|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ [12]. لم يقل المرتل: ماذا أقدم أو أعطي الرب؟ لأن ليس للإنسان ما يقدمه للرب إلا أن يرد القليل مما وهبه الرب. حتى ما قدمه الشهداء للرب هو أن يردوا له الحب بالحب الذي وهبهم إياه بروحه القدوس، وقدموا دمهم مسفوكًا، مقابل سفكه دمه لأجل خلاصهم. أمام عطايا الله العجيبة، حيث وهبنا وجودنا نفسه من العدم، ووهبنا أن نكون على صورته، كما تجسد لكي يفدينا، ليس لنا ما نقدمه سوى ذبيحة الشكر. يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يقدم الشكر لله لا من أجل عطاياه وإنما من أجل إحساناته أو صلاحه الذي يرده له. فالمرتل يشعر أنه يصنع شرًا، والرب يرد الشر بالخير. على عكس ما فعله الكرامون الذين لما رأوه قالوا: "هذا هو الوارث هلموا نقتله" (مت 21: 38)، فردوا صلاحه بالشر. * بأي استحقاق أرد للرب؟ أنا طين، أنا تراب. إنه وعدني أنني سأرضيه في أرض الأحياء. جعلني معلمًا. لذلك آمنت وتكلمت. ماذا يليق بي لأقدمه مقابل هذا الإحسان وهذا الحنو؟ ما أعطيه هو بالحقيقة له، فأنا لا أعطيه، بل أرد له مما له. ليس لي ما أقدمه سوى أن أسفك دمي لأجله، وأن أموت شهيدًا من أجله. هذا هو الأمر الوحيد الذي أرده، أن أقدم الدم مقابل الدم. إذ خلصنا بواسطة المخلص، نفرح بسفك دمنا لأجله. القديس جيروم * أعدوا أنفسكم أن تذهبوا إلى خالقكم، وتمزقوا قلوبكم لا ثيابكم" (يوئيل 2: 13)، وتسألوا أنفسكم: "ماذا نرد للرب من أجل كل حسناته لنا؟!"القديس أنبا أنطونيوس * إذا كنتَ تعلم أنك مستنيرٌ، وأنّ نفسك صالحة فقُل: ”الله عمل معي وأنار ذهني الغارق في الظلمة"، "وقُل في قلبك: بماذا أردُّ للرب عن كل ما أعطانيه" (مز 116: 12) أنبا ثيؤفيلس البطريرك * ما أرده هو أن أرعى غنمه، وحتى هذا أفعله "لا أنا بل نعمة الله" (1 كو 15: 10). الأب قيصريوس أسقف آرل * أما نرد شيئًا لذاك الذي هو محسن علينا؟ حقًا إنه يستحيل علينا أن نرد لله حسناته علينا، لكنه أمر شرير أن نأخذ الهبات ولا نعرف قيمتها. الطبيعة نفسها تشهد بعجزنا، لكن إرادتنا توبخ جحودنا. لذلك عندما كان بولس الطوباوي يتعجب من عظم بركات الله، قال: "من هو كفء لهذه الأمور" (2 كو 2: 17). لأنه قد تحرر العالم بدم المخلص، وبالموت داس الموت، ممهدًا طريق الأمجاد السماوية بغير عقبات أو حواجز لهؤلاء الذين ينمون. لهذا عندما أدرك أحد القديسين النعمة مع عجزه عن أن يرد لله مقابلها، قال: "ماذا أرد للرب من أجل كثرة حسناته لي" (مز 116: 12). لأنه عوض الموت تقبل حياة، وبدل العبودية نال حرية، وبدل القبر وهب له ملكوت السماوات. لأنه منذ وقت قديم "تسلط الموت من آدم إلى موسى"، أما الآن فإن الصوت الإلهي قال: "اليوم تكون معي في الفردوس". وإذ يشعر الإنسان القديس بهذه النعمة يقول: "لولا أن الرب كان معي، لهلكت نفسي في الهاوية". علاوة على هذا، يشعر الإنسان بعجزه عن أن يرد للرب عن إحساناته، لكنه يعرف عطايا الله، كاتبًا في النهاية: "كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو... عزيز في عينيّ الرب موت أتقيائه" (مز 116: 13، 15). القديس أثناسيوس الرسولي * تألم السيد المسيح في الوقت الذي كان فيه بيلاطس بنطس يعمل حاكمًا وقاضيًا... من الذي تألم؟ ربنا، ابن الله الوحيد! وماذا حدث له؟ صُلب ومات وقُبر! ومن أجل من؟ لأجل الأشرار والخطاة! يا لعظم هذا التنازل! يا لعظمة النعمة! "ماذا أرد للرب من أجل كل حسناته لي؟ (مز 116: 12) القديس أغسطينوس |
|