازوا بين قطعتي العجل معلنين التزامهم بقسم إلهي أن ينفذوا وعدهم بتحرير العبيد، لكنهم حنثوا بالعهد، فصارت جثثهم مأكلًا لطيور السماء ووحوش البرية. إنهم ليسوا أبناء إبراهيم حافظ العهد مع الله! لم يتشبهوا بإبراهيم الذي قدَّم الآتي: أ. عجلة ثلاثية: تشير إلى السيد المسيح الذي جاء كعبدٍ باذلٍ لحساب الغير. ب. عنزة ثلاثية: صار خطية (مت 25) ليحمل خطايانا. ج. كبشًا ثلاثيًا: ذبيحة ملء أو قدم حياته مكرسة لأجلنا. د. الحمامة واليمامة: إشارة إلى البساطة والعفة مع الحياة السماوية. بمعنى آخر قدَّم إبراهيم رمزًا لذبيحة السيد المسيح الذي بذل ذاته عنا، حاملًا خطايانا، ومكرسًا ذاته لأجل مجدنا، رافعًا إيَّانا بحبه وطهارته إلى سمواته. بينما يقدس الله الحرية الإنسانية ينكر الإنسان حرية أخيه الشخصية. لقد حدد الله فترة العبودية بست سنوات خدمة في ناموس موسى (خر 21: 2؛ تث 15: 1-2) ويتم العتق في السنة السابعة، سنة الحرية أو العتق. ما يذكره إرميا النبي هنا ليس الغاء العبودية، بل نهي اليهودي فقط عن أن يستعبد مواطنه اليهودي بحالةٍ دائمةٍ. وبولس الرسول لم يمنع العبودية في أيامه، بل حرَّض السادة على أن يعاملوا عبيدهم بالعدل والإنصاف، وحرَّض العبيد على أن يتحملوا بالصبر. ولا يطلبوا تحريرهم بدون قيد أو شرط، لكن فيما بعد جاء وقت شعر فيه المسيحيون أن مبدأ المحبة للآخرين لم يعد يسمح باستعباد الآخرين. فأُلغيت العبودية في البلدان المسيحية. يحث الكتاب المقدس المؤمنين على محبة الله ومحبة الآخرين. هذا المبدأ يعمل من تلقاء نفسه ويؤثر تأثيرًا فعالًا في كل قوانين الهيئة الاجتماعية رويدًا رويدًا ومنها نظام العبودية. لقد تحقق هذا التهديد: "واجعل مدن يهوذا خربة بلا ساكن" [22]، إذ تشهد أبحاث علم الآثار في السنوات الأخيرة على هذا الخراب. يقول F. Albright: [خُربت مدن كثيرة في بدء القرن السادس ق.م. ولم تعد فيها حياة. ومدن أخرى دُمرت لكن عاد إليها العمران نسبيًا في تاريخ لاحق متأخر إلى حد ما. وبقيت مدن أخرى دُمرت ولم تعد مسكونة إلاّ بعد فترة طويلة من هجرها، اتسمت بتغيرٍ حادٍ في تطورها وحملت المؤشرات العارضة عن استخدامها في أغراض لا تخص المدينة. لا نعرف حالة واحدة عن مدينة من مدن يهوذا المعروفة استمرت آهلة بالسكان خلال فترة السبي ]. |
|