يُعلمنا المثل عن نعْمَة الله وكَرْمِه، ويدعونا إلى الكفِّ عن الحَسَد تجاه هذه النِّعْمَة. وغاية المثل من ناحية أنَّه يُبيِّن يسوع لتلاميذه أن غلطهم بعدم اقتناعهم بالحياة الأبدية كغيرهم وتوقعهم أن ينالوا أكثر من غيرهم لاتِّباعهم المسيح قبل الجميع وتركهم أكثر مما تركه الآخرون لأجله، ومن ناحية أخرى، يوجّه يسوع هذا المثل أولا إلى الفِرِّيسيِّين الذين حسدوا الخطأة والعشّارين (لوقا 15: 1-32)، وما فهموا أن الله يهمّه الآخرون كما يهمّه الأولون، يهمه الأصحاء والمرضى معاً، الأبرار والخطأة، بل إن المرضى والخطأة لهم المقام الأول في قلب الله؛ لانَّ في الملكوت قاعدة واحدة لا غير هي كَرْمِ الله المجاني، ولا يسع الإنسان أن يدّعي أي حق مكتسب من الله.