|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رجوع النفس إلى راحتها الحقيقية ارْجِعِي يَا نَفْسِي إِلَى رَاحَتِكِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكِ [7]. لا نستطيع أن نتمتع بخلاص نفوسنا من الموت ما لم نتمتع بالراحة الحقيقية، أي بالمسيح يسوع نفسه. جاءت كلمة "راحة" بصيغة الجمع. كان كثير من مؤمني العهد القديم يظنون أن راحتهم هي السكنى في أرض الميعاد. لكن كما يقول الرسول بولس: "لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما تكلم بعد ذلك عن يومٍ آخر، إذ بقيت راحة لشعب الله" (عب 4: 8). راحة النفس الحقيقية هي التمتع بالشركة مع ربنا يسوع. فهو شبعنا وفرحنا وإكليلنا، أما الدخول إليه فيتحقق أيضًا به، إذ هو الطريق والحق والحياة. أوضح القديس يوحنا الذهبي الفم كيف استخدم طقس التجنيز التسبيح بالمزامير، إذ يقول: [فكر بماذا ترنم في هذه المناسبة؟ "ارجعي يا نفسي إلى موضع راحتك لأن الرب قد أحسن إليك" (مز 116: 7). وأيضًا: "لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز 23: 4). وأيضًا: "أنت ملجأي من الغم الذي أحاط بي" (مز 32: 7).. تأمل، ماذا تعني هذه المزامير؟ لكنك لا تعطي اهتمامًا لمعانيها، بل تسكر حزنًا. تأمل باهتمام أن الأحزان الخاصة بموت الغير إنما هي لعلاجك. "ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب أحسن إليك". أخبرني، هل تقول إن الرب أحسن إليك وأنت تبكي؟ أما يكون هذا تمثيلًا، أو يكون رياءً؟ فإن كنت تؤمن حقًا بما تقول فلا موضع لحزنك، لكن إن كنت تقوم بدور تمثيلي وتظن أن هذه الأمور واهية، فلماذا تُغني بالمزامير...؟ لماذا لا تطرد المرتلين بها؟" ] * "ارجعي يا نفسي إلى راحتك، لأن الرب قد أحسن إليك". هذا معناه: ارجعي يا نفسي إلى الفردوس، ليس لأنكِ تستحقين ذلك، وإنما من أجل حنو الرب. خروجك من الفردوس كان من عمل رذيلتك، أما رجوعك إليه فهو من عمل حنو الرب. ليتنا أيضًا تقول لنفسك ارجعي إلى راحتك. راحتنا هو المسيح إلهنا. إن كنا في ضيقات عظيمة، وأفكارنا مستعدة أن تذعن للخطية، فلنصرخ: "ارجعي يا نفسي إلى راحتك". القديس جيروم * "ارجعي يا نفسي إلى راحتك، لأن الرب قد أحسن إليكِ"، ليس لأجل استحقاقاتكِ، ولا لأجل قوتكِ، وإنما لأن الرب قد أحسن إليكِ. القديس أغسطينوس * لا شيء يعطي للنفس أجنحة، وينزعها عن الأرض، ويخلصها من رباطات الجسد، ويعلمها احتقار الأمور الزمنية مثل التسبيح بالنغمات الموزونة. * النفس بطبيعتها حسَّاسة للموسيقى، فلكي يحرم الله الشياطين من أن توحي للبشر بالأغاني الخليعة وضع لهم المزامير لحمايتهم، فهي نافعة ومحببة في نفس الوقت. بالأناشيد الروحية تنطلق النفس مع الشفتين بنعمة الروح القدس. القديس يوحنا الذهبي الفم * "ارجعي يا نفسي إلى راحتكِ، لأن الرب قد أحسن إليكِ". (مز 116: 7) المتباري الشجاع يطبق على نفسه هذه الكلمات المعزية تمامًا، مثل بولس عندما يقول: "جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، وحفظت الإيمان، وأخيرًا وُضع لي