|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ [15]. ليس شيء أو أحد في العالم يعادل عند الرب نفس الإنسان التقي. وإن كان موت الأتقياء عزيز في عيني الرب، فكم يكون موت رب الأتقياء القدوس من أجل تقديم الخلود وعدم الفساد والإكليل لمؤمنين به! * ثمين هو الموت الذي يجلب الخلود بتقديم الدم تكلفة له، والذي يقدم الإكليل... يا لفرح المسيح به! * ليته لا يفكر أحد في الموت بل في الخلود، لا في التأديب الزمني، بل في المجد الأبدي، فقد كُتب: "عزيز موت قديسيه". الشهيد كبريانوس توجد أنواع مختلفة للموت. يتبع أوريجينوس التقليد في تعليمه عن الموت المزدوج للمسيحي. موت جسده الناتج عن خطيئة آدم ، وموت نفسه، الناتج عن خطيئته الشخصية . ويميز أوريجينوس في الواقع ثلاث أنواع من الموت: 1. موت في الخطية - وهو شرير. 2. موت عن الخطية - وهو صالح. 3. موت محايد - ليس بصالحٍ ولا شريرٍ في ذاته، وهو ما نسميه بالموت "الجسماني" أو "العادي". * هؤلاء إذ ماتوا عن العالم، وجحدوا أموره، نالوا موتًا مكرمًا، فإنه: "عزيز في عيني الرب موت قديسيه". * القدِّيسون الذين يمارسون الفضيلة ممارسة حقيقية، "هؤلاء أماتوا أعضاءهم التي على الأرض، الزنا والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة" (كو 3: 5)، فيتحقق فيهم، بسبب هذه النقاوة وعدم الدنس، وعد مخلصنا، "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8). هؤلاء صاروا أمواتًا عن العالم، وازدروا بمقتنياته، مقتنين موتًا مشرفًا، إذ هو "عزيز في عينيّ الرب موت أتقيائه" (مز 116: 15). هؤلاء أيضًا قادرون على الاقتداء بالرسول القائل: "مع المسيح صلبت، لأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2: 20). هذه هي الحياة الحقيقية التي يحياها الإنسان في المسيح، فإنه وإن كان ميتًا عن العالم، إلاَّ أنه كما لو كان قاطنًا في السماء، منشغلًا في الأمور العلوية، كمن هو هائم في حب تلك السكنى السماوية، قائلًا: "فإن سيرتنا نحن هي في السماوات" (في 3: 2). القديس أثناسيوس الرسولي * لما جُلد صمت! ولما صلب صلَّى لأجل صالبيه! "بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه؟! كأس الخلاص آخذ وأدعو اسم الرب". "كريم أمام الرب موت قديسيه" (مز 116: 15). العمل اللائق الذي نستطيع أن نعمله نظير ما فعله معنا، هو أن نقدم دمًا بدمٍ. وبما أننا اُفتدينا بدم المسيح، فلائق بنا أن نقدم حياتنا لمن افتدانا. القدِّيس إبرونيموس * يبدأ الفردوس تفوح رائحته بأطياب موت الشهداء. إنها رائحة ذكية وعجيبة، تقدم تسبيحًا عظيمًا للرب، ملك السماء وكل الطغمات السماوية، كما تنبأ النبي: "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" (مز 116: 15). ابونيوس Aponius * مع أن القديس استفانوس سيم بواسطة الرسل، إلا أنه سبق الرسل أنفسهم بموت منتصر مبارك. ذاك الذي كان أقل في الرتبة صار الأول في الألم، والذي كان تلميذًا في الرتبة صار معلمًا باستشهاده. الأب قيصريوس أسقف آرل * لتأكيد أنه ليس شيء ما يسبب ضررًا للإنسان الفاضل، فلتتعلم أن الصالحين بوجه عام -باستثناء قلة- قد دُفنوا ولا نعلم أين هم. قد ترى البعض قُطعت رؤوسهم، وآخرون قد رُجموا، وهكذا رحلوا من هذه الحياة؛ والبعض عانوا من عقوبات عديدة لا حصر لها ومن أنواع مختلفة من أجل الدين، بينما الكل صاروا شهداء من أجل المسيح. لا يستطيع أحد أن يجسر ويقول إن مثل هؤلاء موتهم كان بدون كرامة. عوض هذا نحتفظ بالكلمات التي للكتاب المقدس: "عزيز في عيني الرب موت أتقيائه" (مز 116: 15). القديس يوحنا الذهبي الفم |
|