أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟ ))
" أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟ " فتشير إلى حقيقة كوننا نحسد بعضنًا، بسبب الأنانية التي تُعم القلب. وما دمنا نحسد بعضنًا، فلن نستطيع أن نفهم كَرْمِ الله وصلاحه. لا يرضى الله بأن يحسُد النَّاس بعضُهم بعضاً بسبب كَرْمِه، لانَّ الحسد نوع غامض من العداوة. يعلق القدّيس باسيليوس " ضرر الحسد يعود على صاحبه ويرتدّ إليه كما يرتدّ السهم عن الأجسام الصلبة إلى راميه". ويدعونا السَّيِّد المسيح إلى الكف عن الحَسَد أمام كَرْمِ الله ومحبته حيث أنَّ كل شيء ينبع من النِّعْمَة. فالحَسَد هو كره نعْمَة الله على الآخرين، وتمنَّي أن تزولَ عنهم، أو أن يُسلبَها إيَّاهم؛ ويُشبِّه الحكماء الحَسَد " نَخر العِظام" (أمثال 14: 30)، إنه سُمٌّ يؤدّي إلى الانقسام ويسبّب المنافسات العقيمة ويفرّق بين الجماعة بالخصومات (رومة 13: 13) وبالمشاحنات (1 قورنتس 3: 3) وبالمرارة (يعقوب 3: 14). أي حسد تجاه أي شخص هو في الواقع حسد تجاه الله، وتجاه سخائه.