إكليل البرّ" (2 تي 4: 7-8). وقال النبي هذا عينه لنفسه: "حيث أنكِ تتممين بكفاية طريق هذه الحياة، ارجعي إلى راحتكِ، لأن الرب قد أحسن إليكِ". لأن الراحة الأبدية تُوضع قدام الذين يجاهدون في الحياة الحاضرة، حافظين الشرائع، راحة ليست مقابل دين بسبب أعمالنا، بل من أجل نعمة لله السخي للذين يترجونه . القديس باسيليوس الكبير * الخطية تعذب النفس وتقلقها، وتسبب لها إزعاجًا، أما الذي يتجنبها ويتوب عنها، فذاك يرد نفسه إلى الراحة والأمان. الأب أنسيمُس الأورشليمي * أنتم ترون داود يفرح بدواء موت كهذا، لأنه يضع نهاية للخطأ، فيزول الإثم لا الطبيعة. هكذا يقول: إنه يهب حرية وتحرر. "أرضي الرب في أرض الأحياء". فهذه هي أرض الأحياء، التي تخص النفوس حيث لا توجد خطايا، بل يوجد مجد الفضائل. * يعرف (داود) أن الموت من أجل المسيح أكثر مجدًا من أن يحكم الإنسان هذا العالم، لأنه أي شيء أسمى من أن تكون ذبيحة من أجل المسيح؟ إذ نقرأ كثيرًا عن الذبائح التي قدمها داود للرب، مضيفًا هذه العبارة: "أقدم لك ذبيحة التسبيح"، لا يقول "أقدم ذبيحة، إنما "سأقدم لك ذبيحة"، بمعنى أن الذبيحة ستكمل عندما يقف كل واحدٍ أمام الرب، متحررًا من قيود هذا الجسد، ويقدم نفسه ذبيحة تسبيح. فقبل الموت لا تكمل تسبحة، ولا يستطيع أي أحدٍ في هذه الحياة أن يسبح تسبحة نهائية، لأن أعماله الأخيرة غير أكيدة. فالموت إذن هو تحرر النفس من الجسد. القديس أمبروسيوس لأَنَّكَ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ، وَعَيْنِي مِنَ الدَّمْعَةِ، وَرِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ [8]. يصرخ المرتل فقد حلت به الشرور من كل جانب، لحقت بنفسه فدخلت بها إلى الموت، وبعينيه فلم تتوقف عن البكاء، وبرجليه فتعثرتا. لكن جاء المخلص لينقذ ويعين في الوقت المناسب وبالكمال. نعمته فيها كل الكفاية. لا يكف المؤمن عن الصراخ لمخلصه، فهو يحتاج دومًا إلى تطلع المخلص إليه! * من لا يبكي في العالم الحاضر، يسكب الدموع في العالم الآتي. "طوبى للحزانى لأنهم يتعزون" (مت 5: 5)... لأن قدمي لم يثبتا على الصخرة "كادت تزل قدماي، لولا قليل لزلقت خطواتي" (مز 73: 2). لقد ُأنقذت رجلي من الزلق. لماذا؟ لأن نفسي رجعت إلى راحتها. القديس جيروم * إنه يصف الراحة المستقبلية، مقارنًا إياها بالأمور الحاضرة. يقول: هنا أحزان الموت قد أحاقت بي، أما هناك فقد خلص نفسي من الموت. هنا عيناي تسكبان الدموع بسبب المتاعب، وأما هناك فلا تعود توجد دمعة تظلم أعين الذين يتهللون بالتأمل في جمال مجد الله. إذ يمسح الله كل دمعة من كل وجه. القديس باسيليوس الكبير أَسْلُكُ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ [9]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "أرضي (سأرضي) الرب أمام كورة الأحياء". السلوك قدام الرب يشير إلى التحرك المستمر والنمو الدائم داخل كنيسة المسيح، حتى الرحيل إلى الحياة العتيدة. الحياة في المسيح يسوع حركة دائمة ومستمرة خلال نعمة الله للتمتع بالنمو الدائم، والصعود كما من مجدٍ إلى مجدٍ. ما يشغل قلب المرتل لا ما يقوله الناس، بل ما يراه الله عليه، لأنه سيقف أمام الله الفاحص القلوب. * يظن الناس أني بار، أنا الذي ليس لي أعمال صالحة. يظن الناس أني قديس، أنا الذي ليس لي كلمات صالحة. هكذا يقول داود والقديسون والرسل أيضًا، لأن الخطاة لا يقولون هذا. ماذا يقول البار؟ ليس لي أعمال صالحة ولا كلمات صالحة، ويظنون فيَّ أني قديس، ويمدحونني؛ لكنني أعرف ضميري. أنا أعلم بأي نوع من الأفكار يتلاطم قلبي من هنا وهناك.أنا أعرف كم من شهوات جامحة تمسك بي. إني "أرى ناموسًا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية" (رو 7: 24). ولهذا أصرخ: "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو 7: 24)... لقد أطلت هذه العظة هكذا لتأكيد هذه النقطة أنه في العالم الحاضر ليس أحد قادرًا أن يكون بارًا بالتمام، لا داود ولا الرسل ولا أي أحد من القديسين. ليس أحد طاهرًا من خطية ولو كانت حياته يومًا واحدًا (أي 14: 4-5). حيث أن الرسل والقديسين لم يجسروا أن يقولوا "نحن قديسون"، ولا يجسرون أن يقولوا: "أرضي (الرب)" وإنما "سأرضي"، فإن النبي يعد بالنسبة للمستقبل بما يعترف أنه لم يفعله في الماضي: "سأرضي الرب"... أين سأرضي الرب؟ "في كورة الأحياء". هذه الأرض هي أرض الأموات، أما الأخرى فهي أرض الأحياء... لقد عرف (داود) هذا العالم ليس كأرض الأحياء بل أرض الأموات. هل تريد أن تعرف أرض الأحياء؟ يخبرنا الرب في الإنجيل: "أنا إله إبراهيم، وإله إسحق وإله يعقوب" (مت 22: 32)، وكانوا أمواتًا. القديس جيروم * أرض الأحياء هي الدهر العتيد، حيث لا يكون للموت فيه سلطان علينا. يُقال عن الذين ينعمون بها: "هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة... لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس، ولا شيء من الحر، لأن الحمل الذي في وسط العرش يرعاهم، ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعه من عيونهم" (رؤ 7: 13، 16-17). الأب أنسيمُس الأورشليمي آمَنْتُ لِذَلِكَ تَكَلَّمْتُ. أَنَا تَذَلَّلْتُ جِدًّا [10]. لن يبقى الإيمان حبيس الفكر المجرد، إنما يُعلن خلال الكلام والسلوك، كما في داخل القلب والعقل. دائمًا يُعلَن الإيمان خلال الحياة العملية المقامة. يقول الرسول بولس: "فإذ لنا روح الإيمان عينه حسب المكتوب: آمنت لذلك تكلمت، نحن أيضًا نؤمن ولذلك نتكلم أيضًا. عالمين أن الذي أقام الرب يسوع، سيقيمنا نحن أيضًا بيسوع ويحضرنا معكم". (2 كو 4: 13-14). لن يبقى الإيمان معطلًا داخل القلب، إنما يلزم إعلانه بالسلوك العملي في المسيح يسوع. * بماذا أؤمن؟ أنني سأرضي الرب في كورة الأحياء. هذا هو ما أومن به، هذا هو السبب أني أتكلم. وما هو الذي أتكلم به؟ "أنا تذللت (تواضعت)". يا له من فهم عميق جدًا للمنطوق الإلهي! يقول: "آمنت أنني سأرضي الرب، سأصير ملاكًا، وسأكون في السماء، ولم أتكبر. لم انتفخ بل بالحري تذللت جدًا. وذلك بسبب مراحم الله العظيمة سأكون في أرض الأحياء. إنني أعرف نفسي جيدًا، إني تراب ورماد، لذا بالحقيقة تذللت. بماذا يفتخر التراب والرماد؟" القديس جيروم * نطق المرتل بهذه الكلمات عندما كان في خطر عظيم ولم يكن هناك أي احتمال للهروب إلا بقوة الله. وفي ظروف متشابهة، يقول بولس إننا نحمل ذات الروح لكي نستريح أيضًا (2 كو 4: 13). هكذا يظهر أنه يوجد تناغم عظيم بين العهدين القديم والجديد. إنه ذات الروح الذي يعمل في كلا الاثنين. كان رجال العهد القديم في خطر كما نحن أيضًا. يلزمنا نحن أيضًا أن نجد الحل مثلهم خلال الإيمان والرجاء . القديس يوحنا الذهبي الفم * الصدق في الكلام يتقدمه حسن الإيمان، لأن غير المؤمن لا يصدق كلامه الذي يقوله عن الله، إذ رأس التعليم الصادق والقول الحقيقي هو الإيمان الثابت الدائم في قلب المتكلم. لذلك كتب الرسول: "فإذ لنا روح الإيمان عينه، حسب المكتوب: آمنت لذلك تكلمت. نحن أيضًا نؤمن، ولذلك نتكلم أيضًا" (2 كو 4: 13). فروح الإيمان الذي قاله الرسول الإلهي هو الملكة الحاصلة من الإيمان، أو موهبة الروح المعطاة للمؤمن. وكمال الإيمان هو التواضع وعدم الاختيال والكبرياء... كتب الرسول: "أيها الإخوة أنا لست أحسب نفسي إني قد أدركت" (في 3: 13)، لذلك قال النبي: "وأنا تواضعت (تذللت) جدًا". الأب أنسيمُس الأورشليمي * جاء الكلمة لكي تأتي الأرض المهجورة بثمرٍ لنا. جاء الكلمة، وتبعه الصوت. فإن الكلمة أولًا يعمل في الداخل قبل أن يتبعه الصوت. لذلك يقول داود: "آمنت عندئذ تكلمت" (مز 116: 10). القديس أمبروسيوس أَنَا قُلْتُ فِي حَيْرَتِي: كُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبٌ [11]. وسط الضيقات شعر كأن كل البشر حتى ألصق الأصدقاء له عاجزون عن تقديم أية مساعدة لائقة. جاءت كلمة "كاذب" هنا بمعنى "باطل". لقد فقد المرتل رجاءه في البشر، لهذا يلزمه أن يتكل على الله. هذا هو الطريق الآمن للخلاص من الظلمة والتمتع بالنور الحقيقي. لقد عانى الرسول بولس أيضًا، إذ قال: "الجميع تركوني". وإن كان قد وُجد من بين أحبائه من لم يخجل من سلسلته. قال أحد المختبرين: معارفي يملأون كاتدرائية ضخمة، وأصدقائي صاروا منبرًا للوعظ، لكن من يقدر أن يدخل أعماقي ويرد لي سلامي غير السيد المسيح. يرى القديس أغسطينوس أن الإنسان في حيرته يقول إن كل الناس كاذبون، هذا ما حدث مع القديس بطرس حينما اتكل على نفسه، فتعلم أن كل الناس كاذبون، فلا يتكل على ذراع بشر، حتى على ذراعه هو. * "أنا قلت في حيرتي كل الناس كاذبون". يقصد بالحيرة الخوف الذي يحدث عندما يهدد المضطهدون، وعندما تحل آلام عذابات الموت، وعندما يتألم الضعف البشري. نفهم ذلك لأن صوت الشهداء يُسمع في ها المزمور. تُستخدم الحيرة أيضًا بمعنى آخر، عندما لا يحل الخوف بالعقل، وإنما حينما يحل إيحاء خاص برؤيا. * كنت في الأصل لا شيء وهو خلقني. كنت مفقودًا وهو بحث عني ووجدني. عندما كنت أسيرًا خلصني. اشتراني ورعاني. كنت عبدًا، وجعلني له أخًا؛ فماذا أرد للرب؟ ليس لديكم شيئًا تقدمونه له. فإنكم تطلبون منه كل شيء، فماذا تعطون؟ القديس أغسطينوس يرى القديس جيروم أن كل إنسان كاذب بمعنى أنه إذ يسلك كإنسان يكذب، إنما أن يتقدس وينطبق عليه القول: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم" (مز 82: 6) لا يعود يكون كاذبًا. [إنسان القداسة يصير إلهًا، وإذ هو إله، يكف عن أن يكون إنسانًا فلا ينطق بالكذب.] * "أنا قلت في حيرتي كل إنسانٍ كاذب"... ما يقوله النبي هو هذا: سأرضي الرب في كورة الأحياء، ومع هذا إذ أتطلع إلى الحياة البشرية وأتأمل في كل أنواع الخطأ لا أجد الحق في هذا العالم... هذا هو ما أقوله: كل ما نراه، وكل ما نتمعن فيه بفطنة هو كذب. كيف هو كذب؟ "كذب" هنا تُستخدم بمعنى "ظل"، كما لو كانت خيالًا. وكما يقول مزمور آخر: "إنما كخيالٍ يتمشى الإنسان" (مز 39: 7). بنفس المعنى يقول مزمورنا كما جاء بالعبرية، كل إنسان كاذب، بمعنى كل إنسان خيال. القديس جيروم * إن قوله: أنا قلت في حيرتي" معناه أنا قلت عندما تحيرت من كثرة مصائبي. وأيضًا عندما تفكرت في أمور العالم وذهلت. قلت إن كل إنسانٍ كاذب، أي كل من كان خاضعًا للانفعالات البشرية، وكل من ركن إلى أفكار البشر، ولم يسند رأيه على أحكام الله فهو كاذب. كلمة "كاذب" هنا بمعنى "باطل" و"فانٍ". وكأن قوله يعني أن سعادة الإنسان وغناه وعلمه زائل وسريع الزوال. كل ما كان موجودًا للإنسان في هذا العمر الحاضر، سريع التحول والانقلاب، إن كان مسرًا أو مضرًا، فلا يدوم على حالٍ واحدٍ مطلقًا. الأب أنسيمُس الأورشليمي * إن كان كل إنسان كاذب والله وحده هو صادق، ماذا ينبغي علينا نحن الخدام، أساقفة الله، أن نفعل سوى أن نرفض الأخطاء والأكاذيب البشرية، ونبقى في حق الله، نطيع وصايا الرب؟ الشهيد كبريانوس * حسنًا فعل العظيم داود - كما يبدو لي - حينما عبَّر عن استحالة عمل كهذا. لقد رُفع بقوة الروح خارج ذاته، وصار في طوباوية من الدهش الروحي في الجمال غير المدرك وغير المحدود. رآها كأقصى ما يستطيع أن يرى، فإذ هدأت شهوات جسده، ودخل بقوة الفكر المجرد إلى فوق، متأملًا في العالم الروحاني المعقول، وتاق أن يقول كلمة تليق بهذا المنظر، انفجر بتلك الصرخة التي دوى صداها مرارًا: "كل إنسانٍ كاذب" (مز 116: 11) . القديس غريغوريوس النيسي * حتى وإن كان كل البشر قد أحبوا الكذب قبل مجيئهم إلى الحق فإن الله الحقيقي يبقى عادلًا، يمسك بالأمور اللائقة به ويحقق كل شيءٍ لائق. يوسابيوس أسقف إمسا * الله حق في ذاته؛ أنت كاذب في ذاتك، أما فيه فيمكنك أن تكون صادقًا. القديس أغسطينوس * يعلن داود: أنا قلت في دهشي: كل إنسانٍ كاذب" (راجع مز 116: 11). بالحق لقد انتقل خارج نفسه ليشترك في الإلهيات، فقال إن الناس كاذبون، لأنه لم يعد بعد مجرد إنسان، ذلك بسبب شركة الروح القدس. القديس ديديموس الضرير |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صلاة و مزمور لطلب رجوع حق المظلوم |
الرجوع إلى الرب هو رجوع إلى النفس { الابن الضال } |
يحتوي مزمور 107 على نبوة عن رجوع العبرانيين من سبيهم |
فالتوبة هي رجوع النفس إلي الله |
فالتوبة هي رجوع النفس إلى الله |